الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العمل النقابي في جامعة اليرموك والاحتكاك مع الحركيين الفلسطينيين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:25:07

بعد أن انتهيت من الثانوية تقدمت للجامعة بالطريقة المعتادة، وكنا كسوريين في ذلك الوقت نجد أن الأمر ليس سهلًا؛ لأنك لست ابن البلد، وبالتالي احتمال أن تأخذ مقعدًا...، رغم أن الجامعة لم تكن مجانية، ولكن كان هناك الكثير من الطلب تحديدًا على الجامعات الحكومية، وكانت لدينا خيارات قليلة، مثل: الجامعة الأردنية، وجامعة اليرموك التي كانت أمامنا كخيار، ولم تبدأ بعد الجامعات الخاصة الأخرى. وفي ذلك الوقت، كان هذان الخياران فقط، وقدمت عليهما، وفرحت جدًا عندما تمّ قبولي في جامعة اليرموك، وحتى الوالد والوالدة لم يتوقعوا ذلك، وذهبت إلى جامعة اليرموك، وهذه كانت مرحلة أستطيع أن أعتبرها مرحلة جديدة في حياة الشخص، ودائمًا المرحلة الجامعية ربما هي من أجمل المراحل التي يمر بها أي إنسان. وفي الحقيقة بالنسبة لي، كانت من أجمل أربع سنوات مررت بها خلال فترة الشباب، والسبب الأساسي أنني لأول مرة أترك المنزل (منزل العائلة)؛ لأنهم كانوا مقيمين في عمان، وجامعة اليرموك في إربد، ولأول مرة يجب أن أتعلم كيف أعيش بمفردي بعيدًا عنهم، وسنعيش ضمن مجموعات من الطلاب، وهذه كانت التجربة الأولى، ولم تكن سهلة أبدًا، وبعض الطلاب واجهوا مشكلة فعلًا، والبعض منهم اضطر إلى تغيير دراسته إلى عمان؛ لأنه لا يستطيع السكن لوحده أو بعيدًا عن أهله، ولكن غالبية الطلاب كانت أمورهم جيدة.

