الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحالة الأمنية في سهل الغاب والتحضير لاقتحام مفرزة الأمن العسكري بجسر الشغور

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:56:06

السيطرة الأمنية... سهل الغاب عبارة عن ناحيتين وعدة مخافر تتبع للنواحي، وأبلغْنا مُديري النواحي والشرطة -وكنا نعرفهم بشكل كبير- أنه ممنوع خروج أي دورية أو التعرّض لأي إنسان أو مداهمة أي منزل أو أي مطلوب، أنتم كشرطة مدنية، وإذا أردتم أي شيء من أي إنسان فعليكم إخبارنا ونحن نقوم باللازم، وإذا كان عليه شيء (مُتّهمًا بجِناية) فسنقوم بإحضاره لكم، وكانت الشرطة ومُديرو النواحي متفهّمين ومتجاوبين معنا إلى أبعد حدّ، وكانت تحصل أشياء أمنية في سهل الغاب، مثلًا جاء الأمن وداهم قلعة المضيق واعتقل شخصًا ناشطًا في الثورة اسمه أنس الرجب، وعندما اعتقله تجمّعنا وقطعنا الطرقات وخرجنا في مظاهرات، حتى تم الإفراج عن أنس الرجب، وكانت المظاهرات في سهل الغاب ارتجالية وبنت ساعتها، باستثناء يوم الجمعة، وأي إنسان نعرف بأنه قد اعتقله الأمن فإننا نخرج في مظاهرات من أجله، أو أي شهيد يسقط إذا كان عسكريًا عند النظام أو مدنيًا كنا نتظاهر من أجل هذا الموضوع في منطقتنا كلها من سهل الغاب إلى جبل شحشبو إلى جبل الزاوية إلى جسر الشغور ومعرة النعمان، وهذه المناطق كلها كنا نخرج فيها بمظاهرات لتلك الأسباب التي ذكرتُها.

لتكن نيتُنا حسنة ونقول إنهم (رجال الشرطة) كانوا متفهّمين للثورة ويشعرون بالشعب وكانوا مع الشعب، ولكنهم كانوا موجودين في وظيفة في الدولة، لا يستطيعون خلع رتبهم منذ أول يوم ويكونون لصالح الثورة، وكانوا غير قادرين على مواجهة الثورة أبدًا، وكما قلت، دَع نيّتنا حسنة ونقول إنهم كانوا متعاطفين مع الثورة على مستوى رجال الأمن الموجودين أو الشرطة الداخلية الموجودة في سهل الغاب، وهذا من تجربتي الشخصية معهم، ويوجد أكثر من موقف حصل معي مع الشرطة ومع مُديري النواحي، وكلهم كانوا متجاوبين معنا ومتعاطفين وكانوا مع الثورة، ولكنهم غير قادرين على إعلان أنفسهم مع الثورة، وهذه حقيقة لمسناها في كل موقف منهم في تلك الفترة الزمنية.

نحن عُدنا واجتمعنا في المدرسة، واجتمعنا مع الضباط وتناقشنا كثيرًا على الملأ، وكان الاجتماع مفتوحًا بحضور جميع الناس، وكنا واضحين معهم، ثم طلبوا مرة ثانية اجتماعًا، واجتمعنا في قرية قسطون، في منزل مختار قسطون، وكان يوجد ضباط من الأمن ورجال شرطة، وأي شخص ينفرد معي كان يقول: نحن معكم، وكان يحسب نفسه على الثورة، ولكن في الاجتماع أمام الناس كانوا يمثّلون النظام ويتحدثون بأسلوب سلِس ومرِن جدًا معنا بشكل خاص، وهذه هي طبيعة الموقف.

في ذلك الوقت حصلت مداهمات أمنية، ولكن ليست في منطقتنا وإنما في منطقة سهل الغاب، ولم يحصل اعتقال أمني إلا على شخص واحد اسمه أنس الرجب، ذكرت لك [أنه] من قلعة المضيق، وهو موجود الآن في تركيا، وحصلت عده مداهمات، و أخطرها في منطقتنا على مدينة جسر الشغور، ونحن سهل الغاب نبعد عن جسر الشغور حوالي 15 كيلومترًا، وبحكم عملنا في الثورة كان عندنا تواصل قوي مع أهلنا في جسر الشغور ومع تنسيقية جسر الشغور بشكل مباشر، أنا والأستاذ علي هليل من قرية قسطون، وكنا نعرف كل شيء في بدايته، وأنا أخي الأصغر منّي كان منزله في جسر الشغور، وابنة عمي وأقاربي موجودون في جسر الشغور، بالإضافة إلى أصدقائي خارج الثورة ومن الثورة، وكنت على تواصل دائمًا مع جسر الشغور، وأي شيء يحصل هناك كانوا يبلغونني به، وجاء [عناصر] الأمن واعتقلوا مجموعة شباب من جسر الشغور، ونحن وجّهنا مظاهرة في تلك الأثناء أكثر من 15 ألف شخص وذهبنا إلى جسر الشغور، وبقينا هناك واقتحمنا بشكل سلمي فرع الحزب (حزب البعث)، في جسر الشغور، وأفرجوا عن المعتقلين في جسر الشغور، وبدأنا نحن في سهل الغاب نُعدّ العدّة ونضع خطّة، حتى إذا داهم الأمن كيف سنحمي أنفسنا من الأمن، ووضعنا خطة أمنية نحن كشباب الثورة الذين كنا نجتمع ونلتقي في تلك الفترة في الغاب الشمالي، نحن تقريبًا عشر قرى وعلى رأسها قرية قسطون، وكنا ننام في بعض الأيام في فصل الصيف أعلى تل قسطون، وصنعنا قنابل مولوتوف (قنبلة حارقة مُصنّعة من البنزين)، ووضعنا خطة حتى إذا جاء الأمن كيف سوف نهاجم الأمن قبل أن يقتحم أحد، يعني عندما يكون [عناصر الأمن] في الباصات يجب أن نمنع العناصر من النزول ويكون هجومنا من طرف الأبواب حتى لا يستطيع أي عنصر النزول من باب الباص، لأنهم كانوا يأتون بالباصات في تلك الأثناء، فوضعنا الخطة على هذا الأساس ولكن لم تحصل أي مداهمة في سهل الغاب، وكانت حادثة جسر الشغور في العشر الأواخر من أيار/ مايو.

ثم وضعنا خطّة لمداهمة مفرزة جسر الشغور نحن شباب الغاب، لأن هذه المفرزة كانت هي اليد الضاربة على الثورة وعلى أهلنا في جسر الشغور، وأنا سوف أتحدث عن قصة، نحن بتاريخ 14 آذار/ مارس كنت أنا وأحد أولاد عمي، وأنا كنت بشكل يومي وكان عندي منزل في السقيلبية وأصدقاء هناك، وبشكل يومي أتواجد في السقيلبية، وسكانها من أهلنا المسيحيين، فكنت أتعشى مع أصدقائي وابن عمي وذهبنا في الليل وسهرنا ثم خرجنا وذهبنا وسهرنا في ريف حماة، في منطقة اسمها أبو قبيس، وهي معروفة للكثير من الناس، وهي منطقة فيها أماكن سهر، وتقوم فيها حفلات ورقص وغناء، فانتهت الحفلة تقريبًا الساعة 05:00 صباحًا بتاريخ 15 آذار/ مارس، وخرجنا من الحفلة ومشينا، وبعد 02 كيلومتر رأينا حاجزًا للجان شعبيّة (الشبيحة)، والبعض منهم كان مسلحًا، وكانوا يعرفوننا بشكل شخصي، وسألناهم: ماذا يحصل معكم؟، وهذا بتاريخ 15 آذار/ مارس 2011،  ولم يكن يوجد شيء في سورية اسمه ثورة أبدًا، وهم جميعهم كانوا من طائفة معيّنة وفصيلة معينة، وكانوا يستعدّون لشيء سوف يحصل في البلد، مع أنه لم يكن يوجد شيء في البلد في ذلك التاريخ، وسألتُهم: ماذا تفعلون هنا؟، فقالوا: يوجد إرهابيون قادمون إلى البلد ويريدون التفجير وكذا وكذا، ثم ذهبنا إلى القرية التي بعدها، وكانت كل القرى علوية، وطبعًا كل أبناء منطقتي والناس يعرفون هذه القرى، ومشينا وواجهنا أكثر من حاجز، وأكثر الحواجز كانت تعرفنا، والذي لا يعرفني يعرف ابن عمّي ونحن نعرف أهلهم، وكانت علاقاتنا متشابكة معهم بشكل قوي، وأنا وابن عمي بشكل خاص، وهذا الموقف حزّ في نفسي، ما هي القصة؟، وأيضًا كان يوجد على بعض المفارق دوريات للأمن، لأمن الدولة والأمن السياسي والأمن العسكري، وأيضًا كنا نعرف العناصر وجميعهم أصدقاؤنا من رؤساء المفارز وغيرهم، وسألناهم: ماذا تفعلون؟، فيقولون: يوجد إرهابيون سيدخلون إلى البلد، هم كانوا مُهيَّئين بكل شيء قبل أن يحصل أي شيء في سورية.

أنا طبعًا عندي موقف من النظام، وهذا الشيء قد أثّر أكثر هذا الموقف، وأنه هؤلاء الناس مستعدّون وقد تجهّزوا حتى يقوموا بشيء في البلد، وهذا موقف للتاريخ يجب أن أذكره. 

أنا تحدثت عن الفترة الأمنية، وكيف أخذنا التدابير في حال مداهمة الأمن لمنطقة سهل الغاب، كيف نحمي أنفسنا وأهلنا، ثم انتهينا من هذه المرحلة وبدأنا في سهل الغاب كمجموعة الشباب الخاصة، وأنا ذكرت أن الشباب الموجودين معنا كانوا أذكياء ودارسين ولديهم عقل، ويفهمون بالتكنولوجيا، وأنا طلبت من أحدهم وقلت له: أنتم لديكم معلومات وأتمنّى أن تبحثوا على الإنترنت عن طريقة تصنيع [قنابل] المولوتوف أو قنبلة أو أي شيء يدوي، ونحن هنا يجب أن نفعل شيئًا، فسألني: لماذا؟ فقلت له: انتهى [الأمر] لأننا دخلنا في نفق مظلم، إما أن تكون قاتلًا أو مقتولًا مع النظام، وهنا النظام كان قد بدأ عمليات القتل في المناطق، في الساحل ودرعا، وطبعًا هو منذ أول يوم بدأ [بالقتل] بدرعا، وفي درعا كان يقول: يوجد إرهابيون، ولكن في حمص لا يوجد شيء، ولكنه بدأ القتل في حمص واللاذقية والشام والغوطة، وكانت كرة الثلج تتدحرج وتكبر بالقتل وسوف تصلنا، فقلت لهم: نحن يجب علينا قبل أن نموت أن نأخذ بثأرنا، وإذا متنا فلا مشكلة، ونحن في كل الأحوال سوف نموت لأن النظام لا حلّ له، فقام الشباب عن طريق الإنترنت بمعرفة طريقة تصنيع القنبلة (المولوتوف)، قنبلة ترميها على السيارة فتحرقها، وفي تلك الأيام لم يكن الجيش قد تحرك بعد، والعمليات التي كنا نفكّر فيها للدفاع عن النفس كانت ضد الأمن فقط، ولم يكن الجيش قد تحرك في تلك الفترة، وكان ذلك، وقمنا بأكثر من هذا الموضوع، ووضعنا خطة أنا وعدة أشخاص لاقتحام مفرزة جسر الشغور، مفرزة الأمن العسكري، وكان يبعد منزل أخي عن المفرزة حوالي 200  أو 300 متر، يعني منزل أخي في المربّع الأمني، حيث يوجد هناك مفرزة الأمن العسكري ومفرزة الأمن السياسي والأمن الجنائي والشرطة العسكرية،  وجميعها لا تبعد عن بيت أخي 500 متر،  فذهبت إلى منزل أخي واستطلعنا الموقع، وإذا أردنا السيطرة على المفرزة ماذا يجب علينا أن نفعل، ثم وضعنا خطة متكاملة للاقتحام ولقتل القنّاصين المتواجدين بشكل مستمر قبل شهرين على الأسطح، كيف سنقتل القناصين؟ وكيف سنقتحم مفرزة جسر الشغور من الباب؟ وبعد أن نقتحم كيف يجب علينا الصعود إلى السطح؟ وكيفية إخراج العناصر المتمركزين في الداخل، وضعنا هذه الخطة وطرحناها على شباب جسر الشغور، وأذكر منهم عثمان قواف وأبو عادل التح وأمير بيدق والمهندس أنس قطرون، وشخصًا في الإعلام من عائلة عبدو والكثير من شباب جسر الشغور، وطرحنا عليهم هذه الخطة بدون تفاصيل، أنه إذا اتخذتم قرارًا بمداهمة المفارز الأمنية لأنه لا مجال والقتل سيأتي إلينا، وإذا اتخذتم هذا القرار فنحن عندنا خطة خلال 30 دقيقة ننتهي من مفرزة الأمن العسكري، والخطة عندنا جاهزة والعناصر جاهزون وسلاحنا جاهز، ونحن جميعنا مسلحون، ونحن أبناء عشائر قبل الثورة، يعني أبناء عمي لم أكن أعرف أن لديهم بارودة (بندقية حربية)، قبل الثورة  أبدًا، ولكنهم في الثورة منذ أول يوم أخرجوا سلاحهم، ويقولون: هذه بندقية جدّي وهذه بارودة وعمّي وخالي، يعني السلاح موجود لدى أبناء الريف والعشائر وكل الشعب السوري يعرف هذه الحقيقة، الأمر مختلف عن أبناء المدن والأشخاص الموظفين، نحن أبناء الريف والعشائر أول شيء نقوم به هو شراء قطعة السلاح إذا لم يَرِثها ورثة، فوافق الشباب ولكن نحن حاليًا لن نفعل شيئًا إلا إذا الأمن ارتكب شيئًا، فاتفقنا وبقينا على تواصل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/12

الموضوع الرئیس

الوضع الأمني في سهل الغاباقتحام المفارز الأمنية

كود الشهادة

SMI/OH/74-07/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

أيار/ مايو 2011

updatedAt

2024/06/20

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-قلعة المضيقمحافظة إدلب-مدينة جسر الشغورمحافظة حماة-سهل الغابمحافظة حماة-مدينة السقيلبيةمحافظة حماة-قسطون

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور

مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور

اللجان الشعبية - نظام

اللجان الشعبية - نظام

تنسيقية جسر الشغور

تنسيقية جسر الشغور

الشهادات المرتبطة