الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

خلافات قادة الفصائل في جبل التركمان واغتيال كمال حمامي أبو بصير

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:03:05

الحديث عن عدم التعرض للعلويين جاء نتيجة تغلغل الجيش الحرّ في ريف (جبل) التركمان، أخذ تقريبًا كل المناطق والقرى السنية الموجودة، وبدأ باتجاه مجموعة قرى، مثل: خربة سولاس وغيرها، وهي قرى علوية، وأصبح الطريق مفتوحًا أمامه باتجاه "مشقيتا"، وهنا يبدو أن الأزمة حدثت، فدار الحديث عن موضوع عدم التعرض لهم، وكان الحديث يدور حتى في الاجتماعات.

وكان لدى الفصائل مشكلة وخلافات داخلية فيما بينهم، حيث كان هناك فصائل إسلامية، مثل:" أحرار الشام". كان يوجد فصائل إسلامية، أو دعنا نقول: لديها فكر "راديكالي" قليلًا. ويوجد فصائل" إخوانية"، كانت موجودة، وكان لهذه الفصائل مشكلة مع أي أحد يقول: لا نريد أن نتعرض لهم. كانت لديهم مشكلة حقيقية، وكانت النقطة الرئيسية في معركة" التركمان" بيد أبي بصير؛ لأنه كان يشكل مع أبي رحال الحجر الأساسي، وعمليًا، هم الذين فتحوا المنطقة، وإذا قال أبو بصير: أنا لا أريد أن أتعرض لهم. فجميعهم سيسكتون، وليس لهم وجود، وأغلب الكتائب ليس لها وجود في [منطقة] التركمان. فأقاموا تحالفًا عليه من الكتائب الثانية الموجودة في ريف جبل الأكراد، وبدؤوا يكونون ضده دائمًا في الاجتماعات، وفي اجتماع" البرناص"، قال أبو بصير: مستحيل أن أقترب من أحد منهم إلا الذي يحمل السلاح في وجهي. وفي اجتماع" البرناص"، دار الحديث حول فتح الجبهات والتقدم، وأنا أتيت مع أبي بصير. فقال لهم أبوبصير: أنا ليس لدي مشكلة، نفتح جبهات، وأنا مستعد، وأي مكان تريدونه فأنا أذهب إليه، ولكن لا نقترب من أحد. وبدأت بعض الشخصيات تفتعل التوتر في الاجتماع، كان محمد خليل موجودًا، وكان قد أتى حديثًا، ولا أحد يعرفه، هدّد بأنه سيصور كل خلافاتهم، وينشرها، كانت في يده الكاميرا الخاصة بي؛ فقفز بعض الضباط وشخص آخر كان معروفًا في اللاذقية بأنه من أصحاب المشاكل، اسمه أبو حسن بكور، قفز على محمد، وأخذ منه الكاميرا، وأصبحت كاميرتي بيدهم، وكانوا يريدون كسر الكاميرا، وحدث خلاف طويل، كنت قد قمت بتصوير أشياء مهمة جدًا، فدخلت في المشكلة، وهجم عليّ ضابطان يريدان ضربي. وفي هذه اللحظة، وقف أبو بصير، وصرخ، وكان هناك مجموعة من الذين يعرفونني وقفوا إلى جانبي، وصرخ أبو بصير في وجههم، وقال: أعطني الكاميرا. فقالوا له: لن نعطيك الكاميرا. فقال لهم: إذا لم آخذ الكاميرا الآن فستحدث مشكلة كبيرة. وبدأت الناس تهدأ قليلًا، وحاولت تهدئة الموضوع أكثر ما يمكن، وقلت لهم: ماهي مشكلتكم مع الكاميرا؟ فقالوا: إن المشكلة أن محمد صوّر بها. فقلنا لهم: إذا كان هناك أي صورة من المؤتمر فسنحذفها، وفتحنا الكاميرا، وحذفنا كل ما كان مصورًا من الاجتماع، وخرجنا. وفي الطريق، قال أبو بصير لي: أرأيت كيف حولوا الاجتماع إلى موضوع سخرية؟ ونحن أتينا؛ حتى نتكلم عن موضوع معركة كبيرة سنقوم بها. وقال لي: لا يوجد أمل، ويوجد أشخاص يقومون باللعب من الخارج، ويوجد جهات تريد خلق فتنة كبيرة. وعندها، ذهبت إلى الإمارات، وبعد ثلاثة أيام من هذا الحديث، اتصل بي الدكتور أيهم حداد من بروكسل، وقال: أريد أن أتكلم معك على سكايب بأمر ضروري. وفي المحطة في تلفزيون "أورينت"، تكلمنا (أنا ومدير المحطة) مع الدكتور أيهم حداد، كان فادي جبور في ذلك الوقت، وقال لي أيهم حداد: إنني أتواصل مع أشخاص من "مشقيتا" في ريف اللاذقية، وهم خائفون من موضوع المعركة، خائفون من الجيش الحر، ومن دخوله، وأن يتمدد، ويتقدّم. فقلت له: ما هو المطلوب؟ فقال لي: المطلوب أن نتكلم مع الضباط. فقلت له: من تريد؟ فقال لي: من هو المسؤول في التركمان؟ فقلت له: أبو بصير وأبو رحال. فقال لي: وأنا أريد هذين الشخصين تحديدًا. فقلت له: تكرم (سأنفذ طلبك).

وفي اليوم الثاني، تكلمنا على سكايب: أنا، وأبو رحال، وأبو بصير، والدكتور أيهم حداد، و علي رحمون معارض من اللاذقية، وهو موجود حاليًا في السويد، وهو علوي. فقال أبو بصير لعلي رحمون: يا أستاذ علي، نحن ليس لدينا مشكلة مع أحد نهائيًا، ولكننا مستعدون لمعركة، ونريد الدخول، ومشكلتنا مع هذا النظام، ونريد الذهاب باتجاه اللاذقية؛ لأن لدينا إخوة وعائلات وأسر وأقارب وأشخاص، وكل شخص يغلق باب بيته، ويجلس، فنحن ليس لدينا معه مشكلة أبدًا، ولن نتعرض لأي إنسان إلا الذي يحمل سلاحًا في وجهنا، وأي شخص يحمل سلاحًا في وجهنا سنتعرض له، وأما غير ذلك فإني أعطيك كل الضمانات الأخرى، من لا يحمل سلاحه، ويغلق باب بيته، ويجلس، فلن يقترب أحد منه. سمع علي رحمون ذلك، والحقيقة أنه تكلم معنا، وهو خائف باعتبارهم موجودين، وبعد ثلاثة أيام من هذه القصة، أخبرني أبو بصير، وقال لي: ماذا حدث مع صاحبك؟ واتصلت بالدكتور أيهم، وقلت له، فقال لي سأخبرك مساءً. وتكلم الدكتور أيهم معي على سكايب مرة ثانية، وقال لي: إن جماعة مشقيتا سيقاتلون حتى آخر لحظة. فهذه أحد الوساطات التي حضرتها في ريف اللاذقية.

لم يكن للمرحوم أبي بصير أي توجه طائفي أبدًا أو مع الطائفية، كانت بوصلته هذا النظام، وفي آخر لقاء التقينا به معًا، حيث جئت من دبي إلى هنا في الشهر الخامس (أيار/ مايو) 2013، لم أدخل إلى سورية، كنت في إسطنبول، وأخبرته بأنني آتٍ. كانت" داعش" قد بدأت تتواجد في ريف اللاذقية باسم" الدولة الإسلامية"، وكان أبو أيمن العراقي قائد المجموعة. وذهبت، والتقيت بأبي بصير في "تقسيم"( إسطنبول)، وكان معنا المحامي محي الدين لا لا، جاءا معًا، وجلسنا، وفتح لي الموضوع (الوضع في ريف اللاذقية)، وقال لي: أنا أعرف أنني لن أبقى طويلًا. فهم سيأخذونني غدرًا، ولن يأتوني وجهًا لوجه، سيأخذونني غدرًا. فقلت له: من؟ فقال لي: أكثر من جهة، ولكن جميعهم الآن يحابون المجموعة التي تقاتل تحت اسم" الدولة الإسلامية"، كل الفصائل التي لها ثأر شخصي معه أو ضده بشكل أو بآخر؛ لأن قوته عظمت في تلك الفترة. وقال لي: إن الدعم بدأ يتناقص لديه. وفي ذلك الوقت، قال لي: إنه لن يتغير، وأنا أعطيته وعدًا، وقلت لهم في اجتماعاتي السياسية: إنني لن أتعرض لأي أحد، ولم يتعرض لأحد في الثورة، وأنا أقاتل باسم البلد، وليس أكثر من ذلك. فقلت له: أين المشكلة في هذا التفصيل؟ وأنا حتى تلك اللحظة لم أكن واعيًا لتلك التفاصيل، فقال لي: المشكلة يا محمد أن الموضوع تحول إلى فكرة هي: إنهم ذبحونا ونحن سنذبحهم. هذه الفكرة السائدة. والآن يحاولون التسويق في ريف اللاذقية على أنني وقّعت على بند حماية النصيرية، هذا المصطلح الذي يتم إدراجه في ريف اللاذقية. وفعلًا، تركني أبو بصير، وذهب، وأنا رجعت إلى دبي. وبعد حوالي شهر ونصف تقريبًا، استشهد أبو بصير، وتم اغتياله على يد أبي أيمن العراقي، حيث اغتاله بعد اتهامه بهذه التهمة، وخلال هذين الشهرين، بدأت كل الفصائل التي كانت موجودة تسحب الشباب الذين يعملون مع أبي بصير؛ لأنهم بدؤوا بدفع النقود لهم، بدؤوا بسحب الشباب الذين يعملون معه، حتى إنه لم يبق معه في الكتيبة إلا حوالي ستين أو خمس وستين مقاتلًا، وبعدها ضعف، وكمنوا له في الطريق، كان يمر على حاجز، فأوقفوه، واتصلوا بأبي أيمن العراقي، فجاء أبو أيمن، وقتله، وذهب.

فداعش هي التي قامت بتصفيته، والحقيقة أن الداعم كان له دور في التخلص منه. ماهي الخطوة؟ ولماذا جاءت التركيبة هكذا؟ لا أعرف. ولماذا تخلّوا عنه؟ لا أعرف. رغم أن أفكاره كانت مطمئنة جدًا. فيبدو أن الداعمين كانوا يبحثون عن إنهاء وجود مثل هؤلاء الأشخاص؛ لأنه بعدها تم اغتيال أكثر من شخص، مثل: أبو بصير، أو بالأحرى أشخاص يحملون روحًا كهذه ومنهم: أبو فراس العيدو، ومحاولة اغتيال أبي رحال. هناك أشخاص تم اغتيالهم، ولم تكن" الدولة الإسلامية" موجودة بعد، أو كانت موجودة، ولكنها ضعيفة، ويوجد أشخاص تم اغتيالهم، واتُّهمت" الدولة الإسلامية" بذلك، و تمت تصفية أبي بصير على يد قائد فصيل من" الدولة الإسلامية" في ريف اللاذقية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/07/22

الموضوع الرئیس

معارك الساحلاغتيال كمال حمامي أبو بصير

كود الشهادة

SMI/OH/49-26/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2013

updatedAt

2024/07/29

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-سولاسمحافظة إدلب-البرناصمحافظة اللاذقية-جبل التركمانمحافظة اللاذقية-مشقيتا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

لواء أحرار الساحل

لواء أحرار الساحل

قناة أورينت / المشرق

قناة أورينت / المشرق

الشهادات المرتبطة