بالنسبة لي، كانت تحديًا، ولكن بنفس الوقت كانت شيئًا إيجابيًا؛ لأنني أرى مجتمعًا جديدًا، وهذا المجتمع متنوع بشكل ممتاز جدًا؛ لأن معظم الطلاب الذين كانوا في جامعة اليرموك أتوا من الضفة وقطاع غزة، بمعنى أنهم فلسطينيون جاؤوا والكثير منهم جاء وهو مسيّس، فكان إما عضوًا في [حركة] فتح أو حماس يعني الحركة الإسلامية والجبهة الشعبية (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) والجبهة الديمقراطية (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، فقلّما تجد أشخاصًا جاؤوا من هناك وهم غير مسيسين إما بشكل منظم أو بشكل تعاطف، وهذا أيضًا لعب دورًا كبيرًا في تعرفنا على العمل السياسي؛ لأن هؤلاء الناس كان يأتون، ويحضرون معهم أفكارهم وأيديولوجياتهم، وكانت بالنسبة لهم جامعة اليرموك عبارة عن فرصة لجمع مزيد من المؤيدين ومزيد من المنظمين في هذه الأيديولوجيات وهذه الأحزاب. وطبعًا بشكل أساسي، نستطيع أن نقول: إنه كان هناك ثلاث توجهات وهي: التوجه الإسلامي، واليساري، والقومي، ولم يكن التوجه الليبرالي قد تشكّل بشكل واضح، وهذا الشيء ساهم بشكل كبير في أن يتعرف الشخص على هذه الأفكار وطريقة العمل التي يعملون بها. وأنا في أول سنة كنت أتابع الأمور، وأراقب الأمور، وكان في جامعة اليرموك ما يوازي اتحاد الطلبة، كانوا يسمونها: الجمعيات الطلابية، لأنهم لا يريدون أن يكون اتحاد الطلبة مركزيًا، فكان هناك جمعيات طلابية، وهذه الجمعيات كانت على مستوى الدوائر، وكل دائرة لها جمعية طلابية، وتتمّ الانتخابات في ذلك الوقت. وترشحت في السنة الثانية للجمعية الطلابية، وفزت مع المجموعة التي كانت معي، وهي شاركت عن [فرع] علوم الأرض. وفي السنة الثالثة والرابعة كان الأمر نفسه، وفي السنة الثالثة، أوقفوا موضوع الجمعيات لفترة من الزمن، ثم أعادوها بسبب الأحداث التي سوف أتحدث عنها بعد قليل. وفي السنة الثانية في عام 1986، كان هناك شعور بالحماس؛ لأنه في ذلك الوقت كانت هناك ثورة الحجارة في الضفة (انتفاضة الحجارة في الضفة [الغربية] وقطاع غزة)، وحتى الآن أذكر كيف كنا كطلاب نأتي إلى الجامعة، ونشتري الجرائد والتي كانت الجرائد كويتية والجرائد أردنية جزءًا منها، وكان هناك ملاحق خاصة في هذه الجرائد فيها صور عن انتفاضة الحجارة، وهذه الصور لا تزال تعلق في أذهاننا حتى الآن؛ لأنه كان لها قيمة رمزية كبيرة، فكيف لهؤلاء الناس بدون سلاح وبدون أن يكون لديهم إمكانيات عسكرية توازي إمكانيات العدو يستطيعون الوقوف في وجهه ومقاومته بالحجارة. وهذا الشيء ترك عندنا أثرًا كبيرًا، وحمّس الشباب، وجزء من هذا الحماس كان أننا ضمن الجمعيات الطلابية بدأنا نطالب ببعض الأمور، ومعظمها إن لم يكن جميعها قضايا لها علاقة بالأكاديمية (الدراسة)، مثال: جامعة اليرموك هي الجامعة الوحيدة في الأردن التي كانت نسبه النجاح فيها 60% بينما بقية الجامعات كانت 50%، وهذه كانت سياسة من قبل الذين أسسوا الجامعة، حيث تأسست الجامعة في عام 1976؛ لأنهم يريدون جامعة متميزة، وأحضروا لها مدرسين متميزين وكادرًا متميزًا وكادرًا إداريًا متميزًا، وكانوا يريدون من الطلاب أن يعرفوا بأنه لا يكفي أن تحصل على 51%، ولكن يجب أن تحصل على 60 وما فوقها حتى تنجح، وطالبنا أن نكون مثل الجامعة الأردنية وأن تكون نسبة النجاح 50% وعدد من المطالب الأخرى.

نحن كجمعيات طلابية في ذلك الوقت طالبنا بهذا الشيء، وتوقعنا أن هذا من حقنا أن نطالب به، وأن يسمعونا، وحصل لقاء مع رئيس الجامعة الذي كان في ذلك الوقت هو الدكتور عدنان بدران الذي أسس الجامعة، ونحن نتكلم هنا عما حدث تقريبًا بعد مرور 10 سنوات على تأسيس الجامعة، وهو الذي أسسها، وبالنسبة له جامعة اليرموك كانت تعني كل شيء، فهذا هو مشروعه الذي كان يعمل عليه، وبقي به لمدة عشر سنوات، وفجأة خرج هؤلاء الطلاب يطالبون بأمور، وباعتقاده أنه ليس من حقهم، وأنهم لا يعرفون ماذا يقولون، وأن مصلحتهم ليست هكذا. وحصل في هذا اللقاء مواجهة بيننا كممثلين عن الطلبة وبين رئيس الجامعة، وأذكر في يومها أنه انزعج منا بشكل كبير، ولكن الذي أذكره أكثر أنه كان مستغربًا فكيف نحن نتكلم بهذا الشكل؟! بمعنى: كيف نقف ونطالب بقوة؟! وبالنسبة له [كان يتساءل]: من أعطاكم الحق بأن تتكلموا بهذه الطريقة، وتطالبون بهذه المطالب؟! هل تعرفون ماذا تقولون؟! وبدأت الأمور بالتأزم بيننا وبين إدارة الجامعة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/01/22

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/129-08/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حركة المقاومة الإسلامية حماس

حركة المقاومة الإسلامية حماس

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

الشهادات المرتبطة