"السبت الأسود" وبدايات تشكيل الجيش الحر
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:25:17:05
رحلتي إلى الأردن كانت قصيرة جدًّا وكانت رحلة عاطفية ولا أحد عقلانيًّا يقوم بها وخاصة في ذلك الوقت في بداية التشكيلات.
هذا شهر كانون الثاني/ يناير [2012] في داريا تكلمت عن الاجتماع الذي حصل بيني وبين أصدقائي وحصلت اجتماعات لاحقة له وتشكلت المجموعة وأصبح معروفًا الشباب الذين ذهبوا إليها، وحتى إنني أذكر أنني لم أعد أراهم كثيرًا لأنهم انتقلوا إلى المزارع إلى أطراف المدينة وكانوا يحتاجون إلى التدريب والتزموا بشيء اسمه "الجيش الحر" وحتى إنهم ودعوا أهلهم.
تقريبًا هذه المجموعة لا يزال فيها أشخاص على قيد الحياة، ولكن الغالب استُشهد.
في هذه الفترة بدأ يظهر وجه داريا بشكل حقيقي فعلًا وهو الاتجاه نحو التسلح رغم رفض الكثير من الناس أو رغم رفض شريحة من الناس الثوريين لهذا الموضوع ولكنهم لا يستطيعون إيقافه، وهنا أصبحنا نخرج بمظاهرات في أطراف المدينة بحماية "الجيش الحر" في هذه الفترة ونحن نقول لهم "جيشًا حرًّا" ونحن لم يكن يوجد عندنا أي فصيل في داريا أو لم يتم تشكيل أي تكتل، وهي عبارة عن مجموعات من أبناء البلد وحتى إنه لا يوجد منشقون.
وكان يوجد حالة في داريا.. وبالأصل لا يوجد ضباط من داريا عند النظام وكانوا قليلين جدًّا ووجودهم نادر؛ يعني أن ينشق ويأتي إلى بلده، لم يكن موجودًا عندنا هذا الأمر، وكان يوجد شباب مجندون منشقون انشقوا إما بدافع أخلاقي أو ديني أو وطني، وبدافع أنه لا يريد أن يحصل قتل من الطرفين أو بدافع التهديد، أحيانًا كانت توجد حالات تهديد أنه أنت إذا عدت إلى الجيش.. يعني تم إرغامهم على الانشقاق ولكنه فيما بعد أصبح من "الجيش الحر" واستُشهد والإرغام على الانشقاق يعني أهله خائفون أن يحصل عليه وعليهم شيء يعني أنت لا تعرف إذا كانت سوف تنتهي القصة غدًا أو بعد غد.
وأنا أعرف شخصًا أطلق على نفسه النار في الجيش حتى يأخذ إجازة ولا تُحسب عليه انشقاقًا، وأهله أبلغوا أنه مختف ولم يتم تسجيله عند النظام أنه منشق وإنما مختف لأن أهله قالوا: إنه أثناء عودته اختفى. يعني حصلت الكثير من الحالات مثل هذا القبيل وهنا أستطيع أن أقول: إنه بدأ مع بروز المجموعات أيضًا بدأ موضوع ملاحقة جواسيس النظام ومن قبل كان يتم ملاحقتهم ولكن في هذه الفترة أصبح كثيرًا بشكل جدًّا كبير يعني نحن في يوم من أيام عام 2012 استيقظت داريا على مجزرة جواسيس وكان يومًا صادمًا فعلًا، وحتى عندما قرأنا الخبر والجواسيس لم يكونوا من داريا و"الجيش الحر" أو المجموعات المسلحة في [مدينة] كفرسوسة قتلوا جواسيسًا عندهم وقاموا برميهم على أطراف داريا، ونحن عندما استيقظنا كنا نظن أنهم من داريا تقريبًا كانوا 23 شخصًا ولم يتعرف عليهم أحد ولكن يُقال أنهم كانوا جواسيسًا، وفي هذه الفترة بدأت أيضا عمليات صغيرة لقتل جواسيس في داريا وفعليًّا كان يوجد رؤوس أقطاب كبيرة عملاء للنظام وكانوا موجودين في داريا ولا يخافون لأن النظام لا يزال يسيطر على الوضع في عام 2012 ويستطيع الدخول من خلال موكب متى ما يشاء.
مصطلح عوايني: يعني شخص مدني ولكنه يقدم أخبارًا للنظام ويقدم أية معلومة تفيد النظام وتضر الثوار أو تضر الثورة أو المتظاهرين، وهذا الأمر ليس فقط في أيام السلاح يعني في أيام المظاهرات كانت مهمة العوايني هي تصوير المظاهرات من الوجوه حتى يعرف من الذي يتظاهر من جيرانه ويخبر عنهم، والعمل كان يوجد به ضرر يعني عملاء النظام والعواينية أضروا بالكثير من الناس وساهموا في قتل الكثير من الناس وكانوا يدلون على الناس وفي النهاية تم قتله، يعني مثلًا أحد أصدقائي تمت مداهمته بعد أن أخبر العوايني الأمن أنه يخرج في المظاهرات واستُشهد تحت التعذيب، وفعليًّا قتله العوايني ولكنني لا أنكر أنه حصلت الكثير من حالات الظلم في موضوع إلقاء التهم يعني لا يوجد جهاز أمني عالي المستوى لمراقبة الموضوع والتحقيقات وكان يوجد استهتار بالتحقيقات، وكثير من الأحيان كان يتم قتل العوايني في أرضه (فورًا) ولا يُعرف فعلًا إذا كان عواينيًّا (مخبرًا) أم لا، يعني لا يوجد قضاء وأنت في النهاية أمام.. يعني لا تستطيع السيطرة على الوضع وهذا في بداية المجموعات وبداية التشكيل ويجب أن تكون الحالة أخلاقية أكثر من ذلك.
أنا أذكر أنه قتل الكثير من المخبرين، ولكن لا أذكر أسماءهم والعدد كان كثيرًا وليس قليلًا.
هنا بدأت هذه الحالة وبدأ يمتد أثرها وحتى يوجد مخبرون تركوا عملهم بسبب الخوف من القتل من هذا أو ذاك الطرف، ولكن يوجد مخبرون كان ولاؤهم للنظام بشكل كبير وأنا لا أعرف ماذا يستفيدون، يعني مهما كان مستفيدًا من النظام ماذا سوف يستفيد؟ وأنا لا يوجد عندي تصور ماذا يستفيد إلا أنه يقدم أخبارًا ويقترب من الضباط وفي النهاية سوف يرميه الضباط، وهذا مستوى المخبر في سورية في النهاية سوف يتم رميه.
هنا بدأ فعليًّا يظهر موضوع المزارع ليس بشكل كبير، ولكن مزارع متخفية جدًّا وعدد قليل من الناس الذين يعرفون أنه يوجد فيها مجموعات "جيش حر" وطبعًا مجموعة شبابنا لم يتم إنشاؤها بعد، وكان لا يزال الحديث عن الجلسات المتتالية لإنشاء مجموعة والظهور.
وكان أول ظهور "للجيش الحر" في داريا لحماية تشييع كبير وليس لحماية المظاهرات على أطراف المدينة في البساتين يعني كانت مهمتهم هي أنه عندما تخرج المظاهرة وعندما يأتي الأمن كانوا يطلقون النار حتى يتوقف الأمن قليلًا حتى تنفض المظاهرة، ولكن الآن أصبحت مهمتهم هي حماية التشييع كاملًا في يوم "السبت الأسود".
و"السبت الأسود" (4 شباط/ فبراير 2012 - المحرر) هو عبارة عن مظاهرات كبيرة خرجت من أكثر من مسجد في المدينة وطبعًا نحن كنا مستعدين لهذه المظاهرات والمظاهرات كانت كبيرة جدًّا والناس يريدون كسر قيد عدم وجود مظاهرات، وكان يوجد تشديد أمني كبير إلا أن النظام أرسل أيضًا قوات كبيرة، وفعليًّا أصبح يوجد إطلاق نار بشكل مباشر في يوم الجمعة وأنا لا أذكر في أي يوم جمعة، والمهم أنه في هذه الجمعة حصل إطلاق نار بشكل مباشر على المساجد التي خرجت مظاهرات [والأمن] منعهم من التجمع وبدأ بإطلاق النار على المساجد وأنا كنت في وقتها في الفريق الطبي مع شخص اسمه حامد البسرك -رحمه الله- ومعنا حقيبة كبيرة وكنا ننتظر الإصابات، وفي هذا اليوم سقط 6 شهداء وأنا كنت في وقتها في منطقة مطلة وأنظر باتجاه جامع مصعب ولأول مرة أشاهد إطلاق النار باتجاه المئذنة، وكنت بعيدًا عنها وجاءتنا أخبار الشهداء والإصابات بالتتالي على الطبية أو على المركز الذي كنت موجودًا به وإلى الآن الحالة بدأت تسوء أكثر يعني كان يوجد إطلاق نار وتمت محاصرة المسجد واعتقال الكثير من الشباب أصدقائي الموجودين هناك.
أصبح يوجد إجماع على تشييع الشهداء الـ 6 غدًا ويكون تشييعًا كبيرًا وسوف يكون محميًّا من "الجيش الحر"، هكذا قيل.
الشهداء الـ 6 أو الـ 5 أنا أذكر أنه خرج الكثير من الناس المدنيين والنشطاء وامتلأت ساحة الحرية وفعليًّا نحن كنا نشعر بالأمان لأنه كان أول ظهور "للجيش الحر" والناس من صباح ذلك اليوم خرجت يعني أنا خرجت من الساعة الـ 7:00 صباحًا تقريبًا لأن اليوم يوجد "جيش حر" في البلد وأعتبر المدينة محررة، وفي وقتها لم يكن يوجد مصطلح تحرير بعد.
خرجنا نحن صباحًا وأخذنا نتنقل في الحارات وكان يوجد سيارات "للجيش الحر" وأعلام الثورة وكنا نلتقط الصور معهم ولا يوجد أي شيء، ولكن اليوم يوجد تشييع كبير و"الجيش الحر" سوف يحمي التشييع.
الشباب الذين كانوا يحملون السلاح بصراحة أيضًا كانت قراراتهم غير حكيمة في وقتها وهذه القرارات غير الحكيمة لا أحد كان يعرف كيف يتم اتخاذها يعني لا يوجد قيادة والأمور تمشي بشكل عبثي وأنه "الجيش الحر" في مناطق أخرى يحمي المظاهرات ونحن لم نكن نعرف أننا نختلف كثيرًا عن المناطق الأخرى لأن المناطق الأخرى كانت جبلية أو يوجد واد يعني يوجد إمكانية أن يكون هناك مسلحون لحماية المظاهرات، ولكن نحن خلال 5 دقائق يمكن لفرع المخابرات الجوية إرسال 100 مدرعة و100 دبابة ولكن نحن كنا فعليًّا فرحين جدًّا.
كان يوجد في وقتها [ما يشبه] القنبلة ونسميها نحن الكوع وهو يُستخدم في الأدوات الصحية وهو في سورية كان مصنوعًا من الحديد وهذا الكوع يتم ملؤه بالمتفجرات وأي ضغط يحصل عليه فإنه ينفجر وهو كان يرعب أكثر من أذيته وإذا انفجر في يد الشخص فإنها تُقطع يده، وأنا أذكر أنني كنت أراه في الطرقات وكانوا يصنعون منها الكثير.
"الجيش الحر" كان مستعدًّا أنه بعد صلاة الظهر يوجد عندنا تشييع وعندنا يوم حافل ونحن سوف نصد النظام ونمنعه من الاقتراب من التشييع وفعليًّا في هذا اليوم سقط 20 شهيدًا لأن النظام جُن جنونه
اجتمع الناس في الساحة مع الهتافات وكان "الجيش الحر" موجودًا في أول طريق المعضمية وعددهم لا يتجاوز العشرات وعند أول مدرعة وأول إطلاق نار انسحب "الجيش الحر" ونحن أثناء التشييع قالوا أن الأمن وصل وهو لم يصل فعليًّا ولكن الناس تركوا الشهداء على الأرض وهربوا.
كان يوجد أمام الأمن مسلحون وكان الأمن يراقب الوضع ولم يتقدم الأمن بعد، ثم انسحب عناصر "الجيش الحر" ولم يحصل اشتباك يُذكر إلا أنه حصل القليل من إطلاق النار وخاصة مدرعات النظام عندما يكون أمامها مسلحون فإنها تطلق النار بكثافة ونحن نظن أنه فعليًّا توجد اشتباكات وفي هذا اليوم "السبت الأسود" وبعد أن تقدم النظام وأخذ الشهداء وانفض التشييع بدأت تخرج مظاهرات في الحارات وليس كل يوم ستخرج مظاهرات، وبعدها تم استدعاؤنا إلى المستشفيات لأنه أصبح يوجد إصابات والأمن كان يطلق النار على جميع الموجودين في الشوارع ولا يقتصر الأمر على المسلحين فقط، وإنما بدأوا يطلقون النار على الجميع وبدأ إطلاق النار أيضًا على المنازل من خلال مدفع شيلكا، وانتهى هذا اليوم بدخول أعداد كبيرة من الأمن وبدأوا بقتل الناس يعني تقريبًا في وقتها سقط 17 أو 20 شهيدًا ولكن في الغالب 20 وأغلب الذين استُشهدوا كانوا من المدنيين وليس من شباب "الجيش الحر" وأذكر يوجد امرأة بينهم كانت أول شهيدة.
ولكن استمرت هذه الحالة؛ بقي النظام [يقوم] بإدخال مواكب أمنية كبيرة إلى داريا لمدة 3 أيام يعني مثل الاقتحام الكبير وقام بتوزيع القناصات على المباني يعني كانت عملية إرهاب كاملة على أثر فقط التشييع، ونحن هنا كان دورنا [إشعال] إطارات وأشياء ونمثل حالة رعب في المدينة وكنا نريد التخلص من هذه الحالة الأمنية الضاغطة علينا لأننا لم نعد نستطع التحرك، لأنه في كل شارع أو شارعين هناك دورية وخاصة نحن لم يكن يوجد عندنا حواجز داخل المدينة وكانت الحواجز على أطراف المدينة، ولم يكن يوجد حواجز داخل المدينة لأنه بالأصل فرع المخابرات الجوية يبعد 5 دقائق فقط ويوجد طريق بينك وبينه و خلال 5 دقائق تصل الأرتال والتعزيزات والفرقة الرابعة قريبة ولا يوجد داع لوضع الحواجز.
بعد هذه الحالة عرف "الجيش الحر" حجمه وعرف أنه فعليًّا صغير وهنا بدأت المجموعات تنظم نفسها أكثر وتكبر نفسها أكثر وتطلب دعمًا أكثر، وبدأ الكلام مع فصائل أخرى من مناطق أخرى لأنه في داريا لا يوجد الكثافة الكثيرة في موضوع السلاح ونحن لسنا منطقة مسلحين مثل مناطق [مدينة] مضايا والتي يقولون: إن فيها سلاحًا كثيرًا، ونحن لا يوجد عندنا شيء ويجب علينا شراء كل شيء من الخارج وبدأت تأتي هذه الأشياء من الخارج وبدأت الحالة تتطور أكثر سلبًا أو إيجابًا.
هنا أستطيع أن أقول بعد "السبت الأسود" لم يعد يخرج أحد في الليل خوفًا [من الأمن] يعني بعد الساعة الـ 6:00 أو الـ 07:00 لا يخرج أحد ولا يوجد حياة.
"الجيش الحر" يتطور وأصبح يوجد تواصل مع الغوطة الشرقية وبدايات "لواء الإسلام" وهنا ظهرت شخصيات في "الجيش الحر" في داريا مثل أبي تيسير زيادة (حسن زيادة) الذي لاحقًا سيصبح نقمة على المدينة هو أبو تيسير وهو حتى الآن موجود في إدلب وغيره الكثير من الناس، وبدأت تظهر المجموعات بشكل أكبر هذه هي مجموعة أبي فلان وتلك مجموعة أبي فلان وفعليًّا أصبحت المجموعات تكبر والشباب ينضمون إلى هذه المجموعات ومنها مجموعات المنشقين.
يعني هو (أبو تيسير) الذي يسير أمور "الجيش الحر" وفعليًّا هو وهو يستطيع فعل ما يريد وهو الذي قام بإدخال السلاح وغيره أيضًا أدخلوا سلاحًا ولا أستطيع حصر الموضوع بشخص واحد يعني مثلًا أنت عندك معارف في درعا يعملون في "الجيش الحر" وتتواصل معهم وهكذا كان الموضوع في وقتها وأنا أحتاج إلى سلاح فيقدموه وخاصة المناطق الأخرى مثل الزبداني كان يوجد فيها سلاح والزبداني كانت فاعلة بقوة فأحيانًا كانوا يذهبون ويأتون به.
إلى الآن لا توجد نقمة من أهل المدينة على "الجيش الحر" أبدًا بالعكس كانوا جميعهم أبناءهم وحتى لا يوجد التنظيم الكبير وكان عناصر "الجيش الحر" في داريا يعودون يومًا واحدًا إلى أهلهم في الأسبوع وكان ملتزمًا في مزرعته وجماعته، وكان عمل "الجيش الحر" أنهم كانوا ملتزمين بالتدريب وكان يوجد مجموعات تنتظر ساعة الصفر وإلى الآن لا يوجد هدف، وكان يوجد هدف أنه في يوم من الأيام يكبرون ويصبحون فعلًا "جيشًا حرًّا" ويسيطرون على المدينة أو يذهبون إلى معركة كبيرة أو يخوضون قتالًا كبيرًا ضد النظام وجميعنا كنا نظن بهذا الشكل.
طبعًا هنا في هذه المسيرة كان يحصل الكثير من المشكلات داخل "الجيش الحر" مثلًا فلان اعتُقل واعترف على فلان وفلان تعرض لمحاولة اغتيال وحصلت حادثة اغتيال مرة واحدة والمنفذ غير معروف كانت تمشي سيارة يوجد فيها عناصر "للجيش الحر" وتعرضت لإطلاق النار؛ هل كان إطلاق النار من حاجز الأمن أو هل كان الاغتيال مقصودًا، أنا لا أعرف.
الحالة المدنية كانت مستمرة يعني الحراك المدني السلمي كان مستمرًّا في المظاهرات واللافتات وبدأت تكثر المظاهرات وبدأ يزداد زخم المظاهرات ويعود من جديد لأن الأمن تركنا قليلًا فعدنا إلى الساحة وخرجت مظاهرات كبيرة ليلية، أصبحت المظاهرات الليلية هي المفضلة، والمظاهرات الليلية كبيرة وليست النهارية.
يعني يدخل الأمن باقتحامات كبيرة، وكل قصة تحصل كانت نقطة فاصلة لما بعدها ومقدمة لما بعدها وأنا ذكرت أن "السبت الأسود" كان مقدمة حتى يتطور "الجيش الحر" ويزداد عدده ومعرفة الحد الذي يجب أن يسير عليه "الجيش الحر" ولم يعد الأمر عشوائيًّا ولن يكون منظمًا كثيرًا ولكنه لن يكون كما في المرة السابقة ساذجًا.
هنا بدأت أيضًا عمليات ليلية للأمن لاصطياد أو اغتيال عناصر في "الجيش الحر" والهجوم على أوكار الجيش الحر والهجوم على مقرات "الجيش الحر" في المزارع في عمليات خاطفة وأصبحت تسير الأمور على هذا النمط.
هنا أصبح يوجد تمايز للطبية أكثر؛ أننا نحن كفريق طبي أصبح موجودًا فريق طبي لأن العمليات أصبحت كثيرة وعدد "الجيش الحر" أصبح أكبر وأصبح يوجد إصابات أكثر.
طبعًا "السبت الأسود" كان أكبر عملية للطبية لأنه حصل الكثير من الإصابات وأخذنا منزل أحدهم وهو تبرع بالمنزل ومن وقتها بدأنا نحتاج إلى خبرات أكثر في الطبية لأنه يوجد الكثير من الإصابات وأنت غير مستعد لهذا الشيء وأصبحوا يخرجون الجرحى إلى دمشق لإجراء عمليات لهم ومعالجتهم.
"الجيش الحر" بدأ يصبح عنده تكتيك (تخطيط) أكثر، وأيضًا بدأت مجموعاته تكثر أكثر وتُضاف إليه مجموعات جديدة لأنه أصبح يوجد الكثير من الشباب المنشقين وأكيد لن يبقوا في منازلهم ويتعرضوا للمداهمات واعتقالهم ويوجد أشخاص ثوريون اقتنعوا بفكرة السلاح وذهبوا إلى السلاح ويوجد أيضًا أشخاص أصحاب نخوة وهم جماعة "لله والبلد" وكان يكثر انتشارهم وتوزعهم وفي الفترة الأولى كان انتشارهم بشكل كامل في المنطقة الغربية لداريا في مزارع المنطقة الغربية، وكان أحيانًا يحصل اقتحام للجيش على المنطقة الغربية للهجوم على "الجيش الحر" وكان "الجيش الحر" يهرب إلى المنطقة الشرقية، وأيضًا عندما يحصل اقتحام للمنطقة الشرقية كان عناصر "الجيش الحر" يهربون إلى المنطقة الغربية وهذا الأمر حصل مرتين أو 3 مرات.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/11/26
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك العسكري في دارياكود الشهادة
SMI/OH/103-15/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-منطقة الزبدانيمحافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام