الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط الإعلامي بداية الثورة وبدء تشكل الفصائل

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:09:04

في نهاية الـ 2011 تقريباً بإمكاننا الحديث عن مرحلة جديدة وأصبحت التحركات الثورية تأخذ منحًى آخر واستمر الحراك الثوري وكان في أوجه وأصبحت تخرج مظاهرات في المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام والنظام لم يستطع مواجهة هذه المظاهرات لأنَّ هناك ثورة شعبية كبيرة بعد المجزرة في بدمايا والاحتكاك مع المتظاهرين مرة أخرى بشكل مباشر يمكن أن يخلق حالة صخب جديدة ومواجهات جديدة ومباشرة والجيش نتيجة انتشاره الكبير غير قادر على الدفاع عن نفسه بشكل فعلي إذا حصلت تحركات مباشرة. 

وفي تلك الفترة خرجت مظاهرة في قريتنا معظمهما أطفال وأعتقد مصورة وبعد ذلك اعتُقل ضمن هذه المظاهرة كان لدي أخ صغير اعتقل كان مشاركًا هو وأطفال آخرون في محاولة لتخويفهم وهو محمود واستشهد فيما بعد وحصلت مفاوضة فيما بعد كيف ولماذا وكان اعتقالًا لتخويف الأطفال وأطلق سراحهم وعقب ما حصل أصبح النظام يريد تخويف أهل القرية والقرى المحيطة من أجل أن لا تخرج مظاهرات وبعد ذلك حصل تفاوض مع الضباط المشرفين وحوار وكان هناك ضابط عميد اسمه أبو صالح اعتقد وكان التفاوض على الشكل التالي -وكان مشرفًا على المنطقة في بنين وسرجة- وقال: لماذا تخرجون مظاهرات وقلنا لهم: نحن هذا النظام لا نحبه ولن نستمر في العيش في دولة يحكمها نظام الأسد وقال: طالما أنتم في سياق معين وحاول أن يبرر وقلنا له: أنت فقط قل لي ما هو معنى وجودك هنا؟ وقال: هنا يوجد إرهابيون وقلنا له: رجعنا إلى رواية الإرهابيين؟ الآن يوجد ناس موجودون وهم هدف لكم بشكل مباشر هم أبناء هذه القرية متى صاروا إرهابيين وكل شخص لا يريد بشار الأسد هو إرهابي وإذا ]كنتم[ بعيونكم لا تستطيعون أن تميزوا بين هؤلاء الناس إرهابيين وتستمروا في هذا الموضوع مشكلة كبيرة وكان الحديث: أنَّ عملية استهداف القرية أو الحركة أو التضييق على الناس ممكن ]أن[ تكلف كثيراً ونحن الآن خارج القرية ومنتشرون في البراري وليس لدينا شيء نخسره وسندافع عن القرية ووجودكم هو احتلال مباشر للقرية ولو لدينا قدرة أن نخرجكم لن نضيع هذه الفرصة ولكن نتيجة أنَّنا ليس لدينا شيء قولاً واحداً سندافع عن أنفسنا وكان هذا الحوار، وتعرف كل الجيش الموجود عنصر أمن يتحكم بالموضوع بشكل كامل ولم يكن ]هناك[ نتيجة إلا أنَّه تعهد أنَّه لن يضايق أحدًا بالمقابل لا أحد يضايقنا ولكن فيما بعد تم قطع كل خطوط الدعم والإمداد في المنطقة.

