الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انطلاقة الثورة السورية وبداية التحرك في الميادين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:48:10

فكرة الربيع العربي وحركة الربيع العربي كانت مفاجأة غير عادية لنفوسنا ولم نعتقد أنه بهذه السهولة تبدأ الشرارة من تونس، إلا أن الواقع فرض نفسه، ومن خلال هذا الواقع بدأت التطلعات مني ومن الكثير من الناس وخاصة في منطقتنا أن نرجو الله أن تكون شرارة حقيقية لبدء مرحلة جديدة في حياة المجتمع العربي وليس جديدًا علينا هذه الشرارات وهذه الأفكار ولكن ما مررنا به خلال السنين الماضية شعرنا بأننا كنا في سبات عميق، والشرارة جاءت في وقت كنا فيه شبه مذهولين في استقبالها مصدقين أو غير مصدقين لما يحدث

وهذا الاندهاش الذي أصاب الناس لم يأتِ من فراغ والذي حرك هذا الشيء هو تقدم وسائل الإعلام في المجتمع العربي، ونحن كنا نسمع قال عن قيل والخبر يأتي بائتًا (متأخرًا) ومُبرْوَزًا وملمَّعًا كما يريد صاحب الخبر، وأما بوجود وسائل الإعلام الحديثة [فقد] ساعدت على نشر الخبر الحقيقي والسريع وهذا ما جعل الأحداث تتلاحق دون أن يشعر الإنسان ويستيقظ من الصدمة، وتوالت الأخبار وهكذا أحسسنا بأن الشرارة أصبحت نارًا والنار بدأت تأكل من قربنا وهي كانت بعيدة ولكن شعرنا بأن النار بدأت تغازل حاجياتنا ومناطق وطننا، وهذا الشيء جعلنا نتهامس وهل يا ترى سيكون لنا دور؟ وهل سنصل إلى هذا الشيء؟ ولكن نحن لدينا قيادة حكيمة ولدينا قيادة سوف تتلافى هذا الموضوع وستحسن الوضع ولن يصلنا هذا الأمر وربيعنا العربي سوف يبدأ من القيادة والقيادة سوف تتلقى هذا الموضوع بصدر رحب ونحن شعرنا بتغيير بسيط ولكنه تغيير بقدوم بشار [الأسد] وهذا التغيير توقعنا أن ينمو إلى مستوى تطلعات الناس والشعب بشكل عام إلا أن التخدير الذي نمر به ووسائل الإعلام بدأت تضخ بأن الأمر عادي وبعيد عنا و"مخربين" وبدأت وسائل الإعلام تحاول أن تضخ داخلًا ضمن المدن والمناطق السورية بشكل عام أكثر من الفكرة في الخارج وحاولوا كثيرًا تحجيم الخبر والإعلام ولكن حداثة الإعلام التي حصلت هي التي جعلت الخبر يصل كما هو وجعلت المشاعر تتحرك كما هي.

أنا شعرت بالنخوة العربية عندما انطلقت الأحداث من درعا ومشاعرنا تحركت وشعرنا بالجد وهذا آثار المخاوف التي كانت داخلنا وهل سوف نثور أم لا؟ وهل سوف نتحرك أم لا؟ وهذا ما بدأنا نعاني منه كتفكير أولي ومحاكاة نفسية وأنا أول الناس وهل يا ترى هل ستستمر الحركة في درعا؟ أم إنها ومضة وسوف تختفي؟ وكنا نتمنى في داخلنا أن تبدأ فعلًا من درعا ومثل حركة الزلزال تكبر الدوائر حتى تشمل كل سورية؟

وهذه كانت أمنية في البداية ولكن هذه الأمنية لم يطل الزمن إلى أن تحققت، وبدأت فعلًا في درعا ولكن صدقًا وأنا أقول صدقًا لأنني كنت أتحرك في كل سورية في الوسط الرياضي وأشعر أنه في كل منزل يوجد حركة درعا وثورة درعا إلا أنه لا يزال الخوف يسيطر على النفوس، لا أحد يستطيع في البداية أن يرفع صوته ويقول أنا مع الثوار في درعا وأنا مع الربيع العربي وأنا مع أبناء سورية وأنا ثائر حقيقي قبل أن يتكلموا في درعا وتونس، وأصبح يوجد محاكاة داخلية على أنه أنا من كان يجب عليه أن يقوم بالثورة، لماذا لا أقوم بالثورة؟ والآن أصبح يوجد صراع نفسي ما بين الرغبة الداخلية وما بين الجدار الإسمنتي الحقيقي المخيف الجاثم على صدورنا من قبل النظام ومن قبل القبضة الأمنية المتواجدة، وهذا ما أقلق وأربك الجهات الأمنية بكل وسائلها، وأنت أصبحت تشعر أنه فعلًا يوجد غليان أمنيّ ولكنه لا يعرف كيف يسيطر على الموضوع، وهذا الغليان الأمني بدأوا يخططون له تخطيطات كبيرة والشارع بدأ بشكل عفوي وبدأ التحرك كلًا حسب ثوريته والثوار الحقيقيون لم يعد لديهم صبر وبدأوا يتحركون في الليل في السهرات والزيارات ومن كان يفكر بالرياضة أو لعب الشدة أو جلسة جامع أو جلسة ثقافية أو غيرها كل هذا أُلغي وأصبح التفكير كله واحد: ماذا سوف نفعل؟ وماذا سنقدم لأهل درعا؟ وماذا نقدم لأنفسنا؟ والموضوع لا يوجد فيه مزح، وهنا بدأ التخطيط العفوي ولم يكن يوجد شيء في البداية منظم أو أنا رئيس جماعة محددة أو رئيس كتيبة وإنما كان يوجد نخوات حقيقية وصحوات حقيقية من داخل نفس كل شخص إلى أن بدأ التفكير الحقيقي في الأصوات وبدأت الكتابات على الجدران وخاصة جدران المدارس.

أهم سبب وأول سبب هو عدم وجود حرية مطلقة، لا يوجد شيء اسمه حرية عندنا وكنا عبارة عن أصنام نرفع أيادينا بخيط وتنزل بخيط ويجب أن نقول موافق غصبًا عنا ولم يكن في داخلنا قرار ولم نكن نشعر أبدًا أن الرجل المناسب في المكان المناسب، ولم يكن يشعر أي مواطن بأخذ حقه حتى لو كان بشكل جزئي ولم نشعر أبدًا أن مواردنا الموجودة في سورية هي لنا، وكنا نشعر بالظلم والاضطهاد وكان هذا ينمو يومًا بعد يوم وننتظر فرصة حتى نقول كفى نهبتم بما فيه الكفاية، نريد شيئًا من حقنا وحريتنا واستقرارنا وهذا هو السبب الأساسي للثورة التي بدأت في سورية وليس فقط ما حصل في درعا، ودرعا لم تقم عن عبث وإنما قامت على هذه الأمور ولكن كانت الشرارة بسبب طفل كتب على الجدران وهذه أمور بسيطة وهي أمور قريبة ولكن الأهم أنه كان تحتنا جمر، والجمر يزداد ولا ينقص إلى أن حصل الاشتعال وتحول إلى نار وهذا هو الدافع البعيد الموجود وهذا ما خرج الناس يطالبون به ويريدون الحرية والناس قاتلوا للحرية والحرية شاملة ولم يكن يوجد عدل ولو أنه كان يوجد عدل لكان هناك حرية.

والحرية لها معانٍ كثيرة وأهمها العدل والمساواة ولقمة العيش الطبيعية ومواردنا المسلوبة منا وحقوقنا كانت مسلوبة منا وكلها تتمثل بالحرية المفقودة.

 [في الميادين] بدأت التحركات في البداية في الليل بالتعبير عما يريد الناس من خلال الكتابات وسبق هذا الكلام اجتماعات للشباب الثوريين الصادقين في المنازل وفي أماكن مختلفة والخروج إلى البرية للصيد، ولكن ما كان يدور أنه كفى ويجب علينا التحرك ويجب أن يحصل شيء وتنظيم وبدأت رؤوس خيوط لبعض الناس الذين يمكنهم القيام بهذا العمل في البداية، وبعد أن بدأت الكتابات تعرض على الجدران تحرك الأمن تحركًا غير عادي، إلا أن الشباب أصر وبدأت الشرارة الحقيقية للمظاهرات السلمية في الميادين بدأت بالقتل وتم قتل عنصرين من الأمن العسكري يركبون دراجة نارية وتم قتلهم من قبل شابين اثنين في منتصف الشارع وكان بداية الأمر السلمي هو بداية تحقيق لرغبة الموجودين أنه سببنا هو الأمن العسكري والأمن السياسي وبدأوا من عندهم وهنا تحرك الناس وبدأ الناس يخرجون في المظاهرات.

بدأت المظاهرات في البداية في الليل في نهاية شهر نيسان/ أبريل، من 20 إلى 27 نيسان/ إبريل بدأت، وبدأت تخرج مظاهرات ليلية خفيفة ثم تتفرق ولا يصل الخبر إلى الأمن إلا وتكون المظاهرة قد تفرقت. وهم وجدوا أن هذا الموضوع لا يكفي وبدأت الدراسة أكثر وتم تشكيل كتائب مدنية خفيفة يحملون العصي والهراوات من أجل الحماية ويتواجدون في الظل بشكل مخفي خلف الأرصفة وفي المنازل وخلف الأبواب وفي الأماكن التي سوف تذهب إليها المظاهرة، ويحملون العصي وهم ملثمون بحيث يضربون من يعتدي على المظاهرة ويوجد صفان: صف مخفي وصف ظاهري والصف الظاهري هو في الحقيقة للناس الذين لا يكترثون لشيء وإما الموت أو الكرامة سوف نعيشها ونحن مرتاحون، وبدأوا يظهرون، وأما المترددون [فقد] كانوا ملثمين، وأما الشخص الرمادي فإنه يراقب من بعيد وهو ملثم ولا يتدخل، ولكن هناك أشخاص أماطوا اللثام عن وجوههم وبدأوا يهتفون بالحرية بصوت عالٍ إلى أن يشعر بأن الغلبة أصبحت للجهة الأمنية وهنا مباشرة تتفرق المظاهرة وأما المراقبون الموجودون في الخلف يتأكدون من عدم اعتقال أي شخص، وهذه البداية أقلقت الأمن لأن عدد الأمن الموجودين لا يتناسب مع الناس الذين يخرجون، والأمن جاءهم تأكيدٌ بأنه يوجد صفوف خلفية سوف تتصدى لكم وخاصة بعد أن قُتل من عناصر الأمن شخصان، فأصبحوا خائفين والخوف أرعبهم وهذا أدى إلى تشجيع الناس للخروج أكثر وبدأ التنظيم للخروج بعد صلاة الجمعة والتجمع أمام المسجد حتى يكسبوا أمرين؛ الأمر الأول هو الكثرة من عدد المصلين الآخرين ونخوة لأصحاب الدين الموجودين، وتواجد الشباب والكبار بالعمر والأكثر من الشباب بغض النظر عن التزامهم الديني أو الثقافي أو الرياضي أو السياسي. ولم يعد يوجد شيء مخصص والأمر أصبح عامًا وهنا بدأ التخطيط الحقيقي للمظاهرات السلمية والشعارات وكتابة الشعارات واللافتات وهذا امتد معنا إلى قرابة الشهر، وبدأ الأمن في البدايات يعلن بأنه سوف يطوق المكان ولكنه لم يستطع الاقتراب بما فيه الكفاية فلجأ إلى أعوانه الكبار بالعمر الذين يعتبرهم وجهاء ويعتبرهم منتفعين وقياديين موجودين مثل أمين الشعبة ومن الجيش الشعبي ومن الشبيبة وهكذا يحثونهم، وكل يوم كان لديهم اجتماع لتلافي هذا الشيء ولا يجرؤون على الاقتراب. ونحن طبعًا لدينا كتيبة موجودة خارج الميادين اسمها كتيبة المدفعية وهي فوق الرحبة، وبدأ يتم تدعيمها بعناصر وحشد قوات لإرهاب الناس ولتفريقهم، وتقدم أكثر من مرة مسؤولون بصيغة النصيحة ويقولون نحن مع الحرية ومع الناس ولكن ليس بهذه الطريقة ونرجو تخفيض العدد ومطالبكم ستصل ونحن سوف نحضر القيادة القطرية حتى تجتمع معكم وسنحضر أمين الفرع وكل هذه الأمور كان يتم الحديث بها يوميًا ولكن لا حياة لمن تنادي، وأصر الناس على المظاهرات وعلى الرفض العلني وهنا بدأ الكثير من الشباب بخلع القناع وخرجوا كما هم ويوجد الكثير من الأسماء موجودة ولامعة بهذا الشيء ولكن حتى لا أظلم البعض لن أتطرق لبعض الأسماء ولكن كان يوجد شباب أعلنوا العصيان وقدموا أنفسهم لله تعالى من أجل الحرية.

حول زيارة الوجهاء للقصر الجمهوري طلبت الحكومة والجهات الأمنية تشكيل وفود وتم انتقاؤهم من الموجودين حتى إنه يوجد أشخاص كانوا يرفضون الذهاب ولكنهم ذهبوا مجبرين بحيث شكلوا مجموعة من كافة العشائر أو العوائل الموجودة في البلد وأجبروا على الذهاب، وذهبوا وتم استقبالهم من الرئيس (بشار الأسد) ومن القيادة القطرية، وهنا أود التركيز أن الذين ذهبوا هم قسمان: قسم ذهب بشكل طوعي وهو يريد أن ينتهي هذا الموضوع وقسم ذهب وهو مجبر، ونحن من خلال الوجوه ومن خلال الماضي لكل شخص منهم نحن نعرف كل شخص كيف ذهب وكيف جاء، ولم نلم أحدًا لأنه من يؤيد بشار فسوف ينتهي كما ينتهي بشار وأما الآخرون فسيكونون معذورين لأنهم ذهبوا مجبرين وحصلت عليهم ضغوط مباشرة وهم أرادوا تقديم مبررات ولكن أغلب شبابنا لم يعطوهم هذا المجال وسمحوا لهم بالذهاب حتى إنه يوجد شخصان منهم كانوا بصيغة "مخبرين للثورة" يعني استخلصوا الخوف الموجود في وجوههم وفي وجه بشار بالدرجة الأولى والموجودين واستخلصوا الذين نافقوا أكثر والذين اعتذروا وقدموا هذا الشيء للثورة وهذه نقطة جيدة من أجل فصل الأبيض عن الأسود.

الوفد كان يسمع ولم يكن مسموحًا أن يكون له مطالب وهو ذهب حتى يسمع وأمليت عليه الشروط وجاء حتى يطبقها، ولكن عندما جاء حتى يطبقها لم يحقق شيئًا، طُبِّق شيء جزئي من الوجهاء للوجهاء ولم يتم تطبيق شيء للثورة يعني بالعكس هم كانوا يطلبون الأبيض ولكن ما حصل هو أنه تم تطبيق الأسود، يعني يفعل الثوار بعكس ما يريدون وهذا ما نفع من الشخصين الذين كانوا موجودين بالوفد بحيث أنهم نقلوا الأمنية الحقيقة التي يريدونها وتم العمل على عكسها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/10/02

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالبدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/144-05/

أجرى المقابلة

همام زعزوع

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

3-4/2011

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-منطقة الميادين

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

القصر الجمهوري- قصر الشعب

القصر الجمهوري- قصر الشعب

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

فرع الأمن العسكري في الميادين

فرع الأمن العسكري في الميادين

كتيبة المدفعية - الميادين - نظام

كتيبة المدفعية - الميادين - نظام

الشهادات المرتبطة