الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انسحاب الجيش من قرى جبل الزاوية ومعركة خان السبل

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:50:12

في تلك الفترة كان لدينا وتكلمنا عن جيش النظام والذي انتشر بشكل كامل في كل قرى وبلدات المنطقة وكان الهدف تقطيع أوصال هذه المناطق والعمل على عدم جعل المظاهرات المركزية وبالفعل نجح بذلك ولكن الجيش حاول توسيع قبضته العسكرية في المنطقة وهذا الأمر أصبح يحاول ملاحقة الناس ويضغط عليهم وخاصة من لهم دور في الحراك الثوري وقرية سرجة كانت محركًا فعالًا في الثورة السورية وهي نقطة تظاهر مركزية في المنطقة وهذا جعل النظام يحاول قمعها ويريهم "العين الحمراء" (مثل شعبي) كمال يقال، ونتيجة هذه المضايقات أبناء القرية اضطروا ليهربوا وبعد ذلك يحملوا سلاحًا أصبحوا يهددون الجيش وأصبح هناك تهديد ووعيد من قبل الطرفين. 

وفي تلك الفترة حوصرت النقاط العسكرية و[تم] تهديدهم ولم يكن هناك إمكانية للمواجهة والعمليات العسكرية كانت في تلك الفترة كرًا وفرًّا، مجموعة أشخاص يستهدفون الحاجز العسكري ثم يهربون والسلاح الذي كان معهم بسيط ولا يستطيعون الخوض في تلك المعارك، وفي تلك الفترة تواصلت مع الضابط الموجود وكان هو مسؤولًا عن الجيش (جيش النظام) الموجود في القرية، وكان عدد الحواجز بين 4 أو 5 حواجز في القرية، نسيت اسمه الآن ولا أتذكره جيدًا، وهو كان يهدد ويتوعد أنه سيحرق القرية وبالفعل قبل يوم استهدف المسجد و[ألقى] قذائف على القرية وكانت مظاهرات سريعة وتخرج في وسط القرية أثناء وجود الجيش وهي عبارة عن رسالة أنَّنا لسنا خائفين منكم والأمر هذا أدى إلى ردة فعل ومحاولة منهم أنَّنا مستعدون لنرد عليكم بكل قوة، والمحادثة التي دارت بيني وبينه وحصلت على رقمه من أحد الأشخاص من القرية وصورني الشباب وأنا أتكلم وكانت المكالمة لمدة 10 دقائق والضابط كانت لهجته علوية وأعتقد من قرى ريف طرطوس وكان السؤال له: ماذا تفعلون هل من المعقول ضابط في دولة وفي جيش بلد يقصف القرية والمساجد؟ فقال: "نحن هدفنا الإرهابيون والذين يزعزعون الأمن" وهذا الجواب الخشبي وقلت له: "طيب هذه الرواية التي بكل غباء ترددها -أي إرهابيون- نحن أبناء القرية الناس الذين تقول عنهم إرهابيين وسأعد لك أسماءهم فهؤلاء كيف تراهم إرهابيين وهم ناس بسطاء والذي جعلهم إرهابيين بحسب توصيفك هو دخولكم الإرهابي وأنتم دخلتم بشكل احتلال ومقطعين أوصال القرية وتقصفون القرية فإذا كان هذا ليس إرهاب فما هو الإرهاب! ولم يكن شيء يتكلمه سوى البلد مُستهدف فقلت له: هذه الروايات الكاذبة حين تكون في قطعتك العسكرية ممكن أن أبررها لك ولكن حين ترى بعينك وعلى الأرض وترى من هم المرتبطون بالخارج والإرهابيون كما تصفهم، وثق تماماً هؤلاء الذين تقولوا عنهم إرهابيين ليس لديهم تواصل حتى مع القرى المحيطة وأنَّ هذه الرواية كاذبة كلها وهذه كانت فحوى المحادثة.

كان واضح تماماً وجود نبرة انفعال في البداية الأولى لحديثه ونبرة استعلاء وقوة وقلت: لو كان المبدأ صحيحًا لكنا قادرين أن نحاصركم في ليلة من الليالي ولكن نحن لا نفعل هذا الشيء لأنَّنا نعتبر أنَّ الجيش فعلاً يتبنى الرواية التي تقولها بدون أن يدرك هذا الكلام ولكن الآن ليس هناك حجة لأنَّ كل روايات النظام رأيتها كلها كاذبة وهي من مخابرات النظام هي عبارة عن روايات مكذوبة ورأيتم بأم عينكم وأنت تعرف من هم الأشخاص الذين تقولوا عنهم إرهابيين، هم أبناء القرية والقرى المجاورة والذين فرضتم عليهم أن يكونوا هاربين وخارج قراهم وبلداتهم فقط لأنَّهم لا يريدون النظام وأنتم هدفكم فقط الحفاظ على هذا النظام وليس هناك مبرر لأي رواية تقولونها وكان كلامه في نهاية الحديث تعهد أنَّ الذي حصل هو ردة فعل ولن يتكرر بشكل آخر وليس هدفهم استهداف المدنيين ولكن هو كان كاذبًا وهو فهم أنَّه لو تكرر هذا الضغط سيحصل هجوم على الحواجز والجيش في تلك الفترة لم يكن قد وصل لمرحلة من الإجرام بهذا الشكل الذي وصله وخاصة أنَّه ربما الضباط الرئيسيون مستعدون لإبادة القرية بشكل فعلي للجيش ولكن العناصر غير مهيئين بتلك الفترة لهذا الفعل وهذه الأمور وبعد أسبوع نتيجة الضغوطات من الشباب وقطع الطرقات واستهداف سيارات الإمداد ونتيجة وعورة المنطقة ساعدت أيضًا اضطر الجيش أن ينسحب من سرجة والقرى المحيطة بها. 

مثل ما قلت لك المظاهرات لم تتوقف في القرية وفي ظل وجود الجيش وأطفال القرية بشكل يومي كانوا يخرجون ويتظاهرون ولكن حادثة استشهاد الشباب على حاجز خان السبل على الطريق الرئيسي بين معرة النعمان وسراقب مفرق كفر بطيخ وكان يوجد حاجز للجيش في خان السبل وهذا المفرق لكفر بطيخ كان مفرقًا حيويًّا وهو الذي يصل المناطق الشرقية بجبل الزاوية وهذا الحاجز قام بمضايقات للناس واستهدف المارة بشكل غير طبيعي وهذا الأمر أدى أنَّ الناس ضاقت ذرعاً بتلك القصة وبالتحديد الناس المطلوبة للنظام فكان المرور بهذا الحاجز خطيرًا جدًّا وكان يستهدف السيارات أكثر من مرة ويطلق النار ويتعرض للأشخاص وأهان عددًا كبيرًا من الناس وأوقفهم وضربهم وعذبهم مرات متتابعة وهذا ما دفع الشباب المسلحين أن يستهدفوا هذا الحاجز وكان هناك عملية وترتبت وتم استهدافه بشكل مباشر، ظهراً دخلت سيارتان من الشباب إلى منتصف الحاجز وصار اشتباك داخل الحاجز ولكن نتيجة طبيعة المنطقة كونها سهلية ومكشوفة والخطة لم تكن محكمة والحاجز كان هناك نقاط رشاشات مثبتة في أماكن تستطيع رصد المنطقة بشكل جيد وهي غير مأخوذة بالحسبان بالنسبة للشباب وحصل عدد كبير من الشهداء حوالي 15 شخصًا منهم 4 أو 5 من قرية سرجة وبقيت جثث بعضهم بيد النظام وأخذوهم بعد 3 أيام وأرسلوا أشخاصًا غير مطلوبين للنظام وصار تفاوض وأرسلوا الجثث لعائلاتهم وهذه العملية وعدد من الشهداء 5 إلى 6 شهداء دفعة واحدة صادمة جداً وأدت لزيادة انفعال عند الناس بشكل كبير وشارك عدد كبير من الناس في التشييع وبالفعل حصلت مظاهرة كبيرة وشارك فيها عدد كبير من الناس ودخلت ساحة سرجة الرئيسية التي امتلأت بالمتظاهرين وعلى ملأ ومسمع من الجيش ولدينا مقاطع مصورة نرى عناصر الجيش على أسطح الأبنية المسيطر عليها يشاهدون التشييع وكانت هتافات ضد النظام والعنجهية والإجرام وبعد ذلك انطلقت الناس من ساحة القرية إلى المقبرة وعلى طرف المقبرة كان هناك حاجز على تل في جانب المقبرة الأيمن ومشرفين بشكل مباشر ولم يتعرض أي عنصر من قبل الجيش لأنَّهم مدركون [أنه] إذا حصل إطلاق نار وتوتر ستفلت الأمور منهم وبالفعل استمرت المظاهرات بشكل يومي وصارت تخرج في سرجة وبعد أسبوعين انسحب الجيش من قرية سرجة ومن قرية بزابور ومن قرية شنان والقرى في القسم الشرقي من جبل الزاوية. 

كان تحليلي أنَّ انسحاب الجيش من المنطقة في البداية هي نتيجة الضغوطات التي حصلت وكان الشباب يستهدفون بشكل مباشر سيارات السخرة المسؤولة عن تبديل العساكر أو الإمداد بالطعام للجيش واستطاع الشباب أن يضيقوا الحصار بالكامل على نقاط الجيش في المنطقة وطبيعة المنطقة ساعدت بشكل كبير ولكن أعتقد عملية الانسحاب هي خطة واستراتيجية اتبعها النظام وكان الهدف تجميع الجيش المتبعثر في نقاط رئيسية ومعسكرات وهي استراتيجية جديدة حين كان حجم السلاح في يد الثوار أكثر أصبح هناك إمكانية لخسائر كبيرة للنظام بشكل مباشر فكان لا بد من العمل على تطوير استراتيجيته العسكرية لتقليل الخسائر في صفوف عناصره وبالفعل كان هذا السبب المباشر لأن المرحلة التي تلت تلك المرحلة تحول الجيش إلى نقاط وتجمعات ومعسكرات رئيسية في كل منطقة وفي جبل الزاوية كان لدينا معسكر الشبيبة ومعسكر القرميد ومعسكر الطلائع هؤلاء تجمعات رئيسية على امتداد المنطقة بين أريحا وإدلب ووادي الضيف قريب من معرة النعمان وهذه التجمعات أصبحت كتلًا عسكرية ليس من السهل استهدافها وهي بحاجة لاستراتيجية جيش كامل لاقتحامها وتلك المعسكرات تقوم بتغطية كاملة بالقصف المباشر على البلدات والقرى الموجودة في المنطقة وحصل تقسيم مثلاً: معسكر الشبيبة والقرميد والطلائع يغطون منطقة معينة ومعسكر تفتناز في مطار تفتناز يغطي منطقة معينة ومعسكر وادي الضيف كانوا يستهدفون منطقة معينة والآن دخل الجيش في استراتيجية التجميع ونقاط عسكرية حصينة وبدأ سياسة قصف مباشر مدفعي وصاروخي على تلك القرى ولم يتوقف القصف حتى تحرير إدلب من تلك المعسكرات، يومياً كان هناك قصف يستهدف القرى والبلدات.

في الشهر الـ 6 (حزيران/يونيو) في عام 2012 في تلك الفترة، حلب بدأت تشهد حراك كبير وقوة عسكرية كبيرة في الريف الشمالي وكان هناك تحركات لم تكن سابقاً موجودة بهذا الزخم والكثافة وهذا الأمر دفع جيش النظام لنقل قواته كما قلت بعد عمليات الانسحاب للقوات المنتشرة ويجمع عساكره في معسكرات فعمل على إعادة التوزيع لتلك القوات وكان هناك تجميع للقوات وكل فرقة ووحدة عسكرية تنتشر في المنطقة بحسب حجم التحرك العسكري والوضع في المنطقة ووصلت أخبار أنَّ النظام سيرسل تعزيزات إلى حلب إلى مناطق ريف حلب الشمالي والتي تشهد تحركات كبيرة وهذه الإمدادات العسكرية التي ستذهب يمكن ]أن[ تحاول احتواء المشهد هناك أو ترتكب مجازر فكان لا بد من منع وصولها إلى مدينة حلب وهذا ما حصل.

 التجمعات لقوات النظام حصلت في معرة النعمان وكان هناك أرتال كبيرة جدًّا وآليات وجنود وكان هناك حشد كبير وبدأت تتجه من معرة النعمان عبر سراقب باتجاه حلب واستراتيجية الفزعة هي عند الثوار بشكل كامل وكان لا بد من عمل شيء وأقل ما يمكن: إعاقة وصولها أو تأخيرها في الحد الأدنى وشهدت خان السبل في يومها أشد المعارك في إدلب في تلك المرحلة وهي كانت قوية وحاسمة وكبدت النظام خسائر كبيرة وهي أكبر الخسائر في تلك الفترة التي تلقاها النظام والسبب الرئيسي كان أن كل أهل المنطقة شاركوا، وأنا كنت أصور بشكل مباشر وكل الفصائل الموجودة في المنطقة منتشرة بشكل كامل على جانبي الطريق وكان من الناس أن كل من يحمل السلاح وغير منتم لأي فصيل كان يرى أنه واجب [عليه] أن يمنع النظام من التوجه إلى حلب حتى لا يرتكب المجازر ولم تكن متمكنة عقلية الفصيل والعمل لصالح الفصيل وكانت المظلة الكبيرة للجميع أنَّنا في ثورة ضد النظام وعملية الدفاع عن أنفسنا ليست مقتصرة عليَّ بشكل مباشر وأي أحد متضرر من النظام يجب الدفاع عنه بقدر ما نستطيع وحين رأى النظام [أن] هناك مقاومة، بدأت بإطلاق نار بشكل خفيف وكان هناك كازية خان السبل على الطريق الرئيسي في أول مدينة خان السبل باتجاه معرة النعمان كان هناك تجمع للآليات العسكرية الكبيرة وكان النظام مترددًا في التقدم بسبب المقاومة وكان يجمع الآليات العسكرية في تلك النقطة، وبهذا الوقت بالتحديد كان لدى الثوار قذائف الـ آ ر بي جي مضاد الدبابات البدائي والبي كي سي وكان هذا أكبر سلاح موجود في يد الثوار في تلك الفترة والباقي سلاح الكلاشنكوف، والشباب تسللوا من الطرف الجنوبي للقرية من شرق الأوتوستراد ووصلوا إلى أقرب نقطة للتجمع العسكري واستهدفوا أول نقطة وحققوا إصابة مباشرة للبي إم بي واحترقت وبعد ذلك حصل انفجار كبير فانفجرت 10 آليات قريبة منه وكل آلية تفجر التي بجانبها وأكثر من 25 آليةً تم إحراقها بشكل كامل في كازية خان السبل التي تقع إلى جنوب البلدة، وهذه المعركة كبدت النظام خسائر كبيرة جدًا وقُتل كثير من الجنود وأسر عدد منهم تقريبًا ١٣عنصرًا وبالفعل استطاع الثوار في تلك المعركة منع النظام من إرسال أي تعزيزات ولم تستطع التعزيزات أن تتجاوز خان السبل باتجاه الشمال واضطر النظام أن ينسحب بمن بقي باتجاه معرة النعمان والمعركة كانت شديدة جدًّا والنظام تفاجأ في تلك المعركة وخرج طيران مروحي وحربي واستهدف المنطقة ليؤمن انسحاب الجنود والعساكر باتجاه معرة النعمان 

لأنَّ النظام لم يتوقع أن يكون هناك تلك المقاومة التي ستحصل وأن يكون هناك إمكانات تواجه المعدات العسكرية الثقيلة المتحركة ضمن الرتل وهذا السبب الذي جعله يتكبد تلك الخسائر الكبيرة وهو كان يعتقد أن تحصل مواجهة ولم يتوقع السلاح الذي يملكونه خلال ساعات وتنتهي ويكمل الرتل طريقه ولكن حين حصل الأمر بهذا الشكل كان مفاجأة لأنَّ الخسائر كبيرة للغاية وكانت في نهاية النهار وحينها تدخل الطيران وصار ضغط على الثوار ولكن كانت الأمور والمعركة شبه محسومة والعساكر الذين بقوا في حالة هلع واستطاعوا أن يسحبوا أنفسهم ويرجعوا إلى معرة النعمان.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/05/18

الموضوع الرئیس

استهداف عناصر النظامالحراك العسكري في إدلب

كود الشهادة

SMI/OH/40-12/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة معرة النعمانمحافظة إدلب-خان السبلمحافظة إدلب-سرجة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة