الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توسع دائرة العمل المسلح وبداية الملاحقة الأمنية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:51:15

هنا انسحبت كل القوة تقريبًا، وبقيت حواجز على أطراف المدينة وتم تضييق الخناق على دوما بشكل كامل بالدخول والخروج، إلا في بعض المناطق مثل كرم الرصاص والعالية والعبّ وحتى على الطريق المؤدي إلى حمورية والسنديانة، ومن السنديانة كان يمكن لنا الخروج لإحضار بعض الأغراض لم يكن يوجد تضييق، ولكن بعد أسبوع من فك الحصار الداخلي يعني خروج الحواجز أصبح يوجد خناق كامل، ووضعوا سواتر ترابية حول دوما بالكامل، ولم يبق أي منفذ لأي سيارة إلا من خلال المشي، ونحن كنا أحيانًا نخرج مشيًا من دوما إلى حرستا عبر كرم الرصاص أو عبر حارة الديرية.

[الخروج كان] مشيًا إذا أردت الخروج بالسيارة فيجب أن تمر على الحواجز والحواجز كانت صعبة جدًا.

في هذه الفترة؛ ونتيجة الاجرام الذي حصل والمباحثات التي حصلت ونتيجة مجيء مناف طلاس وتهديده للناس تكوّنَ لدى الشباب الذين كانوا وجهاء أنه يجب أن يكون هناك مجموعات للحماية بعد أن رأوا مجموعتنا، وحتى مجموعتنا لم يكن سلاحها ظاهرًا يعني عندما يخرجون للحماية كانوا يخفون سلاحهم قبل المظاهرة في أحد الأقبية ويكون أحد عناصر المجموعة حارسًا على هذا القبو وفي حال حدث شيء يقوم هذا الشخص بإحضار السلاح، وهنا تشجع الناس وسمعوا أنه يوجد مجموعة تشكلت، وأصبح يوجد أكثر من مجموعة وانتشرت هذه على مساحة أفقية من دوما وأصبح أبناء الحارات والعائلات والناس المتضررين من النظام في الثمانينات وهؤلاء لديهم تجربة وكانوا رجالًا كبارًا في العمر، فشكل أولادهم مجموعات، يعني مثلًا عائلة خبية وعائلة البويضاني والكثير من العائلات وعائلة سريول، يعني الكثير من العائلات التي فقدت شهداء في الثمانينات أو غُيِّبُوا وانتهى أمرهم في سجن تدمر وسجن صيدنايا، وهؤلاء شكلوا مجموعات مسلحة ولكن على نطاق ضيق، وأكبر مجموعة أنا رأيتها تتكون من 12 شخصًا وليس أكثر من ذلك، ولكن هذه المجموعات لم يكن يوجد ترابط بينها إطلاقًا وكانت تعمل بشكل عفوي نتيجة ردات الفعل ولم تكن تقوم بعمليات مخططة على الإطلاق، والهدف منها هو حماية المظاهرات والناس من المداهمة، يعني الكثير من حملات المداهمة فشلت نتيجة وجود مقاومة، وهذا الأمر في البداية يعني كانت تأتي دوريات الأمن المكونة من سيارتين أو ثلاث سيارات ولا يوجد معهم سيارة مصفحة، ومجرد أن يسمعوا صوت إطلاق النار في الحارة ينسحبون ولا ينفذون المداهمة.

نحن ابتكرنا شيئًا مهمًا جدًا وهو جهاز إنذار، ونحن وضعنا في كل بناء على مداخل دوما وضعنا في كل بناء شخصًا يناوب، ويتم استبداله كل ثمانية ساعات ولديه صافرة، وفي الحارة الثانية يوجد شخص آخر لديه صافرة وهكذا يصل الخبر أنه يوجد مداهمة والجميع يحتاط.

هذه المجموعات مع ازدياد المظاهرات أصبح يوجد قاعدة أساسية، وأُطلِق على هذه المجموعات "الجيش الحر"، وأنا أعتقد أن هذه التسمية أطلِقت من دوما، لأنني سمعتها في البداية من دوما، ونحن كنا على تواصل مع أغلب المناطق وما يحصل في المناطق من خلال أصدقائنا ومعارفنا في درعا ودمشق المدينة وحمص وإدلب وحلب ودير الزور، وكنا نتواصل معهم وكان لديهم بذور للمقاومة، وفي درعا كان الأمر يختلف بعد المجزرة الأولى التي حصلت في نهاية شهر آذار/ مارس والناس كلهم جهزوا أنفسهم وشكلوا على مستوى القرى مجموعات، وتطور هذا الأمر.

استمر هذا الأمر حتى شهر تموز/ يوليو حتى خرج سجناء صيدنايا، ومن ضمن سجناء صيدنايا الذين خرجوا زهران علوش الذي جاء إلى دوما وبدأ نشاطه بالاتصال مع الكثير من أتباعه، وطبعًا والده هو الأستاذ عبد الله علوش كان له أتباع وهو أستاذ مادة الديانة في مدارس دوما، وكان له أتباع والسلفية الجهادية لهم أتباع في دوما ولكن عددهم قليل جدًا لا يتجاوز أصابع اليدين، يعني بحدود عشرة أو 15 شخصًا وليس أكثر من ذلك، وكان منهم في السجون مثل سمير كعكة، وفي أحد الأيام قال لي زهران علوش: لو أن سمير كعكة خرج قبلي لكان هو من شكل جيش الإسلام، فتشكيل جيش الإسلام كان مرتبًا ومخططًا، وهذا الأمر أصبح واضحًا نتيجة الخدمات التي قدمها جيش الإسلام لعصابات الأسد في الكثير من النواحي.

خرج زهران علوش وأصبح يوجد حراك، خرج زهران علوش في مرحلة سلمية، وهذه المجموعات لم يكن لها أي نشاط عدواني إطلاقًا وهي عبارة عن دفاع عن النفس، ونحن كنا نقوم بتوعية الناس وشيوخ الجوامع وفي الاجتماعات الخاصة والتجمعات، وكنا ندعو إلى عدم استعمال السلاح إلا للضرورة القصوى إلا في حال مداهمة منزل أو بناء أو شخص يعتدي على أعراضنا.

في هذه الفترة عندما تم تطويق دوما حصلت الكثير من الاختراقات من قبل النظام حتى يعرف ما يحصل في دوما، وأحد الاختراقات أنه دخلت سيارة للأمن إلى شارع الجلاء سيارة بيضاء من نوع هونداي، ولكن تم أسرهم من قبل الجيش الحر وهم كانوا: عنصرًا من المخابرات الجوية وعنصرًا من حزب الله، وهذا في شهر حزيران/ يونيو، وهذا يؤكد أن حزب الله منذ أول يوم في الثورة موجود في سورية، فأمسكوهم وأنا كنت موجودًا على هذه الحادثة، وقُتل أحدهم الذي هو عنصر المخابرات الجوية وأسروا العنصر الثاني وأخذوه إلى المستشفى لأنه مصاب، أخذوه إلى مستشفى حمدان وتوفي هناك، وهذا يدل أن حزب الله كان موجودًا منذ أول يوم في الثورة.

السيارة دخلت إلى شارع الجلاء حتى تستكشف حياة الناس وما يحصل، ثم نزل أحد العناصر وانخرط بين الناس وبدأ يسمع حديث الناس وما يحصل، وهذا اسمه اختراق أمني وجلب معلومات، رغم أنه كان يوجد الكثير من المخبرين في دوما وكانت الأعداد كبيرة جدًا، والناس الذين كانوا يأتون مع المداهمات وجميعهم ملثمون ولكنهم معروفون بالنسبة لأبناء المنطقة وهم معروفون بالاسم ويوجد قوائم بأسمائهم ولم يستطيع أحد الاقتراب منهم حتى أصدروا فتوى باعتقالهم واستجوابهم، وتم اعتقال خمسة مخبرين دفعة واحدة وتم التحقيق معهم وتسجيل التحقيق، وتم إرسال التحقيق المسجل والمكتوب واعترافاتهم إلى أهلهم، وتم تنفيذ حكم الإعدام بهم في ساحة الشهداء.  

خروج زهران أطّر العمل العسكري وأصبح يوجد تناحر، يعني المشايخ مثل أبي أحمد عيون وأبي سليمان طفور (خالد طفور) هم في تيار يختلف عن التيار السلفي، وهم صوفية فيختلفون وفكرهم ليس جهاديًا لأنه يوجد نزعة جهادية نتيجة القتل، وتولدت هذه النزعة نتيجة القتل والإجرام والجرائم التي كانت تحصل بدون أي سبب وبدون أي ذريعة والقوة المفرطة والقتل بشكل مباشر والاعتقالات بشكل مباشر والاعتداء على الناس وأعراض الناس، وكانوا يدخلون إلى المنازل بدون أي رادع إطلاقًا.

[في مجلس البلدية في دوما] كان يتمركز جماعة أمن الدولة والفرقة الرابعة واللواء 104 والحرس جمهوري] التابع لمناف طلاس، وكان قطاع الجيش لدوما وحرستا هو [اللواء] 104 الذي فيه مناف طلاس.

في نهاية شهر حزيران/ يوليو اتصل معي رئيس فرع الأمن الجوي الذي هو مسؤول عن الضباط اسمه العميد همام زينة فذهبت إليه فقال: إنه يوجد مكرمة من السيد الرئيس حتى تعود إلى الجيش، ويمكنك أن تختار المكان الذي تريده والفرع الذي تريده والإدارة التي تريدها ولكن يجب أن تعود لأنك وجه من وجهاء المنطقة وأنت قادر أن تحرك الناس وتؤثر على الناس، ويجب أن تعمل بالحس الأمني الذي درسته ونحن نعول عليك كثيرًا، فقلت له: أنا لا يوجد عندي مشكلة وقلت له: أولادي وأهلي في دوما وأريد أن أذهب حتى أحضرهم، وأنت تعرف ما هو وضع دوما، فقال لي: حسنًا، فقلت له: أريد أخذهم إلى تدمر وبعدها أعود وآخذ المهمة، ولكنني ذهبت ولم أعد، وهم علموا بذلك ولكنهم لم يمسكوا عليّ شيء، وكان اسمي في دوما الأستاذ أبو إبراهيم ولا أحد يعلم أنني ضابط إلا المقربون من أقربائي، وهؤلاء هم الذين يعرفون اسمي الحقيقي، وأما البقية كنت أذهب إليهم وأدربهم، وحتى زهران علوش لا يعرف اسمي الحقيقي ويعرف أنني الأستاذ أبو إبراهيم، ومن المفارقات أنني بعد أن خرجت وبدأت أتحدث معه على السكايب كان يقول لي الأستاذ أبو إبراهيم، وأنا أقول له: يا شيخ أنا أبو محمود، وهو يقول لقد تعودنا على ذاك الاسم، يعني هذا بالنسبة لي نجاح أمني كبير جدًا، وإنني حافظت على نفسي ولم يعرف ماذا فعلت حتى خرجت، لأجل ذلك اعتقلوا ضابطًا عقيدًا اسمه نضال صادق من دير الزور، وهذا الشاب اختصاصه تسليح، وعندما أحضروا لنا طلقات محشوة بالـ ت. ن. ت وحشوات آر بي جي محشوة بالجبصين وأنا لم يكن اختصاصي تسليح ولا أعرف بالأسلحة بشكل دقيق مثله وهو اختصاصه تسليح فأحضرته إلى دوما وعلم الشباب وأعطاهم دروسًا لمدة 24 ساعة وعاد بعدها، وهذا الرجل اعتُقل بعد أن خرجت أنا وتم تعذيبه، وأنا علمت بذلك من إحدى الأخوات التي تم إطلاق سراحها من سجون الأسد وذهبت إلى لبنان حيث تمت مبادلتها من قبل "جبهة النصرة" وهي امرأة من مجموعة نساء، وهذه المرأة عندما شاهدت اسمي على "فيسبوك" اتصلت معي وسألتني: هل أنت بخير؟ فسألتها: من أنت؟ فقالت: أنا فلانة ابنة فلان ووالدي عميد متقاعد وزوجي نقيب اعتقل وهو الآن خرج من الاعتقال وهو في تركيا وأنا في لبنان وأنا أريد الاطمئنان أنك بخير وأنك خارج سورية، فقلت لها: نعم أنا بألف خير، فسألتها: لماذا تسألين ومن أين تعرفينني؟ فقالت: أنا كنت في فرع الريف فرع المنطقة للمخابرات الجوية في حرستا وهناك كانوا يعذبون عقيدًا اسمه نضال صادق وهذا العقيد سلخوا جلده عن عظمه، وكانوا يسألونه عن العقيد خالد المطلق وهو يقول لهم: أنا دخلت فقط 24 ساعة ولا أعرف مكانه وماذا يعمل، وأنا دخلت إليه في زيارة فقط، وهي قالت إنهم عذبوه كثيرًا وأحضروا زوجته وأساؤوا له أمام زوجته وأساؤوا لزوجته أمامه، وقالت: كانت زنزانتنا قريبة من المكان الذي يعاقبونه فيه ويعذبونه ونحن كنا سبعة أشخاص في زنزانة وكنا ندعو أن لا يوقعك الله بين أيديهم، فقلت لها: أنا بخير والحمد لله ولا يزال حتى الآن يوجد تواصل بيني وبين هذه الأخت.

كان الناس يعرفون يعني مثلًا شخص لديه أخ منتسب إلى مجموعة وبعدها أصبح الناس يعرفون أن هؤلاء من الجيش الحر ونحن كنا نوزعهم على مفارق الطرق من أجل الحماية أو الإنذار، وكان الناس يرشون علينا الرز ويحيون الجيش الحر، وتطور هذا الأمر وكانوا يحاولون أن يقدموا لنا خدمات، وأنا في إحدى المرات ذهبت إلى أحد الأماكن حتى أعطي درسًا لمجموعة فوجدت أن المنزل مليء بالبطانيات والسمن والرز والسكر فسألتهم: ما هذا؟ فقالوا: كل فينة يطرق الباب ويضعون شيئًا على الباب ويذهبون، ونحن لا نعرف من الذي يقدم لنا هذا، وفي إحدى المرات أخذت لهم الغداء، فقالوا: إن غداءك هذا هو الغداء الثالث ونحن يأتينا طعام ولا نعرف ماذا نفعل به، يعني كان الناس متعاونين ومتضامنين ومتحابين، وكان يوجد شعور وطني عالٍ جدًا، وكان يوجد إحساس بالكرامة، يعني أنت تفقد كل شيء وجاء هؤلاء الناس وأعطوك قوة حتى تظهر كرامتك وتظهر شرفك ووطنيتك ومحبتك لبلدك ومحبتنا لبعضنا التي هي أهم شيء وظهر تكاتف الناس مع بعضهم، يعني حتى زهران عندما خرج وبدأ يجمع شبابه كان يوجد علاقة وثيقة على الرغم من خلافهم الأيديولوجي كان يوجد علاقة وثيقة بينه وبين أبي أحمد عيون وأبي سليمان طفور، وكان يوجد علاقة جيدة جدًا  ومتينة بينهم، والدليل على ذلك أن أبا سليمان طفور وأبا أحمد عيون هما اللذان عرّفاني على زهران، وأنا لأول مرة أرى زهران كان في الجمعية الخيرية في دوما، وفي يومها كان قادة المجموعات مجتمعين وكان عددهم 14 أو 16 قائدًا، وأنا تعرفت عليهم وكنت حريصًا على ألا يعرفوا اسمي ولا أريد أن أعرف أسماءهم كإجراء أمني، وكنت أعطيهم تعليمات أمنية وزراعة الحس الأمني وكيفية التخطيط لمعركة وكيفية الحفاظ على أنفسكم من الاختراقات، وكيف يجب على مجموعتك أن يكون اختراقها هو صفر، وهذا له طرق، وكيف يجب أن يتعامل قائد المجموعة وأنت كقائد مجموعة لا يجب على مجموعتك أن تعرف اسم المجموعة الثانية، يعني كان يوجد طرق أمنية للحفاظ على الأمن الداخلي للمجموعات.

أغلب الشباب الذين كانوا موجودين كانوا قد خدموا العسكرية، ولكنهم أيضًا لم يخدموا العسكرية لأنه يوجد ظاهرة في دمشق وريفها وفي حلب أن الشباب لا يخدمون في الجيش وإنما يفيّشون (يدفعون مبلغًا للقائد حتى يغض النظر عن تواجده) يعني نحن مثلًا في أحد الأيام احتجنا لشخص اختصاصه هندسة من أجل موضوع التفجير وفك الألغام وصناعة الألغام ولم نجد أي شخص في دوما أو الغوطة الشرقية، وجدنا أحدًا ولكنه كان من المفيشيين، وهذه هي السلبية التي عانيت منها، ولكن عندما الناس تحبك وتلتقف منك أية كلمة وأية كلمة تقولها تكون لديهم مقدسة، فهذا الشخص ليس لديه أي تشويش ولديه هدف واحد هو حماية هؤلاء الناس، وأنت تزرع في ذهنه أن هؤلاء الناس أهلنا ويجب أن تحميهم مهما كلفك من ثمن، وهؤلاء الناس يقتلون أمامنا، وهؤلاء الذين يقتحمون المنازل يجب أن نمنعهم مهما كلفنا الأمر لأن هذا عرضنا، فكان هذا الموضوع سهّل علي كثيرًا على الرغم من صعوبة الأمور التكتيكية التي كنت أقولها، ولكن هذا الأمر سبّب لي الكثير من الحرج بحيث إنهم يستوعبون في عمل ما وفي عمل ثان يجب أن تشرح نفس القصة ونفس العملية.

أنا كنت مدربًا ميدانيًا أمنيًا، ولكن كعسكرة أنا اختصاصي دفاع جوي/ صواريخ، وأنا ضابط توجيه صواريخ، وميدانيًا ليس لي عمل إلا العمل في الكتائب، وكما نعلم أن ضابط أمن الفرقة يتعامل مع الفرقة أمنيًا وليس عسكريًا، يعني عسكريًا شق بسيط، ولكن كل عملك هو أمني.

["كتيبة أبو عبيدة"] كانوا على الفطرة وكانوا كالهلام ولم يكونوا منظمين، وكانوا على مستوى حي وعلى مستوى عائلة واحدة، ولم يكن يوجد اختراقات نهائيًا، وعندما اجتمعوا في كتيبة تم اختراق هذه الكتيبة، وبالتالي تم تفجير قيادتها.

[الاختراق لا يحصل إلا من خلال الثرثرة] وهذه نقطة جدًا مهمة في زراعة الحس الأمني، أنا كنت أقوم بجولات في دوما في الشارع الرئيسي وأمشي فأجد مجموعة من الشباب وأقترب منهم فأسمع أنهم يتحدثون وأحدهم يتحدث ويفتخر ويقول: إن أخي مع المجموعة الفلانية ومعه بندقية ويتدربون ولا تخافوا، فآتي أنا وأتحدث معهم بكل لطف، وهم شباب صغار وأقول: عمي أنت عن ماذا تتحدث؟ وأنا سمعت ماذا تتحدث وماذا لو أنا كنت عنصر مخابرات أو مخبرًا فأنا سوف أشي بك وبأخيك، وأنت ماذا استفدت وهكذا آذيت نفسك وآذيت أخاك، أليس هذا الكلام صحيحًا؟ فيقول: نعم صحيح، فأقول له: في المرة الثانية لا تكررها.

وأنا هكذا دربت الكثير من الشباب وأصبحت أنشرهم خلال الناس، وبعدها أصبحت أذهب إلى المساجد إلى خطباء المساجد وأقول لهم: يجب أن تركزوا في خطبتكم على موضوع المعرفة على قدر الحاجة ولا يجب على أحد أن يسأل عن الجيش الحر أو المجموعات، ولا أحد يسأل عن التسليح، ولا يجب الثرثرة، وكثرة الثرثرة تؤذينا، والمعرفة على قدر الحاجة فقط، وفعلًا خرجوا في خطبة الجمعة وتحدثوا عن هذا الأمر، والأمر الآخر الذي كنت أعاني منه في المجموعات أن أغلب المجموعات وقادتها أميين أو ليس لديهم شهادات، فكنت أذهب إلى أغلب المثقفين في دوما الذين هم أصدقائي، ومنهم مهندسون وأطباء وجامعيون، وأقول وأطلب منهم أن يستلموا قيادة مجموعة وأنه يجب أن تساعدوني، ولكنهم كانوا يقولون إن هؤلاء الشباب إذا انكشفوا فليس لديهم شيء في الدولة وهم لا يعملون وغير موظفين ونحن إذا انتسبنا فسوف ننفضح، ولكن يوجد قسم لبى طلبي، ولكن القسم الأعظم لم يلبِّ للأسف وهذا انعكس علينا، وأنا حسبت حساب أن قلة الوعي لدى قادة المجموعات الذين أصبحوا فيما بعد قادة كتائب، وأصبحوا فيما بعد قادة ألوية وبعدها أصبحوا قادة فرق وبعدها قادة فيالق وجيوش، هؤلاء أشخاص لا يملكون الصفات القيادية للعسكرة، ولا يملكون الصفات الأمنية ولا كاريزما القائد لأجل ذلك هم ضيعوا أنفسهم وضيعونا، وكان من السهل افتراسهم واختراقهم وشراؤهم، وعندما أغرقوهم بالمال السياسي هم أصبحوا يفكرون بأنفسهم بشكل شخصي، ويوجد قانون أن أي مشروع أغرقه بالمال السياسي وخاصة المشروع الوطني إذا أغرقته بالمال السياسي فسوف تفسده، فأفسد هؤلاء الشباب لأنه ليس لديهم جدار صد لهذه الأمور لأنهم ليسوا واعين وليس لديهم الوعي الكافي حتى يفكروا بالمستقبل، يعني مثلًا أنا أخذت من هذه الجهة، ولكن لماذا هذه الجهة أعطتني المال ومن أجل ماذا؟ يعني الإنسان الواعي الجامعي المتعلم يسأل هذا السؤال، يعني كما حصل معي عندما خرجت من سورية وأنت تريد أن تعطيني من أجل ماذا؟ هل أنا ابن عمك؟ وأحدهم أرسل لي 100 ألف، فسألته لماذا أرسلت لي هذا المبلغ؟ ومن أنا حتى ترسل لي هذا المبلغ؟ ومن أين أعرفك؟ رغم أن هذا الشخص دفع للثورة وقادة الفصائل ملايين الليرات السورية في دمشق، وهو شخص دمشقي وهو أحد تجار دمشق، واستطاع شراءهم ومن بينهم قادة فصائل، ولكن أنا نتيجة وعيي ومعرفتي باستقراء المستقبل لم أكن أقبل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/07/29

كود الشهادة

SMI/OH/107-14/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

6-7/2011

updatedAt

2024/10/21

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة دومامحافظة ريف دمشق-زملكا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جيش الإسلام 

جيش الإسلام 

جبهة النصرة

جبهة النصرة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

فرع المخابرات الجوية - حرستا

فرع المخابرات الجوية - حرستا

سجن تدمر

سجن تدمر

اللواء 104 مشاة محمول - نظام

اللواء 104 مشاة محمول - نظام

الشهادات المرتبطة