استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:28:07
كنا نريد أن نذهب أنا وزوجته شفق لزيارته في يوم الأربعاء وصباحًا باكرًا جدًّا أرسلت لي شفق وأنا استيقظت بتاريخ 20 آب/ أغسطس -في ليلة 20 آب (أغسطس)-21 آب (أغسطس) 2013، ومنزلي في باب توما وأنا قريبة إلى جوبر قليلًا فاستيقظت ليلًا وأنا أختنق ولا أعرف لماذا وأحسست أنه يوجد شيء أو رائحة ما، وأشعر بأن قطتي سيسي تتنفس بصعوبة ولا أعرف ماذا يحصل ولم أكن أستطيع أن أنام.
فأرسلت لي شفق وقالت: لن نذهب اليوم أليس كذلك؟ فقلت لها: ولماذا لن نذهب؟ وأنا سوف أذهب فقالت: ألا تعرفين ماذا حصل، فقلت لها: كلا، فقالت: افتحي على "فيسبوك" والتلفاز حتى تري، فقلت لها: مهما حصل سوف أذهب ففتحت التلفاز ورأيت صور الجثث وأشياء وضربوا الغوطة الشرقية كلها بالكيماوي وجزءًا من الغوطة الغربية، ولكنني ذهبت متأخرة، ولا يوجد سيارة تأخذني إلى الكراج (الموقف) أساسًا يعني من الذي سيوصلك إلى كراج العباسيين؟
وأيضًا عرفت أن المعارضة دخلت وأصبحت تقريبًا في العباسيين فذهبت مشيًا ولا يوجد أي إنسان في العباسيين ومشيت على مفرق بانوراما العدوي، فرأيت بأن المنطقة كلها حواجز وشرطة سجن النساء وشرطة سجن الرجال والموظفون من مشفى ابن سينا جميعهم موجودون ولا يوجد مواصلات، وهم لم يقولوا: إنه يوجد كيماوي وإنما قالوا: إن المسلحين دخلوا فانتظرت ساعة ولا يوجد أحد فجاء حاجز وقالوا: الآن يجب أن تعودي وأوقفوا تاكسي وأعادوني، ولم أذهب إلى المنزل وإنما ذهبت إلى القصر العدلي وإذ الجميع جالسون ويتابعون الأخبار على الهواتف، و إلا بمحام من دوما جالس وهو يبكي وعلى التلفاز شاهد -وهو لا يستطيع التواصل مع أحد- على التلفاز على قناة "الجزيرة" رأى أخته ومستلق زوجها وأولادها الـ3 وهي تبكي وهي نجت وهم ميتون، وكانت في يومها كارثة والمشكلة أنني لا أعرف شيئًا عن باسل يعني لا أعرف إذا السجن قد تأثر أم لا، وبعد يومين حتى اطمأننت بأن الموجودين في السجن لم يتأثروا، وطبعًا هم اشتموا الرائحة وضاق نفسهم ولكن لم تحصل أذية أكثر من ذلك، التأثير وصل إلى مناطق في دمشق والمزة.
في دمشق مؤامرة كونية يعني هذه اسمها مؤامرة كونية لأنه حصلت الضربة الكيماوية، وقال أوباما: إنه سيدخل إلى سورية وسيقصف وستحصل حرب، ولا أحد يستطيع أن يتنفس وفي داخل دمشق لا يمكنك التكلم وإذا انحكى فإن المسلحين هم الذين ضربوا الكيماوي!
هم برأيهم في دمشق بأن المسلحين ضربوا غازات خاصة.
في داخل دمشق في ذلك الوقت أنت لا يمكنك أن تتكلم بأي شيء إلا مع الذي تعرفه جيدًا وأبدًا لا يتم الحديث بهذا الموضوع؛ يعني حتى إذا مثلًا أنت دخلت إلى دكان حتى تشتري غرضًا وهذا صاحب الدكان أو الذي يعمل في الدكان برأيه أن النظام ضرب الكيماوي وإذا فتحت السيرة فإنه يقول: إن المسلحين هم الذين ضربوا وهذه هي لغة الشارع.
لعدة أيام كان يوجد إنكار أنه لم يحصل شيء وبعدها قالوا: المسلحون وأوباما [هم من ضربوا] يعني أصبحت مؤامرة وأمريكا هكذا فعلت حتى تهاجم سيادتنا وجعلت المسلحين [يضربون] وهي زودتهم بهذه الأمور.
في داخل دمشق عندما أراد أوباما القصف وجاءت السفن أصبحوا يحضرون أنفسهم ويمونون (يدخرون الأطعمة) لأنه الآن يوجد حرب ولكن نحن ماذا نعيش؟! يعني الآن ستحصل حرب وأمريكا سوف تقصفنا، ولكن أليس النظام يقصفنا؟ يعني حتى الناس المعارضة أنه [هل] أنتم مستوعبون هؤلاء الناس في الغوطة ماذا حصل بهم؟
هم لا يعيشون الحرب وهم فقط يسمعون الأصوات والهاون الذي يسقط والتفجيرات التي تحصل في داخل دمشق التي يريدون التخلص منها بأي ثمن.
أنا كنت أتحدث مع أهلي في المنزل وصديقتي وأولادها ورفاقي الذين أثق بهم ويثقون بي وأنا عندي متنفس لأن هذا جوي وبالنسبة لي حتى الأشخاص الموالين الذين أعرفهم وأنا عندي أصدقاء موالين ويوجد جزء من العائلة البعيدة موالي ويوجد جزء كبير لم تتغير علاقتنا لأننا نحترم بعضنا وكل شخص له رأيه ويوجد أشخاص موالين أصبحوا رفاقي بعد الثورة لأنه كان يوجد الكثير من الاحترام.
في الأيام الأولى قالوا لا يوجد وبعدها قالوا بأن المسلحين هم الذين قصفوا، أنت يجب أن ترى حالة الإنكار بالعكس يعني حتى الأشخاص الذين هم جدًّا ضد النظام وعندما تسقط القذائف أو يحصل قنص هم مصرون بأن النظام هو فقط الذي يقوم بذلك يعني بنفس الطريقة، ويوجد أشخاص موالون كانوا يقولون بأن النظام يقصف لأنه يوجد إرهابيون.
يوجد أحد السيناريوهات التي انتشرت كثيرًا أن النظام قصف بشكل عادي ولكن هم كان لديهم مستودعات أسلحة كيماوية انفجرت، وهذا السيناريو الذي أصبح منطقيًّا بالنسبة لهم يعني هو قصف لأنه يحارب الإرهابي حتى ينقذنا من المؤامرة الكونية، فجاءت على هذه المستودعات وخرجت هذه المواد.
أصبح الخوف في دمشق أكبر، يعني أعتقد أن الناس الشوام (سكان دمشق) تحديدًا وهم حتى لو يعرفون أمرًا فإنهم لا يتحدثون به بين أنفسهم، وأنا أعتقد أنهم شعروا أن الموضوع وصل إلى أقصى درجات الرعب وهذا الشخص قصف بالكيماوي يعني لا يوجد مشكلة ويمكنه أن يضرب قنبلة نووية وينسف كل الدنيا والكوكب ولا يوجد عنده مشكلة فأصبح يوجد خوف أكبر من أن يتنفس أي أحد.
كان المجتمع في داخل دمشق بين أنه ناس خائفة أن تتكلم حتى لو النظام هو الذي ضرب وبين أنه لم تحصل ضربة ولم يحصل أي شيء وبين بعدها أن السيناريو الأفضل أن النظام ضرب المسلحين الذين لديهم مخازن ومستودعات لأسلحة كيماوية وانفجرت، وبين أن الناس ازداد رعبها أكثر يعني حتى الموالون ازداد رعبهم لأنهم الآن سينتقمون يعني المعارضة، واستنفروا وبدأوا يجهزون المؤونة من أجل الحرب مع أمريكا التي ستحصل، وإذا وقفت على حاجز وطبعًا كل 5 دقائق تقف على حاجز يقولون: هيا إلى الحرب وسننتصر ونحن دائمًا ننتصر والجميع ضدنا وهكذا كان الوضع يحصل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/06
الموضوع الرئیس
كيماوي النظامكود الشهادة
SMI/OH/123-17/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
21 آب/ أغسطس 2013
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-الغوطة الغربيةمحافظة دمشق-العباسيينمحافظة دمشق-جوبرمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة دمشق-باب توماشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام