حول المؤتمر الجامع للمعارضة

18 شباط 2015

كثّف المكتب السياسي لمنبر النداء الوطني اتصالاته مع كافّة أطياف المعارضة، خاصّة مع تزايد الحراك داخل المعارضة السياسيّة منذ انطلاق المبادرة الروسيّة في كانون الأوّل الماضي ومع التدهور الكبير للأوضاع الإنسانيّة والميدانيّة في سوريا. بالتالي أجرى المنبر اتصالات واسعة مع كافّة أطياف المعارضة السياسيّة، انطلاقاً من الائتلاف وهيئة التنسيق ومكوّناتهما وتيار بناء الدولة وجبهة التغيير والتحرير وصولاً إلى حزب الاتحاد الديموقراطي والمجلس الوطني الكرديّ وغيرهم. وكذلك تمّ تكثيف التواصل مع المعارضة الميدانيّة المؤمنة بالمساواة في المواطنة والتي تقاوم القمع والقصف على الأرض.

وقد أوضح المنبر لكلّ من حاورهم أنّ الهدف الأسمى اليوم هو توحيد كلمة المعارضة في مواجهة سلطة الاستبداد ولنصرة آمال الشعب السوريّ. ولذا بذل جهداً كبيراً لكي يكون الموقف موحّداً من لقاء موسكو التشاوريّ الأوّل. وأن يشمل مؤتمر توحيد المعارضة المزمع عقده في نيسان القادم كلّ الأطياف. وأكّد أنّ المنبر لن يدخل في أحلافٍ واصطفافات لصالح هذا الطرف من المعارضة ضدّ الآخر، وأنّه يكنّ الاحترام لجميع الآراء بالرغم من الاختلاف في الطروحات.

بالتالي، أشاد المنبر بالتوافق الأوليّ الذي جرى بين الائتلاف وهيئة التنسيق في كانون الأوّل الماضي، ثمّ ببيان القاهرة الذي أنتجته بعض الأطياف في كانون الثاني الذي تلاه، وأبرز أنّه يُمكن البناء عليه. كما لحظ تقارباً بين بعض بنود وثيقة المبادئ الأساسيّة حول التسوية السياسية التي أنتجها الائتلاف مؤخّراً وبين بنود بيان القاهرة، وكذلك مع وثيقة التفاوض التي يعمل عليها تيار بناء الدولة.

يؤكّد المنبر حرصه على نجاح هذه الجهود. ويذكّر بالتجربة الوحيدة الناجعة لتوحيد المعارضة في مؤتمر القاهرة في صيف 2012، وكيف حرص من حضر حينها اللقاء التحضيريّ في استنبول أن يتمّ خلق لجنة تحضيريّة من كافّة الأطياف، حتّى الغائبة، تعمل ليس فقط على صياغة التوافقات، أي على ما سمّي فيما بعد وثائق القاهرة وعهدها الوطني ورؤية المرحلة الانتقالية، وإنّما أيضاً على انخراط جميع أطياف المعارضة في جهود إعداد المؤتمر وإنجاحه. هذا الحرص على التشاركيّة السوريّة وعلى قبول التنازلات لنصرة قضيّة الشعب السوريّ هو الذي سمح حينها بتدارك تأثيرات الدول المختلفة في الأزمة السوريّة وبالتوافق على برنامج موحّد.

المكتب السياسي لمنبر النداء الوطني