الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بدايات الحراك السلمي في مدينة اللاذقية والمظاهرة الأولى

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:50:02

عندما بدأت المظاهرات بحرق البوعزيزي نفسه؛ هذا لفت انتباه أغلب الشباب شباب البلد على مستوى مدينتي، وكان يوجد تفاعل كبير جدًا ومتابعة للأحداث أولًا بأول، وازداد الاهتمام عندما خرجت أيضًا ثورة مصر وطبعًا كان يوجد آمال كبيرة أن تصل الرياح إلينا، أو هذا الحلم ونحن في سورية كنا نعتبره حلمًا وفي اللاذقية بشكل خاص في معقل الشبيحة وآل الأسد، وأنا أريد التنويه إلى مسألة لأن الناس في الداخل السوري لا يعرفون وهذا حصل معي في فرع فلسطين عندما قلت لهم أنا من اللاذقية كانوا يظنون أنني علوي وكمدينة كلها كانت من السنة، ويوجد أحياء محددة ويوجد طوق خارج المدينة مثل المستوطنات في فلسطين تمامًا هي مستوطنات للطائفة العلوية، ولكن أهل المدينة جميعهم بدون استثناء من السنة طبعًا مع وجود الأقلية المسيحية وتربطنا علاقات طيبة جدًا وصداقات وجيرة مع المسيحيين.

بالنسبة لموضوع الثورات نحن كشباب في البلد كنا مهتمين بالأمر كثيرًا، ونتمنى أن يحصل هذا الأمر عندنا وأصبح يوجد حالة غليان في الشارع وأصبح الاستنفار الأمني في المدينة كثيرًا، وأصبحنا نرى الأمن كل يوم على أبواب المساجد والأسواق وأصبح التواجد الأمني كثير والمراقبة والنظام كان يشعر أنه يوجد شيء، وطبعًا خرج هنا بشار الأسد وقال إن سورية بعيدة عن كل هذه الأمور، وهو كان جدًا متفائل بهذه المسألة وهذا يدل على الغباء السياسي الذي كان يعيشه. 

ونحن تابعنا هذا الأمر إلى أن سقط قتلى في درعا، ونحن بشكل يومي نقول سوف تحصل مظاهرات وأصبح يوجد تخبط في الشارع، ويوجد تيار كبير يقول من المستحيل أن يحصل شيء حتى من أبناء البلد، وقالوا نحن رأينا ما حصل في الثمانينات والفريق الآخر يقول لا يوجد شيء اسمه الثمانينات واليوم نحن في عصر الانفتاح والتكنولوجيا ولكن نحن بدأنا في الثورة نتحسر على أيام الثمانينات في [ظل] وجود هكذا مجتمع دولي. 

وعندما رأينا أحداث درعا هنا الجميع حتى الذي كان مترددًا؛ الجميع أجمع أنه يجب أن يحصل شيء، ولكن الخلاف كان على التوقيت فقط وبسقوط أول قطرة دم في درعا سقط النظام أخلاقيًا لدى الجميع وهو بالنسبة لنا ساقط منذ زمن ولكن كان يوجد أشخاص لا يزالون مقتنعين بالنظام كدولة والجميع أجمع أنه يجب أن يحصل شيء في اللاذقية. 

وأنا بالنسبة لي كنت أفضل التريث بالأمر حتى نرى ما هو الوضع وماذا سيحصل يعني كان يريد أن يقوم شباب البلد من بداية أحداث درعا سيقومون بالمظاهرات.

وطبعًا هل كان يوجد تنسيق و[هل] يوجد جهات تقوم بالتنسيق، بالنسبة لي هذا الأمر غير صحيح وكانت بدايتها عشوائية وبعدها تنظمت ولكن في البداية كان يوجد شباب هم يرتبطون مع بعضهم، وجميعنا نعرف بعضنا، مثلًا في حي الصليبة نعرف شابًا وفي حي مشروع السجن وغيره وطبعًا هناك أحياء أخرى لا نعرف الأشخاص ولكن نعرف الشخص في الحي الفلاني وهو مرتبط معنا وفي كل منطقة يوجد شاب نعرفه ولا نعرف من معه، ولكن الجميع أجمع أنه يجب علينا أن نفعل شيئًا، وكانوا ينوون فعل شيء في أول يوم من أحداث درعا ولكن قمنا بتهدئة الوضع قليلًا حتى يوم الخميس قبل المظاهرة الأولى في اللاذقية، ويوم الخميس كان القرار، واجتمعنا مع عدة شباب بعضهم مات، وكان يوجد شاب اسمه عبادي وبعدها ذهب إلى الجبل وقُتل في عام 2011 وهو كان شابًا ناشطًا وكانوا يحملونه على الأكتاف في جامع "خالد بن الوليد" أول واحد (في المقدمة). 

واجتمعنا في ليلة الخميس وفي أثنائها كان يوجد جولات مكوكية سريعة من مكان إلى آخر لنعمل شيئًا، والناس خائفون ولكن يجب أن نفعل شيئًا، ولا نعرف ما هي النتائج واجتمعنا ليلًا وكان يوجد شاب اسمه أبو متعب هو الآن موجود في مرسين وكان لديه محل هواتف صغير، ودخلنا إليه وتحدثنا ببعض الأمور وهو كان من ضمن الشباب الذين ينسقون الأمور، وعلى هذا الأساس اتفقنا على جامع "خالد بن الوليد"، وأنا هنا اتفقت مع مجموعة صغيرة وهذه المجموعة كانت على تنسيق مع مجموعات أخرى وأنا كان دوري أن أكون خارج المسجد يعني نحاول الخروج من مساجد أخرى وأنا كنت في "أرسلان باشا" وذهبت إلى مسجد "أرسلان باشا".

بكل صراحة الاتفاق كاملًا كان فقط من مسجد "خالد بن الوليد" ولكن قدر الله ساق هؤلاء الناس، ومن هذا المسجد نحاول أن نرى ردة فعل المساجد [الأخرى] ويكون هناك بعض الاشخاص وطبعًا الأشخاص الذين أتعامل معهم لا أعرفهم جميعًا قبل الثورة، وجزء منهم أعرفهم وعندي ثقة بهم ولكن أنت مررت في مرحلة وأنت مضطر أن تدخل في هذا الجو لأنه منعطف تاريخي بالنسبة للبلد، وحتى أكثر الشباب الذين تعرفنا عليهم ولأول مرة نجلس معهم رأينا عندهم هذا الهم والحرقة على البلد، وأصبح يوجد اطمئنان للأمر ولكن لا أعرف الجميع، والربط مع باقي الأحياء كان مع أشخاص وليس مع جماعات، وكل شخص موجود في منطقته، وفي حال خرجت مظاهرة جامع "خالد بن الوليد" فإنهم يحاولون إخراج الناس وتجييش الناس بنفس الاتجاه، وطبعًا لم يكن يوجد خط متفق عليه لسير المظاهرات وهذا الأمر غير موجود وحتى في اليوم الذي اتفقنا أن نخرج فيه قلنا إذا كان الوضع غير جيد فعلينا تأجيلها ولكن قدر الله عز وجل أنطق هذا "الرويبضة" محمد عليو أنطقه بما أشعل الفتيل في جامع "خالد بن الوليد" وأما مسألة تشبيك الموضوع والموضوع منسق هذا لم يكن موجودًا وهو بتيسير من الله عز وجل فقط.

أنا لا يمكنني أن أدعي مسألة أننا فقط من يعمل وهذا الشيء مهم جدًا ولا يمكنني أن أبخس الناس عملهم، وأكيد يوجد شباب كانوا يعملون لا أعرفهم وهذا الأمر أكيد، ولكن موضوع جامع "خالد بن الوليد" نعم أنا كنت في هذا الأمر تمامًا وأنا متأكد أنه يوجد غيرنا كان يعمل وبتقدير الله اجتمع الناس في النهاية.

موضوع خروج المظاهرة كما ذكرت وطبعًا كان يوجد أشخاص محددون، ومن بداية أحداث درعا جاء الكثير من الأشخاص إلى حينا جاؤوا إلي وإلى غيري، وقالوا ماذا سنفعل وهذا أكبر دليل أننا لم نكن منظمين بالأصل، فقلت لهم أنا مثلكم ماذا نفعل؟! يعني هم ينظرون لك أنك سابقًا اعتقلت ويمكن أن يكون لديك التزام ديني وهذا يعني أنه يجب أن يكون لديك مرجعية، وهذه المرجعية هي التي تخطط لنا وهذا الأمر لم يكن موجودًا أبدًا، يعني الكثير من الجماعات والشباب كانوا يأتون إلي من عوام الناس ويقولون ماذا سوف نفعل وكيف سنعمل، وأنا أقول انتظروا ونحن لا يوجد عندنا أي خطط، وهذه المسألة يجب علينا التركيز فيها قليلًا، وللأسف يوجد أشخاص ينظرون أنه يوجد مرجعيات ويجب أن يكون هناك مرجعيات وأشخاص مثقفون تقود الناس ولكن لم يكن هذا الأمر موجودًا في بداية  الحراك.

في يوم الجمعة أنا خرجت باكرًا إلى مسجد "أرسلان باشا" وذهب معي عدة شباب منهم أقربائي، وكنا نتحدث أنه اليوم ستخرج مظاهرة، وحتى أخي الكبير كان يقول: لا تحلموا ولن تخرج مظاهرة أبدًا ويجب في البداية أن تخرج سورية كلها أي بعدما تخرج دمشق وحلب، ونحن كنا نقول للشباب انتظروا حتى تخرج محافظة كبيرة لأنه إذا خرجت محافظة كبيرة سيكون لها ثقل ولكن لم يتم هذا الأمر، ونحن صلينا الجمعة ومعروف لدى أهالي اللاذقية أن مسجد "أرسلان باشا" أقصر فترة خطبة في كل البلد، يعني خلال عشر دقائق تنتهي الخطبة وبالمقابل مسجد "خالد بن الوليد" أطول فترة خطبة وبشكل طبيعي يمكنك اللحاق بهم. 

ثم انتهينا من صلاة الجمعة في مسجد "أرسلان باشا" والناس تنظر إلى بعضها، ويريدون شخصًا أن يتحرك، وطبعًا في كل المساجد كان الأمن متواجدًا والاستنفار الامني حصل مبكرًا، وخرج الناس وهم ينظرون إلى بعضهم ولم يحصل شيء أبدًا، ونحن ذهبنا والمسافة لم تكن بعيدة يعني تقريبًا أقل من خمس دقائق ما بين المسجد والآخر سيرًا على الأقدام، وذهبنا ونحن نتحدث وأنه من المستحيل أن تخرج مظاهرة ثم وصلنا إلى زاوية معروفة اسمها "زاوية مدرسة سيف الدولة" وهي على مرمى نظر من مسجد "خالد ابن الوليد" ثم رأينا في وقتها خروج مجموعة من الشباب وينادون: "حرية الله أكبر" ومن بعيد لم يكن الأشخاص واضحين بالنسبة لنا، وبدأنا نقترب شيئًا فشيئًا، وقلنا للشباب يبدو أن المظاهرة خرجت، وبسبب أنهم خائفون كانوا يقولون لا هذه مسيرة مؤيدة، واختلط الأمر ما بين مسيرة مؤيدة حتى رأيت بعيني -رحمه الله- عبادي وكان محمولًا على الأكتاف، وهنا عرفت وقلت لهم يا شباب هذه مظاهرة اركضوا، وللأمانة أغلب الشباب وهم كانوا يركضون كانوا يبكون بشكل لا إرادي لأنه هذا الجيل الذي خرج كله لم يرَ هذه المسألة أبدًا، يعني أن يخرج أحد وينادي "لبيك يا درعا" من أول ساعة وهذا الأمر كان جدًا مؤثرًا على الكثير من الشباب، ثم وصلنا إلى المظاهرة، وبالفعل كان أغلب الشباب والمسجد أغلبه قد خرج [في المظاهرة]، وبدأ التكبير من باب مسجد "خالد بن الوليد" وطبعًا هنا حتى الآن كان يوجد فقط تكبير و"لبيك يا درعا وحرية حرية" والكلام كان موجَّهًا فقط عن أحداث درعا بالتحديد، وبدأت المظاهرة تتجه باتجاه قصر المحافظ باتجاه الكورنيش الجنوبي، وكلما مشت كبرت والناس ينضمون، وفي هذا الوقت بدأت باقي المساجد تخرج ومع خروجهم من المساجد كان يوجد اتصالات أن المظاهرة خرجت، والناس الذين أتحدث معهم على الهاتف يقولون أنت تمزح ثم يسمعون الصوت ويصدقون، وحتى الأشخاص الذين نسقنا معهم لا يصدقون أنه خرجت المظاهرة، وطبعا هذا الربط الذي أعطانا نتيجة التجمع في النهاية قريبًا من "الشيخ ظاهر" أو بجانب "أوغاريت" عند جامع "البازار" في تلك المنطقة وطبعًا في البداية وصلوا إلى المحافظ وكان العدد جيدًا وحاول الكثير الهجوم على قصر المحافظ ولكن يوجد بعض الشباب، وأنا كنت منهم وقفنا على باب [قصر] المحافظ، وقلنا يا شباب ليس هذا هو هدفنا، وجاء رجال كبار بالعمر وقالوا: ماذا تريدون من قصر المحافظ، ومباشرة استنفر الشرطة الموجودون في قصر المحافظ وحتى المحافظ خرج ولم نسمح لأحد بالاقتراب، وتابعت المظاهرة مسيرها. هنا المسجد الآخر الذي له ثقل هو مسجد "الرحمن" في "الطابيات" وأيضا الشباب استعدوا ونزلوا والتقوا تقريبًا بحسب ما أذكر عند بناية البطة في "الصليبة" وكان المنظر رائعًا جدًا لأنهم يريدون النزول من مسجد "الرحمن" في طريق منحدر وواضح للجميع وكأن الناس أخذت روحًا وكانت الأعداد كبيرة جدًا من مسجد "الرحمن" والتقوا عند بناء البطة وتابعوا في طريقهم في شارع الإسكان [في] الصليبة مرورًا حتى وصلوا إلى مفرق مسجد "البازار"، وأيضا هناك يوجد عدد كبير والتحمت الأعداد مع بعضها وهنا بدأ يتم رفع الناس على الأكتاف وينادون لدرعا والحرية بالإضافة إلى التكبير من الجميع ومن أول يوم ذكر اسم إيران [وكان الهتاف:] "لا إيران ولا حزب الله"، وأنا أحد الأشخاص الذين ناديت فيها، والشعب كان لديه من الوعي ما يكفي أن يعرف كيف وصلنا إلى هنا.

هنا أصبحت ذروة وكان هناك تواجد للشرطة والأمن ولكن يبدو أن لديهم تعليمات بعدم الهجوم على المظاهرة وكان يوجد جزء جيد يمشي خلف المظاهرة ومسلحون أيضًا منهم يمشون على أطراف المظاهرة، وتابعت المظاهرة مسيرتها إلى جانب مسجد "صوفان" في شارع القوتلي باتجاه [حي] "الشيخ ضاهر" وطبعًا الوصول إلى "الشيخ ضاهر" يعني الوصول إلى مركز المدينة، فشعروا بحساسية الموقف، وبالمقابل كان يوجد شبيحة مستعدون وأذكر في أول يوم حصلت اشتباكات قليلة مع سيارة الإطفاء التي تطلق الماء باتجاه المتظاهرين وتم إنزال السائق وبعض عناصر الأمن تم إمساكهم ضمن المظاهرات وكانوا يحاولون فعل شيء، وأيضًا تم التعامل معهم ولم يُقتل منهم أحد أبدًا ولكن تم تأديبهم من قبل الشباب، لا أعتقد ولا أذكر بأن أحدًا نطق بإسقاط النظام في ذلك اليوم،

أنا لا أذكر جيدًا لأنه على "يوتيوب" المظاهرة موجودة وصورتي موجودة ضمن الفيديو والمظاهرة كانت كبيرة جدًا والهتافات ليست من شخص واحد ولكن عندما وصلنا إلى "الشيخ ضاهر" لم نعد نسمع الهتافات لأنه حصلت اشتباكات بالحجارة والعصي، وأنا بالنسبة لي في ذلك اليوم لم أسمع هذا الأمر وقد يكون حصل ولكن نحن كنا حريصين جدًا كمجموعة الذين كنا متفقين ألا يكون في المسألة [هتاف] "إسقاط نظام"، ولو أننا بالتأكيد سوف نصل إلى هذه المرحلة ولكن نحن خرجنا وعندنا مشكلة وهي أن إخواننا قُتلوا في درعا، لماذا؟ وهي عبارة عن سلسلة وسوف تمشي وقد يكون هذا الأمر حصل وهذا ممكن ولكنني لا أذكر، وأما بالنسبة للشعارات ضد إيران وحزب الله نعم وبالتأكيد وشعارات الحرية والتكبير لم تتوقف وحتى الأغاني لدرعا لم تتوقف، ونحن في السجن غنينا لدرعا لكن بغير منطق؛ "يا درعا أنتم جلبتمونا إلى هنا" [هذه للطرفة].

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/23

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/63-02/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011 - 3/2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الشيخ ضاهرمحافظة اللاذقية-محافظة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الصليبةمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

الشهادات المرتبطة