تزامن التهجير في حمص مع عمليات التغيير الديمغرافي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:01:13
نحن هنا نتكلم على سنة 2012 تقريبًا وبهذا الوقت تمت السيطرة على أغلب أحياء مدينة حمص الثائرة من قبل "الجيش الحر" والفصائل المسلحة في ذلك الوقت، وكانت هذه المناطق شبه مستقرة الأحياء كانت شبه مستقرة وشبه مستقلة عن النظام، والنظام لا يستطيع أن يدخل عليها، وكان "الجيش الحر" يُسير الدوريات ويحل أي مشكلة، إذا هناك حرامي، و حتى كان يحمي المظاهرات بشكل من الأشكال، حتى الأهالي هي تقوم بأعمال المجلس المحلي والبلدية، وكانوا يسمحون أحيانًا لسيارة القمامة بالدخول على المناطق لتأخذ الأوساخ والقمامة، وأحيانًا لا تدخل فيتم إحراقها لتنظيف المكان.
بعد فترة النظام أراد أن يأخذ هذه المناطق، وأول شيء بدأ بالقصير وعندما انتهى منه اتجه لبابا عمرو، وعند القصف أغلب الأهالي تنزح على مناطق ثانية ليس فيها قصف، وبعد إنهاء بابا عمرو من قبل النظام اتجه لأحياء حمص القديمة وحي الخالدية والبياضة ودير بعلبة.
في 2012 بدأ القصف والمناوشات بإطلاق نار ومحاولات اقتحام، وأغلب المدنيين خرجوا من هذه المناطق لأنه صار عليها قصف عشوائي إلى أحياء الوعر وأحياء الإنشاءات، وبقيت عائلات صغيرة موجودة، وحتى وقتها "الجيش الحر" اقتحم حي القصور وسيطر عليه بشكل كامل، وبعد أن تم السيطرة عليها وتم قصفها العائلات الموجودة نزحت داخليًا على الأحياء التي ليس عليها قصف، وهي أحياء الإنشاءات وحي الوعر وحي الغوطة والدبلان والبيضا، وكنسبة كبيرة هي نزحت على حي الوعر، وأحياء حمص القديمة هي حي باب هود باب الدريب باب السباع والحميدية وبعدها الخالدية، والخالدية ليست من أحياء حمص القديمة، وأيضًا حي القصور كانت تحت سيطرة "الجيش الحر" في ذلك الوقت، وكل هذه الأحياء كانت محاصرة، والبياضة كانت تحت سيطرة "الجيش الحر" ودير بعلبة كان جزء منها تحت سيطرة "الجيش الحر"، وحي القرابيص كان تحت سيطرة "الجيش الحر"، ونحن نتكلم عن بقعة جغرافية كبيرة كانت تحت سيطرة "الجيش الحر".
يمكن القول أن 75% من المدنيين نزحوا داخليًا من هذه المناطق بسبب القصف العشوائي من قبل النظام إلى مناطق ليس عليها قصف عشوائي، كانت العائلات تستقر في حي الوعر، وكان يُعتبر حيًا جديدًا وفيه أماكن سكنية للنازحين، ومنهم نزحوا إلى خارج حمص بالكامل ونسبة كبيرة منهم استقرت في التل، ومنهم استقروا في ريف دمشق أو في دمشق، وعندها تم إغلاق أحياء حمص القديمة والأحياء التي كانت محررة بين بعض، حتى دير بعلبة تم السيطرة عليه من قبل النظام بعد معارك قوية، وحي البياضة تم السيطرة عليه من قبل النظام كذلك الأمر، وعندما يتم السيطرة على هذه الأحياء و 90% منها مدمر بالقصف العشوائي بقصف الدبابات بقصف الهاون بقصف الطيران بالبراميل، فبقيت أحياء حمص القديمة باب هود باب الدريب حمص القديمة مع حي الخالدية جزء من حي الحميدية وحي القرابيص والقصور كانت مع الشباب، وهم محاصرين بالكامل.
طبعًا أي شخص يخاف على حياته فمع أول قذيفة هاون - ونحن لا نتكلم على العمليات الانتقامية التي حدثت- تنزل على بناء يتم جرح بعض الأشخاص فأغلب الأحيان ينزح، وبالنهاية هم مدنيين فهذا أحد الأسباب، وأحد الأسباب الخوف من السيطرة على منطقة من قبل النظام والبدء بعمليات الانتقام، وأتذكر سيطروا على جزء كبير من القصور وكان هناك شخص أتواصل معه وهو صديق فآخر شيء قال لي: هم (الجيش والأمن) على باب بيتي ادعُ لي، وبعد فترة يومين أو ثلاثة انقطع الاتصال بيني وبينه، وبعد فترة علمت من أهله أنه استشهد تم قتله في بيته، وهو ليس مقاتل أو له نشاط كبير هو شخص مدني، وعندما دخلوا هذه المنطقة أي شخص موجود يتم قتله، فلهذا السبب كان الحماصنة أخذوا قرارًا أي منطقة يتم قصفها ومحاولة اقتحامها ينزحون منها إن كان لهم مجال لينزحوا، وإذا ما كان لهم مجال أن ينزحوا للأسف يظلون فيها، وهم معرضون للموت بشكل كبير.
بالنسبة للوعر كان الوضع فيها أريح من حمص القديمة، كان فيها نظام وكان فيها "جيش حر" والنظام لا يعتقل الكثير أو يعمل محاولات اعتقال خوفًا من ردة فعل "الجيش الحر" والفصائل المسلحة الموجودة هناك، وكان الوعر منطقة مفتوحة يمكن تطلع وتدخل منها، وهناك حواجز تُحيط المداخل والمخارج من قبل النظام، وهناك مناطق لا يمكن للنظام أن يضع فيها حواجز وهذه المناطق مفتوحة، فلهذا السبب كان هناك أريحية التحرك بالنسبة للمواطن الطبيعي.
بالنسبة للناشط السوري هو بالنسبة له سجن كبير في بحمص القديمة أو في الوعر، ولا يمكنه الخروج من هذا الحي بشكل سلس تصير عمليات تهريب حتى يخرج من هذا الحي، وهو بالأساس يخاف أن يخرج من هذا الحي لأن بعد هذا الحي هناك مناطق تابعة لقوات النظام فربما يتم اعتقاله، هو في سجن كبير بالنسبة له حتى المدنيين بعد عمليات الانتقام من قبل الشبيحة صاروا يخافون أن يخرجوا من هذه الأحياء، وأحدهم في الوعر قال لي: أنا أموت هنا ولا أخرج أخاف أن يذبحوني أو يذبحون أولادي.
حتى بعد عمليات الرعب التي ارتكبها النظام كثير من العائلات تم تهجيرها إلى خارج سورية، لأحافظ على عائلتي، فأخذت عائلتها وهاجرت على لبنان على مصر أو على تركيا، حتى في حمص المحاصرة لم يكن موضوع القصف ومحاولة الاقتحام، ولكن هو حصار لا يوجد خبز يدخل عليهم أو مازوت أو طعام، فالشباب في هذه المناطق كانوا يدخلون على المنازل ليبحثوا عن الطعام، و نحن كحماصنة مثل كل السوريين نُخزن في البيوت، فكانوا يأخذوها ويعملون أكلة عليها، لكنهم وصلوا لمرحلة بآخر خمسة أشهر من الحصار لم يبقَ عندهم طعام ولا أي شيء وبعض الأحيان اكلوا القطط، للأسف هذا جعلهم يوافقون على اتفاق التهجير وتم تهجيرهم على ريف حمص الشمالي.
من ناحية ثانيه كنظام خبيث بشكل كبير كان يُدخل الطعام مقابل رشوة ومبالغ مالية كبيرة، وبكميات قليلة، وكذلك الأمر كان يعتمد مثلًا الدخان مثلا أنا أذكر سنة 2014 وصل كيلو الدخان اللف لحدود مليون أو مليون ونصف ليرة سورية، وصلت لمرحلة بعض الأشخاص صارت تبيع الدخان باكيت الحمراء مقابل روسية مقابل سلاح، فكان الوضع بصراحة تعيس بشكل كبير وللأسف حين تم التحضير للتهجير بعض الفصائل الموجودة كان عندها أكل يكفي لسنوات كان مخزنًا من قبلهم، ولم يتم إخراجه إلا عند عملية التهجير للأسف لم يستفد منه إلا النظام.
باتفاق التهجير تم إخلاء الأحياء بالكامل من المدنيين أو من الأشخاص الحاملين السلاح والعسكريين، وما هدف النظام؟ بصراحة كان هدفه محاولة لتغيير ديمغرافي فيها، وبعد خروج المدنيين والفصائل المسلحة و"الجيش الحر" من الأحياء المحاصرة بعد أسبوع النظام سمح لبعض الأهالي ترجع لترى بيوتها فقط، وهذه الرجعة تم استشهاد ثلاثة أو أربعة مواطنين بسبب بعض الألغام الموجودة هناك، وكان النظام زرع الألغام، وبعد التفجيرات هناك المدنيين قالوا: لن نرجع حاليًا، وعلى أساس طلب منهم النظام أو جيش النظام فترة حتى يتم تطهير المنطقة بالكامل، وتم منع حتى بعض الأحياء تم منع السكان من الدخول إليها أحياء حمص القديمة تم منع السكان من الدخول إليها، وحي القصور سمح النظام للسكان بالدخول وحي الخالدية سمح لبعض السكان بالدخول وحي الحميدية سمح، وبعد فترة النظام سمح للأهالي في حي القصور أن يرجعوا على منازلهم، وحي القصور نسبة الدمار فيه تتعدى 60% تقريبًا فنحن نرجع على خرابة فعليًا.
بهذا الوضع الحالي حي القصور كمثال نسبة بحدود60 % مسكون وحي الخالدية بنسبة 30% مسكون، بعد ضغط من الأهالي من المدنيين تم السماح لهم بالعودة، وحي الحميدية قسم كبير منهم رجع، وأحياء حمص القديمة بصراحة حتى الآن المعلومات غامضة وغير معروف إذا الأهالي رجعوا أولا، لأنه بالأساس الأهالي كانوا موجودين أغلبهم بنسبة 90% صاروا خارج سورية أو في المناطق المحررة.
ترحيل الركام تم الاتفاق بينهم وبين الأمم المتحدة بصراحة على ترحيل الركام، وتم ترحيل الركام من بعض الأحياء، وحي القصور تقريبًا بحدود 60% تم ترحيل الركام منه، لكن هناك أبنية كثيرة مدمرة، مثلا حي الخالدية يمكن القول أن 70 % منه بناء غير صالح للسكن، وأحياء حمص القديمة كذلك الأمر، وأحياء البياضة تم الاستيطان فيها من بعض الأشخاص الغير معروفين، مثلًا أنا أعرف شخص لديه منزل في حي البياضة فجأة دخل عليه وجد فيه شخص، فقال له: من أنت؟ قال له: أنا عنصر في الجيش، قال له: ستخرج من المنزل، فقال له: لا لن أخرج من البيت، والمشكلة بعد سنة أوسنة ونصف عن طريق محكمة استطاع إخراجه، ولكن قبل أن يطلع هذا الشخص والمصطلح العملي كنا نُسميه عفش كل شيء في البيت حتى الأبجورات (مانع للضوء المنبعث من النافذة وحماية إضافية لها- المحرر) أخذها، وفي بعض الأشخاص لا يمكن إخراجها لأنها بالأساس من حزب الله أو من شخصيات تابعة لحزب الله أو عناصر لحزب الله وحتى قرار المحكمة لا يهمهم ولن يخرجوا، وللأسف في حمص صارت حركة شراء كبيرة من أشخاص غير معروفين وبمبالغ تُعتبر كبيرة، مثلا بيت في حي الخالدية يُباع بحدود75000- 80000 دولار، هذا مبلغ كبير على وضع المنزل الحالي، فبعض الأهالي قسم جزء صغير منهم باع وقسم كبير لم يرضى أن يبيع وإلى الآن مصرين ولن يبيعوا، وحاولوا أن يعملوا عمليات تزوير بيع في مدينة خمس بالوقت الحالي، ولكن تم كشف أغلبها وتم إبطال عمليات البيع.
الخدمات سيئة في حمص مثل كل الخدمات في سورية، الكهرباء لنصف ساعة في النهار ساعة إن كثرت، والمياه في انقطاع فيها والقمامة سيئة بشكل كبير بسبب عدم توفر مادة البنزين والمازوت لسيارات القمامة التي لن تعمل بدونه، وجزء منه لسوق حمص الذي هو سوق الجندي، وجزء من السوق المسقوف نعم رجع فتح، وجزء كبير من سوق الحشيش أيضًا فتح ،وسوق الحشيش هو سوق لبيع الخضروات، وحاليًا في حمص حاول الأهالي أن يرجعوا تدريجيًا إلى بعض الأسواق لأن جزء من السوق مدمر، ولا أظن النظام حاليًا عنده قدرة مالية لينفذ مشروع حلم حمص، هو ممكن أن يُنفذ مشروع تغيير في بعض الأحياء كتغيير ديمغرافي في بعض الأحياء، أما مشروع حلم حمص فمشروع صعب عليه حاليًا خاصة هناك عقوبات على إعادة الإعمار في سورية، فأي شركة لن تدخل الإعمار في سورية، وخاصة في مدينة حمص على مشروع ممكن يكسبها خمسة ملايين دولار وممكن أن تخسر سمعتها بكل العالم.
بصراحة بالنسبة "للثورة السورية" نحن كشباب ثورة كشباب عملنا مع بعض لسنين كثيرة في حمص ودرعا وحلب كشباب تجمع ثوار سورية نحن لدينا أمل في "الثورة السورية" وستنتصر وتنجح، ولدينا أمل لإحياء "الثورة السورية" في المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل النظام، وخاصة بهذا الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشوه الأهالي من قبل النظام بمناطق سيطرة النظام، والذل العام الذي يعيشوه، فلدينا أمل لإنعاش الثورة من جديد، لكن للأسف الأدوات هي التي تنقص وهي التي تقف عائقًا، و نتمنى من الأشخاص الذين لديهم الأدوات اللازمة أن يُعيدوا إنعاش "الثورة السورية" في المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل النظام، مثل إنشاء مظاهرات جديدة والقيام بثورة من جديد، وفي النهاية نحن بعض المفاهيم طبقناها بشكل خاطئ في "الثورة السورية" ونتائجها للأسف هي ظاهرة للعوام بشكل عام.
نحن كنشطاء من حمص بصراحة أول دخول العمل المسلح إلى مدينة حمص نصحناهم وبقينا ننصحهم للمجموعات المسلحة أو الفصائل المسلحة التي دخلت على مدينة حمص للخروج إلى خارج المدينة لسهولة العمل المدني والسلمي داخل المدينة حتى مع وجود النظام وحتى مع سيطرة النظام في ذلك الوقت، وللأسف الإصرار وتعنت الفصائل المسلحة أجبرتنا وأجبرت نفسها للتهجير من المناطق التي تم السيطرة عليها، وبالعلم العسكري السيطرة تكون من الخارج إلى الداخل ولكن للأسف الفصائل حاولت السيطرة من الداخل إلى الخارج، فكان هذا أحد الأخطاء الكبيرة التي سمحنا فيها كنشطاء حمص للفصائل المسلحة باتخاذ قرار فردي بالنسبة لها، وحتى لو واجهناهم بقوة وبحزم كان ممكن أن نُغير بعض القرارات التي اتخذوها بشكل شخصي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/08/11
الموضوع الرئیس
حصار حمصالمجازر الطائفية في حمصكود الشهادة
SMI/OH/42-15/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012/01/01
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-محافظة حمصمحافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
حزب الله اللبناني
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
تجمع ثوار سوريا