الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اشتداد عود المظاهرات، والنشاط الثوري الإعلامي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:00:01

في 8 نيسان/ أبريل كانت المظاهرة التي حصلت [في أريحا]، وكان في معرة النعمان مظاهرة حاشدة، لأنه في الجمعة التي سبقت تلك المظاهرة كان هناك احتكاك بين جماعة النظام والشبيحة والدفاع الوطني مع المتظاهرين، حتى أطلق الرصاص وأصيب عدة أشخاص، والمظاهرة التي تلتها والتي هي في 8 نيسان/ إبريل كانت مظاهرة حاشدة في معرة النعمان، ونحن في تلك الفترة في هذا اليوم كان هناك محاولة لتحريك الناس في القسم الشمالي في أريحا، وكان هناك توجه أن يتجمع الناس في الساحات من أجل أن يكون هناك صوت يصل إلى أكبر مدى، وبالفعل أتت القرى المجاورة وأهل الجبل لأريحا وجبل الزاوية، وبالفعل خرجت أول مظاهرة في ساحة شعبة الحزب (حزب البعث) في أريحا، وكان هناك مظاهرة كبيرة أنا تفاجأت من العدد وعدد كبير، والساحة امتلأت وموجود فيديوهات توثق تلك المرحلة، وكانت وبقيت مظاهرة سلمية بالمجمل والناس يصرخون "حريةً حريةً" وبدأ الناس يصرخون "الشعب يريد إسقاط النظام" وبدأت الآن الشعارات تتبلور بشكل واضح في تلك الفترة، وبعد ذلك حصلت ردة فعل كان هناك تمثال موجود لحافظ الأسد في منتصف الساحة، وفي البداية لم يفعل أحد شيئًا، وسبق كان هناك تجمع للشبيحة وجماعة شعبة [الحزب] وحصل هناك محاولة اعتداء على المتظاهرين، [وكانوا يدعون أنهم] يدافعون عن شعبة الحزب، وكان هناك تراشق شتائم بينهم وبين المتظاهرين، وبعد ذلك تم اقتحام شعبة [الحزب] بالكامل، ودُمر تمثال حافظ الأسد، وهرب جميع عناصر الشعبة، وكل شيء موثقًا أنا سجلت قسم كبير وارتفع على "النت" بوقتها، وكان هناك شخص يضرب التمثال بطريقة فنية، ومن [شدة] ما كان متألمًا، دمر التمثال بالمطلق وكسره بالكامل، وأنا صورت كان معي هاتف "نوكيا"، والمشكلة كانت في رفع الصور، وتبقى أيامًا ليتحمل على النت، وأحيانًا يصل إلى النهاية ويفشل بالتحميل. لم يكن هناك تنظيم، ولكن بالفعل كان هناك أمور مضحكة، فحالة الرعب للناس من الأمن [كبيرة] وكان الأمن موجودًا حين خرجوا في المظاهرة، وحاوط المنطقة بشكل كبير، والناس في نهاية المظاهرة صرخوا "هجم الأمن"، والناس بدأت تركض في الشوارع، وأحد أقربائي -خالي- كان آتيًا من أحد الشوارع على الدراجة النارية، وحين هرب الناس، وفقد الدراجة النارية، ووقع خالي، وبعد ذلك أتى الشبيحة إلى المظاهرة، ووضعوا ستارًا حول الدوار من أجل ألا تظهر آثار تدمير التمثال، ونادوا: "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، ووضعوا صور لبشار [الأسد] وأعلام وحاولوا أن يلموا المشهد، وهنا تستطيع أن تقول أنَّها مرحلة جديدة بالمطلق في محافظة إدلب، لأنَّ الأيام التي تلتها بدأ التظاهر يدخل مرحلة التنظيم بعد 8 نيسان/ أبريل، ولم يكن بالمعنى الحرفي تنظيم، ولكن مثلًا الشباب الموجودون في قريتنا، نقول مثلًا: نخرج مظاهرة، من سينشد؟ من سيكتب اللافتات؟ وكان هناك تشبيك بشكل أوسع مع المناطق الأخرى، وبدأنا نتواصل مثلًا ما رأيكم أن نخرج مظاهرة مركزية؟ وتجتمع 5 قرى، ونخرج مع بعضنا، مَن يا شباب الذي يريد أن يخرج؟ ونخرج بهذا الشكل …

حينها حاولت قدر المستطاع -لأنَّ إخوتي وأخوالي وأولاد أعمامي كانوا موجودين معظمهم في المظاهرة-، وحاولت أن أقوم بشيء من التوازن، وبحكم أني أعمل في الإعلام، وموجود تواصل جيد مع فرع الحزب وأذهب وأرجع، وفي تلك الفترة حاولت أن أذهب، ووصلت قبل حصول المظاهرة الكبيرة، ورأيت الشبيحة يرتبون ترتيبًا معينًا، واستطعنا أن نستوعب الموقف، وخرجت المظاهرة، ثم انتهى كل شيء.

في اليوم التالي استُدعيت إلى فرع الأمن السياسي وكنت في إدلب، كان لدي موعد مع مدير الآثار كان اسمه حنا كباد -الرجل مسيحي- من مدينة إدلب، وهو مدير مديرية الآثار في المحافظة، وكانوا يومها قد اكتشفوا مغارة أثريةً عمرها كبير، وأنا ذاهب بصدد الكتابة عن هذا الموضوع، وطلبته من مدير مكتبه فقال لي إنّه غير موجود، ويأتي بعد ساعة، وفي تلك الفترة يأتيني اتصال من الأمن السياسي، وهو قريب من الحي الذي أنا فيه، وذهبت وتم اعتقالي ولا أعلم ماهي القصة! وأخذوا اغراضي، لا لا هذه المرة لم أعتقل (صحح الشاهد انه لم يُعتقل في هذه المرة - المحرر)، وطلبوني مرةً أخرى وذهبت أنا ووالدي اعتقلونا لمدة 24 ساعة أو ربما اكثر قليلًا، لكن في ثالث يوم حتمًا.

من الأشياء التي لفتت انتباهي حين دخلت إلى الزنزانة، لم أرَ شيئًا كان ظلامًا، وإذ هناك رجل يجلس في الزنزانة من الداخل يضع بطانيةً، وشكله مخيف، ولحيته [طويلة] وحين رأيت بشكل جيد، كان موقفًا مخيفًا، قال لي: من أين حضرتك؟ فقلت: من إدلب، وقال لي: ماذا تفعل هنا؟ قلت: بتهمة التظاهر ضد النظام، والرجل كأني شتمته، وكانت ردة فعله مدهشةً، وكيف يلفلف القصة لا يعرف ماذا نظام وتظاهر وقال لي: أذوك وأساءوا لك وقلت له: لا، والرجل أصبح لديه ريبة مني وكان واضح تمامًا معالمه بأنَّه واضح أنَّه شرير أو ربما أيام السجن الطويلة ظهرت ملامح القسوة على وجهه، ولكن حين قلت مظاهرات الرجل انصدم ومات من الرعبة (خاف بشدة) وقلت من أين حضرتك؟ قال: أنا من حمص من الخالدية، فقلت: يا رجل الخالدية خارج سيطرة النظام في تلك الفترة، فالرجل لم يعد يستطيع التكلم معنا لأنه كلمًا سأل سؤال يأتيه الرد… وهذه المواقف على الرغم من مرارتها ولكنها كانت مضحكة. 

ودخل شباب آخرون، وما هي القصة؟ تظاهر والرجل في نهاية المطاف جلس في زاوية لوحده، [وكأنه يقول] أنا رجل مخدرات وحشيش، ما هذه المظاهرات! وهذه الأمور تنحل معه، أنا رجل قتال قتلة (كناية عن كثرة جرائم القتل التي ارتكبها)، وتبين أنَّ له 8 أو 9 سنوات في المعتقل، وليس عنده أي تصور عما يحصل، ولذلك هو اعتقد أنَّني عنصر أمن، ولكن حين رأى أنَّ كل المهجع مظاهرات، والرجل حين تنظر في وجهه ترى معالم التشتت، فمن الممكن أن يكذِّب أول واحد، ولكن هناك تقريبًا 40 واحدًا يتكلمون نفس القصة، لا يعرف وهو مصدوم، ويرى كل المهجع مظاهرات، والرجل -كل الفترة التي بقينا بها- مندهش بأنَّه ما الذي يحصل في الدنيا، ويبدو أنَّ سبب الاعتقال تهريب مخدرات أو ما شابه ذلك. 

والمهم من خلال شبكة المعارف لدي بقيت قرابة 24 ساعة، وكان والدي معي، ولم يكن هناك تهمة، وأبي خرج في اليوم التالي، وأنا خرجت [وساطة] شخص أخرجني، وأخرجونا واعتذروا منا، وكان هناك ملف من المحقق أنَّه سيتم تحويله إلى دمشق، وبعد ذلك أخرجونا واعتذروا منا، وقال لنا المحقق: تعرفون الوطن والمؤامرة الكونية، واعتذروا منا، وكان هناك أشخاص من قريتنا بقوا 73 يومًا، ولا أعرف إذا كان بسبب تدخل مسؤول أمني في المحافظة خرجنا، أو لا أعلم، والذي لفت نظري في التحقيقات قال لي: إنَّك مشارك في سراقب والجسر (منطقتان في إدلب)، وقلت له: أنا صحفي أعمل كل النهار، وإذا كلما مررت بشارع وخرجت مظاهرة… وتفاجأت يخرج من الدرج ألبوم صور 18 صورة قد صُوِّرتُ فيها في الحركة وحتى صوت وصورة وكنت متفاجئًا إلى أي حد متابعين الجماعة (مراقَبين من قبل الأمن)؟ وقلت له: أنا كنت في أريحا، وأخي عنده محل، والمظاهرة كانت قريبة، ونحن قد خرجنا من الجامع، ومررت من هذا الشارع مضطرًا، ولا أسمح لأحد أن يزاود علي، والذي صورني تقصدني، وأنا عندي وطنية. 

والمهم بعد ثالث يوم، بعد أن خرجت، كنت ذاهبًا من أريحا إلى إدلب، أتاني اتصال من الأمن العسكري، ونزلت من السيارة، وذاك يوم وهذا يوم (آخر يوم) أمر على منطقة فيها النظام، وبالمطلق تقريبًا في منتصف الشهر من يومها حتى الآن إلا بالصدفة، أو بالغلط أمر على منطقة فيها النظام، ووالدي حاول كثيرًا أن أصلح الوضع، وقلت له: لا أريد، وقلت لهم : بالنسبة لي أنا في دمشق، وأصبحوا يتصلون بوالدي، أنَّه فليأت ويصلح وضعه، ومرة من المرات اتصلوا بي، وقلت لهم: في دمشق، وبكل لطف كانوا يتكلمون، وفي يوم من الأيام اتصلوا بي -الأمن الجوي-، وقالوا: ندعوك إلى فنجان قهوة، قلت لهم: عندما أعود من دمشق سآتي، وبعد ذلك أصبحت أتكلَّم معهم، أستهزئ بهم، وأقول: نحن نتصدى للمؤامرة الكونية، وكان هناك مقاطع صوت كيف نتكلم مع الأمن، وتلك الفترة كانت نقلة نوعية جدًّا، حاجز الخوف كُسر بالمطلق، بات آخر هم الناس أن تفكر بالأمن فقد كان الفكر كيف ننظم المظاهرة، بحيث تعم المظاهرة أنحاء المحافظة بالكامل، والآن نستطيع القول أننا دخلنا في مرحلة تنظيم العمل التظاهري، لأنه في هذه المرحلة بات عندنا تخطيط معين ودراسة معينة للوحات، ماذا سوف نكتب وما هي اللوحات التي سنرفعها، والمظاهرات لم تعد عشوائية.

كان لدينا أراض وبرية (أرض فلاة) اختفيت عن الأنظار فيها، حتى انتشرت المظاهرات في المطلق هنا أصبحنا نخرج علنًا، ودخلت المظاهرات مرحلة التنظيم، وأصبح هناك تنسيق، مثلًا: المركزية اليوم في معرة النعمان، والمعرة بعد 8 نيسان/ أبريل خلال الشهرين التاليين أصبح فيها مظاهرات لا يمكن وصفها، والاوتوستراد (الشارع العريض) الرئيسي على المعرة من شمال المدينة إلى جنوبها يمتلئ بالمتظاهرين، وسراقب وجسر الشغور والمحافظة بشكل عام أصبحت تتظاهر الناس بها جهارًا نهارًا، وهذه حالة رعب، والتظاهر أصبح منسقًا له، ومعد بشكل مسبق، وأصبحت تخرج مظاهرة مسائية، أنَّه اليوم [عند] العصر تخرج في المكان الفلاني، وبدأنا بالمظاهرات الجوالة، وكنا نرتب 30 أو 40 دراجة نارية، ومن أحلى المظاهرات التي أذكرها كان هناك شاب لديه بيك آب (سيارة مفتوحة) صغير، وواضعين به مكبر صوت بحجم البيك آب، ونشغل أغاني الثورة، وندور بها عددًا من قرى جبل الزاوية، وتقريبًا بشكل شبه يومي، وهي من الأمور المحببة جدًّا للناس أن تخرج وتهتف، والمظاهرات تصدح في جبل الزاوية، واستمرت تلك الحالة حتى موضوع المجزرة التي حصلت في المسطومة (منطقة في إدلب).

أعتقد أنني داخلت على البي بي سي أو فرانس 24 لا أذكر بالضبط، لكن قمت بمداخلة اتصال، وكنت باسم أحمد عيد، ناشط، وكنت في تلك الفترة أجمع إيميلات المحطات عن طريق معارفي، وأي شيء يتوفر عندي سواءً أخبار، أرسل بشكل عشوائي، كان عندي قائمة بالإيميلات حوالي 30 أو 40 إيميل، كنت أرسل إلى أية محطة لا على التعيين، أو من خلال صفحاتهم أحصل على الإيميل، وكيف تواصل معنا شخص ناشط أو صحفي في محطة من المحطات، وكانوا بحاجة إلى شاهد عيان، وأنا خرجت باسم أحمد عيد حتى لا أظهر باسمي الحقيقي، وبعد مداخلتين، مرة على الأورينت خرجت، وتلك المحطات التي تغطي الثورة، وبعد ذلك اتصل بي الأمن العسكري، وقالوا لي: يا صفتك (كناية عن الشتم) أحمد عيد! ونحن نعرف من أنت، وهددوني، وسنعتقل أهلك، وعندما وجدت أن الأمر قد افتضح، أصبحت أخرج باسمي الصريح أحمد عاصي، خرجت ربما مداخلة أو مداخلتين باسم أحمد عيد- شاهد عيان من جبل الزاوية وانتهت القصة، فبت أخرج باسمي الصريح أحمد عاصي وحتى أخرج بصورتي وصور ستوريات (قصص) مظاهرة وما إلى ذلك.

[فيما يخص] موضوع التنسيق بعد مرحلة الانتقال من التحركات العشوائية إلى التحركات المنظمة، هي عبارة عن أنه كل مدينة أو قرية هؤلاء الأشخاص الأكثر نشاطًا فيما يتعلق بموضوع الثورة أنشأوا نواةً في مناطقهم، والتواصلات تحدث أثناء التظاهرات المركزية التي تحصل، وأنا لا أعرف مثلًا أبناء القرى المحيطة المتظاهرين، ونجتمع في المظاهرة المركزية، ونقول للذين يحملون اللافتات: ما رأيكم أين ستكون المظاهرة في الأسبوع القادم؟ وأغلب الاجتماعات تحدث أثناء المظاهرة، وننسق ونرتب، وأنه ما رأيكم أن يكون غدًا مظاهرة متحركة أو جوالة، وبعد ذلك لبث الحماس في نفوس أهالي المنطقة ما رأيكم أنَّ هذه القرية لم يخرج بها مظاهرة؟ والناس يخرجون بعدد قليل، فلماذا لا نخرج مظاهرة في القرية الفلانية؟ لنقوي موقفهم ونشجعهم. فعملية التواصل نشأت بتلك الطريقة، ولم تكن بالمعنى التنظيمي للكلمة، وإنما أفرزت المظاهرات تحركات أشخاص، وهؤلاء أصبحت مهمتهم أن ينسقوا من أجل المظاهرات، ومثلًا على مستوى قريتنا كان شخص اسمه أبو عذاب، كان مندفعًا ومتحمسًا بشكل كبير، وكان أبو مصعب، وفي منطقة شرق المعرة داوود سليمان، وفي منطقة جرجناز محمد سيد دغيم وأبو عمارة من آل دغيم، ومن أريحا كان أشخاص بأسماء مستعارة؛ صلاح الدين الحموي الذي نشط في فترة من الفترات، وهناك شخص اسمه رضا معتوق استُشهد فيما بعد، وفي منطقة كفر نجد الدكتور عبد العزيز عجيني، وهو كان معيدًا في كلية الآداب، متخصصًا في الأدب الإنكليزي، وفي قريتهم أيضًا منير عجيني وأسماء موجودون أستطيع استحضارهم، لكن كان هناك نواة كبيرة عدد لا بأس فيه، وفي كل منطقة أفرز هؤلاء الناس الذين تفرغوا للتظاهرات. 

أبدًا لم يكن هناك تواصل مع أية جهة خارجية، وكان التواصل بشكل غير تنظيمي عبر أقارب أو معارف في الخارج، وكان في هذا الإطار لا أكثر، ونحن على مستوى سورية لم يكن هناك مفهوم للتنظيمات السياسية، وحتى على مستوى المعارضة خارجيًّا لم يكن هناك شيء اسمه تنظيمات، باستثناء الإخوان المسلمين، وفي تلك الفترة كان هنالك تعويل عليهم في الشارع، والناس لا يعرفون من هم الإخوان المسلمون، وأنا من عائلة تنتمي سابقًا للإخوان، لا نعرف ماذا يعملون وماذا يفعلون، ولكن التعويل عليهم كونهم أعداءً للنظام قبل أن يعادي النظام أحد، وبالتالي هم مثل وقدوة لأنهم عادوا [النظام] قبل أن يعاديه أحدًا، ولكن خيبوا الآمال فيما بعد، ولكن الناس كانوا ينتظرون دعمًا -ليس المقصود دعم مادي بالدرجة الأولى- إنما على صعيد الإعلام والتحرك. ويوجد نقطة أريد أن أختم بها وهي أنه في فترة فيما بعد بدأت المظاهرات تكون مكلفةً من حيث الإعداد والبخاخ والدهان واللوحات واللافتات، والألوان التي تكتب فيها، وحتى تنسيق المظاهرة، لنقل أنني اتفقت أنا ومنسقي المظاهرات في المنطقة، أن المظاهرة المركزية في القرية الفلانية، يوجد عدد كبير من الناس ليس لديهم واسطة أو سيارة للتنقل، وهنا بحاجة لتأمين واسطة لنقل الناس، بالبداية الأولى كان هذا الكلام يتم بالتقاسم، إن كان عندك سيارة ائتينا بها وإن كان عندك أموال أيضًا… وهذا الأمر كان ينتظر أن تعول على الإخوان المسلمين كتنظيم موجود أن يدعموا هذه الجزئية، ولكن في تلك المرحلة لم يحصل شيء من هذا القبيل، والعمل كان محليًّا، والناس والناشطون وأبناء المناطق متكاتفون مع بعضهم، وكان هناك تكاتف ملفت للانتباه بشكل واضح، فالتكاتف الذي حصل بين الناس هو سبب نجاح الثورة، وسبب انطلاقها واستمرارها في تلك الفترة، لأنه كان هناك تكاتف لم تشهده سورية كما حصل في تلك الفترة، وكان هو الحاضنة المجتمعية التي استطاعت أن تحتضن الثورة وأن تحافظ عليها لفترة لاحقة، حتى حصلت التدخلات الخارجية، والعبث واللعب بالثورة في سنواتها المتقدمة ووصلنا لما وصلنا إليه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/06

الموضوع الرئیس

البدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/40-03/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/07/16

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-جبل الزاويةمحافظة إدلب-محافظة إدلبمحافظة إدلب-مدينة معرة النعمانمحافظة إدلب-مدينة أريحا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

قناة أورينت / المشرق

قناة أورينت / المشرق

فرع الأمن العسكري في إدلب 271

فرع الأمن العسكري في إدلب 271

قناة ال BBC

قناة ال BBC

فرع حزب البعث في إدلب

فرع حزب البعث في إدلب

فرع الأمن السياسي في إدلب

فرع الأمن السياسي في إدلب

فرع المخابرات الجوية في إدلب

فرع المخابرات الجوية في إدلب

الدفاع الوطني - مركز إدلب

الدفاع الوطني - مركز إدلب

الشهادات المرتبطة