الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط الديني ومضايقات الأفرع الامنية قبل الثورة في اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:56:10

أنا خالد كمال من مدينة اللاذقية، من مواليد 1978، نشأت في محافظة اللاذقية من أسرة تجارية، ولكن كان عندي اهتمامات علمية، فتابعت دراستي في تخصص الشريعة الإسلامية، في جامعة الأزهر، في مصر، ثم انتقلت إلى دمشق، وتعرفت على مشايخها، وجالستهم، وتعلمت من كبار مشايخ سورية، سواء مشايخ دمشق أو مشايخ حمص، وعدت إلى اللاذقية، و كانت عندي اهتمامات في الخطابة، وكانت اهتماماتي في الخطابة [تتركز على الخطب]الإصلاحية والتوجيهية للناس، وبالوقت نفسه كنت أعمل في التجارة مع والدي وأخي، فكانت عندي أيضًا نشاطات تجارية ونشاطات اجتماعية في مدينة اللاذقية.

في فترة الوعي الشبابي عندي في الحقيقة، كنت متجهًا إلى معرفة تاريخ سورية، قرأت كثيرًا عن المحظورات التي كنا ممنوعين عن قراءتها، سواء منذ فترة حكم حزب البعث أو قبله وبعده، كنت أسأل الكبار عن هذا الموضوع، والبعض يخاف أن يجيبني، ويقول: لا عليك، التزم في عملك ودراستك. وكنت مهتمًا جدًا جدًا بقضية الاعتقالات التي حدثت أيام الإخوان المسلمين، وكنت مهتمًا جدًا جدًا بمعرفة سبب الاعتقال وهذا الظلم العظيم، وأن يجلس شخص 20 سنة في السجن؛ فقط لأنه أراد أن يوصل رسالة، أو أن يبدي رأيًا.

في ذلك الوقت بدأ الإنترنت بالظهور، وكنت أتابع بكثرة المفكرين، مثل: الدكتور عبد الكريم بكّار، والشيخ الأستاذ الدكتور معاذ الخطيب، ومعاذ الخطيب كان لديه موقع اسمه: "دربنا"، كانت له في الحقيقة بالنسبة لي مقالات توجيهية مهمة جدًا، وخاصة أنني خطيب جمعة، وكانت خطب الجمعة عندي كانت متمركزة حول المواضيع الفكرية السياسية التوعوية، والتي خاصة ما تُوجه إلى الشباب، كنت أهتم كثيرًا بفئة الشباب، ولم أكن اهتم كما هو[حال] غيري من المشايخ بالمواضيع الفقهية أو الدينية.

هذه الاهتمامات بدأت مع جامع عبادة بن الصامت الذي ساهم والدي وآل الراعي (الشيخ فهد الراعي) وغيرهم في بنائه، ثم انتقلت إلى جامع مركزي ومهم في مدينة اللاذقية، ألا وهو جامع الرحمن في حي "الطابيات" الذي أصبح فيما بعد شعلة لانطلاقة الثورة في مدينة اللاذقية، جامع الرحمن الذي كان يخطب فيه الشيخ فداء المجذوب وإمامه الشيخ أيمن راعي، ثم جئت أنا إليه كخطيب.

في الحقيقة بدأ الجامع يكون مقصدًا للشباب المثقفين، و أنا كنت أهتم كثيرًا بالتكنولوجيا الحديثة في عرض المواضيع، حتى إنني كنت على وشك أن أبدأ بشاشات عرض تدعم الخطبة، وأغيّر النمطية المعتادة عند الخطباء، هذا الأمر في الحقيقة سبب لي مشاكل كبيرة مع الأفرع الأمنية، كنت كما أذكر أُستدعى إلى التحقيق كل شهر مرة في الظروف العادية، و في الأوقات التي يكون فيها حروب أو علاقات متشابكة سواء في البلدان العربية أو البلدان الإسلامية، كنت أُستدعى أكثر من مرة (أحيانًا مرتين)، و مُنعت من الخطابة مرات عديدة، فكان كلما حصل حدث سياسي في العالم العربي والإسلامي مثل: حرب 2006 التي حدثت في لبنان وقبلها الحرب التي حدثت في العراق 2003، كانت أغلب خطبي موجهة إلى الدعم النفسي والدعم الديني للشباب، و كنت أقول: إن الشباب لا ينتظر من خطيب مثلي في ذلك الوقت، أنا أتكلم عن أحكام الحيض والنفاس والطهارة والصوم والصلاة، هذا الأمر يمكن أن نتكلم عنه بعد الخطبة أو قبل الخطبة أو في الدروس العادية، ولكن خطبة الجمعة ينبغي أن تكون موجهة لاهتمامات الشارع المسلم والمجتمع المسلم، فتمركزت أغلب خطبي بصراحة في ذلك الوقت حول المواضيع التي تهم الأمة وخاصة العربية والإسلامية. وهذا الأمر كما ذكرت لك سبّب لي علاقات سيئة جدًا مع الأفرع الأمنية وخاصة الأمن السياسي، كنت أُستدعى كثيرًا، وكنت أُمنع من الخطابة إلى أن شكلنا مجموعة من الغيورين، من أهل اللاذقية، من الأصدقاء؛ حتى نتداول هذا الأمر الذي هو التغيير السلمي السياسي للسلطة.

في الحقيقة، نحن كنا كمجموعة شباب مثقفين، بدأ يطّلع على جيل الإنترنت و"السوشيال ميديا" وما يحدث في العالم الخارجي، كان عندنا اجتماعات يومية دينية، أو لنقل: إن لم تكن يومية فهي نصف أسبوعية. كانت عندنا اجتماعات مع مشايخنا، سواء مع الشيخ فداء المجذوب أو الشيخ غياث درويش أو شيخ آخر موجود في المدينة، لا أريد أن أذكر اسمه، هؤلاء المشايخ الثلاثة في الحقيقة كانوا موجهين أساسيين بالنسبة لنا كفكر، وسورية في ذلك الوقت كانت منقسمة إلى قسمين: قسم السلفية، وقسم الصوفية، ونحن لم نشأ أن نخوض هذه الحرب أو هاتين الطريقتين اللتين لا تؤديان إلى ما يطمح إليه الشاب المسلم، كانت دروسنا مع الحاج غياث درويش-رحمه الله- ومع الدكتور فداء المجذوب علمية بحتة، فكنا نقرا كتب أصول الفقه وكتب الفلسفة وكتب التفسير والسياسة الشرعية، نريد أن نؤسس أنفسنا دينيًا فنحضر دروس دين، ولكن ليست كدروس الصوفية، مثل: الذكر والحضرات، وليست مثل دروس السلفية: دائمًا ينبغي علينا أن نحارب وينبغي أن نكفّر والى آخره.

هذه الدروس تطورت فيما بعد؛ لأننا تكلمنا عن شكل الحكم وشكل الدولة والسياسية الشرعية، تطورت فيما بعد مع الأحداث المتتالية التي كانت تحدث إلى أن أسسنا جلسات يومية بعد صلاه الفجر، نتحدث فيها ربع ساعة، ونقرأ فيها كتابًا، وفي ربع ساعة أخرى، نتناقش في أمور الدولة. وهذه الفترة استمرت ما لا يزيد عن 3 سنوات، وفي هذه الفترة، كنا نشارك في أمور الأمة، مثلًا: قضية غزة، وهي كانت مفصلية بالنسبة لنا، قضية فلسطين استطاع النظام أن يستغلها لنفسه زورًا وبهتانًا بما يعرف بنظام الممانعة والمقاومة، ونحن أيضًا نستغل قضية غزة للتعاطف؛ لأنه كان هناك مساحة مسموحة للعمل عند الأفرع الأمنية، فلا يوجد مشكلة في أن تدعم أهل غزة، وكانت علاقتنا جيدة جدًا جدًا مع السياسيين في غزة، سواء جماعة حماس أو غيرهم.

وفيما بعد، انتقلت جلساتنا كما ذكرت لك إلى الحديث عن سورية، وما يهمنا في سورية، و عن آليات التغيير، و في الحقيقة، لم نكن نفكر أبدًا أننا سوف نستطيع أن نغير النظام بالمظاهرات قبل مظاهرات تونس، وهذا الأمر لم يكن يخطر على البال، و كنا نفكر في حلول أخرى، وكنا نفكر في آليات أخرى، وكنا نفكر في أن نجرب تجربة حافظ الأسد في الاستيلاء على سورية، مع أن حافظ الأسد عندما استولى على سورية كان شخصًا، ولم تكن تدعمه جماعة قوية مثلنا، نحن كسنة في سورية أكثرية، بينما هم كعلويين في سورية أقلية، ومع ذلك استطاع أن يستولي على الحكم، فلماذا لا نجرب تجربته أو نفكر بالطريقة التي استولى فيها هو على الحكم؟ كل هذه المواضيع في الحقيقة كنا نتداولها، وكانت هناك محاذير كبيرة جدًا دائمًا يعرفها مثلًا: الحاج غياث؛ لأنه عمل في الدولة، وكان يعمل في مصفاة بانياس، وكان يقول: يا شباب، الماء في يد النظام، والكهرباء في يد النظام، والمرافئ والحدود في يد النظام، ولو حصلت أي احتجاجات شعبية فسوف يستطيع أن يضبطها بدون سلاح إذا قطع عننا جميع هذه الأشياء. مفاصل الحياة في يد النظام، ويعلم تمامًا أن الشعب سوف يثور عليه في يوم من الأيام، أو سوف يفكر في الثورة، ولكنه مستعد لقمع أي ثورة بطريقة لا تكلفه الكثير من الدماء. هذا ما أريد أن أتكلم عنه عن مرحلة ما قبل الثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/07

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/60-01/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

الشهادات المرتبطة