جمعة آزادي والمظاهرة الأولى في اعزاز
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:20:22
مع بداية الثورات العربية الناس كلها في سورية أحست بضرورة التحرك وتغيير هذا الواقع وهي واثقة أن النظام كذاب، والنظام كان يُحاول الإصلاح والأصوات تعلو أن النظام يُصلح والحريات راح تزيد، والناس تعرف أن النظام كاذب وما كان عندها أي استعداد حتى تثق في النظام.
لذلك فكرة الثورة والانقلاب على الواقع كانت الفكرة المتصدرة لتفكير الناس كلها، ولكن بنفس الوقت كان هناك حالة ضياع من أين ستبدأ؟ والكل يُريد أن يتغير الواقع ويجب أن نطلع مظاهرة ونكتب على الجدران، وكيف سيكون سياق لأن تبدأ الثورة، وكل شخص يُريد الثورة لكن لا يعرف كيف سيبدأ؟ أو كيف ستكون الشرارة.
كان 15 أو 17 آذار / مارس النقطة الفارقة أو البداية الرسمية للثورة بعد قصة اعتقال درعا ومظاهرات درعا، وصارت مشاغبات في أكثر من منطقة هي الكتابة على الجدران قبل موضوع مدرسة درعا، وأذكر في مارع قبل بفترة في نهاية شباط/ فبراير كتبوا على الجدران في مارع، وحصلت حوادث فردية مثل الكتابة على الجدران أو على جدار مدرسة، وبنفس النهار كل شيء مُسح بنفس النهار، وكانت بدأت الشرارة في درعا التي رسمت السياق للناس، و تظاهر أهل درعا وكان المبرر لكل الناس وصار عندهم حجة لتتكتل حول بعضهم وتبدأ الثورة والتضامن مع درعا ومناصرة درعا.
طبعًا الأزمة هي ليست أزمة درعا ولكن التراكم والرغبة في التغيير في نفوس الناس الذين كانوا يبحثون عن بوابة ليُخرجوا منها ما يُفكرون به، فجاء حراك درعا وجاءت الفكرة لمناصرة درعا وقدمت المسار للناس لتبني عليه مخططات التحرك.
حين بدأت قصة درعا بدأت الاحتجاجات في عدة مناطق، والناس كلها فرحة على موضوع الحراك في درعا لأنه يُعبر عن الشيء الذي يحلمون به، وأنا وغيري وغيره وكل الناس كانت تُريد التحرك لكن كيف لا نعرف؟ وفرحنا أنه بدأ في درعا وما عملوه نتمنى أن نفعله عندنا.
في أول جمعة ثاني جمعة صارت الأحداث تتسارع بشكل سريع جدًا، ودرعا في أول جمعة والجمعة التالية كبرت المظاهرات بشكل كبير، وفي كل يوم جمعة دائمًا لدينا شعور أن هذه المظاهرة سينهار النظام، وأخدنا التجربة التونسية التجربة المصرية كانت الماثلة أمامنا يعني الله أكبر اليوم في درعا النظام يتضعضع وتوسعت الاحتجاجات وبدأت الناس في كل المناطق، وكيف أناصر أهل درعا؟ ولتكون درعا هي بوابة الحراك في مناطقنا.
كان النظام مع بداية قصة درعا مع أول وثاني جمعة نشر الأمن والشرطة بشكل كثيف لأن النظام متيقن أن هذا الشيء سيتوسع ولن تنتهي القصة عند درعا.
كان الإحساس لكل مواطن سوري أنك ستنفجر وتشعر أنك عاجز مكبل تُريد أن تنتفض، وهناك شيء في داخلك يجب أن تتحرك وأنا مقصر مع نفسي ومع البلد، ويجب أن أعمل خاصة بعد قصة حمزة الخطيب مثلًا أو قبل حمزة الخطيب، وبدأت الناس تتكتل حول بعضها لعمل شيء، وانتشرت ظاهرة البخ وفي اعزاز البخ بعد قصة درعا على الجدران يمكن بأيام في عدة شوارع طبعًا لا أحد يعرف وقتها من كان يكتب ويبخ، وفورًا جاء الأمن كالعادة مسح العبارات، ولُصقت عدة أوراق لدعوات للاحتجاج أو عبارات مناهضة للنظام وما كان هناك دعوات للاحتجاج، والنظام فورًا قبل أن يطلع الصباح يمسحها.
أذكر كنا طالعين الساعة 7:00 صباحًا أو 6:30 كان الأمن يمسح العبارات من الشوارع، فحتى النظام خائف من أي حركة خائف من النفس الذي يتنفسه الشعب، ويعرف أن أي مكان سينطلق فيه شيء لن يتوقف، والناس تتكتل مع بعضها طبعًا كمية الرعب المزروع في قلب الشعب ما كانت تسمح لأحد أن يُعبر عن رغبته بالتحرك، والناس تحكي بين بعضها أن الوضع سيء و لا يجرؤ أحد حتى أقرب الناس لك صعب أن تُصارحه أنه يجب أن نتحرك أو تصارحه بشيء عملي.
بعدها بدأت تتكسر هذه الحواجز مثلًا كل شلة كل مجموعة شباب تحكي مع بعض من أجل أن نتظاهر ويجب أن نتظاهر ونعمل شيئًا، والأمور سِيقت بشكل أو تكتلت الناس مع بعضها.
كان الأمن في اعزاز بكثافة كبيرة وفروع الأمن كثيرة حتى صارت تأتي الباصات، وطلعت إشاعات ستكون مظاهرة في اعزاز وصار الأمن يبعث باصات بالإضافة لقوات الأمن الموجودة صارت كل جمعة باصات حفظ النظام من حلب، والنظام كثف تواجده الأمني أمام كل شيء خاصة بعد موضوع البخ على الجدران، فصارت مؤشرات بدء التظاهر تظهر ضمن المدينة عبارات على الجدران وأوراق وملصقات والناس تتحرك باجتهادات فردية، وفي هذه الفترة طبعنا الأوراق و وزعناها، وكان الكتابة على الجدران أو توزيع الأوراق أشبه بعملية استشهادية ذلك الوقت أو حتى وقع بنفسك وكأنك نفذت عملية استشهادية الأمن مستتب وهذا النظام القمعي منتشر حولك إذا تعمل أي حراك ضده دخلت ليس بالخط الأحمر بل كسرت كل الخطوط الحمراء المبنية من 30 سنة.
دخلنا قلت لك صار حراك توزيع الأوراق فصرنا نتكتل مثلًا أنا أعرف خالي و خالي يعرف الشباب حوله وهو يعرف رفيقه ورفيقه أيضًا يعرف من حوله، وكل شخص منا حوله دائرة من الأشخاص الذين لدينا رغبة بالتحرك ضمن المدينة.
في هذه الفترة كنت عضو قيادة فرقة في اعزاز، والنظام يُجهز نفسه لموضوع حلب ولموضوع الاحتجاجات التي ممكن تطلع وبدأ يُروج إلى موضوع مظاهرات وممكن تصير مظاهرات ويجب أن نحمي المؤسسات طبعًا خطاب النظام أنها عبارة عن جماعات مخربة، وأنا من خلال لقاءاتي مع جماعة النظام أن هناك جماعات مخربة تُخرب المؤسسات تُخرب الدولة وهذا خطابهم، و وقتها فرع الحزب طلبنا لدورة، والنظام كان مستبق هذا الموضوع ويعرف أنه سيدخل للعمل المسلح، فطلبونا لدورة في حلب يُسمونها إعداد نضالي أو إعداد عسكري، وطلبوا من كل منطقة عشرة أو 20 شاب، فذهبنا كانت نيتنا أن نحضر الدورة كنا لا نعرف الدورة، وإذ الدورة ليعلموك التعامل مع السلاح ويعلموك على قمع المظاهرات، ومدة الدورة أسبوع ،فخطر في بالنا وقتها وكانت فكرتنا ألا يأتي الشبيحة ويستلمون السلاح والأفضل أن نستلمه نحن، فخضعنا لدورة مدتها أسبوع وكان الخطاب والتدريب كله لما تطلع مظاهرات كيف تضرب المظاهرات، و وقتها كان العدد في الدورة 140 شخص من كل المناطق، وكانت عبارة عن دورة صناعة شبيح بالمختصر، وكانوا آخر الدورة سيسلمون السلاح لـ 140 شخص، وكنا ثمانية من اعزاز واثنان معنا من نبل لمنطقة اعزاز، وشكوا حتى النظام كان يعرف القصة، فطلب في اليوم الثاني وقد بدأت الاحتجاجات تطلع حتى صارت احتجاجات في حلب وصرخات أمام الجوامع والمظاهرات الطيارة، فطلبوا أن ننتشر أمام الجوامع بالهروانات والعصي، فكان نظامنا يستقطب المؤيدين، فرفضنا، وبنفس الوقت في نهاية الدورة في 20 أيار/ مايو أول مظاهرة في اعزاز وعند أول مظاهرة دخلنا أول مظاهرة وتركنا شعبة الحزب.
في 20 أيار/ مايو كنا نُحضر للمظاهرات كان لكل جماعة مثلًا أعرف ستة أو سبعة من رفاقي في الجامعة نُجهز لنطلع مظاهرة، ونقول: هذه الجمعة أو التي بعدها، وأنا أعرف خالي وهو مربوط بدائرة ثانية والذي من الدائرة الثانية مربوط بدائرة ثالثة اتفقنا على موعد في 20 أيار/ مايو في جامع علي بن أبي طالب في اعزاز، وما كنا نعرف حتى معنى المظاهرة التي ستصير فدخلنا على الجامع في الحارة الشرقية، ومعروف مثل كل أي منطقة الكل يصلون بجوامعهم يعني جامع الحارة، ودخلت على الجامع وكنت تواعدت مع خمسة شباب هم حلقتي، دخلت والمصلين في الجامع كلهم غرباء عن الحارة وأنا أنظر فلان هذا بيتهم في الحارة الغربية ماذا يفعل هنا؟ صرنا نعرف بعضنا أننا جئنا من أجل التظاهر برغم عدم وجود أي تنسيق بين بعضنا فلان هذا من الحارة الغربية معناها مثلي أنا مثلًا من الحارة الجنوبية وأصلي في الجامع في الحارة الشرقية، فصرنا ننظر لبعضنا في الجامع وأن الكل متظاهرين، والإمام شعر أن المصلين كثير في جامعه ليسوا من جامعه وصار يحكي أن تهدأ الناس و الفوضى تخرب البلد حتى الإمام ارتبك بخطبته بوقتها والإمام عادة يُصلي عنده 100 فجأة عنده 500 والإمام ارتبك ولم يعرف يخطب، وهذا الجامع اخترناه لأنه متطرف عن البلد، والأمن لا يقف أمامه، والأمن ركز قبل جمعة شاب كبَّر داخل الجامع الكبير اسمه خالد حاجولة من اعزاز وقف وكبّر في جامع السوق الجامع الكبير والناس أسكتته، فالنظام صار يُركز على الجوامع الكبيرة، واخترنا هذا الجامع لأنه بعيد، و قبل ليلة كانت سيارات للشحن سيارات وكل شخص خبأ الإعلام أو اللافتات وقتها في تلك الفترة كنا نحمل العلم الأحمر نفسه علم سورية، فخبأنا اللافتات في السيارات التي في المنطقة الصناعية بحيث صعب في الليل تحمل معك لافتة.
خرجنا من الجامع لنتفاجأ أن المظاهرة ضخمة جدًا ما توقعنا تطلع بهذا العدد، وأول انطلاقتها كانت 400 شخص بدأنا نمشي وندور وانطلقت من الجامع.
كانت أول مظاهرة في 20 أيار/ مايو في اعزاز وكانت مظاهرة كبيرة انطلقت بـ 400 شخص وبدأت تدور في اعزاز وتضخم العدد صار حوالي 2000 شخص أو أكثر من 2000 دارت كل اعزاز طبعًا وهي تسير تزيد أعدادها، والشعارات وقتها ما كان إسقاط نظام، كانت الجمعة اسمها "آزادي" والعبارات محصورة بعبارات "حرية حرية" و " واحد واحد الشعب السوري واحد" "وين النخوة وين"، وكانت اللافتات مناصرة لدرعا.
كان الأمن يمشي جانب المظاهرة، والأمن كان عاجزًا لا يعرف يضرب يقف يمشي حتى الأمن لا يعرف ماذا يتصرف مع المظاهرة، ومررنا من جانب الأمن وباصات الأمن يقطعون الطريق مثلا لما نمر من الشارع ينتشر حفظ النظام ونمر من أمامهم ولا أحد يتعرض للعساكر والعساكر لا يتعرضون لنا حتى الأمن مرتبك ولا يعرف كيف يتصرف؟
فجأة قفزة من مدينة ليس فيها شيء لتطلع مظاهرة بـ 2000 فحتى الأمن انصدم والأمن مهيئ نفسه أنه سيطلع 30-20 شخص ليتظاهروا يطلع يعتقلهم، وفجأة تفاجأ بـ 2000 أو 3000، والأمن غير مجهز لهذه الخطوة، ودارت المظاهرة معظم الأحياء وانتهت حتى بوقتها شخص هتف "الشعب يريد إسقاط النظام" فالمتظاهرين ضربوه وأوقفوه لأنهم لا يُريدون هذا، وانتهت المظاهرة بعدها قلت لك هذا كان أول خروج حقيقي.
ونرجع اعزاز مثلا إذا تحدثتا عن أسباب تدفع على الخروج في الثورة ما في أسباب، ونشاطنا في البداية كنا عبارة عن عدة أشخاص كل شخص مسؤول عن حلقة يمكن تسميهم منسقين أو أي اسم، وأنا مسؤول أن أحشد معي أكبر عدد من المتظاهرين، وكنا عدة أشخاص نُنسق للمظاهرة، فأنا ركزت ضمن فئة الشباب في الجامعة أجلس معهم مثلًا أعرف من الشبيح من غيره، فحشدت ضمن نطاق طلاب الجامعة إضافة كنا نُجهز حالنا لموضوع التصوير بوقتها صورت المظاهرة، وكنا الشباب الذين نُنسق المظاهرة عدة أشخاص وكوني طالب جامعة فلدي خبرة بهذه القصص ولدي اهتمام بالأمور التقنية من قبل الثورة، فتكفلت أن أُصورها وأرفع كان مطلوب منا أن نتعرف ونتكلم مع من غير مناطق والتنسيقات بغير مناطق كان وقتها شيء اسمه شبكة "أوغاريت" وشبكة "شام" ومن هذه المواقع التي ظهرت ونشرت المظاهرات أو أخبار المظاهرات، وهذه الصفحات التي تنشر الأخبار فتصور وتُرسل المقطع على "السكايب" أو على "اليوتيوب"، فبدأت وقتها التصوير وكنا لا نعرف حتى هذا بصراحة قلت لك كان الإنترنت محجوب في سورية رغم أنه لدي كمبيوتر من زمان وكل شيء، لكن كان الأمر جديدًا أن تُصور وترفع.
أذكر وقتها أنه كيف سأرفعها كنا نخاف ألا نعرف موضوع المراقبة من عدم المراقبة، وقبل المظاهرة اشتريت خط هاتف تركي وهي موجودة في اعزاز لنرفع عليه المظاهرات طبعًا ما كنا نعرف، مثلًا طلعنا في المظاهرة بعد الصلاة ولم أرفع المظاهرة حتى المغرب بعد 4 ساعات، وعندما استعملت الخط التركي عرفنا كيف نرفع المظاهرة.
فهذا كان دورنا في البداية جهزنا اللافتات في النهار وصرنا نُصور طبعًا بعدها صرنا كل مظاهرة اختصيت بموضوع تصوير المظاهرات، فكثير من المظاهرات على قناتي على اليوتيوب القديمة حتى ما كان هناك فكرة مكاتب إعلامية للمدن أو مكاتب إعلامية والتنسيقيات لبعدها تطورت هذه القصة، وصرنا نتطور لموضوع اسمه تنسيقية بين المناطق مثلًا نعمل غرفة لنُنظم الحراك بنفس التوقيت بين اعزاز وتل رفعت وعندان، فتخصصت بموضوع التصوير والبث المباشر وتجهيز اللافتات والتنسيق لها مع غير أماكن، في يومها الأمن ارتبك من المظاهرات أكثر منا، ونحن كنا نتوقع كل دقيقة من المظاهرة الأمن يقمعنا لكن لم يقمعنا صرنا نتوقع أنهم سيأخذوننا من الطريق، وبقينا ندور أكثر من نصف ساعة ولا نعرف كيف نفض المظاهرة يعني حتى مظاهرة صرنا نخاف نقف طيب إذا وقفنا سيمسكوننا حين نتفرق طب لنظل ندور ولماذا لا يعتقلونا طيب سيضربوننا صرنا لا نعرف هل نقف أم نتفرق، وكنا نبحث عن طرق في الحارات الفرعية كيلا يعتقلونا حتى لما أوقفنا المظاهرة كل شخص ركض على بيته ويعتقد أنه سيعتقل، وفي يومها ما صار أي شيء حتى النظام ظلوا منتشرين في الشوارع وما عملوا أي شيء أو شنوا أي حملة اعتقالات يومها، وأذكر الجمعة التي بعدها لم نتظاهر لأن الجمعة التي بعدها حشد الأمن بشكل كبير، وبدأ الأمن يبعث على العوائل والشخصيات وبعد أسبوع شن الأمن حملة اعتقالات ترك الموضوع ستة أيام على ما أعتقد درسوا إنه كيف سيتصرفون ومن الشخصيات لأنهم تفاجؤوا بالشخصيات التي كانت في المظاهرات قلت لك كانوا هيأوا أنفسهم لـ 40-30 شخص لما طلعت الأعداد كبيرة شنوا حملة اعتقالات كبيرة بعد بأسبوع تقريبًا كانت ردة فعلهم على المظاهرة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/10/23
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةالحراك في حلبالبدايات الأولى للثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/218-03/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
3-5/2011
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة اعزازمحافظة حلب-مارعشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
شبكة شام الإخبارية
شبكة أوغاريت