فترة ماقبل الثورة في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:12:11
اسمي عبد المجيد بركات، من ريف حلب الشمالي، من منطقة أعزاز (قرية تركمان بارح)، من مواليد 1987. طبعًا، كانت بداية حياتي في مدينة حلب حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية، بعد المرحلة الثانوية، درست في دمشق، في كلية العلوم السياسية، في جامعة دمشق الواقعة في مدينة التل. كان دخولي في عام 2004-2005، وكان تخرجي في عام 2009، درست بعد ذلك ماجستير علاقات دولية في نفس الكلية أيضًا، وأنهيت الماجستير في بداية عام 2012، قبل انشقاقي بأسبوع تقريبًا.
طبعًا، قبل الثورة كنت لا أزال طالبًا في الجامعة، وكنت طالبًا في الدراسات العليا، في العلاقات الدولية، في جامعة دمشق للعلوم السياسية. كنت أعتبر نشاطي في تلك المرحلة هو نشاط أي طالب جامعي، كان يحاول، أو يتمنى أن يكون هناك إحداث فارق في سوريا أو تغيير سياسي، حتى وإن كنا نتحدث عن هذه التمنّيات مع أنفسنا أو مع الأصدقاء المقرّبين.
في أيام الكليّة، كنت أعمل في بعض المهن التي هي بعيدة في الأساس عن اختصاصي في العلوم السياسية، فعملت في معرض دمشق الدولي، في موضوع تنظيم المعارض لمدة سنتين تقريبًا. في تلك الفترة، كان يوجد الكثير من المعارض في سوريا: معرض دمشق الدولي،" بيلدكس"،" هيتغي"، وغيره، كانت مع شركة حلبية لتنظيم المعارض، يديرها الأستاذ عبد الحكيم شاشو.
بعد تخرجي مباشرة، عدت الى حلب، وعملت في مجلة المصوّر العربي لمدة عام تقريبًا، كانت هذه المجلة منوّعة، ولكنّ جوهرها اقتصادي، وكان مقرّها في حلب وبيروت، عملت فيها لمدة عام، كان يرأس الصحيفة أو المجلة الأستاذ رشيد طيّار، وهو أحد الإعلاميين السوريين الذين يتواجدون في بيروت. طبعًا، في هذه الفترة، كنت مستعدًا للماجستير، فقد كان هناك مسابقة، وبدأ تعيين طلاب الماجستير أو قبول طلاب الماجستير، وكان معدّلي جيدًا في الكلية؛ لذلك كان عندنا ثلاثة مستويات للماجستير: دراسات سياسية وهو للمعدلات التي تكون متدنية قليلًا، بالإضافة إلى دراسات الاقتصاد السياسي. وللمعدل الأعلى كان هناك العلاقات الدولية، فكان معدلي في الكلية يسمح لي بدخول العلاقات الدولية.
ومباشرة عدت إلى دمشق بعد هذه الفترة، وبدأت بدراسة العلاقات الدولية في دمشق، وكنا نتحدث في الكلية، في السنة الثانية للماجستير: أن الربيع العربي قد بدأ. وبدأنا نتحدث عن إمكانية خروج سوريا في مظاهرات، وعن قيام الثورة. وبدأنا أيضًا من خلال الأصدقاء المقرّبين بالحديث عن بذرة التنظيم، إن كان هناك تنسيق أو كان هناك إمكانية لوجود نقاشات على مستوى كلية العلوم السياسية، وأعتقد أن الحراك في كلية العلوم السياسية كان جيدًا نوعًا ما مع وجود طلاب، ربما نحن نختلف عن بقية طلاب الجامعات في سورية بأننا نلمس التغيرات الحقيقية السياسية في سوريا بشكل مباشر، نلمس الطائفية بشكل مباشر نلمسها بشكل حقيقي وبشكل مقيت للأسف، كما أننا على احتكاك مباشر مع كثير من المسؤولين في دمشق، و الذين كانوا يقومون بتدريسنا في كلية العلوم السياسية، ومن بينهم مستشار الرئيس الذي كان يدرّسنا الفكر السياسي، و هو هيثم سطايحي، بالإضافة إلى عدد من الدكاترة الذين كانوا على تماسّ مباشر مع السلطة.
فكنا في كلية العلوم السياسية نتميّز بأمور ربما تجعلنا نختلف عن بقية الطلاب في الجامعات السورية، فكنا نعيش في جامعة مغلقة أساسًا، تعبّر عن النسيج السوري، رغم أنه منعكس قليلًا، فنلاحظ بأن السّنّة في كلية العلوم السياسية هم أقلية على عكس ما هو في سوريا، نلاحظ أن الاصطفافات الطائفية كانت واضحة من أول يوم دخلت فيه إلى كلية العلوم السياسية، نلاحظ التمييز في التعامل، و التمييز حتى في العلامات بالنسبة للدكاترة، وكان معظم الدكاترة في هذه الكلية هم من الطائفة العلوية، وكان القليل من الطائفة السنيّة أو من المسيحيين؛ لذلك أعتقد بأن المناخ الذي كان في كلية العلوم السياسية هو مناخ مصغّر عن السلطة في سوريا ؛ لذلك كنا نلاحظ الطائفيّة بشكل واضح، وكنا -بصراحة -نتعامل معها بطريقة مباشرة أيضًا.
بعد كلية العلوم السياسية، وبعد أن أنهيت الدراسة الجامعية، كنت كأي طالب يحاول التقدّم لوظيفة، أو يحاول الانتظار ريثما تأتي الفرصة المناسبة. في تلك الفترة، كان معظم الطلاب يذهبون إلى مسابقة التربية، وكانت هي الأسهل والأيسر؛ لأنّ خريجي العلوم السياسية عددهم قليل في الأساس، ولم يكن لديهم مجالات واسعة كبقية الجامعات، فنحن إما نتقدم لمسابقة الخارجية وهي صعبة جدًا (مسابقة الدبلوماسيين)، أو مسابقة وزارة التربية، أو محاولة الدخول إلى بقية الوزارات كوزارة الثقافة، وهذا أمر صعب أيضًا، بالإضافة إلى العمل الحرّ في الصحافة أو في مراكز الدراسات وما شابه. فدائمًا تكون الخطوة الأولى لطلاب العلوم السياسية هي الدخول في موضوع التربية؛ لأنه ميسّر بشكل كبير بسبب أعدادنا القليلة، بالإضافة إلى أن له راتبًا مستقلًا، وتصبح أنت داخل ملاك الدولة، ربما يكون لك وظائف جديدة في الدولة بعد ذلك، أو تكون في وزارات جديدة. فكانت مسابقة التربية في عام 2010 أو نهاية عام2010، وتقدّمت لها، كنت طالب ماجستير سنة أولى، نجحت في هذه المسابقة، وتم تعييني في ريف حلب الشرقي، في قرية تل عرن، درّست في هذه القرية، في مدرسة مختلطة، درّست فيها لمدة شهر واحد فقط، ومن ثم عدت الى دمشق بعد أن قدّمت لوزارة التربية على أنني طالب ماجستير في دمشق، ولا أستطيع التواجد في حلب؛ فقاموا بنقلي إلى دمشق، ووافقوا على النقل، ودرّست في مدرسة في منطقة الشيخ سعد، في دمشق، كانت مدرسة نموذجية تفاعلية، بمعنى أنها خاصة وحكومية بنفس الوقت، درّست مادة القومية أو الاجتماعيات لطلاب الثانوي لمدة شهر تقريبًا، ومن ثم بدأ الحديث هناك عن بداية المظاهرات في سوريا.
طبعًا، قبل ذلك بقليل، كان هناك مسابقة لوزارة الخارجية أيضًا، وكنت ضمن ملاك وزارة التربية، كانت هذه المسابقة الثانية التي قدّمت لها في حياتي الدراسية، حيث كانت المسابقة الأولى عندما كنت طالبًا في السنة الثالثة، وكنا متفائلين جدًا بأن يكون هنالك موضوعية في المسابقات؛ حيث كان لي أصدقاء مقربون، أصبحوا دبلوماسيين، كانوا طلاب ماجستير أو طلاب دكتوراه، وأصبحوا دبلوماسيين، ولهم مكانة حتى الآن في وزارة الخارجية، فكنا متفائلين جدًا بأن تكون مسابقة الخارجية موضوعية وحيادية، وتأخذ بالأسباب الأكاديمية والعلمية.
قدّمت إلى مسابقة وزارة الخارجية أيضًا، رغم إدراكي بأن هذه المسابقة لن تستمر بسبب الأوضاع السياسية المقبلة على سوريا، قدّمنا آلاف الطلاب تقريبًا من كل الجامعات، ولكن كان لقسم العلوم السياسية (لكلية العلوم السياسية) عدد محدود لا يتجاوز مائة شخص، وأعتقد أنني أبليت بلاءً حسنًا في هذه المسابقة، ولكن بعد الامتحانات الكتابية أُلغيت المسابقة لأسباب كثيرة: أولًا- بسبب ضغط الوساطات التي حدثت في هذه الفترة، وبسبب الضغوط الكبيرة لأبناء المسؤولين وغير ذلك، وكانت بداية الحديث عن حراك سياسي في سوريا، كان هذا الأمر في بداية 2011 ، بمعنى أنه قبل بداية الثورة بثلاثة أشهر، كانت ثورة تونس قد انتهت، وكذلك ثورة مصر. فكانوا يتحدثون بأن هناك حراكًا طلابيًّا في سوريا، وأن هناك حراكًا سياسيًا؛ فلا يريدون أن يثيروا حفيظة الطلاب أيضًا من خلال نتائج غير متوقعة أو وساطات واضحة المعالم؛ فتم إلغاء هذه المسابقة، وعدت إلى عملي في وزارة التربية. لم يكن عملي في الحقيقة هو ما أرغب فيه بالدرجة الأولى، و لم يكن هنالك جديّة من قبلي أيضًا؛ لأن المادة التي أدرّسها كانت غير منطقية في الأساس، وهي مادة القومية، وكانت هناك الكثير من المشاكل في هذه المدرسة، وكان معظم الطلاب في هذه المدرسة هم أبناء مسؤولين، وأحيانًا كان الموضوع يصل إلى حدوث مشاكل مع الطلاب، وهم طلاب ثانوي، بمعنى أن بيني وبينهم سنوات قليلة فقط، ربما أكون أكبر منهم بخمس أو ست سنوات، فكان الموضوع صعبًا جدًا، أدركت أنني لن أستطيع الاستمرار في هذا الموضوع، وكنت منشغلًا في الماجستير بشكل كبير. ولكنني كنت مع أصدقائي المقربين، ومنذ بداية دخول العلوم السياسية وهؤلاء الأصدقاء في السنوات المتقدمة كانوا طلاب دكتوراه أو طلاب ماجستير وطلاب دراسات عليا، وأنا كنت في السنة الأولى، فبقيت معهم في هذه الفترة، وكان معظمهم إمّا موظفًا في الخارجية أو في مراكز دراسات أو ما شابه، فكنا نجتمع بشكل دائم في بيوتنا أو في أماكن السكن، وكنت في هذه الفترة قد تخرّجت من كلية العلوم السياسية، وسكنت في دمشق، في منطقة عين ترمة، عند أسواق الخير بالضبط، كان لي في هذه المنطقة أصدقاء مقرّبون مني، وكنا نجتمع بشكل يومي. فدار الحديث حول موضوع خلية الأزمة. في هذه الفترة، كنا نجتمع أنا وزملائي، ونتحدث عن إمكانية الخروج في المظاهرات، أو إمكانية أن يكون هناك حالة ثوريّة في سورية، وكنا نتحدث في هذه الفترة عن بداية اتحاد التنسيقيات، ونتحدث أيضًا عن الاجتماعات والتنسيقيات بين مناطق دمشق وريف دمشق، وكان هذا الأمر يتمّ في بيتي، في عين ترمة، وكانت هذه بداية الانطلاق باتجاه إحداث عمل سياسي منظّم (عمل سياسي ثوري منظّم) مع وجود تخوّفات أساسية، وذلك بعد إدراكنا بأن النظام سوف يقوم إما بالقمع بشكل مباشر، أو اعتقالنا كبداية نشاط في هذه المنطقة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/06/15
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةالنشاط قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/13-01/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/04/22
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-عين ترمامحافظة ريف دمشق-منطقة التلمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
وزارة الخارجية والمغتربين - النظام
وزارة التربية - النظام
جامعة دمشق