رئاسة الجربا للائتلاف الوطني والانقسام في الموقف من مفاوضات جنيف
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:56:15
انتهت فترة إتمام عهدة أول رئيس للائتلاف (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)، وجرى انتخاب لأول مرة انتخاب الرئيس، وكان أحمد الجربا هو المرشح، وكانت مفاجأة كبيرة لنا نحن في إطار إعلان دمشق وفي الحراك الثوري وأيضًا في المجالس المحلية وغيرها أن ينجح أحمد الجربا، ونجح أحمد الجربا كـرئيس للائتلاف، وترافق معه مباشرةً تشكيل الحكومة برئاسة أحمد طعمة.
هذه الانتخابات خاضها أحمد الجربا بمواجهة مصطفى الصباغ، وبالنسبة لنا كلا الفريقين لا نستطيع إعطاءهم أصواتنا براحة، ولكن لا يوجد جهة ثالثة ممكن أن تتقدم للانتخابات، وكان فوز الجربا على مصطفى الصباغ هذا يعني أنَّ المحور السعودي أخذ مواقع على الأرض أكثر من المحور القطري، وتجلَّى ذلك بتكليف أحمد طعمة في رئاسة الحكومة، وهذا يعني سحب ترشيح غسان هيتو لمصلحة أحمد طعمة، ومرة أخرى هنا يجري التأكيد على تقدم النفوذ السعودي على النفوذ القطري في المعارضة السورية.
أحمد طعمة كان عضوًا في إعلان دمشق، وعندما تم ترشيحه نصحه إعلان دمشق وطلب منه عدم الترشح؛ لأنَّ إعلان دمشق لا يرى أنَّ هذه المهمة وهذا الدور ينفع في إطار الثورة، فما كان من أحمد طعمة إلا أن ينسحب من إعلان دمشق حتى يأخذ حريته، ويتلقى الدعم، ومعروف أن أحمد طعمة تلقى الدعم كله من الجانب السعودي ومن إطار التوسعة (توسعة الائتلاف الوطني السوري) الذي أتى، وهذا التطور الجديد في الحكومة وفي الائتلاف أدى لأن نكون مبعدين ومبتعدين عن القرار في الائتلاف والحكومة، وأذكر للتاريخ أنَّي لا أعرف مقر أو باب الحكومة أبدًا طوال بقاء أحمد طعمة بها ولا بعد ذلك، لا نعرف مقر الحكومة لأنه كان لنا رأي فيها، وأحمد الجربا أيضًا لم تكن لنا علاقة بهذه الرئاسة طوال مدة وجوده لمدة عام رئيسًا للائتلاف، وأذكر أنَّي لم أدخل مكتب الجربا وشاهدته على الطاولة كرئيس للائتلاف، وأقصد [بكلمة] نحن هنا إعلان دمشق.
في هذه المرحلة كان الائتلاف يمشي في مناخ آخر وهو مناخ التحالف الجديد بين الذي سُمِّي التجمع الوطني، وتألف من التيار الإسلامي وبعض الأشخاص العلمانيين، وكان الوجه الأبرز بينهم ميشيل كيلو. وفي تلك الفترة دخلنا للتحضير للمفاوضات في جنيف في 2014، وتحدثت سابقًا أنَّ المجلس الوطني كان ضد المفاوضات، ولكن الموقف أدَّى لتفكيك جديد في المجلس الوطني؛ لأنَّ هناك للأسف كل أطراف التيار الإسلامي في المجلس الوطني ذهبوا إلى جنيف وهم مشاركون بصنع القرار بالإجماع.
كانت هناك مناقشات كثيرة لاتخاذ هذا القرار بإطار الائتلاف، وأول نقطة كان هناك نجاح في الائتلاف بـاحتجاجه على مشاركة إيران (مشاركتها في مفاوضات جنيف2)، ونجح في نقل هذا الاحتجاج بشكل رسمي، وفي النهاية تُستبعد إيران من الدعوة لحضور هذا المؤتمر، لكن النقطة الثانية حجم الرفض للمفاوضات في الائتلاف كبير، وكانت هناك عملية احتيال قانونية، واتُخذ القرار بشكل غير شرعي وغير صائب، ولكن المركز يدفع بهذا الاتجاه، وخرج من القاعة 44 ممثلًا من المجالس المحلية وبعض القوى الثورية والشخصيات احتجاجًا على الموضوع، ونحن بعض أعضاء المجلس الوطني الذين نرفض استمررنا في ذلك، وأعلنا رفضنا لهذه المفاوضات، وجرت محاولة بعد إقرار الائتلاف في الذهاب إلى جنيف من هادي البحرة معي شخصيًا، ويرجوني [قائلًا]: أستاذ جورج أنت المناسب أن تكون على رأس الوفد المفاوض كشخص متشدد ومعروف في المعارضة لمواجهة النظام السوري وقباحة هؤلاء الذين سنراهم في جنيف، وطبعًا ابتسمت وشكرته وقلت: شكرًا نحن ملتزمون بالقرار ولن نذهب إلى جنيف.
كان سهلًا على فريق الجربا والمتعاونين معه من أجل الذهاب إلى جنيف أن يتم ذلك؛ لأنَّه كان في المرحلة الثانية في الفترة الثانية لرئاسة الجربا، والفترة التي ترشح فيها للرئاسة لتجديد رئاسته، وترشح مقابله الدكتور رياض حجاب، وخسر الدكتور رياض، وفاز أحمد الجربا، وبالتالي أصبح لديه إحساس أنَّه قادر أن يفعل ما يريده، وخاصة أنَّ في تلك الفترة كان الائتلاف وبمسعى الجربا شخصيًا لتعزيز نفوذه قد أدخل ممثلين للفصائل والأركان، وهؤلاء الممثلون مختارون وكل الناس وأعضاء الائتلاف كانوا يعرفون كيف يصوتون، لمن يعطون صوتهم، فقبل كل انتخابات كان كل الناس يعرفون أن هناك ثمنًا سيُدفع لأشخاص، وهناك 3000 دولار يأتون بصوت جديد لأحمد الجربا، وأيضًا كان قد دخل المجلس الوطني الكردي، وهو دخل بحالة خاصة وبشروطه وأيضًا هذه الشروط لم تكن موضع اتفاق بين أعضاء الائتلاف، ونذير الحكيم وأحمد رمضان ووفد آخر وأشخاص آخرون معهم أجروا هذا الاتفاق، ونال فيه المجلس الوطني الكردي من حظوة ودور في الائتلاف لم يكن يحلم به لا في مرحلة سابقة ولا في إطار المجلس الوطني؛ ولذلك أصبحت رئاسة ثانية لأحمد الجربا متوفرة شروطها تمامًا.
سأتكلم عن أوهام الوفد الإعلامي في جنيف عن مفاوضات 2014، ينشرها بأننا نفاوض وأنَّ الأمور ماشية (تسير على ما يرام) وتناقشنا بالموضوع، وهو في الحقيقة لا يوجد شيء، وهناك تبادل للشتائم واللكمات بين الفريقين (فريق نظام الأسد وفريق الائتلاف)، هكذا كان الوضع في ذلك الوقت، وأحمد رمضان كان يعطي هذه الأجواء أنَّنا ناقشنا أوضاع المعتقلين ووُضع على الملف لا أدري.. وأنَّ هناك شيء جدي وهو لم يكن هناك شيء من هذا النوع.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/07/26
الموضوع الرئیس
مفاوضات جنيف2ولاية الجربا في رئاسة الائتلافكود الشهادة
SMI/OH/56-57/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2014
updatedAt
2024/11/15
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
المجلس الوطني الكردي
المجلس الوطني السوري
الحكومة السورية المؤقتة
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
كتلة التجمع الوطني السوري