الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تصاعد الحراك المسلَّح وصولًا لمحاولة تحرير الباب، والحراك في جامعة حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:52:22

كان يوجد محاولة للهجوم على مخفر قباسين وتحرير المخفر من الأجهزة الأمنية الموجودة فيه، وهذا حصل قبل هذه الحادثة وكانت محاولة فاشلة، وطبعًا الجيش الحر اتبع استراتيجية أن يبدأ التحرير من الأرياف، وكان التحرير يتم بالتنسيق مع العناصر أو الضباط الموجودين في المراكز الأمنية فكان يحصل تنسيق، إما أن يكون انشقاقًا طبيعيًا بدون أي صدام وقتال وبدون أي عمليات مواجهة أو عندما كانوا يرفضون الانشقاق والانضمام إلى الثورة كانت تحصل عمليات مواجهة، وفعليًا عمليات الانشقاق كان يطلب منك الانشقاق فقط، والمهم ألا تكون مجرمًا وتقتل الناس المدنيين، وهذا كان مطلب الجيش الحر في تلك الفترة، وأن تنشق عن الجيش والقطعة المتواجد فيها والمركز الأمني المتواجد فيه ويمكنك الذهاب إلى منزلك أو الانضمام إلى الجيش الحر أو تصبح مع الثوار أو لا تريد لا يوجد أية مشكلة، وهذه النقطة يجب الانتباه لها.

على مخفر قباسين كان يوجد محاولة أولى، في بداية شهر نيسان/ إبريل أو نهاية شهر آذار/ مارس تقريبًا حاصره عناصر الجيش الحر وطلبوا من العناصر المتواجدين داخل المركز الأمني أو المخفر أن ينشقوا، يعني أن يسلموا سلاحهم للثوار وينشقوا بدون أية محاسبة، مجرد انشقاقك يعني أنك بريء من الجرائم التي يرتكبها النظام، وبما أنك لم ترتكب جريمة حتى الآن، ولكنهم رفضوا الانشقاق وقالوا أعطونا مهلة، والمعلومات التي وصلتنا عن يوم الواقعة أنهم طلبوا مهلة من الثوار الذين يحاصرونهم، وطبعًا لم يكن الثوار فقط من الباب وإنما أيضًا من ريف الباب ومن الريف الشمالي، فأعطاهم الجيش الحر مهلة حتى يفكروا ويشاوروا بعضهم لينشقوا بشكل جماعي، وهكذا كان طلبهم يعني قالوا أعطونا مهلة حتى ننشق كلنا، وخلال هذه المهلة اتصلوا مع الأفرع الأمنية في الباب وجاءت المؤازرة وحاصروا الجيش الحر وقتلوا من الجيش الحر عدة عناصر وهرب البقية وهذه كانت المحاولة الأولى.  

المحاولة الثانية كانت بعد تاريخ 20 نيسان/ أبريل 2012 عندما اعتدى الجيش وعناصر أمن الدولة والأمن العسكري على المتظاهرين وسقط شهداء في جمعة 20 نيسان/ أبريل 2012، يعني تغيرت استراتيجية الجيش الحر وكان يوجد تسارع من الجيش الحر في تحرير المراكز الأمنية لأنها عبء على المواطنين، وهي تقوم بالجريمة ضد المواطنين وقتل المواطنين وهي أصبحت في النهاية مراكز قتل واعتقال، فحصل هجوم ثانٍ على مخفر قباسين وتم تحريره في تلك الفترة ونصبوا كمينًا للعناصر على طريق الباب- قباسين، وانشق بعض العناصر وأساسًا دائمًا يوجد عناصر يريدون الانشقاق ولكن كان يوجد ضباط أمن يمنعونهم من الانشقاق أو عندما يحسون بأي عنصر أو عسكري يريد الانشقاق كانوا يقتلونه مباشرة بتصفية ميدانية، وحصلت بعدها حوادث كثيرة في الريف الشمالي، وكانت تخرج مؤازرات من الباب، وفي إحدى المرات هجم الجيش الحر على منطقة أمنية في شمال (منطقة) تل بطال، وطلبوا مؤازرة من الباب، فذهبت المؤازرة من الباب ولكن عناصر الجيش الحر نصبوا لهم كمينًا ووقعوا في الكمين وقُتل منهم وسقط جرحى، وأثناء عودتهم إلى الباب وفي منطقة السرايا -وهو تجمع أمني كبير للنظام- وعندما جاؤوا ومعهم الجرحى جاؤوا بشكل سريع بالسيارات فبدأوا يطلقون عليهم النار، وظنوا أنهم من الجيش الحر ويهجمون عليهم فأطلقوا عليهم النار، وإحدى السيارات أصابها حادث يعني أصابت العمود بجانب البلدية.

كان يوجد مخفر العريمي وكان يوجد تنسيق مع الضباط حتى ينشقوا من مخفر العريمي، وكانت السياسة التي يتبعها الجيش الحر أنه عندما ينشق شخص ما لا يجب أن يعلن أنه منشق بإرادته وإنما كان يظهر على الإعلام أنه انشق غصبًا عنه وأنه تم أسره من قبل عناصر الجيش الحر، لأن لهم أهل، يعني العنصر الأمني الموجود هنا أو الضابط في الباب قد يكون أهله في حمص أو الشام أو السويداء أو أي منطقة أخرى وحتى لا ينتقم منهم النظام لأن النظام معروف أنه كان ينتقم من أهالي المنشقين وأهالي الجيش الحر، يعني أي شخص معارض له كان ينتقم من أهله وهذا معروف لدى النظام حاليًا وسابقًا على زمن حافظ الأسد، وعندما يوجد شخص بمنظور النظام أنه ضده أو يعتبره مجرمًا فكانت كل عائلته تدفع الثمن، وحتى لا يتم توظيفه في دوائر الدولة وممنوع من السفر وممنوع من استخراج جواز السفر وممنوع من عدة أمور، وهذه هي السياسة التي كان يتبعها الجيش الحر وهي شجعت الكثير من عناصر الجيش حتى ينشقوا ويتم إخفاؤهم بمأمن أو يقوم المنشق بتأمين أهله مسبقًا، فيخرجون من مناطق النظام حتى لا يبقوا تحت سيطرة النظام، وبعدها ينشق.

الحراك الذي كان في جامعة حلب هو حراك يمثل جميع محافظة حلب من الطبقة الواعية والمثقفة منها، وطبعًا جامعة حلب تضم أولًا من كل مناطق حلب وريف حلب والباب ومنبج واعزاز وجرابلس ومن كل الريف الحلبي والريف الغربي مثل عندان ودارة عزة والمناطق الأخرى، بالإضافة إلى عدد كبير من الطلاب من إدلب باعتبار أن حلب محافظة قريبة من إدلب، وطبعًا المناطق الشرقية بحسب القبول الجامعي الذي كان، فكانت جامعة حلب هي سورية المصغرة، وتضم من جميع المحافظات والفئة المعول عليها هي فئة المثقفين والطلاب والنظام يحسب لهم ألف حساب، فكانت جامعة حلب تقوم بعدة مظاهرات، وحتى الناس غير الجامعيين كانوا يذهبون للمشاركة في المظاهرات مع الطلاب، فكان لها ضجة إعلامية كبيرة وتأثير كبير على النظام، وحاول النظام قمعها بعدة وسائل من خلال فرع الحزب (حزب البعث) الموجود في جامعة حلب ومن خلال نقابة الطلاب الموجودة في كل كلية أو كل فرع وهم كانوا مجندين للإبلاغ عن المعارضين الطلاب والتبليغ بنشاطاتهم التي يقومون بها، فكان يتم اعتقال الكثير من الطلاب يوميًا في جامعة حلب، وحتى إن الكثير من الطلاب فقدوا مقاعدهم الجامعية لهذا السبب ولم يستطيعوا الدوام في الجامعة من السنوات الأولى والثانية والثالثة، والكثير من الطلاب كان لديهم مادة أو مادتان ولكنهم فقدوا مقاعدهم الجامعية، وفي النهاية فقد الشهادة التي كرس حياته من أجل الحصول عليها بسبب الملاحقة الأمنية من قبل النظام وحتى إن الكثير من موظفي الجامعة كانوا يعملون كشبيحة لصالح النظام والعناصر الأمنية انتشرت في كل جامعة حلب في الحدائق والمقاهي وفي المدينة الجامعية وفي كل مكان، وكان خوف النظام كبيرًا من جامعة حلب باعتبار أنهم طلاب ولهم رأي في المجتمع وكانت الملاحقة الأمنية كبيرة، ورغم ذلك كان طلاب جامعة حلب يخرجون، والكل شاهد على المحطات والتلفزيون عندما كان طلاب جامعة حلب، يخرجون ويهتفون من أمام ساحة الجامعة وخاصة أنها ساحة كبيرة ومتوسطة للجامعة فكان يجتمع الطلاب كلهم فيها وحتى ضمن الكليات نفسها، والنظام في النهاية وصل إلى مرحلة عجز، يعني كان يعتقل طلابًا ويوجد الكثير أيضًا من الطلاب يخرجون مظاهرات، وفي النهاية قصف جامعة حلب وكل العالم شاهد الطيران السوري عندما قصف جامعة حلب وسقط عدد كبير من الشهداء من الطلاب والمدنيين الذين كانوا موجودين في تلك المنطقة وتأثير جامعة حلب كان كبيرًا وخاصة أن الشعب السوري ينظر لمحافظة حلب أنها كتلة بشرية ضخمة وهائلة وثقل للدولة السورية بعد دمشق أو مع دمشق، والكثير من الناس يصنفونها كثقل اقتصادي ولكن النظام كان قمعه في حلب شديدًا جدًا يعني كانت الآلة القمعية شديدة جدًا، والحواجز المنتشرة ضمن حلب كانت بشكل كبير واستطاع من خلالها وهرب الكثير من الطلاب لأنهم كانوا مطلوبين للأفرع الأمنية، وطبعًا أنت عندما تدخل إلى الفرع فلا يوجد خروج، إما تصفية؛ وكما رأينا في الصور التي تم تهريبها عن طريق سيزر أو قيصر؛ وكان هذا هو المصير، والناس أصابتهم الرهبة وخاصة أن الناس يعرفون إجرام النظام ويوجد الكثير من الطلاب اعتُقلوا في بداية الثورة وخرجوا، فكان لديهم الخوف من الاعتقال مرة ثانية، فاضطروا لترك جامعاتهم، واستطاع النظام بهذه الطريقة أن يقمع المظاهرات في جامعة حلب.

المجازر كانت هي الدافع للناس حتى تخرج وتتظاهر بأعداد أكبر، والناس كان لديها أمل أن يسقط النظام أو تنتهي القصة أو يتنازل النظام للشعب حتى لا تتطور المشاكل في البلد وتحصل مواجهة بالسلاح لاحقًا، ولكن النظام كان كل يوم يزيد من جرائمه في كل المناطق السورية سواء في ريف دمشق، ويوجد مناطق كان النظام يجرم بشكل أكبر من مناطق أخرى وخاصة المناطق التي فيها اختلاط طائفي، يعني مثل حمص ودمشق، كان يحاول النظام وكنا نرى الصبغة الطائفية في انتقام النظام، يعني كان الانتقام يتم في مواقع معينة وطبعًا النظام هو مجرم ولا يميز بين الأديان ولكن الشبيحة الذين كان يستخدمهم والفصائل الإيرانية التي جاءت كان لديها حقد طائفي وتمت تغذيتها أصلًا بالحقد الطائفي حتى يكون انتقامها كبير فكانت الجرائم التي يقومون بها لا يميزون بين الأطفال والنساء وبين المطلوبين وغير المطلوبين، ومثلًا مجزرة الحولة التي هي عبارة عن تجمع مراكز معيشية (قرى)؛ فارتكبوا فيها مجزرة كبيرة وقتلوا الأطفال والنساء وذبحوا الشيوخ وقتلوا جميع من طالتهم أيديهم، وهذه إحدى المجازر المعروفة في تلك الفترة، وكانت ردة فعل الشعب كبيرة، يعني عندما الناس ترى كيف تحصل المجزرة فإن الكثير من الناس الذين لا يخرجون في المظاهرات بدأوا يخرجون لعل وعسى أن يشارك في إسقاط النظام، وحتى يعجل من نهاية النظام ولكن النظام كان يزيد من آلته القمعية ويزيد من إجرامه وينشر الجيش ويقصف أكثر.

في حلب لم تكن جرائم النظام كبيرة في تلك الفترة في المدن، ولكن كانت جرائمه تتم في الأفرع الأمنية، يعني المعتقلون كان يتم تعذيبهم وتصفيتهم في الأفرع الأمنية بينما في الشارع كان يحاول أن يظهر للشارع أنه يعامل الناس معاملة جيدة حتى لا يصدق الناس ما يحصل في محافظات أخرى، ولكن وجود الإعلام جعل الناس يصدقون الشيء الذي يحصل، وكانت المجازر التي تحصل ينكرها النظام، ولاحقًا جريمة الكيماوي التي أنكرها واتهم فيها المعارضة وأساسًا المعارضة ليس لديها إمكانيات للقصف بالكيماوي، وكل الناس تعرف أن الطيران والمطارات مُلك النظام، وكل القصف كان يتم بالطائرات، وحتى جامعة حلب ويوجد مقاطع فيديو وشهود عيان عندما قصف الطيران السوري الجامعة بحجة التخويف، ونفس الأمر المجازر في مناطق أخرى غير الحولة مثل ريف دمشق بالإضافة إلى المناطق التي بدأ يحاصرها النظام ويحاول عزلها مثل الزبداني ومضايا، وحاول أن يعزل الكثير من المناطق ويتبع أسلوب التجويع وأساليب أخرى إجرامية.

هنا كان يوجد نشاط أكبر للجيش الحر وبداية انضمام أشخاص أكثر، وخاصة عندما بدأ الناس يشاهدون الجرائم التي تكلمنا عنها مسبقًا سواء في سورية أو مدينة الباب التي تجلت في جمعة 20 نيسان/ أبريل 2012 وفي جمعة 20 نيسان/ أبريل 2012 وما عدا الشهداء الذين سقطوا كان يوجد أخو الشهيد عبد الرحمن وهو ابن أخي محمود الذي أصيب بطلق ناري في قدمه وأسعف إلى مكان للمعالجة السرية لأننا لا نستطيع أخذه إلى أي مستشفى، لأن كل المشافي يوجد فيها عناصر أمن وسوف يعتقلون أي شخص مصاب أو أي مسعف للمصاب، فكان يوجد خطورة كبيرة أن يتم إسعاف أي شخص إلى المشافي، وكانت طريقة العمل في تلك الفترة عن أطباء في عيادات خاصة أو أماكن معينة يتم فيها معالجة المصابين.

أذكر حتى الآن أنه أُصيب محمود وبعد أربعة أيام كان يحتاج لتغيير ضماد الجرح، وأنا أخذت أحد الأطباء إلى محمود الذي كان موجودًا في منزل أحد أصدقائي كان يختبئ عنده، لأن محمود أساسًا منشق عن الجيش، وقمنا بشقه (تدبير انشقاقه) بطريقة سرية ولا أحد يعلم أنه منشق، وكان يقيم عند أحد الأصدقاء في منزله، وأنا أخذت الطبيب وطبعًا الطبيب من الثوار من المعارضين للنظام وأخبرته بالموضوع فقال: أنا جاهز فأخذته على الدراجة النارية وتجولنا لمدة نصف ساعة في الأحياء وبين الحارات والشوارع، لأن عناصر الأمن كانوا منتشرين ويراقبون الناس بشكل كبير أو المخبرين المدنيين، وعندما يرون دكتورًا فهذا قد يلفت انتباههم، فحاولنا التمويه بطرق متعددة حتى وصلنا إلى المنزل وعالجه، وأذكر أنه عندما جاء الطبيب حتى يعالجه لم يحضر معه البنج، فاضطررنا لخياطة قدمه؛ وطبعًا الخياطة كانت على عمق 10 سم بدون بنج، وأذكر أن الدكتور قال لا يوجد بنج، وهل يمكننا أن نحضر البنج، ونعود، وطبعًا كان يوجد مخاطرة في الموضوع ويمكن أن نلفت الانتباه، فاضطررنا لخياطة الجرح بدون بنج وهذا سيؤدي إلى ألم كبير، وهذا أحد الأمور التي حصلت بعد تاريخ 20 نيسان/ أبريل 2012.

الفصائل المسلحة هي فعليًا لم تكن فصائل ولكن بعدها بدأت تنظم نفسها وتم تشكيل "كتيبة أبو بكر" في مدينة الباب، وتم الإعلان عنها في شهر أيار/ مايو تقريبًا.

تقريبًا كل المسلحين في مدينة الباب ظهروا على العلن، ولم يبق أحد متخفيًا، وبشكل عام أصبحوا معروفين وهم الذين كانوا يحمون المظاهرات، ولاحقًا كل مجموعة أشخاص متفقون مع بعضهم بدأوا بتشكيل مجموعة لهم ويعملون على هذا الأساس.

الكتيبة كانت أول تنظيم لمسمى كتيبة ولها قائد كتيبة وعناصر مسؤولون ولديهم عدد معين من البنادق الآلية ولديهم عناصر معينون ولديهم مهام معينة، كانت "كتيبة أبو بكر" هي أول كتيبة يتم تشكيلها، وطبعًا نشر الإعلان على مواقع التواصل الاجتماعي عن تشكيل "كتيبة أبو بكر" وبعد التشكيل بدأ الناس يتحدثون عن هذا الموضوع كثيرًا في المدينة، وعناصر الأمن اقتصروا على مواقعهم الأمنية خوفًا من الاصطدام مع الجيش الحر، وهنا الجيش الحر أخذ جرأة أكبر وأصبحت له حاضنة شعبية كبيرة جدًا وطبعًا هذه الحاضنة الشعبية عندما رأى الناس إجرام النظام وبدأ الناس يطلبون من الجيش الحر حمايتهم، وحتى إنه تمت تسمية إحدى الجمع باسم "الجيش الحر يحميني".

عندما اقتصر عناصر الأمن على المراكز الأمنية، بدأ الجيش الحر يأخذ حرية أكثر بالحركة، فكانوا يدخلون إلى المدينة ويخرجون بسيارة أو دراجات نارية أو عدة سيارات أحيانًا يعني إلى أماكن معينة ولا يقتربون من المراكز الأمنية، وكانوا يقضون أمورهم ويأخذون حاجاتهم وينامون في منازلهم ويلتقون مع أولادهم، ولاحقًا بدأ ينضم لهم كل المطلوبين للنظام لأنهم كانوا في ضيق في المدينة والمطلوب يمكن أن تعتقله دورية في أي لحظة، فأصبح الناس ينضمون إلى الجيش الحر وخاصة المطلوبون للنظام.

تشكيل "كتيبة أبو بكر" كانت نقلة نوعية بطبيعة المرحلة التي كانت في تلك الفترة، وخاصة أنه تم إعلان الكثير من التشكيلات في سورية، يعني هذا الشيء ترافق مع بعضه سواء في مدينة حلب في صلاح الدين أو مناطق أخرى أو في دمشق أو حمص، وكان يوجد فيها الكثير من الكتائب والضباط المنشقين الذين شكلوا الكتائب وبدأوا يتصدون للنظام ويحمون المناطق والأحياء من النظام، فكان له دور كبير وانطباع كبير لدى الناس انطباع إيجابي والأعداد بدأت تزداد وبدأت تتشكل مجموعات أكثر بعد "كتيبة أبو بكر" لاحقًا وهذه بداية تشكيل الجيش الحر في مدينة الباب.

الشخص الذي أسسها هو الشيخ زاهر الشرقاط واستشهد لاحقًا في مدينة غازي عنتاب، ويوجد أشخاص كثيرين من الجيش الحر كانوا موجودين.

أخي هو الذي ظهر في مقطع الفيديو وتلا بيان التشكيل وكان يخفي وجهه بطريقة بسيطة جدًا، فكانت معرفته واكتشافه أمرًا سهلًا جدًا، يعني أي شخص يشاهد الفيديو يعرف أن هذا الشخص هو علي نعوس.

بعد أن تم تشكيل الكتيبة وظهر البيان على الإعلام، وبعد يومين قام الجيش باقتحام منزل أخي ولم يكن أحد موجودًا في المنزل في هذه الأثناء، وأخي غير موجود في المنزل، وتم اقتحام المنزل وتكسيره وسرقة ما فيه وحرقه في النهاية، وتضرر المنزل بشكل كبير، وكسروا الغسالة والتلفزيون وأخذوا ما يستطيعون وطبعًا جاؤوا إلى الحارة بطريقة مرعبة وعدد كبير من السيارات والعناصر وسرقوا الكثير وكسروا ما تبقى وعلى أثر هذا الشيء وأنا طبعًا كنت شخصًا مدنيًا في المدينة فأخبرت أخي بما حصل وقلت له: لا يجب أن تبقى في البلد، يعني أصبحت مطلوبًا ويمكن أن ينتقموا من الجميع، يعني حتى أنا الذي ليس لي علاقة بموضوع السلاح كنت أخاف أن يعتقلوني. فوضعت أخي في صورة الموضوع وبعد يومين غيروا أماكن تواجدهم وجلسوا في أماكن أخرى معينة مختلفة عن الأماكن التي كانوا يجلسون بها خوفًا من أن النظام أو أجهزته يكتشفوا مكانهم أو يعتقلونهم، وكانوا دائمًا يغيرون مناطقهم، وطبعًا أقصد مناطقهم هي المزارع، وفي أحد الأيام اتصل معي وقال لي: نحن حصل معنا حادث في المكان الفلاني وأغلق الهاتف، فأخذت ثلاث سيارات وأحضرت أخي علي والشخص الآخر أبو حمزة من عائلة جمال، وهم حصل معهم حادث بالدراجة النارية ليلًا حيث كانوا يمشون بسرعة هائلة فسقطوا من الدراجة النارية، وتم إسعافهم وطبعًا أسعفناهم إلى مكان لأنهم مطلوبون للنظام، وأحضرنا طبيبًا للكشف عليهم، كسرت يد أخي وأصابه تمزق أربطة في إحدى ذراعيه وعلى إثرها وبعد اقتحام الجيش لمنزل أخي أخذ قرار أن يخرج من البلد مبدئيًا حتى تتم معالجته، فذهب إلى أحد المخيمات التركية وجلس في المخيم التركي لمدة 20 يومًا أو 22 يومًا حتى يتماثل للشفاء ثم عاد، وهنا الجيش الحر أصبح لديه قوة أكبر، وعاد وتابع عمله في الكتيبة ولم يعد موجودًا الخوف السابق، وأصبحت أرتال الجيش الحر تدخل إلى المدينة وتخرج، والنظام اقتصر جدًا جدًا اقتصر على المراكز الأمنية الموجودة لديه.

الحراك السلمي كان ضعيفًا حتى الآن والأعداد كانت خجولة جدًا طبعًا خوفًا من بطش النظام، وفي الفترة اللاحقة حصل موضوع خلية الأزمة وتفجير خلية الأزمة الذي حصل مع ضباط النظام، ومنهم وزير الداخلية وآصف شوكت وضباط آخرون ورئيس الأركان، وعلى أثر الشيء الذي حصل أصبح لدى الناس رغبة بالسرعة في العمل ضمن المدينة أو لدى الجيش الحر، يعني أن هذه خلية للنظام فُجرت ومن المفروض علينا أن نعمل ونتحرك وخلال هذه المرحلة تحررت مدينة الباب، وطبعًا سبقتها محاولة للتحرير لم تنجح، يعني هذه المحاولة سبقت تفجير خلية الأزمة وهي محاولة للتحرير.

في تاريخ 23 حزيران/ مايو 2012 وعندما استمر النظام بإجرامه قرر الجيش الحر أن يحرر المدينة من المراكز الأمنية الموجودة فيها لأنها تحولت لبؤرة للإجرام، فكانت محاولة لتحرير المدينة، وطبعًا فشلت لعدة أسباب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/01

الموضوع الرئیس

الحراك المسلح في مدينة البابانتهاكات النظام في الباب

كود الشهادة

SMI/OH/77-15/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-جامعة حلبمحافظة حلب-مدينة الباب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

كتيبة أبو بكر الصديق - الباب

كتيبة أبو بكر الصديق - الباب

الشهادات المرتبطة