أنا قبل الثورة كنت صحفيًّا وأثناء الثورة بقيت في إطار عملي الصحفي وفي نهاية الـ 2011 تواصلت معي المحطات ومن بداية الثورة وصار هناك تواصل مع المحطات المتابعة للشأن السوري وأتكلم كشاهد أو كضيف أو كمتظاهر وأتكلم عما يحصل وأقول عن المظاهرات وفي نهاية الـ 2011 حصل تواصل مباشر مع بعض القنوات وطلبوا مني موادًا معينة بشكل متعاون وهذا الأمر كان أكثر مع قناة الجزيرة وتواصلت معهم بشكل أكبر كمتعاون واستمر التواصل من نهاية 2011 إلى منتصف 2012 وأزودهم بمواد تقارير ميدانية وأدواتي كانت شبه بدائية ولم يكن لدي أي تصور عن عمل المونتاج وكيف تُصنع التقارير الإعلامية وفي حال لدي فكرة لم يكن لدي أدوات واللابتوب (الحاسوب) كان بدائيًا وكان يهمني في اللابتوب الوورد (برنامج مخصص لمعالجة النصوص) ولم يكن لدي إمكانية والتقرير والمادة التي أرسلها إلى الجزيرة أو لغيرها كان الموبايل (الهاتف النقال) كل أدواتي هو الصوت والصورة وهو المونتاج وأنا أصور التقرير مباشرةً وأستحضر الكلمات والأفكار المعينة مع الصور وأرسلها إلى المحطة المعينة وهم يقومون بالمونتاج و يعرضونها وأرسلت إلى الجزيرة حوالي 15 تقريرًا مع المداخلات وهنا دخلنا في اقتحامات الجيش وهذه التقارير كانت تجسيدًا بشكل مباشر لما يقوم به جيش النظام في المنطقة وهي تحدٍّ كبير وكان النظام مندهشًا كيف تتم صناعة هذه المادة وكيف بعد اقتحامه للمناطق بفترة قصيرة تكون المادة معروضة على القنوات بتلك الطريقة! 

بدايةً الآن دخلنا إلى مرحلة جديدة من العمل العسكري في المنطقة بشكل كامل وبدأت من عملية انسحاب الجيش من الحواجز والتجمعات المنفردة والحواجز المتجمعة في المنطقة إلى التجمعات الكبيرة، هنا البداية وهذا الكلام أنهك كاهل الجيش وموضوع الإمداد وانتشار العناصر بهذه الكثافة وأهم ما في الأمر عدم المقدرة على المواجهة وعملية الانتشار الكبيرة كانت طعمًا سهلًا للكمائن كآلية حرب الثوار، حرب العصابات والكمائن المتحركة وأي عسكري يتحرك كان هدفًا وحصلت كثيراً عساكر يكونون نازلين من نقطة إلى نقطة ومن حاجز إلى حاجز ألقي القبض على كثير ]من[ العساكر بتلك الطريقة وكذلك سيارات الإمداد بالطعام والذخائر كانت هي هدفًا مباشرًا لكثير من العمليات ويتم تدمير السيارات وأحياناً يتم اغتنام الذخائر والأسلحة وأحياناً الطعام وفي فترة من الفترات زودنا أهل القرى بالعساكر الذين ينزلون سخرة يأكلون تهديدًا من الضباط ليتحركوا بين مقرات القيادة العسكرية وبين نقاط الحواجز في المنطقة وهذا الأمر وضع الجيش في حالة صعبة وكان لا بد من التعامل مع هذه الحالة فإمَّا أن يكونوا أسرى وكذلك قسم خافوا من عمليات الانشقاق للعساكر وخاصة في (هناك) حواجز في مناطق نائية وهو أمر سهل والحاجز فيه 30 عنصرًا وحصلت مرة ضابط في قرية اسمها كفر حايا وبالتنسيق مع الشباب وهو من المنطقة سلم الحاجز بسلاحه وعتاده وكل ما فيه والخوف من هذه الأمور أخذ يسحب الحواجز ويضع جنوده في تجمعات رئيسية كمعسكرات مثل المسطومة و[معسكر] الشبيبة وغيرها من المعسكرات الموجودة في المنطقة ووصلنا إلى مرحلة الاقتحامات. 

في تلك الفترة النظام لم يستطع أن يحتوي الحراك الثوري ولا بأي شكل من الأشكال بالعكس المناطق التي يسيطر عليها النظام والموجود فيها حواجز خرجت فيها مظاهرات وأصبحت القصة روتينية وحتى بعض الساحات ثبتت بشكل مباشر وهي ساحة تظاهر بشكل يومي وليس في يوم الجمعة فقط، تخرج ومن المناطق الأساسية من مدينة إدلب وكان هناك لجنة تفاوض النظام كي لا يحصل تخريب وهي برواية النظام وبمعنى لا يكون أي تماس مع قوات النظام ولا يحصل هجوم عليهم وعلى نقاطهم ومواقعهم و]لا[ أحد يمسهم في هذا الاتجاه ويكون التفاوض في هذا الإطار من لجنة مشكلة من أبناء المدينة هي التي كانت صلة وصل بين الحراك الثوري وبين النظام وبحكم ]أن[ إدلب المدينة هي المعقل الأساسي للنظام حيث توجد الأفرع الأمنية الـ 4 والقوى العسكري وعملياً هذه المظاهرات بهذا الزخم وصلنا لفكرة المراقبين العرب والتي هي مسرحية هزلية لم يكن لها أي أثر ومن جملة ما زاروا زاروا مدينة أريحا وأنا التقيت هناك باللجنة وزودتهم بفلاشات فيها كل الانتهاكات التي استطعت أن أوثقها ومفصلة بأسماء وبأرقام وأعداد مع شهود ومقابلات وكل هذا الكلام لا أعرف إذا اطلعوا عليه أم رموه في سلة المهملات والتقت اللجنة في مشفى الشامي في أريحا والتقوا بذوي الضحايا والتقوا مع عدد من الناس الذين رووا كل شيء من اقتحامات وضرب وقتل وكان هناك كم هائل قابل اللجنة وبأعداد كبيرة وكان هناك 5 أو 6 مراقبين موجودين. 

لمرة واحدة دخلت بشكل متسلل في إدلب المدينة وشاركت في مظاهرة ودخلت تهريبًا عبر الأراضي الزراعية وخرجت وفي أريحا لم تتوقف فيها المظاهرات وكانت بشكل دوري وكان يخرج بث مباشر من داخل مدينة أريحا وخاصة يوم الجمعة والجيش كان على أسطح الأبنية يراقب ويتابع ونحن نتظاهر في داخل أريحا وسراقب وريف المعرة الشرقي والمعرة لم تتوقف المظاهرات وكانت في تلك الفترة ذروة الحراك الثوري السلمي رغم أنَّ هناك عمليات عسكرية ولدينا أعداد كبيرة من المنشقين والمسلحين وكان هناك مواجهات كبيرة واشتباكات وخاصة في النقاط والحواجز التي تسيء للأهالي بشكل مباشر. 

موضوع الاقتحامات ولحد الآن موجود موثق وأول بلدة هي ترمبة وهي جانب سراقب غرباً وهذه أول بلدة يتم اقتحامها بشكل مباشر وهذه مرحلة جديدة والجديد فيها أنَّ النظام يدمر بيوتًا عبر القذائف المدفعية ويحرق ممتلكات مدنية سواء سيارات أو دراجات نارية أو بيوت وحين خرج الجيش حين رأيت القسم الشمالي من المدينة وأنا دخلت مع مجموعة من الشباب من الجهة الجنوبية ودخلنا مباشرة وصورنا بعد فترة قصيرة كانت موجودة على الجزيرة ويتكلم كيف اقتحم الترمبة النظام ودمر وأنا رأيت مشاهد دمار وصورت كل شيء، وأكثر شيء لفت انتباهي أنَّ أحد البيوت الذي كان الدخان يخرج منه، في الموزع الرئيسي للبيت والبيت كان 4 غرف ما تزال سفرة الفطور موجودة وكانت الساعة 11 صباحاً وفيها الزيتون والزعتر والخبز على الأرض وكان عليه غبار وركام وكان يبدو أنَّ العائلة صاحبة البيت حين حصل الاقتحام ونزول القذيفة كانوا يفطرون وكنت أتخيل أنَّ تلك العائلة وحالة الهلع والخوف وخاصة هناك أطفال ولكن لا يوجد أثر دماء ولكن المنزل متدمر والجيش دخل إلى المنزل وكل شيء في المنزل تم تخريبه وآخر شيء تم إضرام النار في المنزل وهناك غرفتان محروقتان بالكامل وأخرى لا، من الممكن ليس فيها أثاث لذلك لم تحترق، أضف إلى ذلك رأيت بيوتًا تدمرت -بأم عيني- والنار والدخان يخرج منها وهذه أصبحت سلسلة.. والترنبة كانت البداية وبعد ذلك أصبحت سلسلة من بنش وكورين ودير سنبل وجرجناز والغدفة ومعصران وخاصة المراكز الرئيسية للقرى التي أصبحت تجمعات ثورية بالمطلق وكان النظام يستجمع قواته ويدخل المنطقة ويعتقل من يصادف ويحرق ممتلكات المدنيين ويعمل حالة الرعب والهلع للناس وينسحب بعد ذلك مباشرة والذي أذكره الآن المواد المعروضة على الجزيرة اقتحام الترنبة واقتحام سراقب وكورين وسرمين وجرجناز واقتحام الغدفة أو دير سنبل قرابة 6 أو 7 اقتحامات أنا غطيتها والجزيرة أخذتهم وعرضتهم والباقي يتم تداولها عبر اليوتيوب والفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي. 

الآن بدأت تذهب الأمور نحو المنحى التنظيمي بالنسبة للعمل العسكري لسبب مهم: أنَّ عملية تجمع قوات النظام في نقاط محددة لم يعد ينفع معها العمل الفردي وأصبحت بحاجة لعدد كبير وقوات مدربة لها خبرة بالاقتحامات ويجب أن يكون لديك دافع ضروري وسبب رئيسي لأن يكون هناك عملية توزيع السلاح وكيف تمتلك سلاحًا متعددًا؟ والكلاشنكوف لم تعد تنفع لتلك المعارك وأصبحت الفصائل تتجه نحو التنظيم والعامل الأساسي الذي لعب في عملية التشكيل هو العامل المناطقي بالتحديد ولم يكن لديك وأنت مضطر ابن المنطقة أن تكون مع الناس الموجودين بجانبك بغض النظر عن التوجه الفكري وفيما بعد أصبحت عملية فرز بناء على توجهه معتدلًا وأكثر اعتدالًا وإلى ما هنالك.

 ولكن البداية الأولى التشكيل يقوم على أساس مناطقي في التحديد وانطلاقاً من ذلك انطلق تشكيل أحرار جبل الزاوية والذي قاده جمال معروف وكان جميع المنتسبين لهذا التشكيل جميعهم من قرية جمال معروف والقرى المحيطة به وكان هناك صقور الشام والذي كان يقوده أبو عيسى الشيخ ولم يكن قائدًا عسكريًّا والقائد الميداني لم يكن ميدانيًّا ولم يقد ولا معركة ميدانية والقادة الميدانيون هم أولاد المنطقة المنغمسون بالعمل العسكري بشكل مباشر وجمال معروف كان القائد الوحيد الذي كان على رأس كل عملية اقتحام على الأقل في كل المعارك التي شهدتها وشاركت فيها فالعامل المناطقي هو الذي لعب الدور الأول والأخير في التشكيل وهذا الدور ينطبق على الأحرار (أحرار الشام) رغم أنهم تشكيل منظم انطلاقاً من الإيديولوجية المعينة والناس الذين كانوا في صيدنايا ولكن النواة الأولى والصلبة كانت من قرى حسان عبود والقرى المحيطة بها. 

والدعم كان فرديًّا من أشخاص موجودين خارج سوريا في الخليج أو في أوروبا أو غيرها وكان هناك حملة وهي أكيد بإشراف الدول ومخابراتها ولكن هؤلاء الأشخاص يجمعون الأموال ويمولون تلك الفصائل بشكل مباشر بالإضافة إلى غنائم السلاح في المعارك وبالإضافة إلى تجار السلاح وتجارة السلاح كانت حصراً من النظام أو المليشيات المقربة من النظام بشكل مباشر ولذلك الفصائل أصبحت تستفيد في تلك الفترة والذي لديه أموال كان قادرًا على شراء السلاح ودخل من العراق كميات كبيرة من السلاح وفي كل مرحلة هناك تجار الأزمة الذين يستفيدون من هذا الموضوع وأصبح السلاح يذهب باتجاه نوعي أكبر فجيش النظام تجمع في مناطق معينة وتطلب الأمر سلاحًا أكثر تطوراً وأصبحنا ]نملك[ الرشاشات المتوسطة 12.4 و12.7 ونرى قذائف الآر بي جي ومدافع الهاون والقذائف بي 9 وغيرها من الأسلحة والرشاشات وكلها من تجار السلاح أو غنائم من قبل النظام وعدة مرات اغتنموا صواريخ مضادة للدروع، وفي فترة متقدمة لم يكن أحد يعرف كيف يتم استخدام هذه الأسلحة وهذه المرحلة حكمت أن يكون هناك تطور في تقنية السلاح وبالتالي الفصائل بحثت عن داعمين وجمع الأموال لشراء السلاح وهذا الكلام من بداية عام 2012 بشكل مباشر بدأ هذا الموضوع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/14

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في إدلب

كود الشهادة

SMI/OH/40-11/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-الترنبةمحافظة إدلب-جبل الزاويةمحافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة إدلب-مدينة أريحا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

ألوية صقور الشام

ألوية صقور الشام

بعثة المراقبين العرب

بعثة المراقبين العرب

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

الشهادات المرتبطة