توحد واندماج التشكيلات العسكرية في إدلب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:18:11
نشاطي الإعلامي وعملي الصحفي لم يتوقف أبداً في البداية الأولى كانت العملية مقتصرة على تغطية فترة المظاهرات بالكامل وفي الفترة التي عمت فيها المظاهرات كان هناك خلية كبيرة أنا والشباب نعمل فيها وكان الهدف هو إظهار المظاهرات والبث بالدرجة الأولى ولكن هذا الكلام بالتوازي لم أكن متابعًا على صعيد نشر المقالات والأخبار والقصص المعينة وفي تلك الفترة المبكرة عملت في قناة الجزيرة كمتعاون نستطيع القول ذلك كتقارير معينة وكانت هذه التقارير تغطية للمناطق التي يستهدفها الجيش (جيش النظام) وفي منتصف 2012 بدأت العمل مع تلفزيون الآن وهذا سمعت بشكل عام به مثل المحطات الأخرى التي يمكن أن تسمع بها.
بالنسبة للعمل الصحفي بقيت أتواصل وأكتب لعدة من الصحف وكنت أكتب في القدس العربي وحين تركت الجزيرة في النصف الأول من عام 2012 بعد فترة قصيرة صار تواصل بيني وبين تلفزيون الآن وكان هناك اتفاق على أنَّي أعمل مراسلًا معهم وتم إحضار عربة بث مباشر "إس إن جي" وتم إدخالها إلى سوريا وبدأت العمل عليها واستمريت قرابة سنة في العمل على عربة البث كمراسل لتلفزيون الآن والاستمرار في كل التغطيات والمظاهرات والعمليات العسكرية والمعارك كانت تغطيتنا كمراسل صحفي بالكامل والوضع الميداني الذي يحصل والمناطق التي يحصل فيها قصف واشتباكات وما يحصل فيها وتغطية الأحداث المدنية والإنسانية بالكامل.
بالنسبة للوضع والخارطة العسكرية في 2012 في محافظة إدلب في تلك الفترة: تلك الفترة كانت التأسيس الرئيسي والإعلان الكامل لبداية الفصائل التي عرفت فيما بعد مثل أحرار الشام وصقور الشام وهؤلاء نشأوا مثلًا صقور الشام في إدلب في جبل الزاوية الشرقية وما عُرف بجبهة ثوار سوريا وهو كان فصيل ثوار الجبل بقيادة جمال معروف وهؤلاء في جبل الزاوية وحركة أحرار الشام كانت في ريف إدلب وريف حماة الغربي منطقة الغاب بالتحديد وخلال تلك الفترة 2012 كانت منتشرة في إدلب تلك الفصائل وكان هناك الفصائل الصغيرة كانت موجودة في ريف إدلب الشمالي والشرقي ولكن عملياً نستطيع القول: إنَّ النواة الرئيسية للفصائل الكبيرة كانت موجودة في تلك الفترة وبدأت هذه الفصائل تبسط سيطرتها بالكامل ولكن ليس يعني سيطرة فعلية بمعنى تلك المنطقة مختصة بهذا الفصيل كانت الأمور متداخلة كل مجموعة موجودة في الفصيل موجودة في منطقتها بدون توزع وسيطرة وتتحرك الفصائل طبقاً لوجودها في المنطقة وكان الولاء في تلك الفترة للثورة ولم يكن للفصيل ولكن فيما بعد حين ذهبت الأمور باتجاه الأولوية للفصائل بدأت تذهب الأمور لمنحًى آخر وتحديدًا لمناطق النفوذ وتوزيع كل منطقة على حدى.
في بداية الـ 2013 بدأت مرحلة جديدة في الاستراتيجية العسكرية لقوات النظام وهذه الاستراتيجية اعتُمدت من بداية 2012 إلى نهاية 2012 وكانت الانسحاب من الحواجز والنقاط والمراكز المنتشرة على امتداد المحافظة والتجمع في مناطق معسكرات وتجمعات رئيسية واتجه النظام إلى مراكز المدن والنظام في بداية 2013 كان النظام يقتصر وجوده على مراكز المدن الرئيسية: مدينة إدلب وسراقب ومعرة النعمان وبالإضافة إلى تجمع قواته وتجميعها في معسكر الحامدية ومعسكر الشبيبة ووادي الضيف ومعسكر طلائع البعث بين مدينة إدلب وأريحا وكانت الأرياف بشكل عام قد خرجت عن سيطرة النظام في تلك الفترة وبقيت مراكز المدن بيد النظام وتلك المرحلة هي عبارة عن مرحلة تجميع وحين صار لدينا قوات للثورة وهي المجموعات المنتشرة في المنطقة وتتعرض لحواجز النظام فكان هناك خسائر كبيرة للنظام والنظام لم يكن لديه إلا أن يتجمع في مراكز يصعب اقتحامها والهجوم عليها ويكون متحصنًا ويكون في المدينة لأنها محصنة، وموقفه فيها أقوى لأنَّ فصائل المعارضة لا تستطيع أن تقتحم المعسكرات أو تسيطر على المدن التي فيها النظام واستمرت هذه الفترة -فترة السيطرة على مراكز المدن الرئيسية- حتى تحرير إدلب بالكامل.
بالنسبة لجبهة النصرة أو لنقل..، لا نستطيع قول ذلك لأنَّ توجه جبهة النصرة بدأ يظهر المجموعات التي تحمل هذا التوجه والفكر الجهادي أو الراديكالي بدأت تظهر في 2013 بشكل واضح وظهرت في بداية 2012 ولكن كانوا أشخاصًا غير واضحي المعالم وغير معروفين وكان هناك مجموعة أشخاص غرباء أتوا إلى المنطقة وبدؤوا يتكلمون بدعم الحراك المسلح ضد النظام ولكن كان هناك استراتيجية واضحة لهؤلاء الأشخاص ولهذه الفصائل وأنَّها لم تكن تحركات عشوائية ومجيؤهم من الخارج لم يكن بشكل عشوائي وكانوا يأتون ويتحركون ضمن استراتيجية معينة ويأتي كل منهم يوجد في منطقة معينة وكان هناك تواصل واضح -فيما بعد هذا توضح- ولكن في تلك الفترة لم يكن واضحًا أنهم مرتبطون ببعضهم.
والنقاط الرئيسية التي يتجمعون بها هي المناطق الحدودية بالتحديد حيث يدخلون إلى سوريا من تلك المناطق، وهي مناطق مؤهلة جيدًا لأنَّهم يستقبلون أموالًا ويستأجرون بيوتًا ومقرات وأماكن يتجمعون فيها وهي مناطق متاح فيها كل شيء وهي بعيدة عن كل شيء بعيدة عن مناطق النظام وفيها مساحة واسعة يستطيعون التحرك فيها وثانياً: الناس بشكل عام كانت تنظر بطريقة إيجابية لهؤلاء الأشخاص وفي ظل الخذلان الذي مر به السوريون على فترات الثورة المتلاحقة كانوا يظنون أنهم الوحيدون الذين سينصروننا ولكن تصور أنَّ لهم أهدافًا معينة فيما بعد لم تكن واضحة وكانت مرفوضة.
وفي بداية 2013 هؤلاء الأشخاص بدؤوا يظهرون كمجموعات بالتحديد في أطمة وما حولها وهي وعرة وجبلية وكانوا يتخذون منها مقرات ويجلسون فيها وكان هناك معسكر قرب أطمة وأصبح هذا المعسكر في 2013 معروفًا تماماً في تلك الفترة وكان هناك مجموعات محددة أصبح يطلق عليها اسم مجموعات جبهة النصرة وصار لديهم معرفات رسمية تتكلم باسم جبهة النصرة، وبدأت تتكلم بهذا الاسم وضمن هذا السياق الذي استعطف جزء كبيرًا من الناس وأننا أتينا لنصرتكم ونصرة أهل الشام وهذا لاقى رواجًا كبيرًا من قبل الناس وحجم الخذلان الذي عاش فيه الناس في ظل وحشية النظام وقمعه وكان برأيهم أنَّ هؤلاء قد يكونون ظهيرًا كبيرًا للثوار والسوريين وأنَّ لديهم تجربة كبرى في الأعمال العسكرية وكانت الناس مندفعة بقوة لأنَّ المعركة واضحة المعالم وأصبحت المعركة مفتوحة والنظام اختار خيار الحرب والقمع والقتل وبالتالي يجب أن يكون لديك عوامل القوة لكي تواجه.
استقطاب تلك الفصائل الراديكالية للشباب في تلك المنطقة لعدة نقاط كانت حاسمة جداً أولاً: الحملة الإعلامية الكبيرة التي حظيت بها هذه الفصائل وهي رغبة دولية كبيرة وكان الفصائل ذات التوجه الراديكالي مثل النصرة وتنظيم الدولة "داعش" كان هناك رغبة أن يستقطبوا أكبر شريحة ممكنة لأنهم الضربة الأولى التي استطاعت أن تفكك القوة العسكرية للثورة، كانت في الثورة لدينا قوتان كانت كتلة هي تلك الكتلة التي نشأت عن الحراك الثوري وهناك توجه راديكالي يختلف عن السياق العام والمسلحين الثوار وصار لدينا شق في هذا الصف وإضعاف كبير له أصبح لديك شخص من داخل المسلحين المحسوبين على الثورة يحمل توجهًا آخر مختلفًا تماماً عن أهداف ومشروعية الشخص الثائر عدو نظام الأسد ومن يقف معه وهؤلاء ذوو توجه جديد لم يعد النظام الأولوية هو العدو المباشر ولكن كل من يخالف توجهنا هو عدو وكان هناك رغبة واضحة تماماً وكانت إصدارات تنظيم الدولة تترجم إلى 40 لغةً وتنشر بطريقة غريبة وعلى أساس أنه تنظيم محارب وكيف هذا التنظيم استطاع أن يعمل هذه الكتلة الإعلامية الكبيرة، وأن يُصدر تلك الإصدارات وتنتشر بهذا الشكل وكان هناك رغبة للترويج لتلك الفصائل.
والنقطة الثانية: التركيز على العاطفة الدينية عند هؤلاء الناس وأنا حين أكون أجاهد هناك قضية أموت من أجلها وهذا الخطاب استقطبته كتلة كبيرة من الناس ولم يكن لهذه الشريحة خيار آخر ولم يكن هناك كتلة عسكرية معارضة أو نخبة توجه الناس وتوضح لهم كيف نكون بديلًا للنظام وجيشًا بديلًا عن قوات النظام وكان هذا الخطاب الآخر راديكاليًّا واستطاعوا أن يستقطبوا شريحة واسعة.
والنقطة الثالثة: الكتلة المادية الكبيرة وهي تعطي دعمًا ماديًا كبيرًا و تعطي سلاحًا وامتيازات أكثر للعناصر الموجودين فيها والنقطة الرابعة: هي الوضع التنظيمي وفصائل المعارضة حتى اليوم وإذا أردنا أن نقارن بين جبهة النصرة التي تسيطر على إدلب وفصائل الجيش الوطني في حلب لا يمكن أن يقارن أبداً ورغم أنَّ النصرة توجهها بعيد عن أهداف الشعب السوري والثورة ولكن هي الآن تتبنى الخطاب الثوري وحاولت أن تثبت أنَّ هناك حالة تنظيمية واضحة المعالم ولا يوجد تلك العشوائية أن كل قائد مجموعة يتحرك كما في مناطق الجيش الوطني وهم استغلوا هذه النقطة واستقطبوا الناس أنني أنا أعمل في العسكرة ولكن حين أعلم ماذا أريد وأكون منظمًا ومنضبطًا وأعرف ماذا أفعل ليس كمثل من يعمل بعشوائية.
والنقطة الخامسة: أنهم أيضاً استطاعوا أن يدخلوا في المشهد نتيجة حالة العشوائية وعدم التنظيم في الفصائل بعض الفصائل كان عندها أخطاء كبيرة ولا يوجد رادع لم يكن هناك جهة تضع حدًّا لتجاوزات تلك الفصائل فهذه الفصائل دخلت بحجة فساد وسرقة ولصوصية وهم لم يكن لديهم احتكاك بالشارع إذا ارادوا معرفة أنَّ هؤلاء لديهم أخطاء أو لا، واستطاعوا أن ينفذوا من هذا الجانب وأنهم أتوا لمحاربة الفساد وكانت مقنعة لشريحة معينة لا تُعنى بالإيديولوجية وبماذا هم يفكرون وهذا واقع ومنطقي والناس يهمها من يقوم بمصالحها ولكن ماذا يفكر لا يهمهم واستطاعوا من هذا المنطلق أن يسيطروا بشكل أو بآخر ويكون لهم القدرة على السيطرة على مناطق واسعة وبدأ في 2013 واستمر لفترة طويلة وبدأت تتنامى قوة تلك الفصائل حتى رأينا صراعات كبيرة ودخلوا حروبًا متعددة أولاً مع الفصائل وبعدها حروبًا بينهم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
بدأ يتردد من 2013 إلى 2015 بدأ يتردد كفصائل ذات توجه جهادي وإسلامي وبدأ التردد وبقوة وعلى لسان الناس الجهاديين والمجاهدين وغيرهم، ولكن لم تكن أسماء معروفة تعرف باسمها والجولاني فيما بعد حين حصل الانفصال بين النصرة وتنظيم الدولة في تلك الفترة في نهاية 2013 بدأ يظهر هنا أسماء معينة وأصبحت جبهة النصرة لها زعيم وتنظيم الدولة لها زعيم وظهر فيما بعد حراس الدين وصار لدينا مجموعة من الفصائل الراديكالية وكل فصيل من هذه الفصائل يبرز فيه شخص أو مجموعة أشخاص وبدأت أسماؤهم تُتداول بشكل كبير.
صار لدينا خطان واضحان في بداية 2013 طبعًا الخطان حسبا على الثورة كان هناك خط الفصائل المحسوبة على الثورة بشكل كامل والخط الثاني: هو الفصائل الراديكالية وهذه لها اتجاه معروف فيما بعد و لها استراتيجية والفصائل المعارضة ذهبت نحو التوحيد والتجمع وفي نهاية 2012 ظهرت جبهة تحرير سوريا وضمت أبرز الفصائل: لواء التوحيد ولواء الإسلام ( جيش الإسلام فيما بعد ) وصقور الشام وهم كانوا الـ 3 الأبرز وكتائب الفاروق معهم ومجموعة من الفصائل الصغيرة وبعد فترة قصيرة تشكلت الجبهة الإسلامية التي ضمت أحرار الشام وآخرين ولكن الأبرز أحرار الشام.
وجمال معروف بعد أن تم الإعلان عن جبهة ثوار سوريا أعلن بالتوازي مع هذا الموضوع أعلن عن جبهة ثوار سوريا والتي ضمت جمال معروف والفصائل القريبة من جمال معروف وأصبح لدينا 3 كتل كبيرة جبهة تحرير سوريا وأبرز فصائلها: لواء التوحيد كتائب الفاروق وجيش الإسلام وصقور الشام والجبهة الإسلامية أبرز فصائلها: أحرار الشام، وجبهة ثوار سوريا من أبرز فصائلها: جماعة جمال معروف بالإضافة إلى مجموعات صغيرة منتشرة في بقية المناطق السورية والجبهة الإسلامية فقط أحرار الشام والأحرار أعلنوا عن تشكيل الجبهة الإسلامية لأنَّهم بعد مفاوضات طويلة واجتماعات مع جبهة تحرير سوريا لم يتفقوا معهم وأعلنوا الجبهة الإسلامية أحرار الشام، وبعد ذلك الكلام في فترة قصيرة أو فترة سنة أصبح هناك محاولة لتوحيد صفوف المعارضة بشكل أكبر وحصل تواصل بين جبهة تحرير سوريا و بين الأحرار وتم الاتفاق أن يكون الجميع ضمن راية واحدة وأبقوا على اسم الجبهة الإسلامية وطبعاً تم تشكيل مجلس شورى من كل تلك الفصائل مجتمعة، وتم التواصل مع جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف ليكونوا في جسم واحد ولكن لم يتم الاتفاق وبقي لدينا جبهة ثوار سوريا والجبهة الإسلامية، والجبهة الإسلامية ضمت كل تلك الفصائل ذات التوجه الإسلامي ولكن المعتدل، وأبرزهم أحرار الشام ولواء التوحيد وجيش الإسلام وكتائب الفاروق وصقور الشام وغيرها من الفصائل وكانوا 22 فصيلًا ولكن هؤلاء الذين أذكرهم أحرار الشام والصقور ولواء التوحيد ولواء الإسلام وكانوا هم الأبرز من الفصائل الفاعلة فيما بعد وبقيت جبهة ثوار سوريا وكان أبرز فصائلها فصيل جمال معروف.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/07/08
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في إدلبتكوين الفصائلكود الشهادة
SMI/OH/40-16/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012-2013
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-محافظة إدلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
حركة أحرار الشام الإسلامية
الجبهة الإسلامية
جبهة تحرير سوريا (الإسلامية) - 2012
كتائب صقور الشام
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
جبهة ثوار سوريا
صحيفة القدس العربي
قناة الجزيرة
قناة أخبار الآن