الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العمل الإغاثي في مخيم بخشين والتدريب على الدفاع المدني

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:39:20

أصبح العمل في المخيم أكثر تنظيمًا، والأمور بدأت تتحسن والواقع المعيشي، ولكن هنا بنفس الوقت كان يوجد هدوء في الثورة في المظاهرات في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر [2011]، ونسينا فكرة أننا سوف نعود بعد أسبوع وأصبح يتسلل لنفوسنا الإحباط.

كان يوجد لقاءات مستمرة لمسؤولين أتراك ومسؤولين أمميين، وأنا التقيت رئيسة المفوضية السامية لحقوق اللاجئين في المخيم والتقيت مع حوالي 16 سفيرًا لدول أوروبية، وأذكر أنه في ذلك الوقت سألني سفير لوكسمبورغ وقال لي: ماذا تتمنى وماذا تريدون وماذا تحتاجون؟ فقلت له: نحن نحتاج أن نعود إلى منازلنا وأنتم كدول أوروبية وكمجتمع دولي؛ وكان عدد الشهداء قليلًا في ذلك الوقت، فقلت له: كم تحتاجون دماءً من السوريين حتى نعود، وكم يجب أن ندفع ثمن حريتنا، وطبعًا لم يكن يوجد جواب.

كنا نعاني من بروبغاندا (دعاية منظمة) ضد المخيم تحديدًا مخيم بخشين، ونحن نتذكر أنه انتشرت قصة النساء الحوامل، وكان يوجد تقرير على الجزيرة، وخرجنا نحن أيضًا وتكلمنا عن التقارير، وطبعًا كان عدد النساء أصلًا في المخيم في ذلك الوقت أقل من العدد الذي تكلم عنه النظام، وتكلمنا كثيرًا عن هذا الموضوع، بالإضافة إلى البروبغاندا النظام يقول: إن هذا المخيم هو معسكر تدريب للمقاتلين - كما كانوا يسمونه- ونحن عانينا كثيرًا في المخيم من البروبغاندا ولكن المخيم كان ملتزمًا بالمبادئ وبالقيم والأخلاق والناس كانت ملتزمة والناس كانوا خائفين ومع مرور شهر تشرين الثاني/ نوفمبر بدأ يتسلل الإحباط وبدأنا نخاف أن يحصل بنا كما حصل بالناس الذين خرجوا في عام 1980 من الجسر ولم يعودوا مرة ثانية، وكان الوضع جدًا صعبًا علينا.

يوجد شيء لا أنساه في حياتي عندما جاءت إلينا لجنة ولا أتذكر من أين كانت هذه اللجنة، ولكن كان جدًا مؤلمًا قدوم هذه اللجنة إلينا، وكأنها قطعت أملنا، وسألونا؛ وأتذكر سألني أحد أعضاء اللجنة: ما هو حجم الخسائر وما هو الشيء الذي خسرتموه في سورية، فقلت له: لماذا؟ فقال: نحن نفكر إذا لم يحصل عودة فكيف يمكننا تعويضكم، والحقيقة مثل هذا بالنسبة لنا مثل الرصاصة دخلت إلى قلوبنا، فقلت له: هل تتكلم بجد؟ وهل أنت فعلًا تستطيع تعويضنا؟ وهل تستطيع تعويضنا ببلدنا ووطننا وشوارعنا وذكرياتنا وأصدقائنا الذين خسرناهم والدم الذي ضحينا به، وقلت له: من الصعب الكبير إحصاء خسائرنا وأن نحصرها بالجانب المادي، ولكن بصراحة كان يوجد صوت أمل يأتينا من حمص، ونحن لم يكن عندنا تلفزيونات وكهرباء في ذلك الوقت في المخيم، ولكن كان عندنا خيام كبيرة يوجد فيها تلفزيونات، ونحن كل يوم أمام الشاشات حتى نرى مظاهرة تعطينا الروح والأمل، وفي ذلك الوقت كانت مظاهرات الخالدية هي الأمل، وكان هذا هو روحنا بصراحة وهو الأمل الذي كنا نتمسك به، حتى فعليًا بدأنا نسمع أنه قد ازداد عدد الانشقاقات وبدأت تخرج المناطق عن سيطرة النظام وهنا دبت بنا الروح وعادت لنا روحنا، وأولًا مناطقنا بدأت تخرج عن سيطرة النظام، يعني ريف جسر الشغور الغربي الزعينية وخربة الجوز وبعدها دركوش وغيرها من المناطق، واجتمعنا نحن شباب اللجنة مع شباب آخرين من خارج المخيم واتفقنا على تشكيل مكتب للإغاثة أعتقد كان اسمه مكتب جسر الشغور وريفها، وأنا حتى الآن أملك هوية هذا المكتب، وباعتبار أنه كان عندي علاقة جيدة مع الأتراك فأنا كنت في المكتب وأسموني مسؤول العلاقات الخارجية في ذلك الوقت وكنت فعليًا أنسق عملية دخول المساعدات مع أصدقاء وشباب آخرين، مثل حسان الشيخ عمر من دركوش وكان المسؤول عن المخيم في سورية يامن يازجي، وكان معنا شباب أيضًا كبار بالعمر مثل أبو العز حيحان وأبو ياسين نيول، وكان يوجد شاب من عائلة حجازي كان لديه ولد شهيد.

المكتب الإغاثي أسسناه من قبل أشخاص في المخيم وأشخاص من خارج المخيم مع متبرعين من السعودية وغيرها من أهالي البلد من أهالي المنطقة، وأسميناه مكتب جسر الشغور وريفها "المكتب الإغاثة لمدينة جسر الشغور وريفها" في ذلك الوقت وأنشأنا أول مكتب ومستودع له وأخذناه في قرية حجي باشا، وطبعًا أهالي القرية ساعدونا وأعطوه لنا مجانًا وكنا نخزن فيه المواد الإغاثية قبل أن نرسلها إلى سورية، وكنا نرسل غالبًا إلى دركوش وبعدها إلى اليعقوبية والمناطق التي بدأت تخرج عن سيطرة النظام، وهذه الفترة من العمل كانت مهمة جدًا وأنا كنت أنسق عملية دخول المساعدات عن طريق الهلال الأحمر التركي، وكنت بنفس الوقت أنسق دخول الجرحى إلى تركيا، يعني إذا كان يوجد أي جريح من منطقتنا أو مصاب يريد الدخول إلى تركيا فأنا كنت أتصل مع المسؤول من الجانب التركي وهو يرسل الإسعاف إلى المنطقة الموجود فيها الجريح حتى يستلمونه، لأنه لم يكن يوجد مستشفيات ولا يوجد نقاط طبية في سورية ولا يوجد أي شيء من هذا الموضوع. 

بدأنا بصراحة هذا العمل وبدأ شيئًا فشيئًا يتطور أكثر ويتوسع ويعمل على أمور أخرى، وهنا يمكنني أن أقول كيف دخلت إلى الدفاع المدني، وكان من خلال هذا الموضوع بصراحة وكان يوجد دورة لتدريب الدفاع المدني، ولكن الذي أريد التأكيد عليه أنه اليوم في الدفاع المدني يوجد 3200 شخصًا، يعني يمكنني أن أقول إن كل شخص منهم له قصة وكيف انتسب وأنا سأتحدث عن قصتي الشخصية وكيف دخلت إلى هذه المؤسسة وكيف بشكل عام تأسست المؤسسة بشكلها الحالي.

جاء رئيس مجلس محافظة إدلب أبو هاشم باسل غزال، وكان رئيس مجلس مدينة جسر الشغور نذير حلة أبو أمين، وقالوا: يوجد تدريب، وجاؤوا إلى مكتبنا الإغاثي وقالوا يوجد التدريب للدفاع المدني ونريد 25 شخصًا فتم اختيار 20 شابًا وخمس بنات، وأنا كنت موجودًا فسأل ومن سيأخذهم إلى تركيا، فقالوا رائد هو من ينسق لهم الدخول من الحدود وهو يؤمنهم في تركيا، وطبعًا أنا بحكم عملي في هذا الوقت بين سورية وتركيا أنا من يقوم بإنزال المساعدات وأحيانًا أستقبل الجرحى من منطقة جسر الشغور، وهذه المنطقة وبنفس الوقت بحكم علاقاتي والناس الذين أعرفهم، وكنا موجودين في سورية، فجاء أبو أمين وكانت هذه فترة تأسيس المجالس المحلية في سورية وتأسيس الكثير من الأمور، ومشاريع يتحدث عنها الكثير من الناس، وأنا كنت أعمل في هذا الشق الإغاثي وموضوع الجرحى وموضوع التنسيق على الحدود وإذا هناك عائلة تريد الخروج فكنت أنا أقوم بالتنسيق مع الجانب التركي دائمًا وقالوا لي: إذا استطعت تأمين الدخول لهؤلاء الشباب والتنسيق لهم وبعدها تأخذونهم إلى إسطنبول، وأنا فعليًا أدخلتهم من الحدود واستقبلناهم وأدخلناهم من الحدود وكان عددهم 20 شابًا وخمس بنات، وأنا كنت الرقم 26، وأنا ذهبت معهم كمرافق أو لأنني أعرف تركيا لأنني عشت فترة جيدة في تركيا. 

وعندما دخلنا إلى تركيا كان هذا بتاريخ 21 حزيران/ يونيو 2013، ودخلوا وذهبنا إلى الطريق وبدأنا نتحدث، وأنا هنا تعرفت وكانت منسقة التدريب هي رزان شلب الشام ومعها محمود وشاب آخر نسيت اسمه، ولكن كان يوجد محمود أيضًا وهو شاب من حمص ورزان، وأنا تعرفت على رزان وذهبنا إلى إسطنبول ووصلنا ليلًا واستمر طريقنا 16 ساعة بالباص، ووصلنا إلى إسطنبول ودخلنا إلى منطقة في القسم الأسيوي وهي أطا شهير، وذهبنا إلى الفندق واستلمنا الغرف ونمنا وفي اليوم الثاني صباحًا استيقظنا وقالوا يجب أن نذهب إلى مركز التدريب، وذهبنا إلى مركز التدريب وكان مركز التدريب لمنظمة "أكوت إلما أكورت ترما" ("جمعية البحث والإنقاذ Akut) وهي منظمة تركية معروفة في تركيا في مجال البحث والإنقاذ، واستقبلنا المدرب اسمه بطوهان، والحقيقة كان عملنا تجربة غريبة، ويمكن لي أن أقول بأنها كانت هي السبب في دخولي إلى الدفاع المدني، وهو بدأ يقوم بإدخالنا كل شخصين على حدة وأنا معهم، والعدد 26، وبدأ يدخلهم كل شخصين إلى غرفة مظلمة، إلى غرفة كبيرة مظلمة ولا ترى فيها شيئًا أمامك أبدًا، وكأنك معصوب العينين، والحقيقة هو قال أنه يوجد باب ثانٍ في القاعة فادخلوا وانظروا، يعني عندما تصلون إلى الباب الثاني ادخلوا وانظروا والباب مفتوح ويمكنكم فتحه، وفعليًا بدأوا يدخلون كل شخصين على حدة ويخرجون حتى خرج الجميع من الجانب الثاني، وبعدها قال ماذا رأيتم داخل الغرفة وأحدهم قال أنا خرجت بسرعة وأنا لم اصطدم بشيء، وكل شخص بدأ يعطيه جوابًا، وهنا هو فتح الباب ودخلنا إلى القاعة وأشعل الأضواء وكانت الصدمة، وكان هو قد قام بقلب طاولات ومقاعد التدريب ويوجد أشخاص تحتهم مستلقين، فقال لنا: هذا هو الفرق بين المتدرب وغير المتدرب، والمتدرب لو أنكم متدربون لوجدتم هؤلاء الناس تحت الأنقاض وأنقذتم حياتهم، ولأنكم لستم متدربين ولا تعرفون فكنتم تبحثون كيف تخرجون من الباب. 

والحقيقة أنا بالنسبة لي كان الكلام مثل الصاعقة، ولأول مرة بحياتي أشعر بالعجز وبالمسؤولية، وفي وقتها خرجنا وقال لنا: اخرجوا واشربوا القهوة والشاي ويوجد استراحة عشر دقائق، فخرجنا وجلسنا وقلت للشباب، وطبعا معظم الشباب كنت أمون عليهم لأنه يوجد معرفة ومنهم يعملون معنا في المكتب الإغاثي، فقلت للشباب: الحقيقة نحن أمام مسؤولية كبيرة وأمانة جدًا كبيرة، وقلت لهم: نحن الآن في استراحة ويمكننا العودة إلى سورية ولا نحمل هذه الأمور ولكن يجب أن تعرفوا أنه إذا دخلنا إلى التدريب وتدربنا هذا التدريب فكل شخص سيموت في سورية سيموت برقبتنا (بأمانتنا) ويجب أن تختاروا لأنه بحسب ما تقرر إما أن نعود مع بعضنا غدًا أو لا نعود، وفعليًا الشباب قالوا: يجب أن نتدرب، وتدربنا سبعة أيام على البحث والإنقاذ وإطفاء خفيف، وفي اليوم السابع كان عندنا عرض أو تخريج أو لا أعرف اسمه بالضبط، ولكن كان يجب علينا تنفيذ عملية بحث وإنقاذ حقيقية يعني شبه حقيقية، وسوف يكون موجودًا مندوبون من الدول ومسؤولون لا نعرفهم، وأنا فيما بعد عرفت أنه كان يوجد مسؤولون من الائتلاف (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) ومسؤولون من أمريكا وبريطانيا وأوروبا والخليج وتركيا، وهذا ما عرفته فيما بعد وأنا أعرف أنه يوجد مسؤولون قادمون، وأنا لم أكن اعرف أحدًا أصلًا في الخارج، وأنا أعرف فقط الأتراك وأنسق معهم للجرحى والإغاثة والمساعدات فقط. وعندما جاؤوا وهنا نحن اخترنا فريقين، انقسمنا إلى فريقين، وأنا كنت أقود فريقًا ويوجد شاب اسمه حازم يقود فريقًا، وبدأنا ننفذ العملية ونفذنا العمليتين وانتهينا وبعد العملية، وهم كانوا يشاهدون وجاؤوا وتشكرونا وكرّمونا وقالوا: الله يعطيكم العافية، وهذا عمل جيد، ولكن نحن لا يوجد عندنا شيء يعني فقط تدريب، وقالوا: الآن ستعودون إلى سورية.

وجهنا سؤالًا إلى باسل غزال أنه مع من سوف ننسق حتى نتابع التدريبات في إدلب؟ فقال أي شيء تريدونه نسقوا مع رائد وهو المسؤول وأنا لا أعرف عن أي شيء مسؤول عنه أنا في ذلك الوقت، ولكن حقيقة هنا أنا أخذت المسؤولية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/02/01

الموضوع الرئیس

الدفاع المدني السوريإغاثة النازحين

كود الشهادة

SMI/OH/158-03/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011/01/01

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-اليعقوبيةمحافظة إدلب-دركوشمحافظة إدلب-خربة الجوزمحافظة حمص-الخالدية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الهلال الأحمر التركي

الهلال الأحمر التركي

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الدفاع المدني السوري ( الخوذ البيضاء )

الدفاع المدني السوري ( الخوذ البيضاء )

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين - الأمم المتحدة

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين - الأمم المتحدة

المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور

المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور

المجلس المحلي لمحافظة إدلب

المجلس المحلي لمحافظة إدلب

مخيم بخشين (بونيوان)

مخيم بخشين (بونيوان)

الشهادات المرتبطة