الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الوصول الأول إلى ساحة العاصي بمدينة حماة في "جمعة الغضب"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:59:40

وقوع ضحايا في هذا اليوم (الجمعة العظيمة) جعل الناس ترجع أمام الحقيقة القديمة الجديدة: أنَّ النظام دموي، ولن يسمح بأي تحركات سلمية، وصارت تتخوف أكثر من ذلك، ولكن ربما هناك نوع من التحدي لدى الناس، بدأ يكبر مع وقوع أول الضحايا في الحراك في مدينة حماة؛ لأنَّ الأعداد بدأت تزيد. ويوم التشييع (يوم السبت) وصلنا إلى ساحة العاصي، مررنا بساحة العاصي، ووقفنا قليلاً في ساحة العاصي، وهتفنا، وكانت أعدادنا صغيرة، فساحة العاصي كبيرة، ولم يكن هناك مشروع لأن نبقى في ساحة العاصي، وقفنا قليلاً، وأكملنا، ولم تكن هذه الرمزية لساحة العاصي. صار النظام يبث إشاعات عن الجمعة القادمة (جمعة الغضب، 29 نيسان/ أبريل 2011) بأنه سيضرب أكثر وهكذا، وهناك أشخاص متخوفون من هذا الأمر، إلَّا أن المظاهرات أصبحت تأخذ شعبية أكثر، والناس تتكلم أكثر عن المظاهرات وإعجابها بالشباب المتظاهرين الشجعان الذين ينزلون إلى الشارع، وربما هذا الشيء خلق غيرة عند الشباب الذين لم يكونوا يتظاهروا من أصدقائهم الذين يتكلمون عن المظاهرة: كيف ضرب الأمن رصاصًا، وكيف اشتبكوا معهم بالحجارة والهتافات والشجاعة حين كان أحدهم يخلع ملابسه، ويقف عاري الصدر أمام القوات الأمنية. تلك القصص البطولية الصغيرة هنا وهناك عندما تُروى كانت تصنع حماساً كبيراً لدى الشباب؛ ليشاركوا، وربما ليُسجّل اسمه، وربما [بدافع] الغيرة وغيرها. وكان هناك الحماس أننا سنشارك، وسنكتب تاريخ بلدنا، ولسنا خائفين، والشباب الذين ينزلون ليسوا أكثر شجاعة منا. وهذا كله صار يُحدث تحريضاً أكثر من أن تكون مجرد مظاهرة ضد النظام، وفرّقها الأمن بشكل بسيط، وإنما القوة التي واجهها النظام صار تخلق تحدياً، وهذا على مستوى سورية عموماً، والذي يتابع يرى كيف حين تحصل مواجهة أكثر وعنف أكبر من النظام تزيد الأعداد أكثر، وليست حماة استثناء عن الخارطة السورية.

صار التنسيق، أنَّنا نحن حسب أعداد التشييع[الكبيرة] يجب أن ننزل إلى ساحة العاصي، ويجب أن نتجمّع في مكان واضح ومرئي، ونصور بشكل أوضح، والمظاهرات السيارة غالباً تكون في أزقة، يدّعي النظام أنَّها مجموعات قليلة لا تعمل صدى، وهي مجرد مجموعة شباب مشاغبين.

كنا نريد أن نكتسب شرعية، وهذا التحرك صار يطلع، والخطوة الثانية كانت اكتساب الشرعية من خلال احتلال ساحة كبيرة أو شوارع في حماة، وساحة العاصي كانت الهدف، فصار واجباً علينا أن ننزل إلى ساحة العاصي، وأعدادنا أصبحت تسمح بمواجهة الأمن والإصرار على الوصول إلى الساحة، وهذه الأفكار هي التي كان الشباب يتداولونها من بداية الخروج من حي المناخ ومواقع التجمعات الأولى، فإذا سمح هذا الشيء سنتوجه إلى ساحة العاصي. وكنا متوقعين ومتفائلين بالأعداد الموجودة، وفعلاً، كانت هناك أعداد كبيرة، وحدث تطور في العدد، وتقدمت المظاهرة، ونزلنا إلى ساحة العاصي، والأمن كان يواجهنا بشكل مباشر، في وقتها، نزلنا إلى ساحة العاصي ونحن نهتف، كان هناك الكثير من العمل الارتجالي أحياناً، فالخطوة كهدف كنا نسعى له، وكنا سعداء بالوصول إلى ساحة العاصي، ولكن لم يكن هناك خطوة تالية في نفس اليوم. وصلنا إلى ساحة العاصي، وكانت أعدادنا لا تملأ ساحة العاصي، تعودنا على المظاهرات السيارة والهروب المستمر من رجال الأمن والمطاردة في الأزقة، وأن نتواجد في الساحة، كان شيئاً جديداً، هتفنا قليلاً، وصوتنا كان يضيع في قلب الشوارع، الأبنية تعطي صدى أكثر للصوت، وحتى أن أصواتنا أحياناً أصبحت تتشتت، فوقفنا، [وقلنا]: ماذا سنعمل؟ وكانت الهتافات في تلك الفترة عدة هتافات: المطالبات الأساسية بتعديل المادة 8 وإسقاط النظام والحرية للشعب السوري، "واحد واحد" كررناها مرة ومرتين وثلاث، ولكن على مستوى سورية لم تكن الأهزوجة الثورية منتشرة والهتافات الثورية الطويلة المبنية على نغم، إنما كانت هتافات سريعة وجملاً قصيرة كررناها أكثر من مرة، وفُضت فيما بعد، وصلنا إلى ما نريده، وصورنا، هناك لافتات بسيطة رُفعت في تلك الفترة، لا أذكر مضمونها بالتحديد، ولكنها عبارة عن تضامن مع المدن الأخرى في سورية والتأكيد على الحرية وإسقاط النظام. وهنا أذكر حادثة بسيطة حصلت في طرف ساحة العاصي، بالجهة الجنوبية الغربية، في الطرف الموجود عند الساعة، هناك مكتب مبنى الإذاعة والتلفزيون (المؤسسة العامة،) هنا كان المبنى، وهناك كاميرات مسلطة على الشارع، تجمعوا مع بعضهم، وصاروا يهتفون: "كاذب كاذب كاذب.. الإعلام السوري كاذب". ويعرفون أن الكاميرات تصور، وكان الإعلام السوري في مكان آخر تماماً يمشي ضمن آلة النظام الإعلامية، هناك شاب خرج، وأزال الكاميرات التي ُسلطت على الشارع، وصعد شاب إلى سقيفة أحد المحلات، وأزال الكاميرتين، وبعد ذلك فُضت، لا أذكر الوقت، ربما يكون ساعة (مدة المظاهرة).

