الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مساعي توحيد كتيبتي سعد ابن أبي وقاص والفيحاء في داريا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:07:23

في صيف عام 2012 كان الى حد ما قد بدأ يظهر أن الثورة تتصاعد ويزداد زخمها وتميل الكفة لصالحها، وبدأت شرائح أكبر تدخل في العمل الثوري، بعضهم ضباط، الذين عددهم قليل بشكل عام في داريا، الناس لايرغبون بالخدمة العسكرية فيها، فعددهم محدود، بعضهم متقاعدون والبعض الآخر على رأس الخدمة. يوجد أكثر من ضابط دخل على خط (شارك) في العمل المسلح، وكان يوجد في داريا في ذلك الوقت كتيبتين: كتيبة قائدها أبو تيسير (حسن زيادة) اسمها كتيبة سعد بن أبي وقاص، ومثلما ذكرت لك أنه يوجد في الكتيبة نفسها مجموعات، ولا يوجد درجة كبيرة وموحدة من الانضباط. وكان يوجد كتيبة ثانية اسمها كتيبة الفيحاء، قائدها اسمه أبو مالك، كانت منفصلة تمامًا عن كتيبة أبو تيسير. عندما بدأنا بالتنسيق (مع الجيش الجر) لم يكن هناك تنسيق معها، حينها لم أعرف أنها كتيبة، كنت أعلم أن هناك مجموعات، ولكن لا أعلم أنها كانت كتيبة، وبات قسم من الضباط مع هذه الكتيبة، وقسم آخر مع الكتيبة الأخرى. حصلت أكثر من جلسة وحضرت إحداها؛ لتوحيد الكتيبتين أو الاتفاق على على هذا الأمر، حينها كان يوجد وسطاء من خارج داريا -لا أعلم كيف تم التواصل معهم- ولكن أحدهم من خارج داريا، ولكن زوجته من داريا، كان دكتور (حائز على شهادة الدكتوراه) والذي حصل في وقتها -وهذا كان نمطًا متكررًا [يتصرف به أبو تيسير]- فعندما يحصل ضغط معين أو خلل معين فهو يقول ببساطة: تعالوا حتى نجري اجتماعًا، ونختار قيادة واحدة، ونحن ندعمها، ولكن بشكل غير مباشر يعرقل أي خطوة عملية في هذا الاتجاه.

حضرت إحدى هذه الاجتماعات، وكان يحصل في بدايتها قَسَم على السرية، وحضرها أكثر من شخص من خطباء المساجد، ولكنهم كانوا يؤكدون على عدم الكلام. وهذا الشيء كان نقطة سلبية عليهم، فتجد شابًا صغيرًا في الجيش الحر، عمره اثنان وعشرون أو ثلاث وعشرون سنة يحمل السلاح، ويعتبر نفسه أشجع من جميع الوجهاء والمشايخ الذين لا يستطيعون أن يتكلموا ويقولوا: إنهم حضروا جلسة مع الجيش الحر. وهذا النفس (التوجه) كان موجودًا كثيرًا في الثورة، وكان معرقلًا للجهود التنظيمية.

فبقيوا كتيبتان [ولم يتوحدوا] في إحدى المرات -ولم أكن مطلعًا كثيرًا على التفاصيل- صار (تأسس) مجلس عسكري بإدارة الضباط، وأبو تيسير يبقى فقط القائد العسكري الميداني، على أساس أنه عاد خطوة للوراء. وفي إحدى المرات عين كمسؤول للعلاقات؛ لأنه في الأصل لديه تواصل مع كتائب أخرى خارج داريا، ولكن الذي أذكره أن هذه الفكرة فشلت ولم تنجح بشكل جيد. 

كان عدد الجيش الحر يزداد بالتدرج -لايوجد عندي عدد دقيق- ولكن ليس أكثر من المئات، أعتقد أن العدد لم يزد عن ثلاثمائة عنصر في تلك الفترة. والذي أذكره عن المناخ العام، أنه حتى بعض النشطاء السلميين أصبحوا يشعرون أن دورهم تقلص كثيرًا، وأكثر شيء يستطيعون فعله هو أن يتدربوا، ويحملوا السلاح. وكان هناك شريحة في المنتصف لا تزال نشيطة في المظاهرات، ولكن في نفس الوقت يحملون السلاح ويتدربون، أوهم محسوبون على مجموعة معينة. ويوجد شباب آخرون كانوا أقرب إلى التنسيقية، أذكر في فترة ما شعرت بأنهم يفكرون بالانضمام [إلى الجيش الحر] وحتى هذا الموقف كان يقابل أحيانًا بشيء (لا أريد أن أسميه شماتة) ولكن بعض قادة الجيش الحر يقولون: هل ترون؟ في النهاية مصيركم إلى هنا أو هذا الطريق هو الصحيح.

 في هذه الفترة، كان المناخ العام مشجعًا للجيش الحر أيضًا، فعبارة "الله محيي الجيش الحر" كانت شائعة جدًا. وأذكر أنه كان يكثر الحديث عن أشخاص يتبرعون، ونساء يبعن ذهبهن.

بعد "السبت الأسود" لا أذكر أنه كان يوجد عمليات [للجيش الحر] واضحة أو بارزة، ولكن لاحقًا في الصيف في الشهر السادس (حزيران/ يونيو) والسابع (تموز/ يوليو) أو الشهر السابع بالذات، بدأت تحصل بعض العمليات داخل أو على حدود داريا، وبدأت تظهر أسماء بعض قادة مجموعات ضمن الجيش الحر، وأصبح لهم صيت وصدى، وأغلبهم شباب صغار، كان أحدهم عمره عشرون أو أقل من عشرين، ولكن أغلبهم بين العشرين والخامسة والعشرين من عمرهم أو أكثر قليلًا.

عمليًا قائد المجموعة أصبح "دولة" (بات له كلمته ومكانته) وحضرت أكثر من لقاء -سواء كان اجتماعًا رسميًا أو لقاءً عاديًا- وكان الوضع مزعجًا بالنسبة لي، فعلى سبيل المثال: يوجد شاب مسلح ونريد أن نتفق معه على أمر معين -لسنا في اجتماع رسمي- ولكن في جلسة عادية من أجل التفاهم، فهو يكون جالسًا، ويميل في جلسته، ويضع رجلًا على أخرى، وقد يكون أصغر مني باثنتي عشرة سنة، ويتكلم بأسلوب [فوقي]. أتصور في كثير من الحالات أن غيري لا يقبل أن يجلس في هذه الجلسة، لكن أنا كنت أعتبر أنه يجب أن أصبر على الناس، ولا أعتبر الأمر موقفًا شخصيًا، فالأمر ليس إساءة شخصية، هو (الشاب قائد الكتيبة) يمكن أن يفعله مع أي شخص آخر، وهو ليس مبررًا، ولكنني كنت أتجاوز هذه الأمور، وأحاول أن أعلق أو أنبه أوأتكلم [معه لاحقًا بهذا الخصوص] ولكن بصراحة كان الجو العام صعبًا، وأنا بطبيعتي -قبل الثورة- لم أكن اجتماعيًا، وعلاقاتي محدودة وأختارها بعناية، فكان هذا تغيرًا كبيرًا، فأصبحت تتعامل مع شرائح عمرية مختلفة، وشرائح اجتماعية مختلفة، ومستويات تعليمية مختلفة.

أحد الأمور في تلك الفترة كانت "ساعة الصفر" وهذا المفهوم كان منتشرًا جدًا، [كانوا يقولون]: انتظروا ساعة الصفر، وأن الجيش الحر يخطط لشيء معين، وحتى في مرحلة معينة قال لي أبو فراس (المسؤول المالي في الجيش الحر): في الأسبوع القادم يوجد شيء كبير سوف يحصل في دمشق؛ إذا كنتم تستطيعون تحضير متظاهرين لذلك، فقلت له: إن الأمر ليس بهذه البساطة. أنا لا أعرف إذا كان يتكلم عن "ساعة الصفر" في ذلك الوقت أو عن شيء أخر.

في البداية كان يوجد حماس لدى الناس، وكانوا يفترضون أنه فعلًا يوجد شريحة منشقة عن الجيش، وشريحة تنسق داخل الجيش، وأنه قد يحصل شيء، ولكن بعد فترة قصيرة أصبح واضحًا على الأقل لشريحة كبيرة أن الأمر عبارة عن فقاعة، والبعض يقول: إن النظام اخترع هذا الموضوع حتى يستطيع التلاعب بالأحداث.

في الفترة ما بين ربيع وصيف 2012 كانت المظاهرات مستمرة، ولكن أغلبها ليلية في البساتين، تكون بعد صلاة العشاء أو المغرب في منطقة معينة، في أكثر من مكان داخل البساتين، [بحيث] حتى لو أتى الجيش، فإنه يحتاج وقت حتى يصل إليها. كانت تجري مظاهرة مع لافتات، ويتم تصويرها، وفي كثير من الأحيان كانت تبث، وكان إصرار الشباب على موضوع التظاهر أمرًا لافتًا، حتى أنه في فترة ما كان يأتي قائد من الجيش الحر، مثلًا: أبو نضال، كان في بداية المظاهرات من الهتّيفة، ثم صار قائد مجموعة، ثم أصبح من أبرز الوجوه في الجيش الحر، فكان يأتي ومعه سلاحه، ويقف في منتصف المظاهرة، ويهتف والناس تستجيب له.

أذكر في ليلة رأس السنة، في الشهر الأول (كانون الثاني/ يناير) 2011 دخلت لجنة المراقبين من الجامعة العربية، ولم أكن موجودًا في داريا حينها، كنت موجودًا في دمشق، لكن كنت أنسق مع الشباب [من ناحية] التغطية الإعلامية.

 في الأول من (حزيران/ يونيو) 2012 دخلت لجنة المراقبين الأممية، كانوا ضباطًا من الأمم المتحدة من جنسيات مختلفة، وصادف اليوم الذي قرروا الدخول فيه؛ صادف اقتحام الجيش جزءًا من داريا، كان هناك مجموعات مسلحة في المنطقة الغربية من داريا، ويبدو أنه كان يوجد إخبارية؛ فاقتحم الجيش وحاصر بعض الأفراد في مزرعة، وقتل أكثر من شخص، جزء منهم قام قسم بسحب جثثهم، وجثة منهم احترقت وبقيت، وهناك مجموعات أخرى استطاعت الهروب، فصادف يوم دخول اللجنة يوم الجمعة الأول من شهر (حزيران/ يونيو) جاؤوا (لجنة المراقبة) وقت الضحى قبل صلاة الجمعة، في حينها أنا ذهبت معهم وأنا أتكلم اللغة الإنجليزية، فكنت أتكلم معهم بشكل مباشر، كانوا [يعملون على] توثيق القصف، ويحاولون تصوير بقايا القذائف، وبقايا المزرعة المحترقة، وطلبوا التواصل مع شخص من الجيش الحر؛ فوصلتهم بأبي فراس الذي كان موجودًا، وتقصدنا بطريقة ما… لم يكن يوجد اتفاق على التحضير من قبل، وحتى أنه كان يوجد أشخاص خائفون من الذهاب في نفس اليوم؛ لأنه كان هناك قصف بالهاون. 

ذهبت لمقابلة الوفد، وبما أنني أتكلم اللغة الإنجليزية معهم؛ فكنت أجد نفسي بطريقة ما كمنسق للقاء، وإذا كان هناك من يريد منهم شيئًا، كان يأتي ويتكلم معي ويقول لي: قل لهم أن يشاهدوا كذا، ويسألوا عن كذا، وفلان من الناس يريد أن يتكلم معهم. تقصدنا [حينها] إطالة زيارتهم قدر الإمكان حتى صلاة الجمعة؛ حتى يحضروا المظاهرة، وفي تلك الفترة كان قد مر زمن طويل على انقطاع مظاهراتنا في يوم الجمعة، لأن المظاهرات كانت بأغلب مسائية، ونحن استغلينا فرصة وجودهم؛ وبالتالي لن يتدخل الجيش حتمًا بشكل قمعي، فأصرينا عليهم أن يكونوا موجودين. وفعلًا بقوا حتى وقت الصلاة، بعد أن أجروا أكثر من مقابلة، وأثناء الصلاة صلينا في مسجد معين ثم خرجنا، فكانت تمشي سياراتهم مع المظاهرة، فكان عدد المتظاهرين يزداد أكثر فأكثربشكل مشابه للأشهر الأولى من الثورة، كان يوجد هتافات أغلبها عن "الشهيد" ولكن يوجد هتافات "إسقاط النظام" كانت مظاهرة مكتملة، وكان الناس سعداء وفرحين جدًا؛ ولأول مرة منذ شهور يستطيعون التظاهر بهذه العلنية والأريحية، بعد قليل، جاءت سيارات الجيش الحر، فأنا اعترضت جدًا، [قلت لهم: تريدون أن تكونوا في المشهد؟! لامشكلة] لكن ابقوا بعيدين، ولا تدخلوا في المظاهرة؛ لأنها مظاهرة سلمية، والأمر غير منضبط بهذا الشكل، كيف تكون مظاهرة سلمية وهناك من يحمل سلاح داخلها، ولكنهم لا يستجيبون لهذا الكلام، وكان الناس إلى حدٍ ما [الجو العام جو] "الله محيي الجيش الحر"، وحتى في تلك الفترة حصل موقف، وأنا أعتبره سيئًا: هناك بعض قادة المجموعات اعتلوا سيارتهم، وكانوا يرفعون سلاحهم ويهتفون، والشباب ملتفون حولهم.

 [لكن] في هذه اللحظة لا يوجد مجال للمنطق كثيرًا، ولكنني قلت لهم: إذا بثت هذه الفيديوهات، وتم تعميمها على المراقبين، والبندقية ظاهرة، من سيقتنع أنها مظاهرة سلمية؟! ولكنهم لم يستجيبوا للكلام، وأكملوا عملهم ثم انسحبوا.

ولكنه كان يومًا مميزًا، فالمراقبون يدخلون (إلى داريا) وحصلت والمظاهرة استمرت لفترة من الوقت، وأعتقد أن هذه المشاركة -بطريقة ما- عززت دوري أكثر [من ناحية] وجودي ضمن الحراك أو مكانتي ضمن النشاط الميداني.

بدأ يزيد نشاط الجيش الحر خلال هذه الفترة، سواء داخل داريا أو خارجها -لم يكن يحصل داخل داريا عمليات كبيرة- لكن في إحدى المرات كان يوجد اجتماع للجيش الحر -لا أذكر التاريخ تمامًا- ولكن في ربيع 2012 كانوا (الجيش الحر) مجتمعين في منزل في مكان ما في المنطقة الغربية، وبحسب ما قيل لي: جاءت مجموعة من كناكر (مجموعة جيش حر أخرى) للاجتماع، في تلك الفترة كان أبو تيسير يقول إنه ينسق مع كتائب من مناطق مختلفة [وعليه] بعد أسابيع أعلنوا عن شيء اسمه "كتائب الصحابة" [المؤلفة من] كتيبة كان اسمها كتيبة سعد ابن أبي وقاص، وأكثر من كتيبة بأسماء بعض الصحابة، [وعليه] قاموا بتسميتها "كتائب الصحابة" وبحسب قولهم كان عددهم كبيرًا -ونسيت العدد الذي كان يذكره- لكن ربما قالوا هو اثنان وعشرون أم اثنان وأربعون لست متأكدًا، ولكن لا أتوقع أن يصل العدد إلى هذه الدرجة، ولكن الذي اكتشفناه فيما بعد أنهم مثلًا كانوا يقولون بوجود كتيبة في ركن الدين -حي من أحياء دمشق- ولكن [عدد هذه الكتيبة] فيها ثلاثة أشخاص فقط!.

مع الوقت كانوا ينسقون مع المنطقة، ويحضرون للدخول إلى دمشق، وطبعًا كان الناس سواء العناصر الموجودون مع أبي تيسير أو البقية يصدقون هذا الكلام، ولأنني كنت قريبًا نسبيًا كنت أعرف أنه يوجد جزء من هذا الكلام صحيح، ولكن إلى أي درجة؟ لأنني أصبحت أعرف ذلك من قبل؛ فعندما كنا في الأشهر الأولى من موضوع الإعلام، كان يوجد شخص يقدم نفسه كناشط إعلامي من المدينة الفلانية، فكان يصوِّر [نفسه] على أنه موجه للحراك [في المدينة] ولكن عندما تقترب أكثر تكتشف أن فريقه عبارة عن شخصين أو ثلاثة أشخاص فقط، والحراك يمضي به أو بدونه، وقد يكون [توجهه] في اتجاه مختلف، فعندما يقال أن أبو فلان من الكسوة، أو أبو فلان من قطنا، كنت لا أكترث كثيرًا لهذا الكلام، لأني لا أعرف أعرف إلى أي درجة الموضوع دقيق.

فكان هناك اجتماع في هذا المنزل، وكان أبو تيسير موجودًا وبعض الشباب من داريا ومجموعة من كناكر، وبحسب الرواية التي وصلتني أنه في يومها أرسلوا شخصًا ليشتري [طعام] العشاء، أحضر الدجاج المشوي بالسيارة، فقد أحضر كمية كبيرة، ووضعها في صندوق السيارة من الخلف، وكان متجهًا باتجاه المنزل، ثم أوقفه رتل [للنظام] بشكل عشوائي، ورأى الحاجز أن معه كمية كبيرة من الطعام، وسأله إلى أين أنت ذاهب؟ ويبدو أنه ارتبك فقاموا بضربه فأخبرهم؛ فطلب الجيش مؤازرة، وذهب إلى تلك المنطقة، [عندها] حصل اشتباك كبير، واستمر لفترة جيدة، لأنه تمت محاصرتهم، واستماتوا [في القتال] لأنه سيتم اعتقال جميع الموجودين، وأعتقد أنهم طلبوا مؤازرة من مكان آخر، وجاءت مجموعة أخرى، وآزرتهم، في النهاية قسم منهم قتل وقسم [استطاع] الهرب، فقد كانت تحصل مثل هذه الأمور. 

 وفي إحدى المرات كان أبو تيسير نفسه وشخص اسمه خالد الحبوس كان ضابطًا، وأعتقد تم تعيينه رئيس المجلس العسكري في ريف دمشق، كان (الضابط) يتردد على داريا، وفي إحدى المرات كانوا مجتمعين في منزل -وبحسب ما أذكر كان المنزل قريبًا من المشفى الوطني في داريا- ويبدو أنها جاءت إخبارية بأنهم مجتمعون في هذا المنزل -أنا كنت موجودًا في منزل قريب بشكل منفصل-عند فترة العصر جرى إطلاق نار، والذي علمناه فيما بعد، أن الجيش لديه علم بهذا الاجتماع، فجاء وحاصر المنطقة، وأراد اقتحامها، وأبو تيسير [بدوره] طلب المؤازرة من مجموعات، وفعلًا حصل إطلاق نار لتشتيت [الجيش]، واستطاعوا الهروب من منزل إلى منزل آخر، حتى خرجوا من المنطقة.

لا أذكر أنه داخل داريا نفسها كان يحدث أمر مماثل، [ولكن كان يحدث] كان يوجد حاجز اسمه "حاجز المعضمية" بين داريا ومعضمية الشام، كان يجري إطلاق نار ليلًا على هذا الحاجز،[وبدوره] يرد برشقات عشوائية وينتهي الأمر، فيما بعد أصبح هذا الأمر [مثارًا للتندر والفكاهة] فمن لديه سلاح ويريد أن يقوم بتعييره يذهب إلى حاجز المعضمية [ليطلق النار عليه] الحاجز موجود في منطقة لا يوجد فيها سكان تقريبًا، وبجانبهم يوجد ملعب وأرض فارغة، ويستطيع الشخص من مسافة معينة أن يقوم بتعيير سلاحه [عبر إطلاق النار] على الحاجز، فكانت تحصل هجمات صغيرة وغالبًا يحصل رد عليها.

أذكر أن أول مرة حصل فيها قصف بالهاون في الشهر السادس (حزيران/ يونيو) وكان حدثًا جديدًا [على اعتبار أن مايجري سابقًا] كان يوجد إطلاق رصاص فقط.

التنسيق الذي كان يقوم به أبو تيسير في [الإعلان عن] كتائب الصحابة، ثم معركة دمشق، [والتنسيق] مع الغوطة الشرقية والزبداني، [كان أبو تيسير] يذكر أسماء كثيرة لا أستحضرها؛ لأنني لم أكن على تواصل كبير فيما بعد، ولكن كان يوجد تنسيق، في إحدى المرات ذهبت حتى أراه من أجل موضوع معين، وكان عنده مجموعة، وبدأ يعرفني عليهم [كان] كل شخص منهم من منطقة أو مدينة من ريف دمشق الغربي، وهناك أشخاص تواصلت معهم لاحقًا، فقد كان هناك شيء يتم التحضير له، ولكن إلى أي درجة هو تنسيق حقيقي، [لا أعلم] ولكن فيما بعد حصلت اختلافات، أحد الأسماء التي أذكرها شخص اسمه "كلينتون" وهو شخص من بيت الخطيب من منطقة "كناكر" من ريف دمشق الغربي، لاحقًا أصبح قائد لواء معين أو قائد سياسي، [فهذا يدل على] وجود تنسيق، ولكن مع ذلك بقيت هذه التنسيقيات متفرقة.

استمر هذا المناخ حتى شهر رمضان، حصلت في إحدى المرات عملية داخل مدينة داريا، يبدو أن الجيش حاول أن يعتقل أحد الشباب أو ما شابه -يبدو أنه من المسلحين- ففزعت له مجموعته؛ وحصل إطلاق نار داخل البلد، فهذه من الأحداث النادرة التي حصلت بالقرب من مسجد العباس كان هناك سوق اسمه سوق عجم وهو سوق أغلبه [لبيع] الألبسة، [ويعتبر] منطقة تجارية بجانب شارع الثورة مباشرة، فحصل [فيه] تبادل إطلاق نار؛ والناس هربوا واختبأوا في المنازل والمحلات، [وعليه] بدأ الناس ينزعجون من الجيش الحر؛ لأنه من غير المعقول إجراء عملية [عسكرية] داخل المدينة وتهديد المدنيين! وكان [أيضًا] هناك أشخاص معجبون بالجيش الحر؛ لأنهم فزعوا (أغاثوا) صاحبهم ولم يسمحوا باعتقاله.

في إحدى المرات حصلت عملية؛ حيث قام الجيش باعتقال شخص من الجيش الحر، فأرادت مجموعته أن تنتقم له، [فقاموا] برصد رتل عند بناء معين أثناء مروره، وأطلقوا عليه النار، [بدوره] طلب الرتل مؤازرة، [جرى هذا] بالقرب من دوار الباسل نحن سميناه: دوار أبو صلاح. فكانت كل فترة لا تخلو من عملية معينة؛ ولكن تتوتر الأجواء ساعتين أو ثلاث ساعات ثم تستقر.

بنفس الوقت بدأت "غزوات" خارج داريا، [فقد] أصبح سلوكًا شائعًا أن تخرج مجموعة من الجيش الحر، وترصد "أوتوستراد" درعا الذي يمر بجانب داريا وصحنايا؛ على افتراض أنهم يرصدون ضباط، ولكن قد يكون أمرًا عاديًا [مستساغًا] جدًا [بالنسبة لهم] أن يسرقوا سيارة شخص موظف في الدولة، [فنسألهم] ماعلاقة كون الشخص موظف في الدولة؟ هل يتيح لكم ذلك استباحة ماله؟ السيارة مدنية رقمها كذا… (إشارة إلى المراوغة في الجواب) فتجد أن الأمور اختلطت ببعضها، ولكنها بطريقة ما أصبح الأمر منافسة؛ فكل مجموعة تريد زيادة مواردها، وفي بعض الأحيان يكون التنافس صبيانيًا [مثل قول أن] فلان قائد مجموعة ولديه سيارتان؛ [وبالتالي من باب الغيرة] ونحن يجب أن يكون لدينا مثله، وحتى من منطلق الديني لا يوجد [لدى تلك المجموعات] وعي شرعي أو ضوابط ، وحتى ضمن داريا هناك أكثر من شخص سرقت سيارته؛ لأنه موظف في الدولة، [ولكنه] موظف في وزارة الكهرباء، وهذا الأمر ليس مبررًا أبدًا.

[تعتبر] هذه الفترة بين قوسين فترة ذهبية للجيش الحر [وبنفس الوقت] حصل كثير من التجاوزات فيها، لأنه قبل "السبت الأسود" كان هناك ظهور قليل جدًا للجيش الحر، ولكن بين شهر (شباط/ فبراير) وشهر (آب/ أغسطس) إلى وقت المجزرة كان المزاج الشعبي في هذه الفترة بشكل عام مع الجيش الحر [وبين يديهم] يوجد موارد مالية كبيرة، وبدأ التنسيق داخل داريا وخارج داريا، [ولكن] عمليًا الأمور لم تكن منضبطة أبدًا؛ فأحد قادة المجموعات الذي عمره عشرون سنة تقريبًا، كان اسمه أبو النور- لن أذكر اسمه الحقيقي لأنه صار معروفًا به فيما بعد- كان قائد مجموعة، وارتكب الكثير من المخالفات، في أحد الفترات كان مع أبو تيسير، ثم تركه وانضم إلى كتيبة أخرى خارج داريا، وإلى فترة ما كان يعتبر نفسه "دولة" (شخص له كيانه وهيبته وكلمته) ويوجد أشخاص حوله يدافعون عنه، [المشكلة أن] هذا الشخص يعتبر طالب مسجد ومتدينًا، [كان] هناك مجموعات أخرى قائدها ليس ملتزمًا دينيًا، ويوجد إشارات على سلوكه، ولكن في النهاية لديه نفس السلوكيات، وبصراحة كنا نشعر أن أي شخص بدأ يكبر رأسه (بات له شأن)؛ كان يجب أن نقوم بتمهيدات حتى نتكلم معه في موضوع معين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/28

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في داريا

كود الشهادة

SMI/OH/34-23/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

حزيران - تموز 2012

updatedAt

2024/03/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

كتيبة الفيحاء في داريا 

كتيبة الفيحاء في داريا 

كتيبة سعد ابن أبي وقاص في داريا 

كتيبة سعد ابن أبي وقاص في داريا 

الشهادات المرتبطة