الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مفاوضات النظام الهادفة لإيقاف الحراك الشعبي في سهل الغاب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:52:20

النظام حاول أولًا بالترهيب والترغيب، ودعا الناس أصحاب الشأن في المنطقة إلى الأفرع الأمنية، [وقال لهم]: ماذا تريدون وماذا تحتاجون؟ وتعالوا حتى نجلس ونحلّ المشكلة، ونحن المحسوبين على الثورة أنا الشخص الوحيد الذي رفضت الذهاب إلى الفروع الأمنية، وكل الناس ذهبوا إلى الفروع الأمنية، وأنت عندما تصل إلى داخل الفرع فلا يوجد عندك مجال حتى تتكلم كثيرًا، والنظام كان ليّنًا مع الناس ويساير الناس، أنا الوحيد الذي لم يذهب إلى الأفرع لأنني سُجنت عند النظام وأعرف النظام، فطلب النظام اجتماعًا معي أنا شخصيًا وخمسة شباب آخرين من الثورة، وهذا الكلام في بداية شهر أيار/ مايو، ونحن طلبنا أن يكون الاجتماع علنيًا في مدرسة وجميع الناس يحضرون الاجتماع، وقالوا إنه يمكن أن يحصل الاجتماع في منزلي أو منزل المختار وأنا رفضت، وقلت لهم: يجب أن يكون الاجتماع علنيًا ويحضره الجميع، فكان الاجتماع في مدرسة الزيارة وكان موجودًا المسؤولون في المحافظة، وحاولوا معنا بشتى الوسائل -وهنا كان قد جاءنا  الشهداء- وطبعًا الذين تمت دعوتهم إلى الاجتماع خمسة أشخاص بالاسم، أنا أحدهم والأستاذ علي هليل الذي كان معي في فريق التنسيق والأستاذ عبد الله قنطار وياسين ياسين وبسام عبيد، بالإضافة إلى الكثير من الوجهاء، وسمعوا الحديث وخاطبوا به الناس، وكل الذين جاؤوا إلى الاجتماع هم من طلاب الجامعة والأساتذة، وأنا الوحيد الأمّي ولا أملك شهادة ولا ثقافة، والآخرون هم طلاب جامعة ومعهم شهاداتهم وخريجون، فتحدّثوا معهم وتناقشوا معهم، وفي النهاية وصل الحديث عندي، وقائد الشرطة كان يعرفني [هو] ورئيس الفرع، يعرفونني معرفة شخصية، لا أذكر الأسماء لكن أذكر أن اسم مدير المنطقة أبو الحكم، فوصل الحديث عندي، فقال إن الشباب طلبوا طلباتهم وأنت يا أبو محمود ما هو طلبك؟ فقلت له: طلبي بسيط جدًا وهو إسقاط النظام، إسقاط رئيس الجمهورية، والناس كانوا موجودين، وطبعًا هؤلاء الناس هم حاضنتنا وكانوا مستعدّين لحصول أي تدخّل من الأمن، لأن منطقتنا حصل فيها كما ذكرت شبه عصيان، والناس تقريبًا انفردوا بقرارهم ولم نعُد نردّ على أحد وأخذنا الموضوع بشكل جدّي وسرنا به، فقلت له: [لديّ] طلب بسيط، أريد إسقاط النظام، ونحن لا نبحث عن وظائف، وأنا لن أصبح محافظًا ولا مهندسًا، نحن نريد إزالة النظام من الآخر، لا تدَعوا أحدًا يغشّكم، وغير ذلك لا يوجد عندنا حل، فذهبوا وحاولوا عن طريق اتصالات عن طريق أشخاص ووجهاء وشيوخ عشائر من أصدقائي، وتحدثوا معي على الهاتف حتى نجتمع -كشيوخ عشائر- وحتى مع مدير الناحية، وهو كان برتبة رائد اسمه خضر العليج من دير الزور، وهو شخص محترم، وأخبرني واجتمعنا ذات مرة أنا وهو على انفراد، وهو حاول جسّ نبضي هو وغيره، وقال: أنت خسرت في الثورة، وماذا تحتاج وما هو طلبك من وظيفة أو مال؟ فقلت له: أنا لا يوجد عندي طلب، ونحن نمشي في مشروع الثورة وطلبنا هو إسقاط الرئيس، وشهادة لله (في الحقيقة) هذا الرائد خضر العليج -ولا أعرف إذا كان على قيد الحياة أو ميتًا، قال لي: لولا هذه الرتب لوجدتَني أول شخص يمشي معك وخلفك، وقال: استمرّوا في طريقكم وتوكّلوا على الله، ونحن معكم، ولكن لا يوجد باليد حيلة.

وتحدث معي أحد شيوخ العشائر في منطقتنا، وهو صديق شخصي أيضًا، عرض هذا الموضوع وقال: أنا عندي تفويض من المحافظ ومن رئيس فرع الحزب (حزب البعث)، ومن رؤساء الأفرع الأمنية على طلبك أنت كشخص، والمظاهرات لا أحد يستطيع إيقافها إلا أنت، وكان الرد واضحًا وصريحًا، وقلت له: أوصل لهم هذه الرسالة، فهكذا كانت الأمور تمضي في هذا السياق. 

نحن في سهل الغاب وجبل شحشبو جميعنا من أبناء العشائر، ومن لا يعرفني فإنه يعرف أخي، وجميعنا كنا كتلة واحدة، متكافلين ومتضامنين ضد هذا النظام، وأكيد المناطقية والعشائرية لعبت دورًا، وهكذا كان على أرض الواقع، وبالتأكيد العشائر انضمّت إلى الثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/11

الموضوع الرئیس

التفاوض مع النظام

كود الشهادة

SMI/OH/74-05/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار/ مايو 2011

updatedAt

2024/06/20

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-سهل الغاب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الشهادات المرتبطة