الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

معارك تحرير ريف اللاذقية وإنقاذ روسيا وإيران لنظام الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:47:08

من خلال احتكاكي بالشباب العسكريين من جهة والمدنيين من جهة ثانية وعملي مع المنظمة الإغاثية وتقديم ما يحتاج هؤلاء الشباب من مواد غذائية كنت على تماس مباشر وازدادت علاقاتي معهم (فصائل الجيش الحر) مع التوجيه الديني الذي كنت أُمارسه مع الجلوس مع الضباط من أجل العمليات ومن أجل بعض الأمور التي يمكن لنا أن نُساعدهم بها، كان العمل من أجل تحرير مدينة كسب، والتي تُعتبر من المدن المهمة جدًا بالنسبة للنظام، الشباب عملوا عليها وجهزوا لها الخطط من أجل أن يقوموا بالمعركة عليها وتحريرها، لما لها من أهمية عند كلا الطرفين سواء النظام سواء أو الإخوة المجاهدين.

تمت العملية تأخرت أكثر من مرة لكن تمت أعتقد في آذار/ مارس 2014 وكنت أنا معهم وخاصة المكان الذي أجلس فيه يبعد عن مدينة كسب 3 كم فقط، وبالتالي يتسنى لي الدخول متى أردت ومتى شئت مع هؤلاء الشباب كانت معركة كسب مخطط للعمل بها من قبل أربعة فصائل فقط هي "أحرار الشام" و"الشام الإسلامي" (شام الإسلام- المحرر) و"أنصار الشام" و"جبهة النصرة" أربع كتائب وكان فيها أعداد جيدة، دخل الشباب وتم تحرير مخفر الصخر، ثم تقدموا إلى ساحة كسب فما كان من النظام إلا أن ترك وهرب، تم الدخول إلى مدينة كسب بالكامل، ودخلنا إليها وكانت إستراتيجية بشكل كبير جدًا وهي واسعة حاول النظام الاستماتة لاسترجاعها إلا أنه لم يستطع، وبقيت المعركة بين كر وفر، أصبحت وكأنها معركة استنزاف وخاصة في تلة الـ 45 والتي دامت تقريبًا أكثر من ثلاثة أشهر.

هذه المعركة كلها خسر الشباب في بعدما حررت منطقة أو تلة الـ 45 تقريبًا استشهد من شبابنا أكثر من مئات الشباب أعتقد يمكن 700 أخ، فكانت منطقة استنزاف للشباب، في الوقت التي لم تكن الجبهات المتبقية انقسمت نبعين وتشالما من الأمر السهل كانت صعبة جدًا تشالما كانت من أصعب الجبهات هناك ومنطقة النبعين استعصت على الشباب، وبقيت تقريبًا شهر ونصف حتى فُتحت على أيد هؤلاء الشباب في معركة النبعين التي حصلت.

أنا دخلت مع هؤلاء الشباب وعددت من قتلى النظام 184 شخصًا من عددتهم حتى دخلت إلى مكان كانوا تحصن به  17 شخصًا في غرفة واحدة حتى ستة أشخاص متخبئين بالتواليت، علمًا أنهم كلهم محصنين بالخوذ ومدججين بالسلاح، لكن كما قلت أنهم لا يملكون من العقيدة القتالية أمام شباب ثائر متحمس يُقاتل عن عقيدة وعن مبدأ.

فكانت معركة كسب بالنسبة للشباب جيدةً جدًا إلا أنه مع قضية الاستنزاف الشباب في معركة 45 من أجل أن يأخذوا تل معاف وبالتالي النزول إلى البدروسية وإلى منطقة اللاذقية، وجدوا الكثير من المقاومة حتى بالطائرات حتى بكل هذه الأمور التي قام بها النظام من أجل أن لا تسقط. ومع الاستنزاف الذي حصل لهؤلاء الشباب والذي أدى إلى طلب المؤازرات من بقية الفصائل، والتي دخلت أيضًا دخل من شباب الساحل "لواء القادسية" على ما أعتقد، الألوية الباقية [لواء] هنانو وغيرهم، جاء من إدلب خاضوا تلك المعارك وتحولت إلى أماكن رباط ومناوشات، لكنها كما قلت كانت استنزاف لهؤلاء الشباب والتي مع الأيام تقريبًا بقيت ما ُيقارب الثلاثة أشهر، استنزفوا الشباب خسروا كثيرًا، وهذه من الأمور التي قد تُؤثر على تلك المجموعات والكتائب بشكل كبير لأنها لا تملك من العدد والعدة ما يكفيها لسنوات، والنظام لا إشكال لديه يمكن له أن يستنزف بالتالي يستنزف لهم قواهم وسلاحهم وقوتهم سواء كانت البشرية و سواء كانت المادية.

 أمام هذا الأمر وجد الشباب أمام تكثيف النظام والدعم الذي كان يأتيه مثل النهر أو مثل البحار، اضطر الشباب للانسحاب من كسب هنا أنا لم أُكمل تواجدي مع هؤلاء الشباب لأني أُصبت في اليوم 37 من معركة النبعين، وكانت من أشد المعارك التي خاضها الشباب بعدما قتلوا وبعدما حرروها، جاءتني شظيتان دخلت في بطني اخترقت حتى الوسط بما يُقارب 20 قطبة، لكن لم تمس الأمعاء بفضل الله سبحانه وتعالى إلا أنها أقعدتني في الفراش حوالي شهرين أو شهر ونصف، إلا في الأيام الأخيرة من معارك كسب استطعت أن أعود إلى المعركة، لكن كانت الأمور أوشكت على الانتهاء، وعادت كسب إلى ذاك النظام بعدما انسحب الشباب حفاظًا على رأس مالهم من هؤلاء الشباب حتى لا يخسروا المزيد منها، كانت معركة كسب هي درسًا، أعتقد لو عرجنا على هذا الأمر، ويمكن لنا أن نعرج في حلقات مقبلة عن معركة كسب وعن غيرها أن الشباب يبدو أنهم خسروا بعض شبابهم من خلال تشتيت العدو لقواهم باستنزافهم بكثرة الإخوة الذين أُصيبوا وخرجوا خارج المعركة لأنه أنت عندما يستشهد الأخ فخارج المعركة عندما يُصاب يخرج خارج المعركة، إلا أنها كانت درسًا يمكن لهم أن يستفيدوا وقد استفادوا منها ومن غيرها.

أنا أقول بشكل عام أن "الجيش الحر" بهذا التشكيل وهو حديث عهد بالعسكرة استطاع أن يُحرر كل هذه المناطق هذا عمل كبير جدًا كما قلنا وحرر مدينة اعزاز وحرر مدينة تل رفعت، ما زلت أتذكر عندما دخلنا إلى مدينة عزاز التي سميناها مقبرة الدبابات مع المراسل عمر خشرم عندما غطاها وعددنا آنذاك 35 دبابة وقد دُمرت في منطقة مثل أعزاز، هذا إن دل على شيء فيدل على جيش قوامه قوي من هؤلاء الثوار أصحاب المبدأ والشجاعة والجرأة.

 دخلنا آنذاك ومعي مراسل "الجزيرة" أحمد زيدان واخ من ليبيا على ما أظن كان "الجزيرة مباشر" في يومها دخلنا إلى منطقة تل رفعت ولم تكن آنذاك محررة إلا ضمن المدينة مركز المدينة محررًا، وزرنا أبو جمعة سلامة كان يستلم "لواء الفتح" على ما أظن أو "لواء التوحيد" وكان "لواء الفتح" أيضًا موجود وكانت "عاصفة الشمال" موجودة، كل هؤلاء لكن ليسوا بالعدد الكبير جدًا أدخلت لهم آنذاك بعض المواد الغذائية، وزرتهم في البلدية، ويومها التقينا بالعقيد مالك كردي في أول رحلة له إلى هذه المنطقة المحررة، وبدأت التغطية المباشرة لقناة "الجزيرة" أولًا بأول، وكانت هذه بارقة أمل كبير أن تكون التغطية مباشرة من أرض الحدث وليست عن طريق المراسلين من هنا وهناك.

كانت هذه الوقفات وهذه الوقائع واللقاءات مع الناس سواء المدنيين أو العسكريين كانت بادرة وبارقة أمل في انتصار هذه الثورة و إظهار عوار هذا النظام المجرم بأنه لا يمكن له أن يستمر وفعلًا كانت الانشقاقات كبيرة جدًا حتى أثناء المعارك، كان هناك من يُريد الانشقاق فينشق مع الشباب ومن لا يريدون الانشقاق كان يُقتل إذا ما بقي في المعركة، وبالتالي كان الشباب واثقين بأن أيام النظام إن شاء الله باتت معدودة أمام هذا التحرير الواسع أمام هذه العقيدة القتالية التي تمثل بها هؤلاء الشباب أمام الخطط العسكرية التي كانوا يقومون بها علمًا أنهم كما قلت حديثي عهد بقضية الخبرات، إلا أن الجبهات التي توسعت عليهم وأصبح أكثر من 80% من المناطق أصبحت محررة، وبالتالي تحتاج إلى كم كبير من هؤلاء الشباب حتى يُغطوا هذه الجبهات، وإلى كم كبير من العدة والذخيرة حتى يستطيعوا أن يلبوا احتياجاتهم في المعارك، المعارك كانت على أشدها في أماكن ثانية الشمال أو الجنوب السوري كانت المعارك ضارية سواء في الغوطة أو درعا، وهكذا في مناطق متفرقة من حلب وحمص.

وبالتالي تحولت سورية إلى كتلة ملتهبة ضد هذا النظام المجرم أمام هذه التحديات يبدو أن أيام النظام باتت معدودة، فما كان له إلا أن يستعين بشكل كبير وبشكل صريح وعلني بإيران وبميليشيات حزب الله، ميليشيات حزب الله لم تكن بعيدة من بداية الثورة فهي موجودة كانت موجودة كما قلنا عندما اقتحمت قرية البيضا وعندما قامت بالموزرة وعندما اقتحمت مدينة بانياس وغيرها من المدن السورية، لكنها لم تكن بالشكل الكبير والعلني الظاهر بينما الآن دخلت بكل علانية ووضوح وأظهرت عداءها لي الشعب السوري، دخلت الألوية ما بين فاطميون وزينبيون وأبو الفضل العباس والباقر وغيرها التي بلغت كما قلنا أكثر من 66 ميليشيا من حزب الله والمدججين بالسلاح والذين هم يعتبرون من الأذرع الإيرانية من الرافضة من أجل قتل السنة.

هذا الأمر أصبح واضحًا إلا أن الشباب كانوا كما قلت كانوا لهم بالمرصاد، وصلنا إلى مرحلة عندما كان يستمع الشباب على قبضاتهم لا نسمع إلا اللهجة اللبنانية فأنت تُحارب ميليشيات عابرة للقارات، الشباب السوري الذي انشق والذي حمل روحه على كفه من أجل الدفاع عن أرضه وولده وأبنائه، أصبح الآن يُواجه قوى ميليشيات مرتزقة طائفية عنصرية جاءت من خارج الحدود لقتال هذا الشعب الحر، من الذي أتى بهم؟ هذا النظام المجرم الذي فقد هيبته وفقد شبابه وذهب الكثير منهم ما بين قتيل وشريد وهرب أو انشق عن هذا النظام، باتت هذه الأمور فترة طويلة جدًا، إذًا أستطيع أن أقول أن الله فتح على هؤلاء الشباب بإخلاصهم بصدقهم مع أبنائهم بحميتهم الصادقة فتح لهم البلاد وحببهم إلى قلوب العباد، وبالتالي أصبحوا يملكون القرار في المناطق المحررة، هذا الأمر يبدو وصلت إيران التي دخلت من أجل إنقاذ هذا النظام أصبحت الآن هي في مأزق وبالتالي وقع منهم القتلى الكثير الكثير الكثير الآلاف الذين جاؤوا ليقاتلوا هذا الشعب، لكنهم عادوا بالصناديق الصفراء وهم قتلى إلى ديارهم إلى بلادهم، ومنهم من قُتل في هذه الأرض، وقتل منهم الكثير وانتصر شبابنا عليهم.

أمام هذه المرحلة كما قلت والتي استمرت إلى 2015 والتي كاد النظام أو المليشيات الإيرانية بمليشياتها المتعددة كادت أن تنتهي وأوشكت على النهاية، وانتصر هؤلاء الشباب، كان الروس يدرسون "الثورة السورية" بكل تحدياتها فما كان منهم إلا الدخول المباشر عن طريق استدعاء النظام السوري بقيادة هذا المجرم بشار الأسد الذي يُمثل هذه الدولة وله أن يستدعي من يريد وخاصة أن روسيا تعتبر سورية نظامها في مناطق الشرق الأوسط والتي لا يمكن لها أن تتركه لأنها بخسران هذا النظام في الشرق الأوسط قد تخسر كل مصالحها، وبالتالي كان عليها أن تدخل وخاصة بعدما طلبت إيران من روسيا إنه لا بد من دخولك من أجل أن نُحافظ على هذا النظام، فهناك كان مصلحة للإيرانيين بأنها كانت تعتبر سورية هي المحافظة 35 من أجل مشروعها الطائفي في تشكيل الهلال الشيعي الخصيب، وبالتالي لا بد من الحفاظ عليه، ولا بد من التدخل الروسي صاحب المصلحة لأنه يعتبر أن مصالحه في الشرق الأوسط ستذهب إذا ما انهزم النظام الأسدي أمام هؤلاء الشباب المجاهدين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/10

الموضوع الرئیس

التدخل العسكري الروسي

كود الشهادة

SMI/OH/159-48/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2014 - 2015

updatedAt

2024/08/13

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-تل رفعتمحافظة حلب-مدينة اعزازمحافظة اللاذقية-قمة 45محافظة اللاذقية-تشالمامحافظة اللاذقية-النبعين

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

جبهة النصرة

جبهة النصرة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

لواء عاصفة الشمال

لواء عاصفة الشمال

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

لواء التوحيد- عام

لواء التوحيد- عام

كتائب أنصار الشام

كتائب أنصار الشام

لواء الفتح

لواء الفتح

حركة شام الإسلام

حركة شام الإسلام

لواء أبو الفضل العباس

لواء أبو الفضل العباس

فيلق فاطميون / لواء فاطميون

فيلق فاطميون / لواء فاطميون

لواء زينبيون

لواء زينبيون

لواء الباقر

لواء الباقر

الشهادات المرتبطة