في شهر نيسان/ أبريل نحن فكّرنا أنه يجب علينا أن نفعل شيئًا لم يفعله أحد في سورية، فاتفقنا أنا والأستاذ علي أن نصنع علم الثورة الذي حتى الآن تتبنّاه الناس، وطبعًا العلم كان غير موجود في تلك الأثناء، فذهبنا إلى جسر الشغور وأحضرنا الأقمشة وقمنا بقص الأعلام وأخذناها إلى منزلنا، وقمنا بخياطتها عند الخيّاط ورسمنا النجوم عليها، وإذا عدنا إلى مظاهرات سهل الغاب في نيسان/ أبريل كان علم الثورة مرفوعًا، ولم يكن قد رفعه أحد في سورية بعد، يعني نحن أول الأشخاص الذين رفعنا علم الثورة في سهل الغاب، في نيسان/ أبريل 2011.

أنا شخصيًا [فكّرت في رفع العلم] لأنني أريد أن افعل شيئًا حتى نميّز أنفسنا عن النظام، لأنه في بداية المظاهرات كانت الناس ترفع أعلام النظام، فأنا كنت أتابع الناس الذين يكرهون النظام، يعني مثلًا أتابع الدكتور محمود دغيم وهيثم منّاع، وأتابع الناس الذين يتحدثون أي كلمة ضد النظام، فكان الدكتور محمود الدغيم كان دائمًا قبل الثورة يضع علم الثورة، فأنا أول شخص، ولا أعتقد أنه يوجد شخص في سورية رفع هذا العلم في الثورة السورية على أرض الواقع [قبلي]، وقد يكون تمّ رفعه في [اجتماعات] المعارضة وفي الفنادق والمهرجانات والاجتماعات، ولكن نحن على أرض الواقع لم يرفع أحد علم الثورة قبلنا، ويمكننا العودة إلى هذه المظاهرات، وطبعًا منطقة الغاب كلها تعرف هذا الحديث، فذهبنا وجهزنا 100 علم كبير (متر بثلاثة أمتار) وصنعنا علمين كبيرين (أربع أمتار بعشرة أمتار أو عشرين متر)، هذه الأعلام التي تبنّاها الناس (المتظاهرون)، وأصبحنا نوزّعها ونعمل على هذا الأساس. 

ونحن تقريبًا من (بسبب) هذا الوضع نحن أصبح عندنا شهداء من منطقة سهل الغاب قد قتلوهم في حمص، ومعروفة بحادثة السرفيس (عربة نقل ركّاب صغيرة)، سرفيس نقل عمال قادم من لبنان قتلهم الجيش في حمص، فنحن استقبلناهم، وهذه كانت تقريبًا من أكبر المظاهرات في ريف حماة وسهل الغاب، وهذا الكلام في أيار/ مايو، وبعدها سيطرنا أمنيًا، مثلًا قلنا للشرطة إذا أردتم شيئًا من أحد فممنوع أن تذهبوا إليه، عليكم إخبارنا، وإذا كان يوجد شيء نحن نحضره، فكان الأمن مُستتبًّا، وخلال أربعة أشهر تقريبًا لم تحصل أي مشكلة في سهل الغاب، لا سرقة ولا شيء آخر أبدًا أبدًا.