الحراك السلمي في منطقة وادي بردى وتعاطي النظام معه
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:31:12
طبعًا، وادي بردى شأنه شأن باقي المناطق السورية التي كانت تنتظر وغير راضية عن طريقة حكم سورية وعن التهميش، وكل منطقة في سورية لها تهميش خاص بها، فربما يهمشون منطقة مثل [ماهمشوا] منطقة إخوتنا الأكراد فلا يسمحون لهم بأن يتحدثوا بلغتهم، ولكن في منطقتنا كانت التهميش بأخذ أراضينا، وهناك منطقة أخرى لا يوجد فيها خدمات، فكانت سورية تقريبًا كلها في الهم سواء، لها نصيب من التهميش، ولكن بشكل مختلف.
فمنطقتنا هي منطقة مثل باقي المناطق السورية وسكانها غير راضين، وربما يكونون قد انخرطوا في الحزب أو في الوظائف الرسمية؛ لأن الحياة يجب أن تستمر، ولكن لم يكونوا راضين، وكانت من أوائل المناطق التي بدأت فيها المظاهرات. المظاهرة الأهم التي حصلت في وادي بردى، ونزلت إلى ساحة عين الفيجة هي من أهم المظاهرات المبكرة التي للأسف حصل فيها تصوير أيضًا، وأكثر الناس الموجودين فيها بدؤوا يعتقلون فيما بعد ومنهم- رحمه الله- المحامي ابن عمتي، واستشهد في السجن، وقد خرج في أول مظاهرة فقط، واعتقل ابن عمي الثاني بعد فترة، كان من الذين شاركوا في هذه المظاهرة، كانت هذه المظاهرة في 22 نيسان/ أبريل 2011 (الجمعة العظيمة).
بعدها بدأ الناس عندما يخرجون في المظاهرات في يوم الجمعة من المناطق...، وحتى إنهم بدؤوا يأتون من مدينة دمشق إلينا، وحاول النظام بعد فترة أن يرسل الباصات؛ باصات الشبيحة الخضراء، والحقيقة جاؤوا إلى عين الفيجة، وحاولوا التشبيح، والحقيقة أنه في وقتها حاول مدير الناحية إيقاف ومنع هذا الصدام، وطبعًا مدير الناحية هو المسؤول وهو ضابط الشرطة الموجود، وهو في الأصل من الغوطة الشرقية، والذي جاء مع الباصات هو ضابط أيضًا، ولكنه أقل رتبة، وهدد، وطلب من الشبيحة أن يحصل صدام، ويتم رفع السلاح على المظاهرة التي كانت قادمة من اتجاه نبع وادي الفيجة، وهي كانت قادمة من جهة وادي بردى من دير مقرن ودير قانون وتلك المناطق. وحتى مدير الناحية قال له: لا يمكن إطلاق النار. لأنه رتبة أعلى، وقال: أنا من يعطي الأوامر. وقال له: إذا حصل إطلاق نار فإن جميع هذه المنازل والنوافذ سيخرج منها إطلاق نار. ولا تظن بأنك موجود في منطقة آمنة، وبعدها حاول المتظاهرون من أبناء المنطقة الذهاب إلى الباصات وبدؤوا بإحاطتها، وأخذوا الموجودين في الباصات الخضراء إلى النبع، ووضعوهم في النبع، ومن يعرف النبع يعرف أن نبع وادي بردى كان في صدر المكان، وحصلت مفاوضات حتى يخرجوا، ومن بعدها لم يأتوا، وهذه كانت النقط الفاصلة، ولم يأتوا من بعدها إلى المنطقة.
تسلسلت الأحداث بالتكبيرات ليلًا، وحتى إن بعض الناس كانوا يسايرون العرعور عندما كان يخرج، فالعرعور في تلك الفترة كان له جمهور يخرج معه، والحقيقة كان الرعب...، وأنا أعرف جميع الأمنيين في المنطقة، فعندما يخرج التكبير تجد أنهم مرتعبون بشكل غير طبيعي، والمشكلة أنه في تلك الفترة وكما هو حال باقي المناطق كان هناك الكثير من الناس قد خرجوا في المظاهرات، ولكن اتضح فيما بعد أنهم من الأمن، يعني كان عناصر الأمن يخرجون معنا في المظاهرات، وأنا متأكد أنهم من الأمن؛ لأنهم الآن موجودون مع النظام ولا يزالون موجودين، ورأيناهم فيما بعد، فمن كان يأخذ لي الأدوية إلى المناطق رأيته فيما بعد مع النظام بلباسه، ويحمل سلاحًا، وهذا الشخص كنت أرسل معه الأدوية إلى الزبداني، فتخيل أنه كان عميلًا للنظام، والحقيقة أننا من هذه الناحية كنا مخترقين، والسبب أننا كنا نثق بالناس، ونحن لا نعرف كم لدى النظام من القدرة على شراء الناس وشراء ذممها.
طبعًا الوضع في منطقتنا كان مثل باقي المناطق السورية، وبدأت المظاهرات، وفي تلك الفترة، فكرنا أنه سيأتي يوم ونحاصر فيه، وكنا نخاف كثيرًا من موضوع الإمداد الطبي وحليب الأطفال، فأذكر أننا كنا نفكر: كيف يمكننا تأمين الأدوية؟ وحتى إنني كتبت ذلك، وكنت أجلس في مقهى، وبدأ الناس في وقتها يتحدثون، ويقولون: ماذا سيحصل؟ وأنا أحد الأشخاص الذي كانوا يتوقعون حصار المنطقة، وقلت لهم: كيف يجب علينا إقامة مستشفى ميداني؟ وما هي متطلباته؟ وأذكر أنني كتبت ورقة، وكنت أتمنى ألا تضيع؛ لأنني كتبتها بخط يدي، وهي متطلبات المستشفى الميداني، وبدأت أكتب أسماء الأجهزة، وماذا يجب أن نفعل، وكيف نسعى إلى تجميعها، والحمد لله أصبح هذا الأمر فيما بعد قائمًا.
الحقيقة أن النقاش كان يوميًا، وأصبح الحديث في كل الجلسات هو ما يحدث سواء في يوم الجمعة في سورية، فكما نعرف أصبح يوم الجمعة[للمظاهرات] ويوم السبت للتشييع، ثم تكون هناك تهيئة للجمعة التي بعدها، وهذا الأمر حصل على مساحة سورية وليس في منطقتنا فقط، وهذا كان حديث كل الصالونات، وقسم يقول: هذا خطأ. وقسم يؤيد، وقسم يرفض، والأكثرية في تلك الفترة خلال الجلسات العامة أصبحت تبدي جرأة، ولكن هناك جزء مهم من الناس كانوا لا يزالون متحفظين وخائفين ولا يستطيعون الكلام. والجميع كان يهدد بجبروت الدولة، وأن الدولة قوية، ويمكنها أن تسحق...، وحتى عندما كنا في المستشفيات وبعد مظاهرة دوما كنت أعمل في مستشفى العباسيين، وجاءت امرأة، وقالت: يجب على الدولة أن تدمر دوما. وسألتها: كيف تدمرها؟ إن فيها نساء وأطفالًا. فقالت: يجب على الدولة أن تقتل الجميع. وهذا يذكرنا بالعقلية الصهيونية، وهي قتل جميع الناس وحتى الطفل هو مسؤول، والحقيقة أنه أصبح هناك اصطفاف، يعني الطائفة العلوية أصبحت مصطفة بشكل علني مع النظام، حتى لو قتل جميع الناس، وكذلك المنتفعون، فمن كان لديه انتفاع كان يدافع على هذا النظام.
أنا أحد الأشخاص الذين كانوا يتحدثون بشكل علني، وحتى إنه في إحدى المرات، قال لي الدكتور طلال فارس- رحمه الله- وهو من الطائفة [العلوية]: لا يجب أن تتحدث بهذه الطريقة الصريحة، فهذه الدولة قاسية. وهو كان يلمح لي بأنها من الممكن أن تفعل أي شيء، ولا يجب عليّ الكلام. فقلت له: أعتقد اليوم ونحن في الجامعة، وهذا كان اعتقادي، وثبت بأنه لم يكن صحيحًا، قلت له: إذا كنا في الجامعات وفي المستشفيات المهمة ورآنا الناس قد خرجنا فإننا سنشجع كل الناس، فخروجنا اليوم مهم جدًا لتشجيع الباقي. وعندما غادرت إلى التعليم العالي للأسف كانت نسبة من تبعنا أقل من خمسة في الألف، ولكن نظريتي لم تكن صحيحة، وأثبتت بعد عشر سنوات أن الناس لن يلحقونا، ولكن هذا لم يكن ليغير قناعتي، فكانت هذه جرأة لتشجيع الناس.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/19
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في وادي بردىكود الشهادة
SMI/OH/80-12/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان 2011
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-وادي بردىشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية