تشكيل كتائب الجيش الحر الأولى في جبال اللاذقية عام 2012
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:11:16
بعد أن خرجنا من سورية، وانتقلنا إلى الإمارات، وقبل أن آتي إلى ريف اللاذقية، وقبل أن تبدأ معركة "الحفة"، كان قد بدأ تشكيل الجيش الحر ونواته والعمل على ذلك. كانت البداية من أحداث" الرمل الفلسطيني"، عندما قامت عصابات الأسد باقتحام هذا الحي العشوائي، هذا الحي المنسي في مدينة اللاذقية، في الشهر الثامن (آب/ أغسطس)2011. طبعًا، تمّ الاقتحام -حسب روايات الناس، وعلى اعتبار أنني كنت في الإمارات- بالهجوم عن طريق البحر والبر، وتمّ قصف الحي بالزوارق من البحر، من جهة مسبح الشعب، وتمّ اقتحامه بريًا. كان من بين الشباب الموجودين في" الرمل الفلسطيني" ضباط منشقون، وكان منهم أبو رحال نقيب، كان ملازمًا أوّل، عُرف فيما بعد بقائد كتائب "الهجرة إلى الله"، وكان منهم محمد حمّادو (أبو أحمد) الذي أصبح فيما بعد قائد لواء أحرار الساحل، وعُرف محمد حمّادو في تلك الفترة بشخصية أبي الهول، وهو ضابط، ولكنه كان مسرّحًا من الجيش قبل الثورة، وشكّل فيما بعد هذا التشكيل.
طبعًا، كانت المجموعة التي خرجت من" الرمل الفلسطيني" صغيرة، وكان لديّ تواصل مع مجموعة منهم، وكان أبو الهول من هذه المجموعة، و أطلق على نفسه هذا الاسم، كان هذا هو الاسم المتداول والمعروف، ربما لأسباب أمنية أو ظرف أمني، ولا يريد أن يتشابه اسمه مع اسم آخر، فأخذ اسمًا تاريخيًا لرمز تاريخي.
انتقلت مجموعة من الذين استطاعوا أن يفروا من" الرمل الفلسطيني" إلى قرية في ريف اللاذقية، اسمها الكبانة، وهذه القرية كانت أعلى قرية في جبل الأكراد، وتشرف على سهل الغاب من طرف، وتشرف على ريف اللاذقية من الطرف الثاني، وجلسوا في جبالها. وبدأت تتشكل نواة للجيش الحرّ من الضباط الذين انشقوا عن الجيش، ومن الأسماء التي كنت أعرفها في ذلك الوقت، كان هناك أربعة ضباط في قريتي نفسها، كان هناك إبراهيم قنزوعة، والتحق به ابن عمه فيما بعد (بشار قنزوعة)، كانوا برتبة ملازم أول، وكان أسامة برّو وأخوه عصام برّو، و هناك ضباط آخرون، فقد كان أبو الهول قد وصل ، وكان من أصدقائي القدامى، وهو برتبة رائد، اسمه عبد الستار يونسو، كان ضابط هندسة، وكان شقيق عبد الستار شاعرًا معروفًا، وصديقي اسمه شمس الدين يونسو، وكان مقيمًا في السعودية، وأستاذًا في اللغة العربية. وكنت أعرف عبد الستار عن طريق شمس، أو أعرف العائلة كلها بتفاصيلها.
وبدأت هذه النواة تتشكل في ريف اللاذقية، في جبل الأكراد، وبدؤوا يشنون عمليات صغيرة ضد النظام. وطبعًا كنت على تواصل شبه يومي معهم على اعتبار أنه يوجد مجموعة من الضباط من القرية، وعلى اعتبار أن عبد الستار موجود، و هو صديقي الذي كان يتخفّى، وينزل من منطقة الكبانة باتجاه الحدود التركية السورية؛ لأنه من قرية أو من بلدة معروفة، اسمها بداما، تابعة لريف إدلب، ولكنها متصلة بالمنطقة جغرافيًا. أعلنوا عن تشكيل "أحرار الساحل" بشكل رسمي ورئيسي في منتصف 2012 كتشكيل رسمي، جمعوا حوله عدة كتائب، حرّر التشكيل بلدة سلمى، وحرّر ريف جبل الأكراد كله، حرّر مجموعة قرى كبيرة منها كنسبا التي كانت هي الناحية، ثم حرّر عين القنطرا وقرى كثيرة، مثل: دويركة، برومة، آرا (مجموعة قرى) حرر حوالي ثلاثين قرية تقريبًا، أخذ الموضوع برمته حوالي ستة شهور تقريبًا، حتى رمموا أنفسهم. أعتقد أنهم حرروا بلدة سلمى في (آذار/ مارس) 2012، وبالمقابل كان هناك شيء ما يتشكل في "الحفة"، في قراها، حيث تشكّل لواء، سموه لواء صقور الساحل، وكانت قيادته لسعيد طربوش وحسام قدور. حسام قدور ضابط منشق، وسعيد طربوش في الحقيقة هو شاب ليس له علاقة بالعسكرة أبدًا، وفجأة، أصبح قائد لواء، وسعيد طربوش هو الذي قاد العمليات التي حدثت في منطقة الحفة، وفي معركة الحفة، كان هو الذي يتبنى القصة، وعندما خرجت من "الحفة" خرجت بسيارة سعيد طربوش، كان ذلك عندما انسحبنا، وخرجنا من "الحفة".
لواء" أحرار الساحل" هو الذي ساهم في خروج الناس من "الحفة" بشكل آمن؛ لأنه عندما بدأت "الحفة" تسقط نزل لواء أحرار الساحل، وغطى الطريق، على اعتبار أنه كان يعمل في منطقة جبل الأكراد، فنزل، وغطى الطريق؛ حتى استطاعوا إخراج الناس المدنيين من منطقة الحفة باتجاه منطقة سلمى. فيما بعد، توسعت عملياته، وانتقل باتجاه ريف (جبل) التركمان، و كان أبو الهول أبرز القادة الذين كانوا في لواء أحرار الساحل، وكان القائد العام (قائد اللواء)، وكان أبو رحال ملازمًا أول، اسمه محمد رحال، ولكنه اشتهر بأبي رحال، وشكل فيما بعد كتائب" الهجرة إلى الله"، وعملت بشكل مستقل، وكان أبو بصير قد شكل كتيبة "العز بن عبد السلام"، ثم تحولت إلى لواء كبير، وكان أسامة وعصام برّو ضباطًا منشقين، وكان إبراهيم قنزوعة، وتكاتف معهم ضابط من قرية اسمها السرمانية، و هي على سفح جبل الأكراد، ولكنها تطلّ على الغاب، كان اسمه باسل سلو، واستشهد في معركة كسب عندما انسحبت كتائب المعارضة والفصائل العسكرية من كسب، في عام 2015 ، استشهد في تلك المعركة.
هؤلاء أبرز الضباط الذين كانوا موجودين في ريف اللاذقية في ذلك الوقت، وطبعًا، يوجد ضباط استشهدوا، مثل: عبد الفتاح العدا، وزين سليمان، ومصطفى ميرزا، و عبد الستار يونسو في بداية عام 2012، كان يقوم بنزع ألغام، فاستشهد، ودفن في منطقة بداما.
أعتقد أنه في كل مكان كان هناك ضباط منشقون، كانوا نواة رئيسية؛ لأننا إذا رجعنا إلى كتائب الفاروق التي كانت عمليًا هي العمود الأول أو الحامل الأول للجيش السوري الحر. تشكلّت كتائب الفاروق، وكان عبد الرزاق طلاس هو نواتها، هم لجؤوا إلى بعض المدنيين على اعتبار أن لهم شعبية على الصعيد الاجتماعي، وأن لديهم وزنًا اجتماعيًا معينًا؛ فلجؤوا إليهم في تلك الفترة، ولكن لم يكن للمدنيين وجود كبير إلا في لواء صقور الساحل الذي كان في "الحفة"، حيث كان سعيد طربوش حالة مختلفة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/22
الموضوع الرئیس
معارك الساحلكود الشهادة
SMI/OH/49-23/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/07/29
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-الدويركةمحافظة اللاذقية-كنسبامحافظة اللاذقية-منطقة الحفةمحافظة اللاذقية-كسبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
كتائب الفاروق
الجيش السوري الحر
لواء أحرار الساحل
كتائب العز بن السلام في الساحل
كتائب الهجرة إلى الله
لواء صقور الساحل