واقع الغوطة بعد مجزرة الهجوم الكيميائي، نتائج التحقيق الأممي وإطباق الحصار
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:44
بعد دخول لجنة التحقيق (فريق التحقيق الأممي بشأن استعمال الأسلحة الكيميائية في الغوطة) خلال يومين بدأنا نترقب التقرير الذي سيصدر عنها، وحينها كان قد سيطر علينا جميعًا أننا والحمد لله نجحنا في توثيق هذه الجريمة ولم نتركها تفلت، والحمد لله أن تضحيات وأرواح الشهداء وحقوقهم لن تذهب هدرًا وستكون نهاية هذا النظام وبعدها نعود لسورية التي نحلم بها، ففي الحقيقة هذه الفترة ما بين دخول لجنة التحقيق وصدور تقريرها والمداولات التي حدثت حوله كان يوجد نوع من الأمل أننا وإن شاء الله لن تذهب هذه التضحيات سدى.
على الصعيد الطبي نحن كمكتب طبي (المكتب الطبي الثوري الموحد) أيضًا كان هناك اجتماع عاصف، وهو أول اجتماع بعد الكارثة (مجزرة الهجوم الكيميائي) وزيارة اللجنة، ودعونا إليه مندوبين من منظمات دعم العمل الطبي التي كانت موجودة والتي كنا قد تداعينا وإياهم قبل ضربة الكيماوي بحدود الشهر عندما بدأنا نتوجس من هذا الأمر، وتحدثنا أنه الآن لدينا 10 آلاف مصاب، و1500 [شهيد] أو أكثر لأنه بعد ذلك بدأت ترتفع أعداد الشهداء فيما عدا الإحصائية الرسمية التي سلمناها [للجنة] وهي 1466، لأن من المصابين ذوي الحالات الحرجة أصبح هناك شهداء، وعُثر على شهداء آخرين في مناطق مختلفة بعد ذلك. [قلنا في] الاجتماع أنه يوجد سلاح دمار شامل ويحتاج لدولة تكون لديها خطة للتعامل، دولة بإمكاناتها الكبيرة تضع في خططها الاستراتيجية مواجهة ضربة سلاح دمار شامل، بينما كانت الغوطة منهكة وجائعة ومحاصرة وبحالة حرب وفقر، والحمد لله واجهنا وعملنا ما قدرنا عليه الله، طبعًا كانت تحكمنا الإمكانيات، فالعزيمة والإرادة كانت موجودة وكانت بشكل جماعي عند الجميع في الغوطة دون استثناء، سواءً في المناطق القريبة أو البعيدة عن الضربة، فالجميع قام بعمله، والجميع قام بالفزعة والإسعاف ودفن الشهداء.
أذكر بعد الحادثة نظرت إلى المشفى (مشفى الكهف)، كان يوجد زجاجات وأوعية الخل التي أحضرها الناس من بيوتهم ظنًا منهم أن الخل يفيد في الكيماوي مثلما يفيد في الغازات المسيلة للدموع، وفي وقتها وجهت كلامي لأبي أنس ذكره الله بالخير وكان عضو مكتب تنفيذي إداري اسمه محمد رحال، قلت له: أصبح لدينا خل لعمل "الفتوش" (أحد أنواع السلطات) لمدة سنة، وقلت: وزّعوهم للناس.
اجتمعنا بعدها كمسؤولين طبيين، وضعنا خطة أسميناها "خطة دفاع كيماوي" لإحداث مراكز فيما عدا المشافي، وهنا بدأنا بتحليل التجربة، فمثلًا المشفى هو مكان مغلق وغالبًا قبو، وحالات الكوارث الكيماوية تحتاج إلى مكان مفتوح ومناطق متعددة ومنطقة إزالة تلوث يتوفر فيها الماء، ومنطقة نزع وتغيير ملابس، ومنطقة فرز الإصابات، وبعد ذلك توضع خطة للحالات الحرجة والاستشفاء ولمن يتعالج ويذهب... إلخ. كل هذه الأمور أصبحت واقعًا، والتعرض للكيماوي لم يبقَ هاجسًا، فلقد تعرّضنا لضربة، ومن الممكن أن نتعرض لضربات أخرى، وكانت خطة الدفاع الكيماوي التي تقتضي أن يكون في كل منطقة جغرافية مركز مجهز لوجستيًا من ماء وملابس وتقسيم وفرز. ونحن لدينا في المركز جهزنا صالة الدفاع الكيماوي، وزودناها برشاشات ماء ومنطقة نزع الملابس وإزالة التلوث و[تأمين] الملابس البديلة، وطبعًا لها بروتوكول من فتح وريد والتقييم إلى آخره، وكان يجب أن نستفيد من هذه الضربة، ويجب أن تكون لدينا الجاهزية في أي لحظة لاستيعاب أي ضربة ثانية، وهذا الأمر أيضًا تم العمل عليه.
في وسط مداولات مجلس الأمن ما بعد زيارة اللجنة (فريق التحقيق الأممي بشأن استعمال السلاح الكيميائي في سورية)، بدأت ترشح مداولات روسية أمريكية، وصدر التقرير، والتقرير كان واضحًا، وأنا أعتبر تقرير اللجنة تقريرًا مهنيًا وواضحًا، لم يتحدث بالسياسة ولكن كل حيثياته تشير (...)، فهو يقول إن الإطلاق تمّ من الجهة الفلانية وصواريخ أرض أرض، وأنا يهمني إثبات هذه الجريمة، ولكننا كنا معتمدين على الإرادة الدولية بينما هي كانت في البازار للبيع والشراء، وسُنّت أول سابقة في تاريخ الإنسانية، وهي مهزلة أنك أمام جريمة تكتفي بمصادرة سلاح الجريمة وتترك المجرم ليرتكب جرائم بأسلحة أخرى. وهذا الذي حدث في ملف الكيماوي الذي انتهى بصفقة روسية أمريكية، وقصة تسليم السلاح الكيماوي، وطبعًا هنا لا يغيب عن الذهن مصلحة أمن إسرائيل، والنظام مستعد لبيع كل شيء فقط لأجل الكرسي، وعندما استخدم مخزونه (مخزونه من السلاح الكيميائي) استخدمه ضد الشعب السوري ولم يستخدمه ضد المحتل الذي كان يصدع آذننا ليلًا نهارًا بأنه سيطهر الأرض ويرميهم في البحر. في الحقيقة هذا الكلام أصابنا بصدمة وإحباط، وأنا هنا لا أتحدث عن شخصي وإنما أتحدث عن عموم مجتمع الغوطة الجريح الجائع المحاصر وغير الآمن والذي ودع أكثر من 1500 شهيد في ليلة واحدة ولديه 10 آلاف مصاب والذي جاءت إليه لجنة أممية ووثقت له، وفي الآخر وجد أن الأمر تم باتفاق وتسوية جانبية وتركوا المجرم، وهذا الأمر أصابنا جميعًا بإحباط.
وهنا نتحدث عن نتائج تقرير اللجنة والمساومة والتسوية التي حصلت، وأولها حالة اليأس والإحباط من العالم كله، وهذا الأمر أعطى حجة قوية لارتفاع الخطاب الجهادي حيث إن العالم جميعه يكذب علينا، والعالم الذي يقول حرية وحقوق إنسان باعنا بصفقة، وأعظم دولة في العالم التي كانت تضع مليون خط أحمر أيضًا باعتنا وكانت خطوطها الحمراء كانت وهمية. وهنا ارتفعت نبرة الخطاب الجهادي: "أخي لم يعد أمامك إلا أن تمشي في الخط الجهادي"، وهذا الكلام أصبح يلاقي قبولًا عند الشباب، وهذا تطور طبيعي ومنطقي للأحداث ولطريقة تعاطي العالم مع القضية. وأقول هنا بين قوسين: هكذا يكون العالم هو من يصنع هذا الخطاب الجهادي الذي يخاف منه، وهو من يصنع التطرف، فالإنسان اليائس في النهاية سوف يصبح انتحاريًا، هذا الذي ليس لديه ما يخسره سيختار خيار "شمشون": علي وعلى أعدائي، وهذا هو الخيار الذي وضعوا به الشعب السوري تحديدًا بعد مقاربة جريمة الكيماوي، فلم يكن فيها أي خلل يبرر التلكؤ، ولم يكن هناك خلل لا في الجريمة ولا في توثيقها ولا في التقرير الذي صدر، وبعد الموقف المتصاعد ضدها لا يوجد ما يبرر أن تنتهي بصفقة. فتلك كانت النتائج: الإحباط وارتفاع وتيرةالخطاب الجهادي.
منظمات دعم العمل الإنساني التي كانت تنظر للغوطة على أساس أنها منطقة محاصرة، ويوجد صعوبة في الدخول إليها، وبالتالي أعتقد أنها كانت تستسهل العمل في المناطق الأخرى غير المحاصرة، ولكن بعد جرح الكيماوي الذي أصاب الغوطة التفتت هذه المنظمات إلى الغوطة، وكنا نقول ربما هي التفاتة إنسانية، ولكن لا، أعتقد لأن الغوطة أصبحت في صلب أحداث القضية السورية، فهذه المنظمات أيضًا تريد الدخول ليكون لها موطئ قدم، وأنا بصراحة وفي النهاية لم أعد أؤمن بعد الذي رأيته في تجربة الغوطة بشيء اسمه دعم بريء لثورة أو دعم بريء لمعاناة إنسانية لشعب. تمّ افتتاح هذه المنظمات، وبدأت تدعم مشاريع دعم العمل الطبي أو الإغاثي أو الإنساني، ونحن كنا في شهر آب/ أغسطس، وما بين الكيماوي وبين نهاية عام 2013 كان قد بدأ النفق الأول، وبدأت معارك كسر الحصار مثل "معركة المطاحن" والتي خرجنا منها بالرغيف المغمس بالدم (دارت أحداث هذه المعركة بين 29 تموز/ يوليو و2 آب/ أغسطس 2013 – المحرر)، و"معركة الله أعلى وأجل" والتي حصلت في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2013 (بدأت المرحلة الأولى من المعركة في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، والمرحلة الثانية في 10 كانون الأول ديسمبر – المحرر) وكانت غايتها كسر الحصار وفتح منفذ باتجاه البادية عبر العتيبة والبادية بحيث يصبح لدينا طريق شمالًا وجنوبًا إلى تركيا والأردن ونتمكّن من كسر حصارنا من هنا. وطبعًا إن تم هذا الأمر فهو طريق غير آمن، بل دائمًا عليه ضريبة دم واستهداف وطيران ومتابعة، ولكن رغم ذلك كان هذا أحد حلول كسر الحصار. وخاضت الغوطة هذه المعركة، وخاضتها بفصائل متفرقة، تلك الفصائل القائمة على مستوى لواء وكتيبة ومجموعة، وخلال 24 ساعة وصلوا إلى العتيبة، واستبشرت الغوطة خيراً بأننا كسرنا حصارنا، ولم ننجح في معركة "المطاحن" بينما هنا نجحنا وكسرنا الحصار وفتحنا الطريق. وخلال 24-48 ساعة بدأت الانسحابات، وبدأ التلاوم [بين الفصائل]: "أنت انسحبت قبلي، أو أنا خرجت قبلك، إلخ"، وعاد النظام وأطبق الحصار، وطبعاً الدخول إلى العتيبة والرجوع منها هي مسألة يومين إلى ثلاثة أيام، ولم يُفتح طريق ليدخل منه أي شيء إلى الغوطة، وكان الحصار مطبقًا. وكان واقع الحصار أن يطوق النظام منطقة، وبعد ذلك أي مسرب يمكن أن نستفيد منه مع الوقت ومع التجربة، كان يقوم بسدّه وسدّ مسرب المسرب وهكذا. فالحصار عندما أُطبق علينا لم يُطبق خلال 24 ساعة، وحتى المسارب وصلنا في النهاية لدرجة أن العصفور لم يعد يتمكن من الخروج من الغوطة أو الدخول إليها.
منذ بداية عام 2011 حتى عام 2013 [مرّ علينا] الحصار والكيماوي واشتداد الحصار، ولم نكن نرى في طيف المؤسسات الثورية إلا أبناء الثورة الحقيقيين الذين كانوا منذ اليوم الأول، والذين كانوا يؤمنون بأن الثورة هي عطاء وليست أخذًا، وواقع الحصار بالتأكيد ترك بصماته على الجميع، وحتى من لديه مدخرات استهلكها. ولكن واقع الحصار من جهة، وواقع الدعم المالي الذي جعل هذه المؤسسات القائمة سواءً الطبية أو غيرها يصبح لديها استقرار وصندوق مالي ورواتب ووظائف وتعيينات، هذا الأمر أتى إلينا برشقة ثانية على العمل في مؤسسات الثورة من الناس الرماديين الذين كانوا في الأساس ليسوا ضد الثورة، ولكن ليسوا معها أو لم يساهموا فيها، وفي هذه الظروف من حصار ومؤسسة وراتب ووظيفة دخلوا في الثورة. هذا الأمر دفعنا ثمنه بعد ذلك، وكان له انعكاساته الإيجابية كدعم بحيث توسعت مؤسساتنا وأصبح لديها القدرة على تقديم الخدمات وأصبحت تساعدنا في التغلب على الحصار، ولكن أيضًا في المقابل أدخل الرماديين إلى هذه المؤسسات، وبعضهم أصبحوا أصحاب مسؤوليات كبيرة، لذلك نحن كان لدينا خوف فقد توسع الطيف بالرماديين لمرحلة، وهذه المرحلة ربما كانت واسمة في العام 2014، ففي مختلف المناطق إذا اعتبرنا أن فعاليات الثورة في كل منطقة قد أسست مؤسساتها وكياناتها،بدأت تخلق معارضة لفعاليات الثورة القائمة المحلية، وهذه المعارضة غالبيتها من هؤلاء الرماديين. وعندما دخلوا في مؤسسات الثورة أصبح لدينا فعاليات حاكمة وفعاليات معارضة، ودفعتنا لأن نستوعب الجميع ونطرح التداول، وهذا أيضًا أدخلنا بعد ذلك بتداول الإدارات على مختلف المؤسسات، وهذا التداول أدخل الطيف الرمادي ومكّنه من القفز على بعض تلك المؤسسات، ولكن نحن لم يكن لدينا قلق من هذا الموضوع، فإذا استطعنا أن نثبت آلية الانتخاب والتداول حينها التجربة تصحح نفسها.
كانت طبقة الموظفين من أبناء الغوطة، أما أصحاب الصناديق المالية (...)، هناك ظاهرة كنا نراها يجب أن نتحدث عنها، وهي ظاهرة أن ما قبل إطباق الحصار كان يوجد الكثير من الناس يأتون ليعملوا ويدعموا عمل الثورة في الغوطة بأسماء مستعارة في مختلف [المجالات]: الطبي والتعليمي والإنساني، ومن الجيد أن يأتوا ولهم الشكر، ولكننا تعاملنا معهم بطريقة عدم التضييق عليهم كي لا نخسرهم، ولكن بصراحة لا يمكننا أن نثق بهم كل الثقة لأننا لا نعرفهم، ولو أنه كان لدينا يقين أنهم ليسوا من طيف "العواينية" التابعين للنظام، وهم أبناء ثورة ولكن أنا يجب أن أبقى حذرًا من هذا الشخص الذي لا يقبل أن يعرّف عن نفسه بينما أنا أعرّفك عن نفسي وأنا وأنت شركاء سوية في هذه الثورة على هذه الأرض، وأنا وأنت مشروع شهيد في أي لحظة، إذًا لماذا أنت حذر مني وأنا لست حذرًا منك؟
كنا نسمع في بعض الأحيان: "شروط الداعم هكذا"، ولكن أنا لا أستطيع أن أفصّل لك الغوطة على شروط داعمك، وأنا أولوياتي تختلف عن أولويات داعمك، وأنا ابن الأرض وأنا أعرف احتياجاتها، وأنت أتيت اليوم لتقول لي: "هكذا يريد الداعم!" ففي الوقت الذي يكون فيه جوع لا أقبل بمشروع دعم نفسي لنأخذ الناس في نزهة، أنا عندما يكون لدي جوع ما يهمني هو الرغيف، وفي الوقت الذي يكون لدي إصابات وقصف لا أقبل من أحد أن يعمل عيادة جلدية ويقول لي إن شرط الداعم الآن أن نجهز عيادة جلدية، فهي ليست من أولوياتي وإنما أولوياتي بالدرجة الأولى الحفاظ على الحياة، أي الرغيف والإسعاف، وبعد ذلك عندما تتطور إمكانياتي أنا مستعد للعمل على ضمان طبي أفضل من السويد، ولكن الآن أولويتي الرغيف وإنقاذ الحياة. وعندما تأتيني أنت بصندوق [دعم]، وتقول إنك تريد أن تؤسس مؤسسة تعليمية على طريقة "المونتيسوري" فأنا سأعتذر منك، وأقول لك: "أريد منك تأمين قبو لإنشاء مدرسة لطلاب يدرسون بعضهم البعض، ذلك أهم بالنسبة لي من أن تصرف كلفة لمدرسة هنا تستطيع أن تشغل بها ثلاث مدارس. ربما هذا الأمر ولّد لديهم الشعور أننا حاربناهم، ونحن لم نحاربهم، ولكن [كان رأينا:] دعونا نمشي حسب أولويات الأرض ولا نمشي حسب أولويات من هم وراء الحدود، وإذا كنت مصرًّا على أن تمشي حسب أولويات من هو وراء الحدود والذي لا يرى الواقع على حقيقته، فأنا هنا ".اسمح لي أن أقول لك: "ما هو برنامجك وما هي أجندتك؟
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2013/07/26
الموضوع الرئیس
حصار الغوطة الشرقيةواقع الغوطة الشرقية عام 2013مجزرة الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقيةكود الشهادة
SMI/OH/52-25/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آب/ أغسطس - كانون الأول/ ديسمبر 2013
updatedAt
2024/10/03
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مشفى الكهف في الغوطة الشرقية
المكتب الطبي الثوري الموحد في الغوطة الشرقية
البعثة الفنية المستقلة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية
الأمم المتحدة
مجلس الأمن الدولي - الأمم المتحدة