اتجهنا باتجاه الحفة صباحًا كان اليوم التالي من اقتحام الحفة، وأنا لم أكن في الحفة لكن هناك تواصل مع حسام أندرون من أجل موضوع الحفة والتنسيق العملي وتشكيل اللواء.

 في أيار/ مايو و لا أذكر التاريخ بالضبط كي لا يُوثق علي على قناة الدنيا ومنذ 2012 حتى الآن، في اليوم الثاني من القتال من اقتحام الحفة وليس أول يوم، لأن أول يوم أرسلت المجموعة بقيادة ميم زاي وأبو خليل حمشو ومن جبلة ستة حتى استقبلت نفيخة مقاتل من كتيبة أبي بكر الصديق في مشفى أنطاكية قبل أن أنزل أول يوم أُصيب في طلقة بصدره من الحوامة، فبقيت معه في المشفى حتى اطمأنت عليه ونزلت، لأنه صار جرحى من الحفة نستقبلها ونظل معهم، وكان مشفى أنطاكيا صعب أن تُدخل الجريح عليها.

  في اليوم الثاني كنا متوجهين أنا وجزء من كتيبة أحفاد جبلة القسام وجزء من كتيبة بيت السمهاني بعكو في سيارة الفان الخاصة بكتيبتهم، وكان معه من شبابه 11 شخص مع السائق وأنا تقريبًا 20 مسلحين سلاحًا كاملًا وجاهزين للمعارك، والطريق طريق جبلي وأغلب القرى بعد سلمى كلها قرى من طائفة النظام موالية، وأين يا شباب؟ لن يحكوا معنا، وكيف لن يحكوا؟؟ ربما يُطلقون علينا الرصاص، كنا نرى سيارات البيك آب تنسحب ليس فيها عسكرة مدنية وحالة نزوح كبيرة منذ أول تطويق لمدينة الحفة، وعند الاقتحام ما كان الكثير في الداخل، والحفة في مدينة الحفة في قرى الحفة في دفيل في الشرقاق مع احترامي للجميع هذا ما تذكرته أكثر من منطقة تابعة للحفة، وكلها تُشكل الحفة.

كانت الناس تنسحب للقرى من المدينة والمدينة كان أغلبها فارغة وليس فيها مدنيين إلا بعض العائلات التابعة للمقاتلين، وكان فيها من كل المناطق مقاتلين من جبلة من بانياس من طرطوس من حمص، وليس أهل الحفة فقط، وكانت مقر للذين سيذهبون على تركيا،  والاقتحام الأخير نهاية الحفة على ما أعتقد في 5  أو  6حزيران/ يونيو والحر شديد كان الاقتحام اليوم الثاني، وقلت لهم: ألم يؤمن أحد الطريق من سلمى على كهف العذراء على بيت الشكوحي وأنت طالع على دورين مثلًا ودورين لا معارضة لكن بعد دورين بيت الشكوحي يعني بيت الشكوحي كلها اسمها بيت الشكوحي ومن عائلات مؤيدة للنظام للعظم، قالوا: لن يحكوا هناك عهد وصلح بيننا، وأي عهد وصلح؟ والناس تنسحب وتذهب، وصلنا على مشارف الحفة ولم يكن هناك ضيعة كان المقر كله داخل مدينة الحفة، والمشكلة أنا بالنسبة لي أكثر من دفيل وشرقاق والحفة لا أعرف كتسميات للأمانة لأنني لست من المنطقة بالأساس أعرف جبل صهيون، وفي الثورة حتى عرفت الحفة وشرقاق مع احترامي لهم لكن كجغرافيا لا أعرفها.

 وصلنا على أول الحفة ولم نجد أحد وقد اتخذ قرار الانسحاب وأُعطي طبعًا لسنا بوارد من أعطى الانسحاب، ونرجع نُنظم دفاعاتنا لكن عدم وجود خبرة وعدم وجود تفوق نوعي وعدم وجود من يُنظم عملية الدفاع عن مدينة الحفة، والانسحاب من أعطى أمر الانسحاب لسلمى، وأنت معك مسلحين ومعك سلاح يبدأ من المسدس ينتهي بالرشاش كان رشاشين دوشكا 12.5 أغلبيته روسي وناتو و قواذف آر بي جي بشحمها البلاستيك عليها غير مستخدمة!! وكيف تنسحب على وتمشي 20 كم تقريبًا أو 18 كم من الحفة طبعًا على طرق وليس خط نظر يمكن خط نظر أقرب حتى تصل على سلمى، ومن أعطى الانسحاب من أعطى الأمر بالذهاب على سلمى؟

كان حسام قدور هو الرأس لكن أثناء الاقتحام لم يبقى رأس، قبل الاقتحام حسام قدور كان ما يقوله في الحفة يُنفذ ويُطاع بدون مجاملة وأنا عند كلامي، وفي يوم الاقتحام حسام قدور كان لا يعرف أن يُوزع أي شخص، وكان الشباب من سيترك جبلة ويذهب على الحفة أو يترك بانياس ويأتي على الحفة، والمقاتلون لم يُشكلوا ككتائب وإنما قطاعات مثلًا أبو سهيل معه 20 أنتم في الحي الغربي فلان الفلاني – ولن أذكر الأسماء ربما يريدون ذلك - على القوس أنت ومجموعتك على المشفى على البلدية على شعبة الحزب، والقرى كل قرية وضعوا فيها مجموعة ضابط أو مدني من أهل القرية نفسها ليحموها، هكذا تم تنظيمها وهذا غلط، لا حفرة خنادق أو عبوات طبعًا كان هناك عبوات تقطعت أسلاكها، ومعروفين والشباب هناك أغلاط كثيرة، وفقداننا لحسام قدور الذي يملك مفاتيح السر والأجوبة الصريحة لما حدث في الحفة فقط حسام قدور من يملك وسعيد طربوش ليس عنده ومصطفى سيجري ليس عنده إياها مالك الكردي ليس عنده إياها كل الشباب كانوا لا يعلمونها فقط حسام قدور من يملك الأجوبة، والله حرمه النطق والكتابة كيلا نأخذ الأجوبة الصحيحة.

 سأسألك سؤال أتت شاحنات الأسلحة منها شاحنات شركة الوهيب وهيب مرعي والذي يُعتبر من أعمدة النظام من مدينة جبلة الشراشيط من أعمدة نظام الأسد الأب من أعمدة حافظ الأسد، وهيب مرعي معروف هو وإخوته، شاحنات نقلت فيها الأسلحة من باب الهوى ومن تل أبيض و أمور كثيرة، واستخدموا سائقي وهيب مرعي للتمويه، وكيف أتت من تلك المناطق وبشار الأسد وجيشه منتشر وأمنه كيف؟؟ وكنت كل يوم أسأل سعيد فيقول: لا أعرف! اسأل حسام، هناك شيء غامض النظام كيف سمح لنا أن نُدخل من باب الهوى للحفة من تل أبيض للحفة؟ نعم النظام كان يسعي إلى أمرين تسليح ثورتنا المدنية التي أنا كنت ضابط أتمنى تظل مدنية لو سقط فيا كثير تظل مدنية، وسيشهد العالم ثورة عظمى في المدنية، فعمل النظام على تسليحها من مناطقي أنا من جبلة تركهم يُدخلون بومكشين أو الأوتوماتيك وهي عبارة عن صيد عصفور دوري وفي الحفة سمح أن يُدخلوا هذه الكمية من الأسلحة وبعلمه وأتحدى أنها بعلمه، والأمر الثاني أسلمة الثورة، وكله بالسلاح عندما سمح بإدخال الأسلحة أصبح هنالك إرهابيين يُقاتلون دولة معترف فيها شرعيًا، ولا أخفيك الأمر أحد المرات قبل انشقاقي كنت في مدينة جبلة أحد الأشخاص اعتقل ولن اذكره، شابان اعتقلا على حاجز مدرسة الشريعة فطلبوا مني أن أُخرجهم قيادات الثورة بعض قيادات الثورة، فأخرجتهم من مقر مدرسة الشريعة كانت مقر القوات الخاصة في المدرسة، فتفاجأ المقدم الموجود وقال لي: أنت ساكن في الدريبة وكيف تدخل وتخرج؟ قلت له:  ها أنا جئت لعندك، قال لي: وأنت بتلبيسة قلت له: نعم، قال لي: في الداخل ألبان وأفغان، وخنادق تصل للبحر قلت له: ماذا تقول؟؟ هل تعرف أن المجارير تطوف في البيوت وليس لها تصريف أحياء شعبية قديمة، وأنت تقول: تصل للبحر وألبان وأفغان؟؟؟ قلت له: أنا أدخل و أخرج  وأطلع وبتلبيسة قال لي: بتلبيسة ويعرفون أنك في تلبيسة، قلت له: يعرفون، و أولادي في الداخل و يدخلون ويخرجون، فقال: ولم يتعرضوا لك قلت له: لا ولماذا سيتعرضون لي؟ وما تقوله غير صحيح؟ ربما يوجد بعض الأشخاص يحملون بنادق صيد ويشوشون لأنهم يتعاطون حبوب لا أكثر، ولا يعرفون ما تعني حرية، وكنت اُبرر له، وإذا تشكون بهم يكونون منهم، وأعطاني الشباب وطلعت، وذكرت هذه الحادثة لأنهم كانوا يعتبرون مناطقنا النظام حتى عند ضباطه يوهم لهم أنه يوجد أفغان ويوجد قاعدة وألبان وفلسطينية وكيف سيدخلون؟ وأين سيقاتلون؟ وفي الدريبة لو استخدمت قذيفة دبابة واحدة هُدمت نصف الدريبة لأنها كلها قابلة للسقوط لأنها أثرية أقل بيت عمره 100 سنة أو 200 أو 300 سنة، أنا بيت جدي عمره 300 سنة يعني قذيفة تنزل يُهدم على الصوت، ولا توجد  إمكانيات، و تصور بداية ثورة وتحضر أفغان ليقاتلوا معك أو عناصر القاعدة ليقاتلوا في جبلة، وجبلة ما تعني لهم حتى يُقاتلوا فيها عقائديًا و...، هكذا كان النظام يعمل ليُوهم الغرب والدول الغربية أنها ثورة إرهابيين وليست ثورة حرية وثورة مدنيين، وهذا ما كان النظام يعمله بثورتنا وأنا من الضباط كنت أرفض تسليحها أرفض تسليحها.

ونرجع على الحفة والعالم كلها تنسحب وجلسنا مع القادة، ولن أذكر أسماءهم كيلا يقولوا تدخلت بأمور لا تعنيك تنظيميًا وليس لي علاقة بالحفة وجئت لتخفف الضغط وقمت بواجبي وخففت الضغط عن أهل الحفة، والله ما يسر هذا الموضوع لأسباب بيدنا.

كان اتخذ القرار بالانسحاب بالنسبة لي - كان النظام اقتحم - كانت النقاط التي يجب أن أذهب عليها على الخوص باتفاقي مع حسام قدور طبعاً حسام قدور اختفى ولا أحد يعرف أين هو فقط يتواصل معي على التليفون، مدخل مدينة الحفة الأساسي في المدينة ولها عدة مداخل لكن مدخلها الأساسي من جهة اللاذقية أو المدخل العام اسمه القوس قوس عليه أعلام والشباب أزالوها، وعلى أساس اتفاقي مع حسام قدور مع مجموعاتي استلم القوس لصد التقدم، ومعنا فواذف للأمانة وعبوات وأنا ضابط ولدي خبرة، وبينما جئنا مثل ما قلت على قرية الجنكل، وكانوا يجتمعون ويقررون هناك ، فبينما كانوا يتواصون مع القوص و لا يرد أحد، وفي داخل مدينة الحفة وسأضرب مثال عن نفسي أنا ظننت مثلا أبو فلان هو في القوص مع مجموعته أبو فلان في القوص يظن أبو سهيل مثلًا عند المشفى أو شعبة الحزب أو البلدية وفلان يفكر مثلا أخوه للعقيد مالك كردي بدون اتصال لأن النظام أعمى الخليوي على المنطقة ما بقي اتصال والشباب أحضروا قبضات محلية الصنع، لكن عندما يتُغل محطة تشويش لا نسمع شيء، وهذا ما حصل لا يوجد اتصال ومع احترامي لقيادات الحفة الذين كانوا موجودين لو نظموا عملية الاتصال بطريقة وكان يوجد بيجان ولو نظمتم عملية اتصال بعيدة عن النظام ولم يعرف فيها أحد، كان هناك خوف وهلع بين المقاتلين والذي يقول عكس ذلك أتحداه خوف وهلع، أنت في حرب وبرأيك كم تبعد الحفة عن القرداحة خط نظر على الخريطة؟ بعيدة كيلومترات على الحفة، والنظام لن يسمح أن تعمل فيها ثورة وهي معاقل طائفته وعائلته، ولو سقطت القرداحة قبل دمشق سقط النظام دمشق لا تسقط النظام دمشق بالضبط ينقل عاصمته وعملها، وألم ينقل كل البنوك على طرطوس والساحل؟ وما استفدنا حتى لو ظلت محاصرة دمشق لن يُؤثر بشيء، لو عملوا جهدًا على تحرير القرداحة وضواحيها من وقت كنا بالحفة كنا عملنا شيء لكن الأيادي الخفية سحبتنا لجبل الأكراد لماذا؟ لا أحد يعرف.

 كنت أسألهم: لماذا جئتم على سلمى؟ وصلنفة فارغة، طيب النبي يونس ستة عناصر في خيمة وأبو عبدالله السمهاني يسمعني كنت كل يوم أنا وهو وشخص من جبلة من كتيبتي اسمه أبو جمال على الدراجة نركب ثلاثتنا ونطلع على النبي يونس هناك ستة عناصر، وأنا أقنعت أهل عكو أن نطلع ونأخذه للنبي يونس كمرصد عالمي يصير ونُحصنه، فيقولون لي: أبو سهيل أنت غريب ما رأيك تترك قرية عكو وتطلع أنت وشبابك لفوق، قلت لهم: نعم أنا غريب يعني أطلع لفوق لحالي بمنطقة أول مرة آتي عليها أنا أُريد معي كتيبة من أهل العكو معي ولديكم ثلاث كتائب في عكو كتيبة تطلع معي وكتيبتي أنا راضٍ، لا لوحدك، ونحن سنحمي المدينة.

 قمة النبي يونس - أقول لك حين جئت أنا وسقطت الحفة - كان فيها ستة عناصر دبابة ما فيها قناصة ما فيها، بعد ذلك عندما رآنا النظام تجمعنا في سلمى من دورين لعين البيضا عمل جبل النبي يونس أقوى مرصد لارتفاعه وهو يُطل على تركيا بتشوف، وبالتالي النظام لديه خبراء ويعرف ما يعمل، علمًا يشهد الله في أبو عبد الله السمهاني من عكو وأبو جمال الجبلاوي نطلع لنأخذه وأمسكت أكثر من واحد من سلمى ومن ضيع سلمى يكونون فوق، فأسألهم و آخذ هوياتهم: ماذا تفعلون؟ نحضر الحطب، اسأل أبو عبد الله السمهاني شاهد، وكنت سأعتقلهم فيقول: أنا نت عندكم كنت أجلب الحطب أو ...، علمًا ليس معه شيء، وهؤلاء عملاء كانوا يذهبون ويعطون أخبار الثوار.

 كان القرار اتُخذ بالانسحاب من الحفة ولم يبقَ همة قتال والمدينة أُفرغت وليس بشكل كامل، ولا تستطيع أن تأخذ الدبابات واقتحموا  القوس واستولوا عليها ومن المشفى دخلوا وعلمًا أكبر غلطة مثلما قلنا ترك المشفى غير محرر أنت معقول أن تترك مثلما صار في جسر الشغور كله سقط إلا المشفى، وهناك شيء لا أعرف؟؟ أستولي عليها وأترك الأطباء يُمارسون عملهم، لكن لا أعرف من فيها، وهذه من أحد الأغلاط ولا أتدخل فيها لأنني لست من أصحاب القرار في الحفة، ولو كنت من أصحاب القرار..

 المهم اتخذ القرار كانت الناس بدأت الانسحاب والحوامات تضرب، والنظام استولى على المدينة والناس تنسحب كلها حتى من القرى، ونقول لهم: لماذا تنسحبون؟ سنحصن في الخلف! والتحصين أين سيكون إما على مصياف أو بعد القرى الموالية للنظام مثل خربة التين بيت الشكوحي، ولماذا تنزلون على سلمى؟ نحصن في بيت الشكوحي، لا على سلمى.

دخول جيش النظام إلى الحفة بعد انسحاب فصائل الجيش الحر

كانت ميزة لواء أحرار الساحل أن أغلبه من الضباط المنشقين عن النظام باستثناء أبو بصير، طبعًا، أبو بصير كان من مدينة اللاذقية، اسمه كمال حمامي، كان يعمل لحامًا، ولكن الوضع المادي لهذا الرجل كان إلى حد ما أفضل من وضع الشباب الذين خرجوا بشكل مقبول، واستطاع أن يؤمّن بعض قطع السلاح، ويخرج، وعندما خرج من "الرمل" استطاع إخراج السلاح معه إلى ريف اللاذقية. وفيما بعد، كما قلت: تشكل لواء أحرار الساحل، وكنت على تواصل كامل معهم من قائد اللواء حتى أصغر الضباط الموجودين، على اعتبار أنه كان يوجد أربعة ضباط من قريتي، وعلى اعتبار أن أحد الشباب من "الحفة" كان موجودًا معهم، اسمه معاذ السعيد، وكنت أعرف معاذ عن طريق شاب، هو أحد أصدقائي في الجامعة، حيث كان ابن عمته، فكانت علاقتي بمعاذ جيدة أيضًا، ومعاذ هو أول شخص اتصل بي، وتواصل معي. وفيما بعد، بدأت علاقة هذا اللواء مع الداعمين في تركيا، بدأ الدعم المفصلي بشكل كبير عندما بدأ الضباط المنشقون بالدخول إلى تركيا، ووجدوا أن هناك هامشًا لحركتهم، بمعنى أنهم استطاعوا الذهاب إلى تركيا والرجوع، أعتقد أن الموضوع بدأ بشكل رئيسي في بداية عام 2012. 

كان دعم لواء أحرار الساحل ولواء صقور الساحل وتسليحه عن طريق غرفة شكلت في تركيا مع عقاب صقر، وعقاب صقر كان يتواصل مع هذه المجموعة، وكانت كل جهة لديها شخص ينوب عنها في الغرفة، قسمت المنطقة جغرافيًا، فمنطقة الساحل كانت عبارة عن جزأين في البداية؛ لأن الجيش الحر لم يكن موجودًا في التركمان، وكان الجزآن هما: ريف جبل الأكراد، وريف الحفة (صهيون) كما نسميه بالمصطلح المحلي، نسميه جبل صهيون، فكان المندوب عن "جبل صهيون" أو "الحفة" هو حسام قدور، على اعتبار أنه لم يكن قائد عمليات مباشر، وكان المندوب عن جبل الأكراد فراس الحجي، هؤلاء الذين كانوا في الغرفة. وهم كانوا يزكّون [أشخاصًا]، ويحاولون جلب تسليح للفصائل، وعن طريقهم كان التسليح يأتي للفصائل. ولكننا لا نعرف خلفيات الداعمين، فهل كانت السعودية جزءًا؟ هل كان سعد الحريري جزءًا؟ الدور التركي في هذه الغرفة كان مبهمًا، كانوا يقولون: غرفة العمليات. وكانوا يقولون: عقاب صقر. في ذلك الوقت، كان لؤي المقداد مع عقاب صقر، ونحن لم نكن نعرف مدى الدور التركي ومدى الدور السعودي، لم نكن نعرف هذه التفاصيل، على اعتبار أن الشباب عندما كانوا يتكلمون معنا فإنهم كانوا يتكلمون كأصدقاء أو كصحفيين، فكانت المعلومة دائما تصل ناقصة؛ لأنهم لن يعطونا تفاصيل، والأهم من ذلك أنهم كانوا يتواصلون معهم عن طريق مندوب، وهو فراس الحجي. فلم تكن كل التفاصيل تصل إلى أبي الهول (المقدم محمد حمادو )، وكانت ميزة أبي الهول أنه لم يزر تركيا أبدًا، حتى خرج من سورية بعد مقتل المرحوم أبي بصير في نهاية عام 2013 ، خرج أبو أحمد من سورية، ولم يزر تركيا أبدًا، وكان مصرًّا على أن يبقى على الجبهات، وكان دوره في اللواء ممثّلًا وقائدًا للواء، ولكن دوره في الحقيقة كان توافقيًا فقط؛ لأن كل كتيبة من هذه الكتائب بعد ستة شهور، و بعد سقوط الحفة تمامًا والتوجه باتجاه جبل الأكراد، بدأ كل قائد كتيبة وكل قائد فصيل يؤمّن دعمًا لنفسه.

 أذكر أنني جئت إلى تركيا في 2013 تمامًا، ونزلت في فندق في "منطقة يوسف باشا"، دلّني على الفندق ضابط كان مع الفصائل العسكرية في اللاذقية، ونزلت في الفندق، وفوجئت لأنني كنت كلما دخلت إلى الفندق أجد ضابطًا من الساحل، وأذهب قليلًا، ثم أرجع فأجد ضابطًا، فكنت قد وجدت المرحوم باسل زمو، وسعيد طربوش، ويوجد أسماء ضباط آخرين، حتى إنني لم أعد أتذكرها، ووجدت مجموعة موجودة من الضباط، واكتشفت فيما بعد أن عقاب صقر يأتي إلى الفندق، ويجلس معهم، وبدأ يجلس مع كل ضابط على حدة، فلا يجلس مع المجموعة أو مع المندوب الذي وضعوه في الغرفة، وعندها بدأ كل شخص يعمل لوحده، ويحاول أن يقوم بتشكيل، ويجعل تشكيله هو الأبرز. أعتقد أن الداعم كان هو السبب الرئيسي: أولًا- إن المندوبين الموجودين كانوا مدنيين، فصار هناك قلة ثقة بينهم وبين العسكر لأسباب لها علاقة لوجستية؛ لأن العسكر كانوا يطرحون مشاريع، ويقولون: هذه النقطة يجب أن نأخذها الآن ونقوم بالعملية العسكرية في المكان المحدّد، فكان المندوب ينقل لهم وجهة نظر المسؤولين في الغرفة، فيقولون له: لا، يجب عليك الذهاب بالاتجاه الثاني؛ فأصبح لدى الضباط وقادة الفصائل شكّ بأن المندوب هو السبب وليس الداعم؛ فبدؤوا يحاولون القفز من فوق المندوب(تجاوزه)، ويذهبون باتجاه الداعم مباشرة؛ حتى يجدوا دعمًا مباشرًا، والأهم من ذلك أن الداعم أو مندوب الداعم في الغرفة- لأن الداعم في النهاية دولة- كان يتعامل معهم بالكلام الجميل، فيقول لهم: معكم حق. ويشعرهم دائمًا بأن المشكلة في فلان وليست به. وتحولت القصة إلى هذا المنحى.

وفي هذه الفترة، قرّر أبو بصير وأبو رحّال تنظيف الحدود مع تركيا، بمعنى أن ينهوا وجود النظام على الحدود التركية في منطقة جبل التركمان؛ فبدأت المعارك في جبل التركمان، في منتصف عام 2013، ودخلوا، وحرروا أجزاءً كبيرة من التركمان، وكان أهمها: بلدة ربيعة أو ناحية ربيعة. ولم يبقَ وجود كبير للنظام، وأصبحت الحدود مع تركيا مفتوحة بشكل كبير، و عندما أستعرض الذكريات أرى أن كل الذي حصل في ريف جبل الأكراد كان نواته خمسة أو ستة أشخاص، كنت قد تكلمت عنهم، وهم الذين خرجوا من "الرمل"، هؤلاء عندما جاؤوا إلى قرية اسمها الكبانة ، كان فيها بيت من الخشب لشخص فقير جدًا اسمه أبو أحمد الزعيم، هذا الرجل فتح منزله للضباط المنشقين، استقبلهم جميعًا في عام 2011 ، بعد الشهر الثامن (آب/ أغسطس)؛ لأن اقتحام "الرمل" كان في 13(آب/ أغسطس) 2011. بعد ذلك كله، استقبلهم أبو أحمد في منزله، وكان شخصًا فقيرًا جدًا؛ فكان يحاول كثيرًا أن يبحث عن طرق؛ حتى يقدم [المساعدة] لهم، ولا يقصر معهم. وأتذكر أنني زرت المنزل في أول دخول لي، في منتصف عام 2012، كان الناس يترددون عليه، ومنهم فصائل توزعت، وذهبت كل واحدة في اتجاه، ولكن وجدت أم أحمد تقف عند التنور، أعتقد أن هذه المرأة كان عمرها حوالي خمس وستين سنة، كانت تخبز على التنور في شهر حزيران، كانت الحرارة تتجاوز خمسًا وثلاثين درجة، ورغم ذلك كانت تقف عند التنور، وتخبز، أحيانًا، تخبز شوال طحين كما هو؛ لتطعم أعدادًا كبيرة من العساكر. واليوم كل من وُجد في اللاذقية من ضباط قدامى وعساكر في المرحلة الأولى يقولون: نحن ندين بحياتنا لهذه المرأة وزوجها اللذان استطاعا حمايتنا، وكانا يضعان نقاطًا من بعض الشباب الذين يمونون عليهم (ينفذون طلباتهم دون أن يعترضوا) في الضيعة، بحيث إذا وصل الأمن إلينا فكانوا يتركون الضيعة، ويذهبون إلى الأحراش، فكان يفترض ألا ننساهم، ونذكر هذا التفصيل الصغير.

أصبح أبو أحمد الزعيم مشردًا اليوم، ويعيش في خيمة على الحدود التركية السورية، في أسوأ ظرف ممكن أن يعيشه شخص، وبعض الضباط الذين كانوا في الجيش الحرّ لم يكونوا أوفياء لأبي أحمد في الكثير من التفاصيل فتركوه رغم تقدمه في السن هو وزوجته.

الدعم العسكري لجبهة الساحل عام 2012

بعد أن خرجنا من سورية، وانتقلنا إلى الإمارات، وقبل أن آتي إلى ريف اللاذقية، وقبل أن تبدأ معركة "الحفة"، كان قد بدأ تشكيل الجيش الحر ونواته والعمل على ذلك. كانت البداية من أحداث" الرمل الفلسطيني"، عندما قامت عصابات الأسد باقتحام هذا الحي العشوائي، هذا الحي المنسي في مدينة اللاذقية، في الشهر الثامن (آب/ أغسطس)2011. طبعًا، تمّ الاقتحام -حسب روايات الناس، وعلى اعتبار أنني كنت في الإمارات- بالهجوم عن طريق البحر والبر، وتمّ قصف الحي بالزوارق من البحر، من جهة مسبح الشعب، وتمّ اقتحامه بريًا. كان من بين الشباب الموجودين في" الرمل الفلسطيني" ضباط منشقون، وكان منهم أبو رحال نقيب، كان ملازمًا أوّل، عُرف فيما بعد بقائد كتائب "الهجرة إلى الله"، وكان منهم محمد حمّادو (أبو أحمد) الذي أصبح فيما بعد قائد لواء أحرار الساحل، وعُرف محمد حمّادو في تلك الفترة بشخصية أبي الهول، وهو ضابط، ولكنه كان مسرّحًا من الجيش قبل الثورة، وشكّل فيما بعد هذا التشكيل.

طبعًا، كانت المجموعة التي خرجت من" الرمل الفلسطيني" صغيرة، وكان لديّ تواصل مع مجموعة منهم، وكان أبو الهول من هذه المجموعة، و أطلق على نفسه هذا الاسم، كان هذا هو الاسم المتداول والمعروف، ربما لأسباب أمنية أو ظرف أمني، ولا يريد أن يتشابه اسمه مع اسم آخر، فأخذ اسمًا تاريخيًا لرمز تاريخي.

انتقلت مجموعة من الذين استطاعوا أن يفروا من" الرمل الفلسطيني" إلى قرية في ريف اللاذقية، اسمها الكبانة، وهذه القرية كانت أعلى قرية في جبل الأكراد، وتشرف على سهل الغاب من طرف، وتشرف على ريف اللاذقية من الطرف الثاني، وجلسوا في جبالها. وبدأت تتشكل نواة للجيش الحرّ من الضباط الذين انشقوا عن الجيش، ومن الأسماء التي كنت أعرفها في ذلك الوقت، كان هناك أربعة ضباط في قريتي نفسها، كان هناك إبراهيم قنزوعة، والتحق به ابن عمه فيما بعد (بشار قنزوعة)، كانوا برتبة ملازم أول، وكان أسامة برّو وأخوه عصام برّو، و هناك ضباط آخرون، فقد كان أبو الهول قد وصل ، وكان من أصدقائي القدامى، وهو برتبة رائد، اسمه عبد الستار يونسو، كان ضابط هندسة، وكان شقيق عبد الستار شاعرًا معروفًا، وصديقي اسمه شمس الدين يونسو، وكان مقيمًا في السعودية، وأستاذًا في اللغة العربية. وكنت أعرف عبد الستار عن طريق شمس، أو أعرف العائلة كلها بتفاصيلها.

 وبدأت هذه النواة تتشكل في ريف اللاذقية، في جبل الأكراد، وبدؤوا يشنون عمليات صغيرة ضد النظام. وطبعًا كنت على تواصل شبه يومي معهم على اعتبار أنه يوجد مجموعة من الضباط من القرية، وعلى اعتبار أن عبد الستار موجود، و هو صديقي الذي كان يتخفّى، وينزل من منطقة الكبانة باتجاه الحدود التركية السورية؛ لأنه من قرية أو من بلدة معروفة، اسمها بداما، تابعة لريف إدلب، ولكنها متصلة بالمنطقة جغرافيًا. أعلنوا عن تشكيل "أحرار الساحل" بشكل رسمي ورئيسي في منتصف 2012 كتشكيل رسمي، جمعوا حوله عدة كتائب، حرّر التشكيل بلدة سلمى، وحرّر ريف جبل الأكراد كله، حرّر مجموعة قرى كبيرة منها كنسبا التي كانت هي الناحية، ثم حرّر عين القنطرا وقرى كثيرة، مثل: دويركة، برومة، آرا (مجموعة قرى) حرر حوالي ثلاثين قرية تقريبًا، أخذ الموضوع برمته حوالي ستة شهور تقريبًا، حتى رمموا أنفسهم. أعتقد أنهم حرروا بلدة سلمى في (آذار/ مارس) 2012، وبالمقابل كان هناك شيء ما يتشكل في "الحفة"، في قراها، حيث تشكّل لواء، سموه لواء صقور الساحل، وكانت قيادته لسعيد طربوش وحسام قدور. حسام قدور ضابط منشق، وسعيد طربوش في الحقيقة هو شاب ليس له علاقة بالعسكرة أبدًا، وفجأة، أصبح قائد لواء، وسعيد طربوش هو الذي قاد العمليات التي حدثت في منطقة الحفة، وفي معركة الحفة، كان هو الذي يتبنى القصة، وعندما خرجت من "الحفة" خرجت بسيارة سعيد طربوش، كان ذلك عندما انسحبنا، وخرجنا من "الحفة".

لواء" أحرار الساحل" هو الذي ساهم في خروج الناس من "الحفة" بشكل آمن؛ لأنه عندما بدأت "الحفة" تسقط نزل لواء أحرار الساحل، وغطى الطريق، على اعتبار أنه كان يعمل في منطقة جبل الأكراد، فنزل، وغطى الطريق؛ حتى استطاعوا إخراج الناس المدنيين من منطقة الحفة باتجاه منطقة سلمى. فيما بعد، توسعت عملياته، وانتقل باتجاه ريف (جبل) التركمان، و كان أبو الهول أبرز القادة الذين كانوا في لواء أحرار الساحل، وكان القائد العام (قائد اللواء)، وكان أبو رحال ملازمًا أول، اسمه محمد رحال، ولكنه اشتهر بأبي رحال، وشكل فيما بعد كتائب" الهجرة إلى الله"، وعملت بشكل مستقل، وكان أبو بصير قد شكل كتيبة "العز بن عبد السلام"، ثم تحولت إلى لواء كبير، وكان أسامة وعصام برّو ضباطًا منشقين، وكان إبراهيم قنزوعة، وتكاتف معهم ضابط من قرية اسمها السرمانية، و هي على سفح جبل الأكراد، ولكنها تطلّ على الغاب، كان اسمه باسل سلو، واستشهد في معركة كسب عندما انسحبت كتائب المعارضة والفصائل العسكرية من كسب، في عام 2015 ، استشهد في تلك المعركة. 

هؤلاء أبرز الضباط الذين كانوا موجودين في ريف اللاذقية في ذلك الوقت، وطبعًا، يوجد ضباط استشهدوا، مثل: عبد الفتاح العدا، وزين سليمان، ومصطفى ميرزا، و عبد الستار يونسو في بداية عام 2012، كان يقوم بنزع ألغام، فاستشهد، ودفن في منطقة بداما.

أعتقد أنه في كل مكان كان هناك ضباط منشقون، كانوا نواة رئيسية؛ لأننا إذا رجعنا إلى كتائب الفاروق التي كانت عمليًا هي العمود الأول أو الحامل الأول للجيش السوري الحر. تشكلّت كتائب الفاروق، وكان عبد الرزاق طلاس هو نواتها، هم لجؤوا إلى بعض المدنيين على اعتبار أن لهم شعبية على الصعيد الاجتماعي، وأن لديهم وزنًا اجتماعيًا معينًا؛ فلجؤوا إليهم في تلك الفترة، ولكن لم يكن للمدنيين وجود كبير إلا في لواء صقور الساحل الذي كان في "الحفة"، حيث كان سعيد طربوش حالة مختلفة.

حسام قدور

المعلومات الأساسية

شخصيات مرتبطة

الوثائق المتعلقة

يوميات مرتبطة

فيديوهات ذات صلة

كيانات منتمي إليها سابقاً

كيانات منتمي إليها حالياً

الشهادات المرتبطة

دخول جيش النظام إلى الحفة بعد انسحاب فصائل الجيش الحر

الدعم العسكري لجبهة الساحل عام 2012

تشكيل كتائب الجيش الحر الأولى في جبال اللاذقية عام 2012

الانسحاب من الحفة ومحاولات لعمليات عسكرية ضد جيش نظام الأسد

تشكيل كتائب والتحضير للمشاركة في معركة الحفة

معلومات سريعة