الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي من الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:43:08

توفقت عن الرد على أي أحد منهم -وهذا ما سأعود له مع أبي سورية- وافترضت أنهم كلهم شبيحة وأريد أن أقطع العلاقة بهم نهائيًّا، وأبو سورية اتصل بي عشرات المرات، وبعث خبرًا إلى بيت أهلي عشرات المرات، وأبو سورية استُشهد في الثورة بعد ذلك وأظن [أنه] اُغتيل، وحينها عرفت أنَّه منخرط في الحراك الثوري.

 أنا افترضت أنهم كلهم شبيحة ولا أريد التعامل معهم، [ولكن] حين مات أبو سورية تذكرت أنَّ كل مكالماته لأجل أن يقول لي: أنَّ ما قلته لك جزء منه صحيح، وهذا شيء ألوم نفسي عليه، وأتمنى أن يسامحني عند رب العالمين لأنَّني ظننت به السوء، وعممت موقف الحزب (الحزب السوري القومي الاجتماعي) على الجميع، [ولكن] أنا كنت أعرف في الحزب أبا سورية، ولذلك كنت أرى أنَّ الحزب -بالنسبة لي- هو أبو سورية، وأنا هنا لا أبرر لنفسي ولكن مادام أن الحزب أخذ موقفًا سيئًا؛ والحزب بالنسبة لي هو أبو سورية، وبالتالي أبو سورية شبيح، هذا كان موقفي.

استُشهد أبو سورية عام 2014 اُغتيل في الميادين وعلى ما يبدو لخلاف فصائلي، في تلك الفترة انا انقطعت عنه، وربما هو اعتقد أنَّني سأذهب إلى التيار الآخر (النظام) ولم يعد يتواصل معي، مع الشهادة أن الرجل بذل الكثير من الوقت ليتواصل معي وأنا لم أرد عليه.

وتسارعت الأحداث في سورية، وأنا أعيش في لبنان وليس لدي إلا المتابعة، وكنت أعيش فترة سيئة لأنَّ أغلب المحيط مؤيدون، وعشت فترة قرابة الشهرين لنهاية حزيران/ يونيو [2011] منبوذًا من الشباب أصحابي حين يُقال عنك مندس هي تهمة قد لا تكون [هي] بالنسبة لي [تهمة]، ولكنها بالنسبة للآخر تهمة وينظر لك نظرة خائن، وأنا حينها لم أكن قد قمت بأي فعل، إلا -اللهم- أني آخذ موقفًا، وعليه باتت علاقتي مع الشباب في الجامعة سيئة جدًا، ما عدا الشابين اللذين ذكرتهما والشاب الكردي وهؤلاء الوحيدون الذي حصل تواصل بيني وبينهم ونرى بعضًا، أما البقية كانت علاقتي [بهم] سيئة، وكان ملجئي الوحيد هو الدكتور وأزوره كل يومين وأراه، وأنتظر فحصي لأقدمه وأنزل [إلى سورية] لأرى ما الذي يحصل على أرض الواقع -وفي المنزل هناك شباب لبنانيون- وفي [شهر] حزيران/ يونيو نزلت إلى سورية، وقبل تلك النزلة التي نزلتها في شهر آذار/ مارس سمعنا أنَّ هناك مظاهرة ستحصل عند [منطقة] المدلجي في الدير، وأنا من سكان الميادين وخرجت إلى دير الزور ومعي شاب صديقي، ووصلنا هناك عند جسر الحزب، وصلنا وإذ بالمظاهرة مسيرة (مؤيدة للنظام)؛ توجد عائلة في الدير متزوج من [بناتهم] ماهر الأسد ووزير الإعلام ولا أذكر اسم العائلة، ولكن هؤلاء قلبوا المظاهرة إلى مسيرة، وكانت مسيرة كبيرة، وحتى في حزيران/ يونيو نزلت إلى الميادين، وهناك كان يوجد مظاهرات وهناك من يخرج مظاهرات ليست أعدادًا هائلة، ولكن هناك مظاهرات، وكُسر تمثال حافظ الأسد في شهر أبريل/ نيسان، ورأيتها على الإنترنت [حينها] ولكن حين تراه [وجهًا لوجه فذلك] شعور آخر، ورأيت [التقيت حينها] الأمر واقعًا والحراك واقعًا (يوجد حراك حاصل في البلد) وأن ماقاله لي الدكتور صحيح، والذي أشاهده على التلفاز صحيح وكل ما أراه صحيحًا، وشاركت في أول مظاهرة في شهر حزيران/ يونيو في يوم الجمعة يمكن [أنها جمعة] "سقوط الشرعية" أو "ارحل" وكان متزامنًا مع موت حافظ الأسد وتولي بشار الذي هو [تاريخ] 10 حزيران/ يونيو يُمكن [أنه] أُطلق عليها اسم "سقوط الشرعية" (هو تاريخ "جمعة العشائر"، بينما "جمعة سقوط الشرعية" كانت في 24 حزيران/ يونيو 2011 - المحرر) وكانت المظاهرة أمرًا عظيمًا، وهناك أعداد لا بأس بها، وكل الناس الذين قلت عنهم أنَّهم في مكانة جيدة أغلبهم في المظاهرة، ورأيت شبابًا أصدقائي ودكاترة ومهندسين ومحامين وناسًا بسطاء، وكل الناس موجودة [وكان يرفع حينها] العلم السوري -ولم يكن قد تغير-، ولأول مرة أشعر أنَّ هذا العلم قريب مني، [وفي] هذا الموقف تذكرت صديقي [الذي كان] يخدم في المخابرات الجوية، فكنت أزوره قبل الثورة وهو يخدم في مطار المزة العسكري، وقال لي: متى ستخدم؟ (الخدمة العسكرية الإلزامية) [فقلت له:] وأنا للفكاهة ولست أقصد بها شيئًا [نظرت إلى الأعلى] رأيت العلم ممزقًا ونازلًا لتحت (إلى الأسفل)، قلت له: حينما يصبح هذا العلم مرفوع الرأس وليس مكشرًا (عابسًا) (تعبير عن سوء وضعه) فقال لي: اخرج إلى الخارج، وهي حالة تهكم عليه لا أكثر. ولكن في تلك المظاهرة شعرت أنّ هذا العلم تغير واقعه؛ من [حالة علم] منكس وممزق في أهم نقطة عسكرية [وهي] مطار المزة، [إلى حالة أن] يُرفع بين أيدي الناس، وأصبحت تحصل لدي هذه المقارنات أنه هذا العلم نفسه!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/20

الموضوع الرئیس

الحراك في دير الزور

كود الشهادة

SMI/OH/79-03/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران/ يونيو 2011

updatedAt

2024/07/26

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكريمحافظة دير الزور-منطقة الميادين

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري

المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري

الحزب السوري القومي الاجتماعي - المركز

الحزب السوري القومي الاجتماعي - المركز

الشهادات المرتبطة