محمد ولي - سيرة ذاتية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:23:12
أنا محمد ولي، من مواليد 30 حزيران/ يونيو 1987، من مدينة عامودا بمحافظة الحسكة السورية. في الوقت الحالي، أنا طالب دراسات عليا في جامعة ماردين، في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، تخرجت في سورية من معهد النفط في رميلان عام 2008، وكنت موظفًا في الشركة السورية للنفط كفنّي حفر آبار بترولية، وكنت طالبًا منقطعًا عن الدراسة في جامعة حلب (كلية الاقتصاد). وحاليًا، أنا مقيم في تركيا، وسأشارك في مشروع ذاكرة الثورة السورية كشاهد على الحراك الثوري في عامودا وسورية.
في البداية، عامودا هي المدينة التي أنتمي إليها، والتي أفتخر بها كمواطن سوري، وبحسب ما أخبرني به والدي، وبحسب ما سمعت وقرأت عن عامودا فإن تاريخها يعود إلى أكثر من 3 قرون، وهي بلدة صغيرة وسكانها وأهلها متواضعون، تضم مجتمعًا بسيطًا مثقفًا ومتكاملًا اجتماعيًا ومجتمعها نوعي. تبعد هذه البلدة عن القامشلي حوالي خمس وعشرين كيلو مترًا، وهي في شمال شرق سورية ومحاذية لحدود تركيا من الجهة الشمالية، من منطقة ولاية ماردين.
أصبحت عامودا بعد اتفاقية لوزان والاتفاقيات بين الدولة التركية والدولة الفرنسية تابعة لدولة سورية الجديدة، فصلت الاتفاقيات عامودا عن تلتها (تلة عامودا) التي بقيت في الجانب الآخر من الحدود التركية، تتبع لعامودا 3 تلال، تعود إلى حقب أثرية، مضى عليها أكثر من 3 آلاف سنة، تعود إلى العهد الهوري والميتاني، وأذكر منها: تل المال، وتل موزان، وتل شاغر بازار، وتلة شرمولا. غالبية سكان عامود من الأكراد، يتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة، ويوجد فيها عرب، وفي فترة من الزمن وعلى مرحلتين، كان فيها السريان. تميزت عامودا بمثقفيها وشعرائها، وفي العشرينيات من القرن الماضي، كان في عامودا المسجد الكبير الذي ينشر العلم في عموم المنطقة كلها، وكان فيها حجرة علمية، أنشأها ملا عبيد الله هيزاني وملا عبيد الله سيدة وملا عبد الحليم شرمس، كان ملا عبيد الله منارة العلم في عامودا، وكانت [الحجرة] عبارة عن معهد، والجامع كان مخصصًا للعبادات، وكانت الحجرة حجرة علمية، خرّجت العشرات من حاملي الإجازة العلمية في الفقه والشريعة والأدب والمنطق، وكان ملا عبد الحميد شرمس أيضًا ضليعًا في المذاهب الفقهية الأربعة، وكان أحد تلاميذ الشاعر المعروف ملا عبيد الله، وكان هناك العشرات من حملة الإجازات العلمية في الفقه، والشريعة، وعلوم النحو، والصرف.
وكانت المنطقة تشهد من خلال هذه الحجرة الثقافية والعلمية نشرًا للثقافة والعلم، وفيما بعد، كان هناك منتدى للشباب الكرد في عامودا، في نهاية الثلاثينات، كانت معنية بتعليم اللغة الكردية، وتميّزت عامودا أيضًا في الثلاثينات من القرن الماضي، من خلال مشاركة شخصياتها وشبابها في الكتلة الوطنية التي تقود حراكًا وطنيًا ضد الانتداب الفرنسي، وحصل فيها اعتداء من جانب القوات الفرنسية في عام 1936، وكان هناك حوالي 7 شهداء، وسميت الحادثة: "طوشة عامودا" ؛ لأنَّ الحوامات والطائرات الفرنسية قصفت بعض أحياء وقرى عامودا، وكان هناك حوالي 7 شهداء، وكان هناك مزيد من الدمار في بعض المنازل في عامودا، ولازالت شاهدة حتى وقتنا الحالي. شاركت شخصيات عامودا في الكتلة الوطنية، وكانوا مشاركين في عملية الجلاء والتحرر من الانتداب الفرنسي، وكانت إحدى الشخصيات المشهورة سعيد آغا الدقهوري، وسعيد إسحاق الذي كان من مؤسسي البرلمان في عام 1931، وكان رئيس مجلس بلدية عامودا أيضًا، فيما بعد، أصبح عضوًا في البرلمان منذ 1951 وحتى 1954.
في فترة الانتداب الفرنسي لعامودا، كان لعامودا دور بارز ضد الاحتلال والوقوف إلى جانب الوطنيين في سورية، وكانت في عامودا روح وطنية، أراد الفرنسيون أن يقضوا عليها، ويقوموا بتشتيت المجتمعات، وكانت أول مساهمة من قبل الفرنسيين في هجرة السريان إلى بعض التعقيدات الاجتماعية في المنطقة التي ساهم في ترسيخها، واضطر السريان إلى الهجرة إلى مدينة الحسكة المستحدثة، وبعد ذلك إلى مناطق دمشق وحلب. طبعًا، عامودا منطقة زراعية، ويعتمد سكانها على الزراعة، وأراضيها كلها سهلية، وفيها الكثير من الهضاب والروابي، وتتزيّن مناطقها في فترة الربيع بجمال ورود نيسان وحقول القمح. ويهتم أهالي عامودا بتربية الماشية، ويوجد فيها مجموعة من الحرف كالحدادة والنجارة. وتميّز أهالي عامودا بكل ما يتعلق بالقطاع الزراعي، ويعتمدون بشكل خاص على الزراعة وتربية المواشي.
في الستينات من القرن الماضي، في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1960، كانت عامودا أمام حادثة ظلت مستمرة إلى وقتنا الراهن، وهي حادثة مجزرة سينما عامودا، وكان هناك تتويج لحب عامودا لأهل الجزائر وثورة الجزائر التحررية من الانتداب الفرنسي، كان من قبل الحكام والمسؤولين حينها عن الدولة السورية، كان تتويجهم بالانتقام من أهل عامودا من خلال أطفالها، فقد كان مقررًا أن يكون في سينما شهرزاد في عامودا عرض لفيلم عن الثورة الجزائرية، وكان مقررًا أن يكون ريع بطاقات الاشتراك من قبل أطفال المدارس (الصف الرابع والخامس والسادس) مخصصًا لدعم الثورة الجزائرية، ولكن كان هناك أمر مبيّت لأهل عامودا من خلال الانتقام من أطفالها، وكانت السينما عبارة عن بناء طيني، لا يحتمل أن يتجاوز العدد فيه أكثر من 100 شخص، وكان هناك أكثر من 300 أو 400 طفل، وكان مخصصًا للأطفال. ما حصل في السينما هو أنها احترقت بأطفالها، وقام ابن سعيد آغا الدقهوري مع محمد سعيد آغا الدقهوري [بإنقاذ الأطفال]، وسميت فيما بعد عامودا باسم: "عامودا بافي محمد" نسبة إليه، فقام مع شخصيات من عامودا من الذين لعبوا دورًا في إنقاذ الأطفال، وهم يحترقون أمام أعين ذويهم في سينما عامودا نتيجة لحادث كان مبيّتًا من قبل المسؤولين عن الدولة السورية، وكان العدد حوالي 283 طفلًا، حيث قُتلوا في حريق سينما عامودا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وتم استهداف 3 أجيال بعينهم؛ فهؤلاء كانوا سيصبحون مدرسين وأطباء، وكانوا يحبون العلم، وكما اشتهرت عامودا بحبها للعلم ونشرها للثقافة والأدب والفن، ومعروفة أنها مدينة الشعراء، وهي مدينة الفكاهة، ومدينة المجانين، وهي مدينة التماسك الاجتماعي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/10
الموضوع الرئیس
أوضاع ما قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/24-01/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/03/18
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-عاموداشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جامعة حلب (نظام)
الشركة السورية للنفط