الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخلاف بين العقيد رياض الاسعد والعميد مصطفى الشيخ

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:14:10

خلال زيارتي الأولى، وبعد أن سقطت "الحفة"، رجعت إلى تركيا؛ حتى أسافر إلى الإمارات. كان مالك كردي قد رجع إلى المخيم (مخيم الضباط) لم يكن هناك غيره، فكان مالك كردي ورياض أسعد في المخيم. ودخلت إلى المخيم مع المصوّر عبود حداد، طبعًا، كان إدخال الكاميرا إلى الداخل ممنوعًا، وقام أحمد الكردي (أخو مالك الكردي)، و ذهب إلى الخارج، وخبأ الكاميرا، ودخل بها، و تم تفتيشي. كانت كاميرا عادية وصغيرة، وتم تفتيشي عند باب المخيم أنا وعبود، وكان معنا شاب اسمه أحمد صمهاني. دخلنا، وجلست أنا ومالك الكردي أكثر من ثلاث ساعات، وكان رياض الأسعد في نفس الجلسة، حيث حضر حوالي الساعة، وأجريت لقاء في وقتها مع رياض الأسعد ومع مالك الكردي بالكاميرا. و حاولت أن أشير لكل من رياض الأسعد ومالك الكردي إلى موضوع الخلاف بينهم وبين العميد مصطفى الشيخ، طبعًا، كان الشباب في ريف اللاذقية ومنهم أبو أحمد الذي قال لي: إنهم لا يتفقون، ونحن لا نستطيع أن نكون يدًا واحدة إذا لم يتفقوا، فانظر أنت ماذا تستطيع أن تفعل، وإذا وصلت إلى مرحلة أن تهددهم بموضوع الحديث عنهم في الصحافة فلا تقصر.

التقيت بهم، وتكلمت أنا ومالك على اعتبار أن العلاقة مع مالك كانت ودودة، فقال لي مالك: إن عقله جامد، ولا يريد، ولا يفهم، ولا يستوعب أننا الشخصيات الأبرز في المجلس العسكري من بين العسكر الذين انشقوا، وهو يريد أن يكون رئيس المجلس العسكري. فتكلمت أنا والعقيد رياض، كان أول لقاء لي معه، وقال رياض: أنا أول ضابط انشقّ بينهم وبين كل من هو موجود، وأنا أحقّ بأن أكون رئيس مجلس، وأنا لا أذهب، وأجلس عنده، وإذا كان يريد أن يصالح، أو أن نجد حلًا فهو يأتي إليّ.

كان العميد مصطفى الشيخ خارج المخيم، والتقيت بالعميد مصطفى الشيخ، وكان اللقاء الوحيد الذي التقينا به في الحقيقة، وتكلمنا، وكان معه العقيد عبد العزيز كنعان، وتكلمت معه، وقلت له: ماهي مشكلتك معهم؟ فقال لي: يا محمد، لا يوجد مشكلة بيني وبينهم، ولكن أنا ضابط برتبة عميد، ورياض الأسعد برتبة عقيد، والترتيب العسكري، واضح، وصريح. إذا كانوا يريدون القيام بمجلس عسكري فأنا جاهز، ولكن بإمكاننا تشكيل هيئة قيادية إذا لم يقبل رياض أن أكون - برتبة عميد- قائدًا للمجلس، فبإمكاننا تشكيل مجلس قيادي مكون من ثلاثة أشخاص أو أربعة أشخاص، ونأخذ القرارات فيما بيننا، من دون أن يكون هناك قرار لشخص. أما أن أكون تحت إمرته فأنا لا أقبل أيضًا؛ لأن هناك رتبة واضحة، ولكن ليس لديّ مشكلة في تشكيل مجلس، ويكون فيه القرار للمجلس، يعني مجلس قيادة، وليس مجلس إدارة، فيكون مجلس القيادة غير المجلس العسكري، وبدل أن يضعوا رئيسًا للمجلس العسكري يضعون ثلاثة أشخاص، وهؤلاء المنسقون العامون، ولكن هؤلاء الثلاثة يأخذون القرارات معًا، وليس شخصًا واحدًا فقط. ونقلت الصورة إلى مالك، وتكلمت معه مطولًا، كان مالك مرنًا قليلًا، كما يقول العقيد رياض: أنا جاهز ليس لدي مشكلة. فتكلمت مع رياض في هذا التفصيل، وأصرّ رياض على أن أي شيء عسكري يحدث يجب أن يحدث عن طريقه باعتباره الرتبة الأولى بين الموجودين من الذين انشقوا. فقلت له: هل يعني ذلك أنك تعمل تحت إمرة عبد الرزاق طلاس إذا جاء عبد الرزاق طلاس اليوم إلى هنا؟ فقال لي: حتمًا لا، أنا أعلى منه برتب. فقلت له: والعميد مصطفى الشيخ أعلى رتبة منك. فقال لي: هل أنت معي أم معه؟ فقلت له: أنا أتكلم بالذي أسمعه منك ومنه ومن غيره. واختلفنا على هذه النقطة، وتركته، وأنا أعرف أن هذه المواقف في بداية الثورة جرّت مشاكل كبيرة جدًا، حتى أن بعض الضباط الذين كانوا موجودين اضطروا أن يتنحوا، وأن يبقوا جانبًا، وكان منهم عبد الستار يونسو الذي ذهب، وبدأ يعمل لوحده في تلك الفترة واستشهد بلغم.

كانت طريقة تفكير بعض الضباط غريبة، فأنا لم أرَ رياض الأسعد في معركة في ريف اللاذقية أبدًا، و كان مالك كردي في انسحاب "الحفة"، وحمل بندقيته في حلب أكثر من مرة، على الرغم من أنه لا يختلف كثيرًا عن رياض، ولكنني لم أرَ رياض أبدًا في معركة، ورغم ذلك كان يعلن، ويصرّح على التلفزيونات من تركيا حول الانسحاب من النقطة الفلانية وسقوط النقطة الفلانية، وأنا شاهدت ذلك، في الحقيقة، كان خذلانًا كبيرًا، شاهدته في ريف الحفة عندما أعلنوا الانسحاب منها، وكنت قد وصلت، فأنا لم أحضر الأيام السبعة أو الثمانية التي تحاصرت مدينة الحفة فيها أو المعركة، وحضرت ساعات من هذا اليوم. الغريب في الأمر أن رياض كان يأخذ الدور القيادي، ويتكلم إعلاميًا، ولم تكن هناك مشكلة لدى الشباب، ولكن كان الشباب يتفاجأون بتفاصيل إعلامية كان يتكلم بها، وهم ليس لهم علم بها (الموجودون على الأرض)؛ لذلك كان أبو أحمد قائد لواء أحرار الساحل حذرًا جدًا من النزول إلى تركيا؛ حتى لا يصطدم معهم، وفي الدخول الأول والثاني والثالث والرابع الذي التقيت فيه بأبي أحمد، حيث قضينا وقتًا طويلًا جدًا مع بعضنا، كان يقول لي: إذا ذهبت، والتقيت بهم فحتمًا سيكون خلافي معهم أوسع من خلافي معهم عندما يأتون إلى هنا. قال لي: عندما يأتون إلى هنا فإنهم ينزلون حتى يلتقوا بهم فقط؛ فهو سيرى كيف يعيشون، ومع من يلتقون، فسيتدخل في كثير من التفاصيل، وستكون النقطة الخلافية أوسع، وهم عندما كانوا ينزلون إلى الساحل فإنهم كانوا ينزلون عندما يتأكدون بأن لديهم القليل من الدعم، فيستطيعون إسكات الشباب به أثناء نزولهم، ولم يكونوا ينزلون فارغين، وهذه أبرز النقاط التي كانوا يختلفون حولها. وكما ذكرت: كان رياض يتكلم شيئًا على الإعلام، وكان هناك أمور يصرّح بها للإعلام، وهم لم يكونوا يعلمون بها أبدًا، أشياء لم يدر حديث حولها فيما بينهم أبدًا. أحيانًا، يعلن عن بدء معركة في مكان ما، وهم لم يتكلموا مع الفصائل الموجودة على الأرض أبدًا، وكانوا يجتمعون عندما تحدث معركة حقيقية.

 في أحد الاجتماعات التي حدثت في نهاية عام 2013، في بلدة اسمها البرناص، ضمّ الاجتماع حوالي سبعين ضابطًا منشقًا وقياديين عسكريين، وكان هذا الاجتماع قبل اغتيال أبي بصير بحوالي شهرين ونصف أو ثلاثة أشهر تقريبًا، بمعنى أنه كان في الشهر الثالث (آذار/ مارس) 2013. كنت عند أبي بصير، وتعرفت على أبي بصير في 2012، قبل معركة "الحفة"، وتعرّفت عليه بالصدفة، كنا في منطقة اسمها وادي الشيخان، فالتقيت به، كان معي شاب ناشط من المنطقة، والتقينا به، كنت ذاهبًا بسيارة، وسنقطع الجسر، فأوقفنا على الطريق، وسلّم علينا، وقال: لا تنزلوا. لأن هناك دوريات للنظام على طرف "الأوتوستراد"، وقد يمسكون بكم. وهو كان لديه استطلاع، فجعلنا نرجع، واستضافني في مقرّه، وتعرفنا على بعضنا البعض. وبعد فترة، في الحقيقة كنت متخوفًا منه في بداية الأمر باعتباره مدني، ويقاتل. وفي الرجوع الثاني إلى ريف اللاذقية، كان بالتنسيق مع مصطفى السيجري، حيث كان إعلاميًا في ذلك الوقت، ونزلت أنا ومصطفى، وأخذني مصطفى إلى مقرّ أبي بصير، وتعرفت على أبي بصير في (أيلول/ سبتمبر) 2012 بشكل جيد، وبدأت زياراتي تتوالى إلى ريف اللاذقية، كنت كل شهرين أنزل مرة تقريبًا، وأغلب وقتي أقضيه مع أبي بصير، وكان أبو بصير لحامًا، ومن حي فقير في اللاذقية، ولكنه في الحقيقة كان واعيًا جدًا، وأعتقد -ولست متأكدًا- أنه كان لي تأثير عليه في بعض الأشياء؛ فقد مرت سنة ونصف، وهو لا يأخذ قرارًا حتى يستشيرني به، ويكلمني على سكايب دائمًا، ويسألني الكثير من التفاصيل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/22

كود الشهادة

SMI/OH/49-25/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/07/29

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-جبل التركمانمحافظة اللاذقية-وادي الشيخانمحافظة اللاذقية-منطقة الحفةمحافظة اللاذقية-الزنقوفة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

لواء أحرار الساحل

لواء أحرار الساحل

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة