الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الدعم العسكري لجبهة الساحل عام 2012

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:03:08

كانت ميزة لواء أحرار الساحل أن أغلبه من الضباط المنشقين عن النظام باستثناء أبو بصير، طبعًا، أبو بصير كان من مدينة اللاذقية، اسمه كمال حمامي، كان يعمل لحامًا، ولكن الوضع المادي لهذا الرجل كان إلى حد ما أفضل من وضع الشباب الذين خرجوا بشكل مقبول، واستطاع أن يؤمّن بعض قطع السلاح، ويخرج، وعندما خرج من "الرمل" استطاع إخراج السلاح معه إلى ريف اللاذقية. وفيما بعد، كما قلت: تشكل لواء أحرار الساحل، وكنت على تواصل كامل معهم من قائد اللواء حتى أصغر الضباط الموجودين، على اعتبار أنه كان يوجد أربعة ضباط من قريتي، وعلى اعتبار أن أحد الشباب من "الحفة" كان موجودًا معهم، اسمه معاذ السعيد، وكنت أعرف معاذ عن طريق شاب، هو أحد أصدقائي في الجامعة، حيث كان ابن عمته، فكانت علاقتي بمعاذ جيدة أيضًا، ومعاذ هو أول شخص اتصل بي، وتواصل معي. وفيما بعد، بدأت علاقة هذا اللواء مع الداعمين في تركيا، بدأ الدعم المفصلي بشكل كبير عندما بدأ الضباط المنشقون بالدخول إلى تركيا، ووجدوا أن هناك هامشًا لحركتهم، بمعنى أنهم استطاعوا الذهاب إلى تركيا والرجوع، أعتقد أن الموضوع بدأ بشكل رئيسي في بداية عام 2012. 

كان دعم لواء أحرار الساحل ولواء صقور الساحل وتسليحه عن طريق غرفة شكلت في تركيا مع عقاب صقر، وعقاب صقر كان يتواصل مع هذه المجموعة، وكانت كل جهة لديها شخص ينوب عنها في الغرفة، قسمت المنطقة جغرافيًا، فمنطقة الساحل كانت عبارة عن جزأين في البداية؛ لأن الجيش الحر لم يكن موجودًا في التركمان، وكان الجزآن هما: ريف جبل الأكراد، وريف الحفة (صهيون) كما نسميه بالمصطلح المحلي، نسميه جبل صهيون، فكان المندوب عن "جبل صهيون" أو "الحفة" هو حسام قدور، على اعتبار أنه لم يكن قائد عمليات مباشر، وكان المندوب عن جبل الأكراد فراس الحجي، هؤلاء الذين كانوا في الغرفة. وهم كانوا يزكّون [أشخاصًا]، ويحاولون جلب تسليح للفصائل، وعن طريقهم كان التسليح يأتي للفصائل. ولكننا لا نعرف خلفيات الداعمين، فهل كانت السعودية جزءًا؟ هل كان سعد الحريري جزءًا؟ الدور التركي في هذه الغرفة كان مبهمًا، كانوا يقولون: غرفة العمليات. وكانوا يقولون: عقاب صقر. في ذلك الوقت، كان لؤي المقداد مع عقاب صقر، ونحن لم نكن نعرف مدى الدور التركي ومدى الدور السعودي، لم نكن نعرف هذه التفاصيل، على اعتبار أن الشباب عندما كانوا يتكلمون معنا فإنهم كانوا يتكلمون كأصدقاء أو كصحفيين، فكانت المعلومة دائما تصل ناقصة؛ لأنهم لن يعطونا تفاصيل، والأهم من ذلك أنهم كانوا يتواصلون معهم عن طريق مندوب، وهو فراس الحجي. فلم تكن كل التفاصيل تصل إلى أبي الهول (المقدم محمد حمادو )، وكانت ميزة أبي الهول أنه لم يزر تركيا أبدًا، حتى خرج من سورية بعد مقتل المرحوم أبي بصير في نهاية عام 2013 ، خرج أبو أحمد من سورية، ولم يزر تركيا أبدًا، وكان مصرًّا على أن يبقى على الجبهات، وكان دوره في اللواء ممثّلًا وقائدًا للواء، ولكن دوره في الحقيقة كان توافقيًا فقط؛ لأن كل كتيبة من هذه الكتائب بعد ستة شهور، و بعد سقوط الحفة تمامًا والتوجه باتجاه جبل الأكراد، بدأ كل قائد كتيبة وكل قائد فصيل يؤمّن دعمًا لنفسه.

 أذكر أنني جئت إلى تركيا في 2013 تمامًا، ونزلت في فندق في "منطقة يوسف باشا"، دلّني على الفندق ضابط كان مع الفصائل العسكرية في اللاذقية، ونزلت في الفندق، وفوجئت لأنني كنت كلما دخلت إلى الفندق أجد ضابطًا من الساحل، وأذهب قليلًا، ثم أرجع فأجد ضابطًا، فكنت قد وجدت المرحوم باسل زمو، وسعيد طربوش، ويوجد أسماء ضباط آخرين، حتى إنني لم أعد أتذكرها، ووجدت مجموعة موجودة من الضباط، واكتشفت فيما بعد أن عقاب صقر يأتي إلى الفندق، ويجلس معهم، وبدأ يجلس مع كل ضابط على حدة، فلا يجلس مع المجموعة أو مع المندوب الذي وضعوه في الغرفة، وعندها بدأ كل شخص يعمل لوحده، ويحاول أن يقوم بتشكيل، ويجعل تشكيله هو الأبرز. أعتقد أن الداعم كان هو السبب الرئيسي: أولًا- إن المندوبين الموجودين كانوا مدنيين، فصار هناك قلة ثقة بينهم وبين العسكر لأسباب لها علاقة لوجستية؛ لأن العسكر كانوا يطرحون مشاريع، ويقولون: هذه النقطة يجب أن نأخذها الآن ونقوم بالعملية العسكرية في المكان المحدّد، فكان المندوب ينقل لهم وجهة نظر المسؤولين في الغرفة، فيقولون له: لا، يجب عليك الذهاب بالاتجاه الثاني؛ فأصبح لدى الضباط وقادة الفصائل شكّ بأن المندوب هو السبب وليس الداعم؛ فبدؤوا يحاولون القفز من فوق المندوب(تجاوزه)، ويذهبون باتجاه الداعم مباشرة؛ حتى يجدوا دعمًا مباشرًا، والأهم من ذلك أن الداعم أو مندوب الداعم في الغرفة- لأن الداعم في النهاية دولة- كان يتعامل معهم بالكلام الجميل، فيقول لهم: معكم حق. ويشعرهم دائمًا بأن المشكلة في فلان وليست به. وتحولت القصة إلى هذا المنحى.

وفي هذه الفترة، قرّر أبو بصير وأبو رحّال تنظيف الحدود مع تركيا، بمعنى أن ينهوا وجود النظام على الحدود التركية في منطقة جبل التركمان؛ فبدأت المعارك في جبل التركمان، في منتصف عام 2013، ودخلوا، وحرروا أجزاءً كبيرة من التركمان، وكان أهمها: بلدة ربيعة أو ناحية ربيعة. ولم يبقَ وجود كبير للنظام، وأصبحت الحدود مع تركيا مفتوحة بشكل كبير، و عندما أستعرض الذكريات أرى أن كل الذي حصل في ريف جبل الأكراد كان نواته خمسة أو ستة أشخاص، كنت قد تكلمت عنهم، وهم الذين خرجوا من "الرمل"، هؤلاء عندما جاؤوا إلى قرية اسمها الكبانة ، كان فيها بيت من الخشب لشخص فقير جدًا اسمه أبو أحمد الزعيم، هذا الرجل فتح منزله للضباط المنشقين، استقبلهم جميعًا في عام 2011 ، بعد الشهر الثامن (آب/ أغسطس)؛ لأن اقتحام "الرمل" كان في 13(آب/ أغسطس) 2011. بعد ذلك كله، استقبلهم أبو أحمد في منزله، وكان شخصًا فقيرًا جدًا؛ فكان يحاول كثيرًا أن يبحث عن طرق؛ حتى يقدم [المساعدة] لهم، ولا يقصر معهم. وأتذكر أنني زرت المنزل في أول دخول لي، في منتصف عام 2012، كان الناس يترددون عليه، ومنهم فصائل توزعت، وذهبت كل واحدة في اتجاه، ولكن وجدت أم أحمد تقف عند التنور، أعتقد أن هذه المرأة كان عمرها حوالي خمس وستين سنة، كانت تخبز على التنور في شهر حزيران، كانت الحرارة تتجاوز خمسًا وثلاثين درجة، ورغم ذلك كانت تقف عند التنور، وتخبز، أحيانًا، تخبز شوال طحين كما هو؛ لتطعم أعدادًا كبيرة من العساكر. واليوم كل من وُجد في اللاذقية من ضباط قدامى وعساكر في المرحلة الأولى يقولون: نحن ندين بحياتنا لهذه المرأة وزوجها اللذان استطاعا حمايتنا، وكانا يضعان نقاطًا من بعض الشباب الذين يمونون عليهم (ينفذون طلباتهم دون أن يعترضوا) في الضيعة، بحيث إذا وصل الأمن إلينا فكانوا يتركون الضيعة، ويذهبون إلى الأحراش، فكان يفترض ألا ننساهم، ونذكر هذا التفصيل الصغير.

أصبح أبو أحمد الزعيم مشردًا اليوم، ويعيش في خيمة على الحدود التركية السورية، في أسوأ ظرف ممكن أن يعيشه شخص، وبعض الضباط الذين كانوا في الجيش الحرّ لم يكونوا أوفياء لأبي أحمد في الكثير من التفاصيل فتركوه رغم تقدمه في السن هو وزوجته.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/22

الموضوع الرئیس

معارك الساحل

كود الشهادة

SMI/OH/49-24/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/07/29

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-جبل التركمانمحافظة اللاذقية-جبل الأكرادمحافظة اللاذقية-منطقة الحفةمحافظة اللاذقية-كباني (كبانة)محافظة اللاذقية-ربيعة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لواء أحرار الساحل

لواء أحرار الساحل

لواء صقور الساحل

لواء صقور الساحل

الشهادات المرتبطة