استهداف داريا بالكيماوي ومجزرة الغوطة والخط الأحمر الأمريكي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:38:20
أذكر أنه تواصل معي في بداية عام 2013 صديقي، وأخبرني أنه احتمال يتم ضربكم بالكيماوي، هو كان يأتي بالأخبار وكان يعمل في مركز البحوث العلمية ولم يكن يوجد سيناريوهات أو خطط لأجل التعامل مع هكذا ضربة، وأنا قمت بإخبار بعض القادة على الجبهة وأخبرت بعض شباب المجلس المحلي باحتمالية القصف بالكيماوي، وكان كل ما هنالك أنني كنت أسأله إذا ممكن أن نقدّم شهادته أمام منظمات دولية إذا حدثت ضربة كيماوية وهو كان يعتذر بسبب الخطورة الأمنية عليه، والذي حدث بعد فترة في شهر نيسان/ أبريل [2013] تم قصف مدينة داريا بالكيماوي بالقرب من الجبهة والمكان يوجد به مدنيون بواسطة صاروخ عادي مثل باقي الصواريخ ولكن عليه بعض الرؤوس المحملة بالمواد الكيماوية يعني غاز السارين، لأنه بعد أن تم التعامل مع الموضوع وأخذ عيّنات تم اكتشاف أن هذا الغاز الذي تم ضربه على المدينة هو غاز السارين ولكن في البداية لم نعرف ماذا حدث، كنت جالسًا مع الشباب نأكل الطعام في شهر نيسان/ أبريل 2013 وشعرت بسعلة متواصلة وحتى أصدقائي الموجودون أيضًا بدؤوا يسعلون واستغربنا من الموضوع واعتقدنا من الطعام أو من الماء الذي شربناه واشتدت السعلة وأصبحت متواصلة، وخرجت خارج المنزل ورأيت جميع الناس المدنيين خارجين من منازلهم ويمشون في الطريق ويقولون إنه يوجد شيء غريب والجميع كان يسعل، وهنا تذكرت كلام صديقي عن الكيماوي وأخبرتهم بضرورة الذهاب إلى المستشفى فورًا والجميع ذهب، وكانت جميع السيارات والدراجات الهوائية أو الناس الذين يركضون كانوا جميعهم ذاهبين إلى المستشفى الميداني ووصلت إلى المشفى فوجدت أن المشفى ممتلئ وكان يوجد ناس معهم حالات اختلاج يعني نفس المشاهد التي نراها على المقاطع التي ظهرت على التلفاز، ويوجد ناس فاقدون للوعي وناس لديهم ضيق في التنفس وناس دموعهم تنزل يعني اختلاج كامل، والمستشفى الميداني كان لديه علاج الذي هو "الإتروبين" على ما أظن كان يُقدّم لجميع المرضى الذين يعانون من هذا الموضوع ولكن فقط اختلاج وبقيت آثاره لمدة أيام، يعني أذكر أنني بقيت لمدة 5 أيام أو أقل لا أستطيع أن أفتح عيني أو أنظر، كان الدمع دائمًا موجودًا وعدم القدرة على فتح العين وألم في الرأس ومضت الحالة وأخذوا بعض العينات واحتفظوا بها من أجل التوثيق وقام بذلك المستشفى الميداني، وهذه هي قصة الكيماوي التي حدثت في داريا ولم يكن هناك ضحايا من القتلى ولكن كان يوجد آثار جانبية، وحتى الشباب الذين كانوا على الجبهة كانوا يسمعون على اللاسلكي التابع للنظام يقول: هل لازالوا يتحركون؟ هل الجبهة بها عناصر؟ يبدو أنهم لم يؤثر عليهم..
يعني هم كانوا يعرفون أنهم قصفونا بالكيماوي وينتظرون إفراغ الجبهة حتى يستطيعوا الدخول واقتحام المدينة والاستيلاء عليها ولكن كانت خطة الجبهة للجيش الحر في داريا كانت أن العناصر الذين تأثروا سيدخلون إلى المستشفى ويحلّ مكانهم عناصر كانوا على جبهة أخرى لم يتأثروا، وتمّ تنظيف الأماكن التي حصلت بها الضربة وإشعال النار والصعود إلى السطح أو الأماكن المرتفعة لأن الغاز ينزل [إلى الأرض].
كان المستشفى الميداني يعرف آثاره الجانبية وطريقة التعامل معه فكان يخبر الناس المدنيين بضرورة إشعال النار في الأماكن التي حصل بها الموضوع لأن النار تنظّف المكان وتحاول النار القضاء على هذا الغاز وإذا كان هناك من يجلس في القبو فعليه الجلوس في الطوابق المرتفعة لأن الغاز ينزل للأسفل وتكون آثاره الجانبية أقوى، وأظن حدثت ضربة كيماوي أخرى في مدينة معضمية الشام في شهر آب/ أغسطس كانت بالتزامن مع الضربة الكيماوية التي حدثت على الغوطة الشرقية، وقتها كان يوجد شهداء يعني أذكر.
فتحنا وسائل التواصل وكانوا يتكلمون على ضربة كيماوي ونحن لدينا لم يحدث شيء وتوجهت فورًا إلى المستشفى الميداني فوجدت جثثًا من معضمية الشام ميتين ويوجد بعض الحالات التي معها اختلاج وكان عدد الجثث تقريبًا 15 جثة من معضمية الشام موجودين في المشفى الميداني لأنه متطور أكثر ويوجد به معدات أكثر، وداريا لم يتم قصفها.
كان عدد المصابين لا أذكره ولكن عدد القتلى 15 ويوجد قتلى بقوا في المعضمية أيضًا بحدود 15 يعني كان جميع القتلى بحدود 30 شخصًا وهذه الإحصائية موجودة في المعضمية وأنا ليس لديّ فكرة عنها ولكن بحدود 25 أو 30 شخصًا وكانوا يصرّحون على وسائل الإعلام أن القتلى 50 شخصًا.
في داريا تم التعامل معهم وأخذ عينات أيضًا من المشفى الميداني والاحتفاظ بها، وفي ثاني يوم أو في نفس اليوم دخل وفد الأمم المتحدة إلى مدينة معضمية الشام والمستشفى الميداني في داريا أخذ العينات واتجه إلى المعضمية وكان هناك مقابلات مع المدنيين وكان هناك زيارات من قبل وفد الأمم المتحدة للأماكن التي تعرضت للقصف، وتأكدوا في وقتها أنه تم ضرب المدينة بغاز "السارين" وتمت معاينة المصابين والعينات التي تم أخذها من القتلى.
وهنا كانت دوما قد قُصفت بالكيماوي أيضًا وأظن في ذلك الوقت دخل وفد من الأمم المتحدة [إلى المدينة].
بصراحة كانت صدمة وكانت ردة الفعل هي التصعيد الإعلامي وبالفعل في وقتها كان دخول وفد الأمم المتحدة إلى المدينة كان يدل أن النظام يريد أن يخفف أو يستوعب المطالبات، لأنه كان يوجد تهديدات بضربة أمريكية وأن الكيماوي خط أحمر وعمليًا النظام أنكر ضربه الكيماوي وفي الوقت نفسه سمح لوفد الأمم المتحدة أو لجنة التحقيق الدولية بالدخول إلى الأماكن.
كانت ردّة فعل الناس صدمة وأن الأمر الذي يحدث غير طبيعي ولم نكن نتوقع أن النظام ممكن أن يتجاوز أكثر من ذلك لأن خطابه الإعلامي كان ينكر هذا الشيء وفي الوقت نفسه كان يسمح للوفد الدولي بالدخول، فعمليًا دخول الوفد الدولي كان دافع اطمئنان لنا بالاطلاع على الآثار وأن النظام لن يستطيع أن يكررها لأن الوفد دخل بشكل سريع، وهذا الدخول ومعاينة العينات تثبت أن النظام هو الذي قصف بغاز السارين وهذا الشيء يطمئن أنه لن يستطيع أن يكرر الموضوع أكثر من ذلك، وفي فترة قريبة 3 أو 4 أيام قرّر أوباما شنّ ضربة أمريكية على النظام السوري و[كان] يوجد تطمينات للمعارضين والمؤسسات الثورية أن الضربة قادمة وكنا نتواصل مع أهلنا في مناطق النزوح الواقعة تحت سيطرة النظام فكانوا يقولون لنا إن النظام يقوم بإخلاء الحواجز أو الأماكن التي بها عساكر وآليات إلى أماكن المدارس ويحتمي بأماكن المدنيين إلى الأقبية في أماكن حيوية من مشافٍ ومدارس، يعني أي مكان غير عسكري يحتمي به ويجعله عسكريًا حتى لا يتم استهدافه وكان يوجد حركة خروج من قبل الضباط إلى لبنان، يعني طريق دمشق بيروت كان مليئًا بالسيارات التي بها ضباط للنظام وكان يوجد حالة خوف وهلع كبيرة من قبل النظام وأن الضربة قادمة وأن النظام سوف يسقط.
كانت الخطة في داريا أنه إذا حدثت ضربة عسكرية للنظام فالخطط العسكرية على الجبهات جاهزة للاقتحام باتجاه دمشق وهذا لم يكن قرارًا عامًا ولكن كان يوجد حراك من أجل وقوع هذا الشيء (عمل عسكري).
كان من المعروف أن الضربة لن تكون قاصمة لرأس النظام ولن يسقط النظام بها وستكون ضربة ردع كبيرة للنظام، وهذا الذي حدث، ولم يكن يوجد خطة كاملة للدخول إلى دمشق وهذا الشيء لم يكن موجودًا لأننا محاصرون بالأساس، ولكن كان يوجد فكرة أنه ممكن أن نحرر أماكن من داريا وممكن [أن] نستعيد أماكن استراتيجية أخذها النظام، وطبعًا ودائمًا عندما يكون هناك قدرة على التقدم في أي معركة سيكون التقدم مستمرًا ولن يتوقف، وفي كل معارك داريا التي حصلت عندما يكون هناك قدرة على التقدم فالتقدم يبقى مستمرًا، وبعد عدة أيام خرج أوباما على الملأ وقال [أنه] سيستشير الكونغرس قبل تنفيذ الضربة وهنا انخفضت المعنويات قليلًا، يعني كان يوجد تفاؤل بالضربة ولكن الآن من المحتمل أن تحدث ضربة ونحن كنا نتأمل أن الكونغرس يوافق ولكن خفت المعنويات قليلًا، وبعد أيام أخرى صوّت الكونغرس ضد الضربة ثم تدخلت روسيا بتسليم الكيماوي ونحن كنا نعرف أن تسليم الكيماوي هذا لا يعني أن جميع السلاح الكيماوي سيتم تسليمه لأن النظام معروف بدهائه وخبثه ومناوراته وممكن أن يسلّم جزءًا من السلاح الكيماوي ويُبقي على جزء آخر ليستخدمه وقت الحاجة ولكن استخدام الكيماوي سيكون أقل من المرات السابقة أو سيمنع استخدامه إلى حد ما بعد الذي حدث.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/09/05
الموضوع الرئیس
كيماوي النظامحصار دارياكود الشهادة
SMI/OH/15-18/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
4-8/2013
updatedAt
2024/10/10
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة داريامحافظة ريف دمشق-مدينة دوماشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الأمم المتحدة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
مجلس النواب الأمريكي - الكونغرس الأمريكي
لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية