المعارك على معسكري وادي الضيف والحامدية والانضمام للحراك المسلح
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:21:09
النظام حاول عدة مرات أن يفتح الطريق باتجاه وادي الضيف والحامدية ولم يستطع أبدًا بسبب صمود الثوار على هذا الطريق وخسر النظام كثيرًا، والنظام لجأ إلى طريقة احتيالية وهو أن يرتدي ثياب عناصر جبهة النصرة ويضع الرايات على رأسه ويدخل إلى مقرات الثوار ومراكز تجمعاتهم التي كانت في شرقي طريق العام في منطقة بابولين بالضبط، والثوار كانوا في عملية تبديل للمرابطين هناك في المنطقة، والنظام دخل إلى المنطقة وتمركز في مدرسة بابولين والتجمّع كان في بابولين في المدرسة [التابعة] للثوار، ومن المدرسة يتّجهون باتجاه نقاط رباطهم والنظام كان متحصّنًا داخل المدرسة، ومن بين الأسلحة التي يستخدمها كان يوجد قذائف أر بي جي وقنابل يدوية، وعندما وصل الثوار إلى المدرسة بدأ النظام يطلق عليهم قذائف الأر بي جي والقنابل اليدوية وسقط في يومها حوالي 62 شهيدًا أو 60 شهيدًا واستطاع شخص واحد النجاة فقط من هذه المجزرة وهذا الشخص أصيب في قدميه وبعدها بدأ يزحف باتجاه الشمال حتى وصل إلى أحد نقاط المراقبة وأخبر الشباب بما حصل معه و[أخبرهم] أن عناصر [جبهة] النصرة [قتلونا] -وهو كان يظن أن عناصر النصرة [هم] الذين قاموا بهذه العملية- ولكن لاحقًا تبيّن أن النظام هو الذي قام بعملية الالتفاف حتى يستطيع فتح الطريق، وبالفعل فتح الطريق بعد هذه المجزرة.
الفصائل التي كانت موجودة في المعرة والعمليات العسكرية التي كانت بعد تحرير المعرة ضد معسكر وادي الضيف هو والحامدية كثيرة، يعني كانت عمليات متفرقة وكان أغلبها معركتين هي معركة البنيان المرصوص ومعركة رد العدوان، وهاتان المعركتان كان لهما أسباب لفشلهما كثيرة، والأسباب: أولًا النظام كان يستشرس بالقتال لأنه محاصر من جميع الجهات، والسبب الثاني وهو أيضًا كان سببًا أساسيًا وهي المشاكل بين الفصائل التي بدأت تظهر في تلك الأثناء، يعني كان لدينا فصائل إسلامية تتمثل في أحرار الشام وصقور الشام وفصائل الجيش الحر المتمثلة بجمال معروف وباقي الفصائل من أبناء المنطقة، ومثلًا في معركة البنيان المرصوص، الفصائل الإسلامية الثانية، الأحرار والصقور، طلبوا من جمال معروف خلال مدة أقصاها 20 يومًا تحرير وادي الضيف والحامدية وإذا لم يستطع تحريرهما فعليه الانسحاب حتى تتدخل الفصائل الإسلامية، وعندما تتدخل الفصائل الإسلامية فإنه لا يجب على جمال معروف الاقتراب من المعركة أبدًا ولا يشارك فيها، وهنا حصلت الكثير من المشاكل وبدأت رقعة الشرخ تتوسع داخل الفصائل وهنا بدأ ظهور جبهة النصرة.
وكان وجود جبهة النصرة بمجموعات قليلة ولكنها كانت حاضرة وبقوة في تلك الأثناء في معركة المعرة ومعركة تحرير وادي الضيف، وجمال معروف قرر أنه لن يستطيع تحرير وادي الضيف والحامدية، وهذه المدة التي أخذها استطاع خلالها تحصين الشباب والحفاظ عليهم والاستمرار بالقيام بعمليات نوعية ضد النظام في معسكر وادي الضيف والحامدية، وانتهت المدة وانسحب جمال معروف بعد معركة البنيان المرصوص وأعلنت باقي الفصائل الهجوم باتجاه حاجزي معسكر وادي الضيف والحامدية، وأيضًا حصلت مشاكل كثيرة والنظام استشرس بالقتال وكانت معارك قوية جدًا في تلك الأثناء، والنظام استطاع الصمود في وادي الضيف والحامدية، طبعًا نحن نتحدث عن معسكرين، وهذان المعسكران كانا يضمّان تقريبًا 30 حاجزًا، وهذه الحواجز ممتدة من الزعلانة شمالًا إلى الطريق الدولي باتجاه حاجز الصحابة وصولًا إلى معسكر وادي الضيف وجنوبًا باتجاه معسكر الحامدية كان لدينا الكثير من الحواجز من بينها الضبعان وحاجز الحبوش وحاجز البصاص وحاجز عين قريع وهو كان يُعتبر ثكنة بسيطة جنوب وادي الضيف، والحامدية كانت هي عبارة عن ثكنة كبيرة تضمّ حولها عدة حواجز من بينها حاجز بسيدا وحاجز حيش وحاجز كفر باسين، وباتجاه الغرب باتجاه كفر نبل وكفر روما كان يوجد حواجز من بينها الطرّاف والدهمان، وهذه الحواجز كلها كان الهجوم عليها مُكلفًا جدًا، وإذا لم يكن يوجد هناك تنسيق أو تخطيط للعملية فإن العملية تُعتبر فاشلة قبل أن تبدأ.
