الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المذهب السني يدرّس في المدارس ذات الغالبية الشيعيّة قبل الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:10:23

اليوم الأخير في الخدمة العسكرية على ما أعتقد كان في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2003، طبعًا أي مقاتل أو مجند في هذا الجيش يكون هذا اليوم بالنسبة له عيد الخلاص كما قلنا من المنهبة أو المصيدة أو الغابة المتوحشة التي قضى بها سنتين لم يسمع فيها إلا الإهانات والشتم والسب، فكان يومًا فعلًا يشكل عيدًا، وقضية التسريح من الجيش يعني عندما يصل الإنسان إلى بيته تُوزع الحلوى ويزوره الأقارب لأنه انتهى من أسوأ مرحلة يتعرض لها أي سوري بالالتحاق بالجيش وما يسمى الجيش العربي السوري.

 أنا على المستوى الشخصي كخدمة ملازم لم أتعرض لإهانة شخصية يعني ربما الرتبة والشهادة الجامعية تعطي هذا الاعتبار، لكنني أحمل هموم الآخرين، يعني كان هناك مئتا عسكري وعنصر من مختلف أراضي سورية يخدمون في هذه الكلية، أعتقد لو كنت مكانهم لشتمت كل يوم، يعني كل يوم يستحق هذا الجيش ورئيس هذا الجيش بل وبلد هذا الجيش الشتيمة، إذا كان هذا هو الوطن وهذه هي الدولة أو هذا هو يعني فهم يستحقون الشتيمة.

 لم أكن أتوقع بذلك الزمان أن تُحدث التربية العسكرية في سورية ثورة، لم أكن أتوقع لأنه لم تكن بعد رياح الربيع العربي قد اقتربت أو مواقع التواصل الاجتماعي قد فتحت عقولنا، لكن بعد الربيع العربي أدركت أن غالب نقمة السوريين على هذا النظام المجرم هو مما حدث معهم في الجيش إما ظلمًا وإما نهبًا وإما سلبًا وإما إجرامًا، يعني والغالب جلسنا مع الجميع يستذكرون أيام القسوة في الجيش أيام الذل والإهانة وانعدام أي معيار للشرف أو الأخلاق في هذه المؤسسة؛ وبالتالي عندما قامت الثورة مباشرة دخل الجيش على خط الصدام مع هذا الشعب، فهم كانوا يخدمون في جيش أعدائهم وعدوهم، وفعلًا هذا الجيش أثبت أنه عدو الشعب وقامع للشعب وناهب للشعب واشترك مباشرة في قمع الشعب، نجد الجيوش في بقية البلدان انشقت كفرق كاملة أو ألوية كاملة بينما عندنا في سورية كان الانشقاق فرديًا، يعني الضباط الشرفاء انشقوا بشكل فردي، صف الضباط الشرفاء انشقوا بشكل فردي.

 فآخر يوم لي بالخدمة العسكرية أو يوم التسريح هو يوم النهب الأخير تضع ما كنت قد وفرته من مال لتحصل على براءة الذمة، وتصل لأهلك ويتمنون لك عدم العودة، ويبقى هاجس الاحتياط أن يُساق الرجل احتياطًا هاجسًا يرافق أي سوري يعني عندما يتسرح من الجيش أنه لا سمح الله في يوم من الأيام قد يُطلب احتياطًا، لكن هذا لا يحدث إلا أيام الحروب أو ما يسمى بالتعبئة العامة، وعندما تسرحت مباشرة كنت في الخدمة العسكرية قد أجريت مسابقة التعيين في وزارة التربية، وكنت ناجحًا فيها بمجرد تسريحي يحق لي الالتحاق بمديريات التربية، فاتجهت إلى مديرية التربية حيث هناك كانت مسابقتي في مديرية التربية في محافظة حلب، اتجهت إلى محافظة حلب، إلى قسم التوجيه التربوي، وكان رقمي المالي واعتمادي هناك، وتم فرزي أو تعييني مباشرة مدرسًا لمادة التربية الإسلامية في قرية الزهراء، قرية الزهراء وقرية نبل هما قريتان في شمال حلب، وهما من أتباع المذهب الشيعي الجعفري، لكن المنهاج في المدرسة هو منهاج سني أو نستطيع أن نقول: المنهاج العام الذي يُدرس في كل سورية، وهنا كما كنت يعني ضابطًا في كتيبة فيها 14 ضابطًا علويًا أصبحت مدرسًا سنيًا في مدرسة فيها حوالي 14 أستاذًا شيعيًا، يعني لم يكن الجو ذا فرق كبير، فكانت أيضًا في المدرسة روح الطائفية وروح العنصرية، لكن تبقى وزارة التربية وأساتذة وأمين سر ومدير وأساتذة في وقت لم تكن فيه سورية قد دخلت بعد موجة صراع طائفي أو كذا، لكن باعتباري لست مدرس رياضيات أو هندسة أو جغرافيا أو تاريخ يعني بالنسبة لي حياد من الطالب أنا مدرس مادة تربية إسلامية سني لطالب شيعي، وهذا من أغرب التناقضات.

 بدأت مسيرتي في المدرسة كنت آتي من قرية جرجناز إلى معرة النعمان من معرة النعمان إلى حلب في وسائط النقل أركب في ميكرو(حافلة صغيرة) قرية الزهراء من ساحة المهندسين أو جمعية المهندسين في حلب ساحة سعد الله الجابري متجهًا إلى قرية الزهراء، في قرية الزهراء عملت سنة كاملة من أولها إلى آخرها بدوام 4 أيام في كل أسبوع، حيث تم تجميع ساعاتي يعني توفيرًا لي من أجل الذهاب والسفر وتفريغ يوم، كانت العطلة الجمعة والسبت فكان 3 أيام عطلة و4 أيام دوام.

 الحقيقة لم تكن العلاقات مريحة بيني وبين الأساتذة باعتباري أستاذ لمادة التربية الإسلامية، فكان التعامل بالتقية يعني الشيعة يتعاملون معي على مبدأ التقية نفسه، مثلًا: الأساتذة الواعون منهم عندما تأتي سيرة الصحابة أو التاريخ الإسلامي بعضهم يجامل فيقول: علي وعمر رضي الله عنهما، أبو بكر رضي الله عنه. أما عندما تدخل إلى الحصص الدراسية والفصول الدراسية تسمع لعنًا لعمر ولعنًا لأبي بكر على أفواه الطلبة، دخلت مرة إلى أحد الصفوف ووجدت عبارات لعن مكتوبة على السبورة: لعن الله قريشًا، لعن الله عمر، لعن الله أبا بكر، لعن الله عائشة. يعني أصلًا من الطالبات وهي ثانويات طلاب وطالبات، يعني لم أسمع بطالبة اسمها عائشة، فهذا الاسم لم يكن موجودًا، كانت أكثر الأسماء فاطمة ومريم والأسماء المعاصرة يعني الأسماء المعاصرة، ولم يكن هناك تدين، في الحقيقة القريتان ليس فيهما تدين حقيقي يعني على العكس بمجموع الفصل يعني تقريبًا نصف الصف لا يصلي أو ثلاثة أرباعه لا يصلون، رغم أنهم في أعمار(في الصف) التاسع والعاشر والحادي عشر والبكالوريا(الثالث الثانوي)، ينبغي أن يكونوا يصلون، فكنت أخرج وأعلمهم الوضوء والصلاة، طبعًا أعلمهم حسب المنهاج، هو منهاج سني، فعندما يخرجون من الصلاة يصلون على المذهب الشيعي، فلم أكن أمانع في ذلك، كما تعلم هي بصراحة كأركان على المذهب الجعفري لا تفرق كثيرًا عن المذاهب الأخرى، لكن مثلًا: هيئات الصلاة المتعارف عليها، يعني متعارف أن السنة يكتِفون في سورية، يعني يضعون اليد فوق السرة تحت الصدر، أما مثلًا أهل النبل والزهراء يسبلون، طبعًا هذا الإسبال على المذهب الجعفري، هو موجود على المذهب المالكي لكن في المغرب وليس في سورية، فهذه إشارة، أعلم أن هذا ليس من مبطلات الصلاة ومكروهاته وأنه موجود في بقية المذاهب، لم أكن أدقق على طبيعة الصلاة، كانوا يجمعون صلاة الظهر إلى العصر والمغرب إلى العشاء.

 على اعتبار أن دوامي نهاري كنت أصلي معهم الظهر والعصر أصلي بهم إمامًا، على اعتبار أنني أستاذهم، طبعًا إمام للصفوف الدنيا (السابع والثامن والتاسع) يعني أخرجهم من الحصة الدرسية وأصلي بهم، الأساتذة لا يصلون معي لأنهم شيعة، يصلون بمفردهم، لكنني كنت أتعمد أحيانًا أن أصلي بهم يعني بالطلاب لأرى رد فعل الأساتذة، لم أكن أسمع ردود فعل واضحة، فكنت بصراحة عندي النية والإرادة أن أغير في عقائد الطلبة الشيعية، يعني أعطيت كل الدروس الموجودة في المنهاج ولم أتجاوز أي درس مثلًا: عن أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو عثمان بن عفان أو فضائل الصحابة أو مثلًا: رد الروايات الشيعية وأن عمر ضرب فاطمة وأفندها للطلبة، الأساتذة كانوا يتعاملون معي بالتقية ولا يدخلون معي في جدالات، لكن يطلبون المناظرة مع المرجعية عندهم في القرية، يعني يقولون لي: يا شيخ حسن، أنت تقول للطلبة عن يوم الغدير كذا، وعن غدير خوم كذا، وعن ولاية علي كذا، وعن ولاية الإمام كذا، نحن أساتذة جغرافيا وتاريخ لا نعرف، ولكن الشيخ في القرية مستعد لمناقشتك. وأنا أقول له: إنني مستعد لمناقشته، وجاء إلى المدرسة مرات وتناقشنا بشكل عام، لكن حينها كان موقفي نوعًا ما قويًا باعتبار أنني متخصص بالفكر الشيعي بكتبهم ومرجعياتهم وأئمتهم أكثر منهم، هم الشيخ الموجود عندهم على اعتبار أنهم شيعة كل أهل القرية الشيعة وليس فيها سنة لم يكن يتعب على نفسه، يعني لم يكن في موقف تحدٍ فكري، فكان موجودًا فقط من أجل لم الخمس، يعني بصراحة للارتزاق، فكل إمام شيعي يأخذ الخمس من الدخل وهو مرتبط بحزب الله من جانب ومرتبط بمرجعياتهم في العراق من جانب آخر قضية الخمس، لكن كانت تحدث في كل فرصة أسئلة لم تكن تحضر مناظرات حقيقية، لكن مرة هناك شخص جرت مناظرة بيني وبينه حول زواج المتعة، وكأنه يؤيد زواج المتعة، قلت له: لو كان ذلك من أساسيات الدين أو حتى أساسيات المذهب لفعلتموه. يعني أهل ونبل لا يتزوجون زواج متعة كلهم عندهم أسر معروفة ولا يتزوجون، فهم يعيشون في محيط من أهل السنة، فهم يشابهون أهل السنة في العادات والتقاليد على الأقل في الزواج والطلاق والتعازي، حتى إنهم كانوا يشاركون في التعازي مثلًا: في حيان، في عندان، في حريتان، في المناطق القريبة منهم وأبناؤهم يعملون في المعامل والمصانع التي يعمل بها أبناء البلدات الأخرى.

 بصراحة لم أكن أشهد كأستاذ أن هناك عداوة مع المحيط السني، لكنني وجدت فيهم صفة الانغلاق يعني أنا مدرس عندهم سنة كاملة لم أتناول الغداء أو العشاء، ولم أحضر أي وليمة أو مناسبة عند أحد منهم، ويفترض أننا كأساتذة وزملاء في مدرسة أن يكون هذا موجودًا يعني من العلاقات، وجدت عندهم شيئًا من الانغلاق والتكتل والتقوقع بعلاقتهم معي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/08/22

الموضوع الرئیس

نبل والزهراء قبل الثورة وبعدهاالمدارس في مناطق النظام

كود الشهادة

SMI/OH/215-10/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2003 - 2004

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-الزهراء

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

وزارة التربية - النظام

وزارة التربية - النظام

الشهادات المرتبطة