الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام جيش نظام الأسد لمدينة إدلب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:16:04

مدينة إدلب في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر كان فيها مظاهرة مسائية، نحن أثناء المظاهرة أخبرونا أن هناك جثثًا وصلت المستشفى وهي في البراد، والله قسم كبير من المتظاهرين أتى معنا ليرى اتجه باتجاه هذا المستشفى، هؤلاء الجثث ما قصتهم؛ هؤلاء كما ذكرنا قتلوهم بمعسكر المصطومة، وكان من بينهم شخص من بيت (عائلة) أصفري ابن أخي أبي البهاء أصفري، هؤلاء لا يريدون أن يقولوا: والله نحن قتلناهم، يريدون أن يقولوا حادث تفجير إرهابي، هي وصلت المصطومة زرعوا لهم لغمًا على الطريق انفجرت السيارة ولكن كان هؤلاء مقتولين [سابقًا] المهم أحضروا الجثث مساءً للمستشفى، فوقت أن تحركت المظاهرة أنا تحركت كذلك لأرى ما القصة؛ ذهبت نحو البراد وإذ البراد مفتوح ومليء بالجثث البراد، بعضها على الأرض وبعضها على الرفوف والبعض كذا والبعض (إلى آخره) والباب مفتوح، فأنا هؤلاء الجثث يعني قلت لهم من خوفي أن تنتهك كرامتهم: إن هؤلاء القطط والكلاب تأتي على الرائحة والبراد مفتوح وفي البراد الجثث، تأمل الإنسان كيف هو ليس له قيمة عندهم، قلت: أصل السوق أذهب لأحضر أقفالًا وأعود، نزلت السوق وجلبت قفلًا وأتيت أريد قفل البراد، وإذ بهذه الفترة الأمن دخل وحاصر الناس الذين كانوا موجودين الذين دخلوا المستشفى قريبين من البراد هنا بالقرب من المخفر، وقتل عدة أشخاص من بينهم الشهيد محمود حبّو [أقصد] محمود شحود، محمود شحود كان إنسانًا رائعًا جدًا محبوبًا وله شعبية كبيرة وحنون ولطيف وطيب جدًا، الناس حزنوا عليه كثيرًا في إدلب وهذه القصة هي مثلما ذكرنا حصلت بـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر.

في 1 شباط/ فبراير 2012 تشكيل شباب الإنقاذ، شباب وبنات الإنقاذ، الآن نحن كان لدينا خبر أن الجيش سيأتي على إدلب، يعني بدأ يقترب من إدلب وقواته بدأت تقترب، فكان لا بد يعني من أن يكون هناك احتياطات لموضوع دخول الجيش إلى إدلب، هنا كانت قد أتت سيارة تنقل جثة ضابط للنظام مقتول جاء بها شباب حماصنة (من حمص) بسيارة فان، يعني هم آخذون فيها إذنًا كي يأتوا، فجاؤوني هم بعدما أوصلوا الجثة لا أعرف لأي قرية، مروا علي وقالوا لي: أرسلنا إليك أحد المشايخ، بأننا نحن بحمص محاصرون وكذا في ذلك الوقت، عسى تستطيع أن تعطينا القليل من مواد غذائية وأدوية وكذا، قلت لهم: تكرمون، والله تحدثنا معهم هنا وقدمنا لهم مواد طبية وسيريلاك (أغذية أطفال) وكذا مُلئت السيارة، وقلنا لهم امضوا بالتيسير، وبينما هم ذاهبون لقيهم الحاجز وأمسكهم واعتقل هذين الشابين، رحت أنا أريد أن أسعى لأجلهم والتقيت العميد أيسر رئيس الأمن السياسي، قال لي: انظر يعني أنا أخدمك بشيء أتركهم عندي، قال لي: أنا إذا ما بعثتهم إلى الشام فسوف ينتهون بالشام، قلت له: طيب دعهم عندك، يعني هذا ما قدرنا عليه، المهم هنا حكى لنا هؤلاء الشباب كلمة مهمة، قالوا نحن بحمص وبحصار حمص صرنا نبحث عن بكرة (لفافة) شاش فلا نجد، فيجب أن تكونوا جاهزين أنتم للموضوع هذا، وهنا أنا بدأت أنا والله صرت أجهز مواد هكذا شيء من التبرعات شيء من كذا، صرت أشتري مواد طبية، وهذه المواد الطبية مع أدوية أوزعها على الجوامع، وضعنا خمس أو ست نقاط هذه النقاط في الجوامع بحيث لو ما تمكن أهل الحارة وما استطاعوا أن يصلوا إلى المستشفى وكان هناك جريح إذا دخل الجيش سيكون هناك جرحى ولن يستطيعوا أن يصلوا إلى المستشفى، والمشافي الميدانية كانت قليلة ربما مشفى أو مشفيان بإدلب وقتها أعرفت كيف؛ فبالتالي هذه تحل المشكلة، وعلمنا بنات كذلك كانت وشباب صرنا نعلمهم في الدورات على الإنقاذ بالدفاع يعني على إنقاذ وإسعاف المرضى كانت البنات تشرف عليهن زوجتي وكان هناك آنسة من بيت حفسرجاوي المهم تم تدريبهم وتم عمل هذه المراكز مثلما ذكرنا على أساس إن دخل الجيش نحن توقعنا حدوث حصار وحدوث صدامات عنيفة، ولكن إن أردت الحقيقة يعني حصل دخول الجيش ولكن لم تحصل صدامات لأن الشباب ليس معهم سلاح غير مؤهلين للمواجهة يعني الجيش كبير جدًا ولكن الشباب هناك حدثت مفاوضات قبلها، صار اجتماع بالحارة الشمالية بالزاوية وصار اجتماع أيضًا بجامع التوحيد أن هل يا ترى يجب على الشباب أن ينسحبوا دون أن تحدث معركة؟ وكان هناك رأيان، هل من الممكن أن ينسحبوا دون معركة والرأي الثاني قالوا: لا يجب أن يكون هناك معركة مهما كان، قالوا ولو كنا قلة لا يجب أن نسلم هكذا ببساطة، وفعلًا هذا الرأي كان صحيحًا، أن هذا يذكرنا بيوسف العظمة لما دخل الجيش الفرنسي ما كان عنده إمكانيات ومع ذلك قال يدخلون على جثتي ويجب أن نتصدى لهم، وفعلًا تصدى لهم يوسف العظمة رحمه الله، والشباب عملوا بنفس الطريقة قالوا نحن لا نتركهم يدخلون ونخرج نحن، يعني هذا غير جميل بحقنا، سوف تُسجَّل نقطة سوداء بتاريخ الثوار، وفعلًا الثوار تصدوا وحصلت اشتباكات محدودة لبضعة أيام، يوم يومان ثلاثة ربما العسكريون يعرفون كم امتدت الاشتباكات، ما كان عندهم سلاح، الـ "آر بي جي" كان قطعة وبعض الذخيرة يعني بضعة قذائف وهكذا، المهم تمت صفقة بعدها الشباب تدخلوا الذين بقوا من اللجنة الأهلية بإدلب عقدوا اتفاق بحيث الثوار يخرجون وخرجوا من اتجاه طريق حلب على أساس أن لا أحد يتعرض لهم، وهنا دخل الجيش على إدلب ولكن ما حصل صدام، فبالتالي نحن ترتيبة شباب الإنقاذ ما استفدنا منها لأنه ما حصلت صدامات كبيرة، يعني ما حصل شيء المشافي الميدانية كان هناك أكثر من مشفى، واحد منها بعدما دخل الجيش حاولنا أن نخليه أعطيناه للهلال الأحمر والله ستر ترتب معنا الموضوع دون أن يشعروا بنا.

 هناك يوجد محطة مهمة بالشهر نفسه قبل دخول الجيش حصلت في شباط/ فبراير 2012 وهذه أنا أعتبرها محطة فارقة كبيرة جدًا جدًا بتاريخ الثورة في إدلب وهي استشهاد الشهيد أحمد حبوش، الشيخ أحمد حبوش كان شخصية قيادية شخصية حقوقية شخصية سياسية شخصية بالشرع يعرف بالشعر يعرف بالتجارة يعرف، متعدد [المهارات] شاطر بكل المجالات، وكان هو القائد الفعلي للثورة بإدلب ولم يعط حقه للأسف، يعني الآن يجب بعدما تحررت إدلب، كان يجب أن يكون فيها ساحة باسمه أو شارع باسمه لأن هذا الشهيد هو كان القائد الفعلي للثورة بإدلب وكان يندفع لمواجهة الخطر ويجري [وسط] النار، وحاول النظام أن يستقطبه، النظام بعث له بأنه يمكن أن يشكل وزارة ويعطيه أن يصبح وزيرًا فرفض هذا الأمر، وكان له قوة سياسية بحيث لا أحد يقدر أن يتعرض له، يعني دخل هو إحدى المرات عبر الحدود والتقى مع شباب المجلس الوطني ورجع إلى إدلب دون أن يتعرض له أحد، له قوة سياسية يعني الشيخ أحمد حبوش رحمه الله كان حنونًا متفانيًا في عمله وكان يمسك بالملفات الحقوقية؛ يوم أن دخلنا مفاوضات مع وفد جامعة الدول العربية، معظم الملفات الحقوقية هو الذي نظمها، الملفات الإغاثية الملفات السياسية الملفات الحقوقية هو كان يدير أغلبها، وكان عنده منهج مهم جدًا بعدم السماح بعسكرة الثورة، يعني لذلك إدلب التجربة السياسية فيها وهو يوجد مقولة للشيخ أحمد رحمه الله يقول: الثورة في إدلب يومًا ما سوف تدرس في الجامعات، لأن الثورة في إدلب إذا لاحظتم استمرت المرحلة السلمية والتظاهر حتى دخول الجيش، هذه ما حصلت أبدًا بأي محافظة أن الثورة استمرت في المظاهرات حتى دخول الجيش، وبوجود الأمن بوجود الكل يعني وعدد القتلى في المظاهرات الحمد لله كان محدودًا يعني السياسيين الذين اشتغلوا بإدلب قدروا أن يحقنوا الدماء، بينما في مناطق أخرى كان الناس يُرَشّون بالآلاف، بحماة وبحمص وبمناطق أخرى بالشام، يعني نحن تحدثنا قبل هذه المرة أن الأمر هذا أنا فسرته بعدة تفسيرات؛ إما لقرب إدلب من تركيا يعني كان هذا دوره أنهم حاولوا أن يتعاملوا مع الأمر بسياسة، أو أن الناس الذين كانوا موجودين بعض القيادات الأمنية مثل اللواء فؤاد مثلًا قائد الشرطة وأمين فرع الحزب الدكتور إحسان الحسين كان عنده نفس سياسي، تفسيرات أخرى أن النظام كان يحاول أن يجرب هنا هذه المنطقة كعينة اختبار للحل السياسي في إدلب، وفيه كذلك احتمال بأن النظام كان يحاول أن يستوعب الثورة بإدلب لأنه إدلب يجي منطقة لها عداء منذ زمن مع النظام، يعني أيام الثمانينات حتى من قبل الثمانينات من يوم مجيء حافظ الأسد فضربوه بالأحذية وضربوه بالبندورة منذ عام 1970، لكن كان يقود العملية السياسية شخص هو الشيخ أحمد حبوش هو الذي كان كلنا نحن نشتغل وهو الذي كان القائد، فكان يعني عنده دائمًا جرأة أن يدخل بأصعب المواقف وأنا كنت أقول له: تروَّ قليلًا، أقول له: أنت يا شيخ أحمد مهم لنا كلنا أنت خسارتك كشخص هي خسارة سياسية كبيرة ليست كالأشخاص الآخرين إذا خسرناهم ما كان يسمع مني الأمر، أحد الأيام بشهر شباط/ فبراير 2012 كان أتاه خبر أن هناك إطلاق نار يتم بمنطقة قرب السجن ويوجد جريح، فقام هو وقال أنا سأذهب، أخذ تاكسي وكان جمال سيد عيسى ابن عمنا عنده تكسي فقال له: تعال إلي يا جمال لنذهب لإحضار هذا [الجريح]، الوصول للسجن يعني أن يمر بالمنطقة الأمنية يعني سيمر بالمنطقة التي يسمونها المنطقة الخضراء، فبالتالي يصبح هدفًا للقناص، هو أخبرهم قال لهم أنا سوف أمر، لكن هم [اعتبروا] ذلك صيدًا وجاء الصيد لعندهم، أن انظر هذا أحمد حبوش سيمر وفعلًا القناص شاهد سيارته وأطلق الرشاش رآه القناص وقتله، ما مات فورًا، مات الشهيد جمال -رحمه الله- سيد عيسى وكان شابًا "قبضاي" شجاعًا أخذوه بالإسعاف لمشفى الهلال الأحمر أنا عندما وصلني الخبر أوشكت أن أُجَن، دخلت غرفة العمليات كانوا يسعفونه كان الدكتور زهير فجر وكان خالي عز الدين يمسك كيس دم أيضًا ليساعد الدكتور زهير الفجر، الدكتور عز الدين وبعد ذلك يعني نزعوا له يعني استأصلوا الرئة وحين استأصلوا الرئة بعدها نقلوه على مشفى القواس، وبعد ذلك كانت النقلة هي ربما كانت خاطئة ربما كذا المهم والله استشهد توفي رحمه الله. بوفاته الناس ضجوا كثيرًا، والله أنا أفقت اليوم الثاني بلغني الخبر أوشكت أن أجن (أفقد صوابي) والله أخذت شبابًا معي وأخذنا واحدًا معنا وصرنا [نصرخ في الطريق] هيا أغلق أغلق أغلقوا المحلات دعونا نغلقها كلها، الشهيد أحمد حبوش هذا ليس أيًا كان، أغلقوا وبعد ذلك صارت جنازة كبيرة له موجودة على اليوتيوب، وبعد ذلك يعني بعدما استشهد خسرنا خسارة كبيرة بالثورة، شخصية سياسية مهمة بعد ذلك بشهر دخل الجيش، وهذه قصة الشهيد أحمد حبوش، الله يتقبله يا رب. 

في 10 آذار/ مارس الجيش كان محاصرًا إدلب ويوشك أن يدخلها، أنا قبل ذلك قلت إنني لا أريد أن أخرج من إدلب ولعلي أشتغل بعملي أو كذا، قلت لن أنام في بيتي فأخذت بيتًا لصديقنا اسمه عامر حيدر وهو مهندس بمساكن المعلمين، وبعثت الأولاد وبقيت أنا وزوجتي وأرسلت الأولاد خارج إدلب وأرسلناهم إلى حلب، أرسلت البنات وبقيت أنا وابني وزوجتي، أخبرني الجيران قالوا: قد جاء الأمن وهم يسألون عنك ليلتها أن أين بيته، عرفت إنني أنا سوف أُستهدف ويعني لا تلقوا أنفسكم في التهلكة، ركبت السيارة وأسرعت أنا وزوجتي وابني، إلى بيت حماي في حماة، فخرجنا على الطريق ليلة دخول الجيش، الطريق فارغ من إدلب لحماة لا يوجد أي سيارة، وصلت أنا لحماة طبعًا اليوم التالي دخل الجيش، دخل الجيش على إدلب وكما ذكرنا حصلت معركة لم تطل كثيرًا لأن الشباب إمكانياتهم محدودة، بعد أن دخل الجيش في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر كان بأيامها بعض الناشطين، والناشطون بإدلب كانوا هدفًا، أنا مثلًا لما الجيش جاء وفتح لي صيدليتي ونهب لي الصيدلية وكسرها، هناك سيارة لصديق لي بنفس لون سيارتي، فكسرها له، ربما لو كنت موجودًا كانوا سيقضون علي، فهناك ناشطون ظلوا فيها، منهم من تعرض لهم الجيش مثل الشيخ محمد دحنون، ضربوه ضربًا شديدًا، وهناك منهم ما تعرضوا لهم، يعني هم إما كانوا مختبئين أو هذا نصيبهم، المهم بعد أن هدأت الأحوال قليلًا بعثت لهم اللجنة الأهلية اللجنة الأمنية للناشطين الباقين أن تعالوا نريد أن نجتمع معكم، كان بقي صبا حكيم نمير الناصر الشيخ محمد سميع الشيخ محمد دحنون هؤلاء أذكرهم منهم، هؤلاء اجتمعت معهم اللجنة الأمنية قالوا لهم نحن انتصرنا بهذه الحرب، وعليكم بمعنى أنه لا نريد حدوث مشاكل لا نريد كذا نريد للبلد أن تسير أمورها بشكل نظامي ونريد البلد والناس يتكيفون مع هذا النظام الذي هو ليس كاحتلال يعني إذا تعاملتم معه كأمر واقع، تمامًا مثلما يحدث الآن بمناطق النظام، النظام إذن يرجع لدورة الحياة السابقة يفتح دوائره (مؤسساته) ويعيش كذا ويقول انتهت، ويقول الإرهابيون نحن انتهينا منهم، بينما إذا حصلت مقاومة فبالتالي نصدع رأس النظام (نرهقه) فالنظام يقول لهم للناشطين: ترى نحن استتب الأمر لنا وكذا، وهنا بالاجتماع صار بالحزب تحدثت الدكتورة صبا وردت عليهم على اللجنة الأمنية وقالت لهم: أنتم احتلال، فانزعجوا منها كثيرًا لهذا الأمر، المهم الشباب الثوريين رفضوا والله أن يتعاونوا مع النظام أو كذا وبالتالي يعني بقي منهم بعدما بدأوا يخرجون كلهم بالتدريج من إدلب يعني خلال الأشهر التي بعدها.

في نيسان/ أبريل 2012 أنا مكثت بحماة، قلت لنفسي أريد أن أرجع إلى إدلب، إلى متى سأبقى، يعني أنا تضايقت من الوضع وكانت تركيا لم تفتح الباب لنا، فقلت سأرجع لإدلب وأقوم بتسوية، أخبرت وتكلمت، قلت لهم: أريد عمل تسوية، قالوا لي: تعال، وفعلًا أتيت دخلت إدلب وأنا حين أتيت نظر الناس واستغربوا: هل أنت ما تزال حيًا؟ نحن سمعنا إشاعة أنه يوم دخل الجيش قد قتلوك وهكذا كُتب على الفيس بوك، الحمد لله على السلامة، قلنا لهم: الحمد لله، والله ذهبت لعمل التسوية أعطوني ورقة أنت لا أدري ماذا يسمونها هذه، يعني أنه لا أحد سيوقفك بموجب هذه الورقة، مع ذلك ذهبت للصيدلية ورجعت رممتها وفتحتها مجددًا، لكن بقيت أشعر بالخوف بشكل كبير جدًا، يعني هنالك شيء، الأجواء ليست طبيعية، ففي يوم من الأيام أخبروني منذ الصباح: انزل إلى صيدليتك، وإذ الشبيحة قد أتوا إلى الصيدلية وأطلقوا رشاشاتهم على الصيدلية دمروا الصيدلية، هنا شعرت أنه لم يعد يوجد أمان، يعني لا مجال لعمل شيء، وأنا لم أستطع أن أشتغل بشغلي عدا فقط كان هناك مشفى ميداني استطعنا أن نفككه ونأخذه للهلال الأحمر لكي لا يتحمل المسؤولية أهل البناء وأهل المنطقة، لم أقدر أن أشتغل، رأيت الناس بعد ذلك بدأوا يخرجون جميعهم حتى في يوم من الأيام نحن الشباب الباقون الناشطون قررنا كلنا أن نخرج مع بعضنا، اجتمعنا بمحل أبي أحمد قصاص وكان الشهيد الدكتور عمار الأصفري رحمه الله، وكان أبو أحمد جبارة وكان الشيخ محمد سميع وقررنا أن نخرج سوية كلنا، وفعلًا جمعنا بعضنا وخرجنا، وبينما نحن نمر على الحاجز إما الحاجز كان فيه أناس لا تنوي أن تؤذينا أو هم قالوا لهم لننتهي منهم دعوهم يخرجوا لا ينقصنا وجودهم، يعرفون أننا سنخرج إلى تركيا لأنه هذا الحاجز وأنت متجه إلى باب الهوى يكون أول طريق بنش، فبالتالي مررنا على الحاجز وطلعنا على تركيا وهذا كان في شهر آب/ أغسطس 2012 وهنا انتهت هذه المرحلة يعني مرحلة العمل الثوري في إدلب ودخلنا إلى تركيا لنباشر مرحلة جديدة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/19

الموضوع الرئیس

دخول الجيش إلى إدلبالحراك السلمي في إدلب

كود الشهادة

SMI/OH/191-08/

أجرى المقابلة

ياسر الحمامي

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

5-8/2012

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-المسطومةمحافظة إدلب-مدينة إدلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

كتيبة أحرار الزاوية

كتيبة أحرار الزاوية

فرع الأمن السياسي في إدلب

فرع الأمن السياسي في إدلب

الشهادات المرتبطة