والذي حصل أنه كل فصيل كان ينتظر الفصيل الآخر أو كل تيار [ينتظر الآخر]، يعني تيار الجيش الحر والتيار الإسلامي، وكان التيار الإسلامي ينتظر تيار الجيش الحر حتى يفشل في العملية ويعلن فشله، ويقولون: الجيش الحر فشل في العملية ونحن حاليًا سوف ندخل، ونفس الأمر حصل مع الأسف مع الفصائل الثورية، ينتظرون حتى (أيضًا) ويقولون: هذه فشلت الفصائل الإسلامية فشلت في عمليتها، واستمرّ هذا الفشل في هذه المعارك حتى زوال وادي الضيف لاحقًا بعد المعارك الكثيرة التي كانت ضده.
وفي هذه الأثناء العمليات التي انتهت بعد انتهاء معركة البنيان المرصوص وبدأت معركة رد العدوان أو دحر العدوان عند مشارف معرة النعمان، هنا قرر الأهالي العودة إلى مدينة معرة النعمان لأن القصف أصبح مكثفًا باتجاه القرى، يعني النظام أصبح يقصف القرى أكثر من أن يقصف معرة النعمان التي كانت خط اشتباك في تلك الأيام وسقط شهداء وجرحى كثيرًا في القرى مثل كفرنبل والبارة وعندنا في خان السبل، قصف بالطائرات أكثر من مرة، وهذه كانت أسبابًا كثيرة حتى الأهالي يقرّرون العودة إلى المدينة، وبدأ الأهالي يعودون إلى المدينة تقريبًا في الشهر الخامس أو السادس عام 2013.
وفي هذه الأثناء نحن كان لدينا في المدينة بدأ ظهور منظمة الدفاع المدني لمساعدة الناس لأن الناس بدؤوا يعودون إلى المدينة وشكّلوا مركز الدفاع المدني في معرة النعمان، وهذا المركز تم تشكيله في المدينة في الحي الشمالي بالقرب من منزلنا، ووالدي في هذه الأثناء -بعد أن حصلت الكثير من التهديدات وصاحب المنزل دائمًا يتصل معنا يعني كان تقريبًا كل يومين يتصل مرة- وقرّر والدي: بما أن الناس بدؤوا يعودون إلى المدينة فنحن أيضًا سوف نعود، وأنا قلت له: علينا العودة إلى المدينة، وقال: لا تزال الأمور متوترة عندنا قليلًا في معرة النعمان ولا يزال القصف مستمرًا على المدينة والقصف أصبح أخفّ عندنا في خان السبل، وقلت له: ما هو الحل الثاني؟ فقال: يجب علينا تغيير المنزل وبما أن الناس يعودون إلى المدينة أصبح يوجد منازل فارغة [في خان السبل]، وبدأنا بالبحث عن منزل ولم نستطيع إيجاد منزل لأن الناس الذين يعودون إلى منازلهم كانوا يتركون نساءهم في المنزل وينزل الشباب إلى المعرة حتى إذا حصلت أي حركة نزوح جديدة يكون لديهم منزل في الشمال، وبدأ والدي يبحث عن منزل، وفي النهاية قرّر [أن] نسكن في الجامع، [ونذهب] إلى جامع الحي الذي كنا نجلس به لأن المنزل الذي كنا نجلس به قالت كتائب الفاروق إنها تريد أن تجعل من هذا المنزل مقرًا لها وطلبوا منا إفراغه، فكان أكثر من سبب لخروجنا من البيت.
وعندما سألت والدي: أين سوف نجلس؟ قال: سوف نجلس في الجامع في غرفة الجامع، وقلت له: هذا الأمر لا يمكن أن يحصل لأن هذا في النهاية يبقى جامعًا ونحن لا يمكننا أخذ راحتنا وحريتنا داخل الغرفة، وقال: ما هو الحل الثاني؟ هل نعود إلى تحت القصف؟ فقلت له: القصف في كل محلّ، وحصلت شدّة في هذا الحوار، وفي النهاية قرّر والدي العودة إلى المدينة (معرة النعمان) وعدنا في الشهر السابع عام 2013، وعندما عدنا إلى المدينة كانت المدينة [مدينة] أشباح ولا يوجد فيها مقومات الحياة ولا يوجد ماء أو كهرباء ولا إنترنت، والشوارع أغلبها محفورة بسبب القصف، وهنا والدي كان دائمًا يقول لي: لقد عدنا إلى المعرة ولا يوجد فيها شيء، وبقينا موجودين في المعرة وبدأ الناس يعودون إلى المعرة بشكل كبير، وخلال هذه الفترة بدأ يتم إنشاء مولّدات الكهرباء ويتم حفر آبار ارتوازية للمياه وبدأ إنشاء شبكات إنترنت في المدينة، يعني بدأت الحياة شيئًا فشيئًا تعود تدريجيًا إلى المدينة ونحن كنا موجودين في منزلنا ولا يوجد داعٍ حتى نبحث عن منزل آخر ولم يكن يوجد أبدًا حياة في المعرة، يعني كل شخص يجلس في منزله ويقوم بتأمين احتياجاته إن كان من القرى أو كنا نذهب إلى القرى لأجل إحضار الخضروات والألبان والأجبان لأن المدينة لا يوجد فيها مقومات الحياة والأسواق كانت مغلقة.
وفي هذه الأثناء قرّر والدي الذهاب إلى أقاربي في حلب وقال: أنا الآن سوف أذهب إلى حلب وأنتم عليكم البقاء في المعرة وإذا حصل شيء فاخرجوا مباشرة من المعرة، ونحن بقينا في المعرة أنا وأخي حازم، وذهب والدي إلى حلب في الشهر الثامن تقريبًا، وفي فترة خروج والدي إلى حلب وبقائنا في المعرة أيضًا حصلت عندنا بعض المشكلات في المنزل، ووالدي عندما ذهب إلى حلب ذهب إلى منطقة إنذارات الحيدرية وفي هذه المنطقة كان يوجد فصائل للجيش الحر وكان أول ظهور لتنظيم "داعش" في المنطقة وهجومه على الأحياء وعلى فصائل الجيش الحر، وكان والدي حاضرًا هناك في تلك الأثناء [وقت] الهجوم، ورأى ما حصل من مشاكل وعندما جاء تحدث لنا عن هذه الأمور وكيف [أن] الجيش الحر هناك كان محاصرًا في الأحياء ولا يستطيع الخروج منها و[أن] تنظيم "داعش" كان يقوم بقصف الأحياء واستهداف عناصر الجيش الحر وأحيانًا تبقى جثث عناصر الجيش الحر في الشوارع.
الذي حصل عندنا في المدينة أنه كان يوجد كتيبة طارق بن زياد التابعة للواء عباد الرحمن ويوجد فيها شباب موجودون عندنا من الحارة (الحيّ) وقائد الكتيبة هو من حارتنا، وأنا بدأت أدعوهم أن يأتوا إلينا بما أنه أغلب الشباب الموجودين في الكتيبة هم أصدقائي ورفاقي ومنهم من أصدقاء الطفولة، وقلت لهم: تعالوا واجلسوا عندي في المنزل أفضل من الجلوس في المقر -لأن المقر لا يمكن الجلوس به وهو عبارة عن غرفة صغيرة- وبالفعل جاؤوا وأصبحنا نقوم بتشغيل مولدة كهرباء على المازوت وكنا نسهر ونقوم بتشغيل التلفزيون ونشاهد الأخبار وأحيانا نلعب [ورق] الشدّة، وكانت هذه الجلسات هي بداية تفكيري لانضمامي لهم واستمرّينا على هذه الحالة تقريبًا مدة 15 يومًا يعني كانوا يأتون كل يوم إليّ ومنهم من ينام عندي في المنزل، ولم يكن عندنا أبدًا مشكلة لأنه لا يوجد أحد في المنزل إلا أنا وأخي حازم وهم تقريبًا كانوا ستة أو سبعة أشخاص.
وفي أحد الأيام أنا قلت لهم: ما رأيكم أن أنضمّ لكم أو أصبح معكم في المجال الإعلامي بما أنه لا يوجد لديكم إعلاميون في الكتيبة؟ وقالوا وقال قائد الكتيبة رحمو العابدين قال: نحن لا يوجد عندنا إعلاميون ولا يوجد أحد عنده صلة بالتواصل إن كان بشكل مباشر مع وسائل التواصل أو حتى معرفة بأدوات التصوير، وقلت له: أنا عندي معرفة سابقة وأنا سوف أحاول أن أجتهد على نفسي أو أدرس أو أجد طريقة حتى أوسّع معارفي بالتصوير، وقال لي: حسنًا، وأنا هنا تكلمت مع أخي جمعة وقلت له: أنا سوف أنضمّ إلى كتيبة طارق بن زياد والشباب هم من عندنا من الحارة من شباب الثورة ولا يوجد لديهم تنظيم أو [ليسوا] تابعين إلى حزب معيّن، وقال: الفكرة جيدة ولكن ماذا عن والدك؟ (ما رأيه؟) فقلت له: لا أعرف، فقال: إذا أردت الانضمام فإن والدك في حلب وإذا عاد يجب أن يكون لديك مبررات للانضمام، وقلت له: أنا الآن سوف أنضمّ وعندما يعود سوف أضعه تحت الأمر الواقع ولا يوجد مجال للانسحاب، وقال: بما أنك قررت والشباب جيدون فلا يوجد مشكلة.
وفي أحد الأيام أنا قلت لهم: سوف أذهب معكم إلى جبهات الرباط حتى أرى كيف تجلسون وترابطون، وبعد أذان العشاء جاء صديقي وأخذني بالسيارة وذهبنا باتجاه منطقة الرباط ونحن كنا نرابط على حاجز الدحروج وحاجز البصاص، وعين قريع تطلّ علينا، وذهبت إلى هناك وكانت أكثر المنازل هناك مهدّمة وأينما ننظر يوجد آثار قصف أو قذائف، والشيء الذي رأيته أول مرة هو مدافع الهاون الموجودة عند الثوار، وسألتهم: ماذا تفعلون بها؟ فقالوا: نقوم بقصف النظام، ثم ذهبت وجلست في المقر وهذه أول ليلة أجلس فيها على جبهة قتال ورباط وسهرت طوال الليل مع رفاقي حتى جاء الصباح وكانت الجبهة هادئة ولا يوجد شيء والأمور جدًا هادئة على الجبهة، وقلت لهم: هل أنتم ترابطون هكذا وهكذا هي جبهة القتال؟ فقالوا: نعم، وقلت لهم: الأمر جدًا سهل، يعني لا يوجد شيء، وقالوا: مسؤوليتك هي أنه إذا حصل اشتباك فيجب عليك أن تقوم بالتصوير أو تصويرنا ونحن نقصف بقذائف الهاون أو نستهدف النظام بالأسلحة الرشاشة، وأنا مباشرة ذهبت إلى قائد الكتيبة رحمون عابدين وقلت له: أريد الانضمام لكم بشكل رسمي ويتم تسجيل اسمي في ملاك اللواء، وقال لي: وماذا عن والدك؟ قلت له: والدي موافق وهو بالأساس لا يوجد عنده مشكلة في موضوع انضمامي إلى الفصائل، فوافق.
فأنا بدأت أخرج مع كتيبة طارق بن زياد على الجبهة وكنت أذهب في الأسبوع يومين وباقي الأيام أكون في المنزل ويكون شباب الحي موجودين عندنا في المنزل، وفي هذه الأثناء أنا بقيت تقريبًا مدة أسبوع أذهب معهم، وبعد أسبوع في وقت العصر كنت في المنزل أنا وصديقي وطبعًا كانت أوراق الشدّة موجودة على الأرض وبقايا السجائر موجودة وبقايا الأرجيلة موجودة، ثم نظرت من النافذة ورأيت والدي قد جاء من حلب، وطبعًا لم يكن يوجد صلة تواصل أبدًا حتى يخبرني أنه سوف يعود وجاء على غفلة وأنا مباشرة قمت بفتح خزائن الألبسة وأخذت أقوم بإخفاء الأراجيل وبقايا السجائر حتى لا يراها والدي، لأنه كان لديه تحسّس كثير من هذا الموضوع، وبعدها فتحت له الباب ودخل إلى المنزل ولم أذكر له أبدًا موضوع أنني قمت بالانضمام إلى الفصائل، وجلسنا في المنزل وسألته عن الوضع وكيف أقاربي الموجودون في حلب، وقال لي: جميعهم بخير، ونحن بقينا هكذا حتى المساء، ثم جاء أخي حازم وقال لوالدي: هكذا تريد؟ فقال له والدي: ماذا؟ وقال: عبد القادر انضمّ إلى كتيبة رحمو العابدين، ونظر إليّ والدي وقال: لماذا انضممت بدون أن تخبرني؟ وقلت له: أنا انضممت ولا يوجد مجال حتى أترك، وقال: لماذا لم تخبرني؟ فقلت له: نحن تحدثنا سابقًا وبما أننا في المعرة فإنه بشكل إجباري يجب على الشخص أن يكون مع طرف ولا يكون محايدًا، فقال: خير.
وأنا هنا بدأت أذهب إلى الجبهات وأرابط مع الثوار وأقوم بتصوير جميع عملياتهم مثل عمليات قصف قذائف الهاون أو النظام عندما يقوم بالقصف، وفي أحد الأيام كنا نحفر خندقًا على الجبهة، كنت أنا وابن رحمو العابدين موجودين على الخندق وهو صعد إلى فوق الخندق وأصبح مكشوفًا على الجيش وبدأ يحفر، وقلت له: عليك النزول، فقال: الجبهة هادئة، وبالفعل كانت الجبهات في تلك الأثناء هادئة في المعرة بعد المعارك التي حصلت على معسكر وادي الضيف والحامدية وكان سبب هذا الهدوء أن النظام لا يوجد عنده إمدادات وكانت الإمدادات تأتيه دائمًا عن طريق الطائرات المروحية ولا يحاول النظام أن يفتح (يصنع) المشاكل أو يقصف بشكل مكثف، ثم نزل إلى داخل الخندق وأكمل حفر الخندق وأنا قمت بتثبيت الكاميرا باتجاه نقطة مدرسة عين قريع، ورأيت أنه يوجد دبابة موجودة هناك وسمعنا على جهاز القبضة وكان يقول مرصد المعرة أنه: الدبابة رصدت شخصين يحفران خندقًا جنوب المعرة وسوف تتعامل معهما (تضربهما) وقلت: ماذا يا أبو رحمو؟ يبدو أنهم رصدونا، فقال: لا، لم يرصدونا، وسألني: أين الدبابة؟ فقلت له: انظر لها موجودة على الكاميرا، وكانت الكاميرا تعمل وكانت الدبابة ساطعة بسبب أشعة الشمس ولا يظهر من الدبابة إلا برجها، ونحن أكملنا العمل وقال لي: عليك الاستمرار في مراقبة الدبابة، وفجأة لمعت الدنيا في وجهي وقصفتنا الدبابة بشكل مباشر ووقع عليّ المتراس والكاميرا وأيضًا حافظة الماء سقطت، وأنا كنت خائفًا على ابن رحمو العابدين الذي كان موجودًا داخل الخندق، وأنا كنت في حفرة وهو كان في حفرة ثانية ولكن قذيفة الدبابة التي سقطت كانت أقرب إليه مني، وأنا بدأت أصرخ حتى أتفقده وأعرف ماذا حصل معه، والشباب الذين كانوا موجودين خلفنا في النقطة الخلفية مباشرة جاؤوا إلينا وعندما جاؤوا وجدونا موجودين وسحبونا وأخرجونا أنا وابن رحمو العابدين، والنظام بعدها استهدف هذه النقطة مرتين وأصيب ابن رحمو العابدين كانت إصابة خفيفة وأنا أصابتني الأحجار والغبار وبعض المشاكل في الكاميرا، وهذه أول مرة يتم استهدافي بشكل مباشر من قبل النظام وأول قذيفة أتعرّض لها على الجبهة، وعدت إلى المنزل وسألني والدي: ماذا حصل معك؟ وقلت له: لا شيء فقط كذا وكذا حصل معي، وقال: هذا يُعتبر قلة فهم وأنتم بما أنكم خرجتم بشكل مباشر مقابل النظام فأنتم لا تكترثون وعليكم تحمّل ماذا سوف يفعل النظام بكم، وأنا بقيت في هذه الفترة مع [كتيبة] رحمو العابدين.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/03/04
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في إدلبكود الشهادة
SMI/OH/12-15/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
5-6-7 /2013
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-كفر نبلمحافظة إدلب-الحامديةمحافظة إدلب-وادي الضيفمحافظة إدلب-مدينة معرة النعمانمحافظة إدلب-حيشمحافظة إدلب-بابولينشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
الدفاع المدني السوري ( الخوذ البيضاء )
الجيش السوري الحر
كتيبة طارق بن زياد - معرة النعمان
تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا