من بعد الخروج الذي صار للفصائل كان آخر الخارجين في حالة نفسية صعبة والناس تُلقي بالاتهامات على بعضها البعض مصدومة من الخروج من خسارة البلد والنزوح وواقع الناس والناس تكيل الاتهامات لبعضها: "أنتم طلعتم لا أنتم طلعتم"، والحقيقة كل الناس تعرف صار عندها توجيه أصابع الاتهام باتجاه "جيش الإسلام" وأنتم سلمتم البلد وهذا الكلام كأنها تتهم وتُعبر عن حالة نفسية أما كلام وما مدى انطباقه على أرض الواقع وما الدليل عليه؟ مثلًا أبو خالد الجبل هو الذي اقترح هذا الاقتراح حسنًا أبو خالد جبل معه وهو تابع للجيش الإسلامي معه 25 شخصًا من غير أهل البلد هم مثلًا: خرجوا معه 25 شخصًا خروجهم هو الذي أسقط البلد؟ هذه نقطة رقم واحد، نقطة رقم اثنان: الناس لم يخرجوا بعده مباشرة يعني الفصائل الأخرى التي خرجت بعده لم تخرج مباشرة بنفس اليوم بعده أو باليوم التالي لم تصمد أو تستمر، فهذا الكلام فيه كثير من التجني هذه وجهة نظري أنا وليس عليه أي دليل وإنما هو تنفيس عن حالة تناحر سابقة الحقيقة كان هناك تناحر بين الفصائل ولو أنه نفسي فعُبر عنه بهذه الطريقة، أنتم الحق عليكم الحق عليه مثلًا أي بيت يصير فيه صدمة يصير الأب والأم والأولاد كل إنسان يحمل التهمة لجهة أخرى، والحقيقة البلد كانت ستسقط ستسقط، حتى غن هناك اتفاقًا دوليًا على سقوطها وعلى خروجها وهذه وجهة نظري أنا هذه وجهة نظري بحسب ما رأيت، أحد غيري لديه دليل أو أي كلام هذا شأنه، أما أنا هذا ما رأيته.

 دخل النظام البلد بعد أيام وحال النازحين في حيص بيص الناس في الشوارع ووضعها يُرثى له ولا تجد مكانًا تنام فيه، وبدأ القائمون على الأمور الإغاثية وأنا بدأت أعمل معهم بدأنا بإقامة المخيم بمنطقة الحصن، وصارت الاجتماعات بشكل يومي شراء خبز تأمين مادة الخبز لبعض الناس ما استطعت، لكن مستحيل أن تستطيع تأمين حاجات الناس، والناس تُوزع بطانيات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستطيع تأمين حاجات الناس، طبعًا عدة جهات إغاثية تشتغل أهل القصير كانوا قبلنا وكانوا مركزين حالهم(رتبوا أمورهم) مثلًا بموضوع التعليم وقد بنوا مدرسة وموضوع العيادات الطبية، والمجلس المحلي يعملون بالأمور الإغاثية، وجمعيات كثيرة ساعدت الموجودين.

 فترة من الضياع كانت عند الناس ومن التخبط ومن الواقع المزري بكل ما في الكلمة من معنى لا تجد مكانًا لتستأجر أو تسكن غلاء فاحش، وإن وجدت المكان فغير مناسب أبدًا للسكن، وهذه البلد الحالة الخدمية فيها متهالكة من الأصل وعرسال على أهلها لا يوجد خدمات، ولا يوجد مياه رئيسية إلا أماكن قليلة تأتي عليها المياه الرئيسية يومًا أو يومين في الأسبوع، وحين تأتي المياه الرئيسية البواري (الأنابيب) مثقوبة بالأرض وتنفر المياه وتمشي بالأرض، ولحد الآن هذا الكلام ما زال موجودًا، ومعظم الأماكن كنا نُحضر لها المياه بالصهاريج، وتصريف المياه بكل عرسال تصريف الماء المالح كله يكون على حفر فنية لا شيء اسمه صرف صحي الشوارع غير مهيأة لذلك، والكهرباء وعرسال من الأصل خدميًا متهالكة، فكيف وجاء عليها هذا العدد الهائل جدًا جدًا من الناس؟! صارت عشرات الآلاف أضعاف مضاعفة من أهلها صاروا موجودين في عرسال، فصار الوضع يُرثى له، لأن بعد قارة مباشرة خرج أهل الجريجير النظام دخل على الجريجير، أهل الجريجير سلموا لإنهم سيأخذونها فالقائمون على الأمور من الموالين للنظام ذبحوا لهم الذبائح وجهزوا، والثوار والأحرار والشرفاء فروا بأنفسهم مع عوائلهم إلى عرسال.

 وهذه الفترة كان نشاط ببناء المخيمات بشكل عام بكل عرسال، طبعًا نحن أهل قارة لم ينزحوا لوحدهم نزحوا هم والنازحون الذين معهم هناك نازح ويُعيد، كان يعني نازحًا أول مرة وثاني مرة الناس كانت تنزح للمرة الثالثة أو الرابعة ذلك الوقت، فكان بناء المخيمات ليس لسكان قارة ولمن كان معهم، وجاء أهل جريجير ومن فليطة ومن السحل وكانت الأعداد هائلة جدًا من الناس التي نزحت في وقت واحد وعملت ازدحامًا شديدًا جدًا، وهذا الازدحام لا يخفي التبعات الاجتماعية وطبيعة الحياة المعيشية عقب هذا الازدحام والمشاكل.

 الأمر الذي عانينا منه شهورًا وشهورًا ومهما عملت من جهد إغاثي لا يُمكن أن تستطيع تأمين شيء من حاجات الناس ولو عشر حاجات الناس مهما كان هناك جهود.

 نرجع لموضوع الفصائل استقرت في الجبل معظمها وعوائلهم موجودون في عرسال وهم مستقرون في الجبل، والجيش اللبناني لا يتعرض لأحد طالع أو نازل(داخل أو خارج)، وليس من المعقول إن تمر ومعك سلاح حتمًا لا لكن يعرفونك في الجيش الحر ولا يقربون عليك وموجود في جبال جرود قارة وجرود فليطة وجريجير، والفصائل استقرت في تلك المنطقة وكان تبادل التخوين بين الناس والحساسية دون أي صدام يعني كل عمل مقراته واستقر، والناس يفكرون بموضوع العودة وحتى صار أكثر من محاولة لناس يذهبون لمنطقة قريبة ويشتبكون ويرجعون، لكن المشكلة بين الجرد وبين البلد صارت مساحة طويلة جدًا خالية تمامًا ومكشوفة، ولا يمكن القيام بعمل عسكري بهذه البساطة، إذا كنا البلد قد خسرناها كيف سنرجع عليها وقد تحصنت وصار فيها دبابات وصار فيها قوات؟! لكن صارت عدة محاولات واشتباكات بشكل دائم، نقاط حراسة منتشرة في الجرد حتى باتجاه حزب الله الذي جاء من الجنوب، وتصير اشتباكات وشهداء في تلك المناطق.

 سأحكي نقطة عن موضوع التخوين دعني أرجع لها مرة ثانية أقف عندها وليتني استمررت فيها وقت تحدثت عن الموضوع، هناك نقطة مهمة في الثورة وأنا ذكرتها مرارًا وتكرارًا أن أكثر ما نجح به الثوار أكثر عمل أفلح فيه الثوار هو تخوين بعضهم البعض وهذا كلام عندي يقين فيه أكثر مسألة كل الثوار أو معظمهم نجحوا فيه لم ينجحوا بكذا بقدر ما نجحوا بتخوين بعضهم، أنا جماعة عسكرية لي ارتباط مع جماعة إغاثية ومع جماعة طبية ارتباطي معهم بسبب الممول بسبب الأيديولوجيا بسبب أي شيء لي ارتباط معهم هم جماعتي، ومهما عملوا فهو صحيح عند معظم الثوار وهذا كلام أنا مسؤول عنه وبكل سورية هذا الكلام، والجماعة الثانية مهما عملوا خطأ أو الحق عليهم، والجماعة الثالثة مهما عملوا خطأ وهذه أول نقطة ونحن نتحمل تبعتها بسبب أهواء أنفسنا كنا نلوم بعضنا على تصرفات قد تكون صحيحة ولا نُحاول أن نفهم مجرد ما قال لي فلان: كذا أصدق وأبني عليها قصة لماذا؟ أين وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وأين هذه الآية، ونقطة ثانية: كان النظام له أزلام تبث الشائعات هنا وهناك، هو يبث الشائعات ويعتمد على حرص الثوار أن يتوثقوا من مصدر الخبر، وبما أنهم ليس عندهم حرص نهائيًا فهم يحملون الإشاعات وينشروها على أنها حقائق، وأنت مثلًا في يوم من الأيام توجه لفلان أنهم يقولون عنك كذا، من الذي قال؟ الناس تقول، وتعتبرها حقيقة، وأُشهد الله صار معي أنا بشكل شخصي شيء مشابه لذلك، كنت في يوم من الأيام بعد النزوح بعدة أيام اشتقت لرائحة البلد فأخذت موتور(دراجة نارية) هذا نُسميه الجبلي الكبير ونزلت على إحدى المقرات هناك ناس موجودون، فسلمت عليهم، وموجود بينهم شخص كان مستلمًا رشاشًا ويدافع في المنطقة، وهذا الشخص من الأساس لا أرتاح له من الأساس تاريخه مثلما يقولون سيئ فكيف صار بالثورة؟! فوقف وسلم علي بكل أدب واحترام، رجعت بعد فترة لأصطحب ابن أخي كان بإحدى المقرات أحضرته معي ليستحم، فمررت لعندهم مرة ثانية لسبب ما فقال لي أحد الأشخاص: قال لي هذا الذي قام وسلم عليك منذ شهور هل تعرف ماذا كان يحكي عنك قبل أن تدخل؟ قلت: ماذا؟ فقال: كان يقول عنك أنك اشتريت سيارة وبيتًا في عرسال وثمنهما كذا وكذا، فضحكت أنا وكلام شخص تافه، وهذا الشخص لاحقًا بعد أيام سيكون ضمن قوات الدفاع الوطني الموجودة في قارة مع قوات النظام ويشبح كيفما شاء وبقدر ما يستطيع، وهذه الشائعة أنا ضحكت منها وإذا أسمع الناس تقول لي إياها، وقلت لهم: سنًا شخص يصل فيه الغباء ليشتري هنا ولا يشتري في بيروت يشتري هنا ويعيش معكم ولا يشتري في بيروت، وأين هذا البيت دلوني عليه؟ وأين هذه السيارة دلوني عليها؟ أنا لدي سيارة شخصية اشتريتها من عام 2008 وإذا كان هناك ناس يتناقلون هذا الكلام.

 ومرة واجهت أحد أقربائي قلت له: أنت كذا، قال: أنا ما قلت الناس تقول، قلت له: إذا الناس قالت أنت تُكرر، وهكذا فلان خائن خائن فلان كذا، ولا يصير أن نُكرر الكلام وترجع لتجد مصدر الكلام شخص غالبًا له علاقة بالنظام.

 مثلًا الآن أحكي عن هذا الموضوع كم يُتهم ناس من الوجوه البارزة في الثورة أنهم يمتلكون كذا وكذا، وأين هذا الذي يمتلكه؟ هكذا يكتبون على صفحات "الفيسبوك" وهل صفحات "الفيسبوك" وردت بسلسلة ذهبية مثلًا ولا رواية متواترة، صفحات "الفيسبوك" قِيل عن قال وإشاعات واتهامات، وأي شخص يكتب كلمة على "الفيسبوك" تعملها حقيقة وتنشرها وتقول: فلان يمتلك 51مليونًا وفلان 49 ما شاء الله لو وزارة المالية أنت المسؤولة ما كنت حددت المبلغ بدقة، فلان بالجهة الفلانية يملك كذا، وهل تعلم أن هذا حقيقة أو كذب وما أصل المال هل هو ورثة من أهله أو من الأساس الرجل ثري؟ هل يوجد لصوص؟ نعم يوجد لصوص ولا أحد يُنكر هذا الكلام، لكن لا نتناقل الكلام فلان خائن فلان خائن أنا لست موجودًا في القصة أبدًا وأسمع قيل عن قال.

 وأنا حصل معي بشكل شخصي اجتمعت مع أشخاص بعيدين عن قارة مئات الكيلو مترات تقول لك: معركة قارة صار كذا وكذا، يا حبيبي أنا شاهدت ما حصل، ويقول لك: لا، هذا الذي حصل وصار أعجبك أو لم يُعجبك وليس ما شاهدته بعينك، الذي صار أنا أضعه بدماغي والذي نقله لي سين عن عين عن صاد وغالبًا الاتهام وسأكون صريحًا جدًا الاتهام يكون بسبب اختلاف الانتماء، أنا لا أُحب الإخوان المسلمين مثلًا فأي شيء يعمله الإخوان المسلمون هو خيانة أنا لا أحب مثلًا جماعة "جبهة النصرة" أي شيء تعمله "جبهة النصرة" هو خيانة وتسليم، أنا لا أحب مثلًا جماعة فلان هو له ارتباط بجهة علمانية أي شيء يعمله هو خيانة، انتهت المسائل عندي أحكم على الشيء بناءً على الانتماء وليس بناءً على ما حصل أو ما سمعت أو ما توثقت من أخبار، وأنا حكيت هذه النقطة صحيح وهذا كلام أنا صارت لدي قاعدة ذهبية لا مجال لتغييرها أن الثوار قسم كبير منهم أفلحوا ونجحوا في تخوين بعضهم البعض بناءً على الانتماءات وعلى الأهواء، وهذه أكبر مصيبة أُصبنا بها في الثورة، وربما شخص يُوقف الدعم لأمر لوجه الله وفيها خير كبير لأن الذي يُنفذها شخص غير منتم إلي، وأنا لن أذكر حوادث شخصية صارت معي  لها علاقة بأشخاص من الثورة، وربما عمل خيري لأنه ليس من جهة منتمية لك، وكلنا تكلم أننا ضد بشار الأسد، لكن على أرض الواقع الحقيقة هناك هوى نفس كان في العمل ولنكن صريحين مع بعضنا والذي لا يعرف المرض لن يعرف التشخيص، وهذا أمر حتى الآن نحن واقعون فيه، واللوم الذي يلومه وهو في الخارج مثلًا والله أنا في أوروبا صار لي 10 سنين وألوم فلانًا موجودًا في إدلب لماذا عمل هذا؟ حسنًا تفضل انزل وليس لا يحق لي أن غتكلم لكنني أتكلم والله من غير الطبيعي شخص يلف رجلًا على رجل ويقول: لماذا لم تنهوا العمل؟ ويسب على الناس ويصرخ عليه ومرتاح وأجلس بأمن وأمان، وهذا ما حصل عندنا الناس صارت تُخون بعضها مثلنا مثل كل سورية وتلوم بعضها، ولكن في الحقيقة هو بسبب اختلاف الانتماءات أو الاعتماد على أشياء واهية، وحضرت نقاشات ولا أحد يُقدم دليلًا عبارة عن كلام بكلام عك بعك(كلام غير صحيح)، ولا يوجد أي دليل عنه، وهذا الكلام هو صحيح وأشخاص رأيتهم بأم عيني كان هو مثلًا مع "جبهة النصرة" كان يمدح فيها، وبيوم من الأيام اختلف معهم صار يذمهم، أنا لا أمدح أو أذم و لا أنتمي لأحد ولست مع أحد أو ضد أحد وأي شخص يُقاتل ضد هذا النظام المجرم أؤيده، مثلًا: والله تحررت إدلب من حررها "الجبهة والأحرار" مثلًا كانت القوتان أكبر قوتين في التحرير، ويمكن من كثرة كلام الناس تظن أنني أنا مع الجبهة لا أنا لست مع أحد، وأُعيد وأُكرر كل شيء يُثبت هذا الأمر أنا لست مع هذا، طيب لماذا حين يرتكبون أخطاء وهم ارتكبوا أخطاء يصير اسمهم "جبهة النصرة" أو قاعدة في سورية وعندما كانوا يُحررون كان اسمهم "جيش حر" وثوار، ولنكن عادلين مع أنفسنا منطقيين مع أنفسنا ولا نكون شرطنا لنحصل لأنفسنا، وهذا الأمر أرهقنا جدًا جدًا أرهقنا في الثورة، وهذا الأمر عانيناه في بلدنا مثلما عانت بقية المناطق منه.

 ونرجع لحالة الفصائل الموجودة في جرود قارة وجريجير وفليطة والقلمون الغربي معظمه موجود وممتد الأمر لمسافة طويلة جدًا ومتوزعة الفصائل ولا يوجد تناحر بينها "جبهة النصرة" أخذت مكانًا كبيرًا والفصائل التي من قارة عملت تجمعًا بين بعضها البعض عملوا تجمعًا، ما كان في ذلك الوقت تنظيم الدولة الإسلامية موجودًا في جبال قارة كان فقط تجمع للفصائل من قارة، والتجمع لوحدهم والسرية التابعة "لجيش الإسلام" كانت لوحدها ومتمركزون، وحتى اشتغلوا ربما مع بعضهم بعض الأعمال المشتركة لا أذكر تمامًا مع أني كنت على صلة وثيقة فيهم، ونقول التجمع يعني كلمة التجمع تجمع الفصائل.

 ومثلما قلت لك الوضع في عرسال بالنسبة للفصائل هي عمق استراتيجي، وكل شيء تُريده من طعام من شراب كنت تأخذه عن طريق عرسال، والجيش اللبناني ما كان يعترض لأحد، وأنا عشت ثمانية شهور في عرسال وطلعت مرات ومرات على الجبل ما طُلبت مني الهوية ولا مرة واحدة ولا مرة أمر على الحاجز عادي تُسلم عليهم وتدخل بشكل عادي أمر طبيعي، حتى يدخل شخص يلبس لباس "الجيش الحر" ولا يسألونه شيئًا نهائيًا، حتى أهل البلد معظمهم متعاطف، وعرسال مثلها مثل غيرها تلاحظ ان هناك ناسًا مؤيدة للحزب ولو قلة قليلة وناسًا بعثية.

 أذكر أن عرسال قُصفت في يوم من الأيام بدعوى وجود إرهابيين وأدى الأمر إلى استشهاد عدد من أبناء البلد بسبب أنها كانت تحوي أهالي الثوار المقيمين في الجبال نقمة وحقدًا من حزب الله عليها.

 في هذه المرحلة أمضينا الشهور وقسم من أهل البلد موجود في يبرود وأي شخص تسأله من يبرود يقول لك: مستحيل أن يقتربوا على يبرود، وكان هذا الشخص له علاقة بروسيا جورج مسيحي له علاقة بروسيا قوية جدًا وعلاقته ببوتين متينة فلا يمكن لأجله لا يمكن لبوتين أن يسمح للأسد أن يقترب على يبرود، وعلى هذا الأساس يعيشون.

 واستمر هذا الأمر هكذا طيلة هذه الشهور الناس بحالة ليست مرتاحة أبدًا، واستمر هذا الموضوع ونحن نذهب إلى يبرود بشكل طبيعي الطريق مفتوح على يبرود أمامنا استمر الأمر حتى شهر شباط/ فبراير 2014 لما بدأت المعركة واستمرت أكثر من 30 يومًا بدأت معركة يبرود بدأت قوات النظام خرجت من اتجاه، وكانت عملية أظن لسرية "جيش الإسلام" و"جبهة النصرة" مع بعض ليعملوا عملية في منطقة قريبة على فليطة على ما أذكر، وكانت الناس تقول لك: عمليات "الجيش الحر" الناس تحكي فيها وهم متوجهون صباحًا فاصطدموا بقوات النظام التي خرجت عن طريق السهل باتجاه فليطة لأنها قريبة على يبرود حتى يتم محاصرة البلد وبدأ القصف على يبرود، ويبرود الحقيقة حتى تقول: كانت الفصائل قد شعرت بتقصيرها الذي صار باتجاه المناطق الأخرى فكل الفصائل كانت متجمعة في يبرود وتُدافع عن يبرود، ومعظم الفصائل كانت في دفاع مستميت عن يبرود من فصائل القصير وفصائل القلمون معظمها و"جبهة النصرة" موجودة وسرية "جيش الإسلام" موجودة، وفصائل القصير لا أذكر أسماءها بالتحديد، لكن فصائل من كل الجهات كانت موجودة، ومعظم الناس كانت متكاتفة في الدفاع عن يبرود.

 أهل يبرود يقولون لك: مستحيل أن يأتوا لعندنا، والناس مجهزة وموجودة وبدأت المعركة وبعنف شديد قصف عنيف جدًا جدًا على يبرود نزح المدنيون صار نزوح للمدنيين والحقيقة صمود وأسلحة وعدد كبير من المقاتلين، فصار صمود، وأنا أذكر معركة يبرود ظلت ربما حوالي الشهر أو أكثر "احفر قبرك في يبرود" صار يجهز نفسيًا للموضوع حتى عندما يُحقق النصر المزعوم يحتفل وأنا وعدتكم بالنصر وحققته مثلما يوم معركة القصير كان يُجيش، وأيضًا القاعدة الشعبية التي عنده سيهيئها.

 أنت مثلًا تبعث ابنك ويموت مقابل ماذا؟ ويموت مقابل أن نحمي المراقد، وهؤلاء التكفيريون والإرهابيون، وعملية غسل الدماغ التي كانت توجد عند أنصار الحزب، وما رأيته أناسًا مغسولة أدمغتهم كما القاعدة الشعبية لحزب الله في لبنان.

هناك ناس يتمردون التقيت في لبنان بكثير من الناس، ولكن للأسف هناك الكثير من الناس مغسول دماغها وهو المقاوم لإسرائيل، والإعلام قادر على كل شيء الحقيقة الإعلام قادر على كل شيء ولا يوجد جهة إعلامية في العالم كله لا يوجد جهة إعلامية محايدة تنقل الخبر بشكل حيادي وفق أصول مهنية مستحيل هذا الأمر يوجد، وأي جهة إعلامية عندها أجندة تختلف درجة الحقارة والتزوير بين حد ربما يكون مسموحًا فيه وبين حد لا يُطاق مثل التلوث في المدن يكون التزوير بوسائل الإعلام، هناك شيء معقول يكون مثلًا وأعرف أنك تكذب لكن بالمعقول، وشيء يكون فاقعًا ومع ذلك حتى هذا الفاقع له مؤيدون ومستمعون ومصدقون له، ناس تُصدق [قناة] "الدنيا" تصدق [قناة] "المنار"عادي ويستغربون إذا صدقوا الدنيا والمنار يصدقوهم أنا مستغرب وهم مستغربين أنا مستغرب كيف يُصدقون وهم مستغربون لمَ أنا مستغرب بالموضوع؟ فهذا أمر غسيل الدماغ بوسائل الإعلام أمر طبيعي والتهيئة الإعلامية وبدأت معركة يبرود بعنف شديد جدًا ومقاومة والحقيقة معركة يبرود صار فيها عدد كبير من الشهداء.