هنا نزلنا، لا أذكر أنه حصل إطلاق نار، ربما حصل مساء خروج، وضربوا عليه، وعندها استطعنا أن نصل إلى ساحة العاصي، وخرجت مجموعة من الجراجمة، والجراجمة هنا من وقت الجمعة العظيمة واستشهاد صهيب سوتل والحالة الجماهيرية التي أوجدتها في الحي، في الجراجمة، وفي باب قبلي كل أسبوع وكل جمعة، هناك مظاهرة تخرج، تتجمع مع المظاهرة الثانية، تنزل من جامع السرجاوي، إما أن تلتحم إذا كانت في ساحة العاصي، إذا لم تكن هناك قدرة على الوصول إلى ساحة العاصي، وكانت هناك مواجهات من جانب الحاضر تلتف بالقرب من جسر القلعة والسخانة، وتلتحم في المظاهرة التي في شارع سعيد العاص التي تكون عادة فيها اشتباكات مع الأمن هنا. وكانت هناك مجموعة ثانية تخرج، والذي أذكره في وقتها أنه صار هناك سؤال يُطرح بعد ذلك: نحن حين ننزل إلى ساحة العاصي ماذا سنفعل؟ ويجب أن تكون هناك فعاليات وكلمات تُلقى، وكانت هناك صعوبات: أولاً- أغلب الناس متخفية، لا أحد يمكن أن يقف، ويخرج، وهم قليلون، وغالبيتنا ملثمون، وهذا الأمر بحاجة لأجهزة صوت، وطبيعة الحراك في ذلك الوقت لا تسمح بأن نأتي بذلك؛ لأنَّ الأمن قد يلاحقنا، وهذه الأمور في طور التنظيم، هناك أسئلة، ونبحث عن إجابات لها كشباب. أجهزة صوت أو هذا المكبر كانت هذه الاستعاضة عنه، وهو خفيف نستطيع أن نحمله، و[وبالنسبة] للتصوير لم يكن هناك اتفاق كامل على التصوير، وإنما الناس الذين يتطوعون بجوالاتهم، والذين عندهم جوالات جيدة يصورون، كان لدي جوال "نوكيا 7110"، وكان كاميرته" 2 ميغا بيكسل"، لا يسمح بفيديو جيد، إنما آخذ به صوراً فوتوغرافية، وكنا متحفظين على الصور؛ كي لا تكون وجوه الناس معروفة، ويستطيع النظام أن يصل إليهم بشكل أو بآخر، وكانت هناك تحفظات، وانتشرت المقاطع على الإنترنت، راجعناها، ورأينا الزوايا التي تصور بها، وكانت هذه محور نقاشاتنا في الأسبوع القادم، وماذا سنفعل في ساحة العاصي؟ كيف يمكن أن نوصل صوتنا أكثر؟ وكيف نستطيع أن نستمر أكثر من ساعة؟ وكيف ستكون مظاهرات ساحة العاصي أفضل؟ بالإضافة إلى عملنا المستمر من أجل حشد الأعداد الأكبر في المظاهرات القادمة، وهنا كانت التفاعلات مع أحداث المدن الأخرى، مثلاً: هناك اقتحام لدرعا، حصل اقتحام لحي من أحياء حمص، التنكيل، المعتقلون. في ذلك الوقت، كنا نحفظ أسماء كل من يعتقل ويستشهد في سورية، كنا نحفظهم، ونعرفهم: استشهد في درعا اليوم فلان وفلان وفلان وفلان، لا نعرفهم شخصياً، ولكن نعرف الأسماء والأعداد، واعتقل مجموعة من الناس، فلان كذا. كان هناك هذا الأمر، وهذا يجعلنا [نقول]: يجب أن نهتف لهؤلاء بالاسم وللشهداء من أي منطقة، والتضامن مع باقي المناطق، وصار هذا التعداد: "يا كذا حماه معاكي للموت، يا درعا، يا حمص، يا درعا، يا بانياس، يا دير الزور، يا معرة-في وقتها كانت معرة النعمان تتظاهر- يا سراقب". كان هناك توسع في المدن، صرنا نعدِّدهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/01

الموضوع الرئیس

جمعة الغضب

كود الشهادة

SMI/OH/35-07/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/03/21

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة