الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قرارات المنع من الخطابة قبل الثورة وبعد الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:42:12

المشكلة الكبيرة التي حدثت معي في الحقيقة في حرب 2006، وأنا كنت ضد "حزب الله" علنًا على المنبر، فمُنعت، وكان والدي على علاقة مع بعضهم، أوصله [أحدهم] إلى محمد[عبد الستار] السيد (وزير الأوقاف)، وكان رئيس فرع الأمن السياسي في اللاذقية العميد ناصر ديب، ومحمد السيد لا يحبه، ومحمد السيد يرى نفسه فوق الفروع الأمنية وفوق الأمن السياسي، فذهبت إلى محمد السيد، وكانت تهمة إيقافي أنني لا أدعو للرئيس، وهذه هي التهمة الكبرى، طبعًا أنا كنت أحيانًا أدعو، وأحيانا كنت أقول: اللهم وفق الراعي والرعية. وأحيانًا أقول: اللهم وفّق الرئيس بشار الأسد، وأحيانًا لا أدعو، وأقول: إنني نسيت. والوقت الذي كانوا يحققون معي فيه كنت أسأل الشيوخ أصدقائي، ويقولون: أنا لم أدعُ. واسأل الأشخاص الذين حضروا، وأقول لهم: فلان لم يدعُ، وفلان لم يدعُ، ولماذا طلبتموني لوحدي؟ إذًا هناك مشكلة شخصية بين رئيس الأمن السياسي...؛ لأن ناصر ديب يُعتبر من القرداحة، وعائلة ديب عائلة مدعومة في الأساس، وعندما أخذ المكتب السياسي (تسلم رئاسة الفرع) كانت غرفة المكتب السياسي وكأنك تدخل إلى قصر رئاسي، قام باستبدالها بشيء فاخر، وعندما دخل حتى يحقق معي في المكتب كان الشيخ زكريا سلواية موجودًا، قال: أنا سأوقفك عن الخطابة. فوقفت في مكتب الأمن السياسي، وقلت له: أنت رئيس الأمن السياسي وقادر على إيقافي، وإذا استطعت إيقافي فعلًا بقوتك أوقفني، ولكنك-صدقني- لست قادرًا. كنت هكذا أتكلم معهم، وليست لدي واسطة.

كانت عندي مشكلة حقيقية مع الأمن السياسي، وكانوا دائمًا يطلبونني، وخاصة في موضوع الدعاء للرئيس، يتخذونها تهمة، وموضوع التهرب من الخطب التي توزع علينا في الأوقاف؛ لأن الأوقاف كانت كل أسبوع توزع علينا النشرة الأسبوعية، فأنت يجب عليك أن تخطب عن بر الوالدين، [وهناك] حديث وآية ضمن بر الوالدين، وأنا طوال حياتي لم ألتزم بخطبة الأوقاف، ولكنني كنت بطريقة ذكية أمرر بر الوالدين، وأتكلم بما أريد أن أتكلم، وأقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا في بر الوالدين. ولو سألوني: نعم، أنا تكلمت عن بر الوالدين. ولكنني كنت أتكلم عن موضوع مغاير تمامًا، ولم أكن ألتزم بعناوينهم التي كانوا يجبروننا عليها، وكان يوجد في التعميم في النهاية: مع الرجاء الدعاء للسيد الرئيس. وليس إلزامًا، ولكن في الاجتماعات بيننا يكون الدعاء ملزمًا، والذي لا يدعو سيحاسب، وعندما قلت له: نسيت. قال: ما هو اسمك. فقلت له: اسمي خالد. فقال: لا تنسى اسمك، وكذلك لا تنسَ أن تدعو للسيد الرئيس. وبهذه الطريقة كان يحقق معي، وقلت له: لو أنني نسيت كل الخطب، فأنا في الجمعة الماضية دعوت، وهذه الجمعة أنا نسيت، وأنا إنسان، وبكل الأحوال إذا أردت محاسبتي أنا لن أقبل إلا أن تحاسب كل شيخ لم يدعُ في هذه الجمعة، وأنا أعرفهم واحدًا واحدًا، وأولهم الشيوخ الذين يتعاملون معكم.

في إحدى المرات، طلبني ناصر [العميد]ديب عندما غضب مني، وهذا الكلام كله في الثورة، وخبط على الطاولة كما قلت لك، وسألني: من الذي يدعمك، ومن وراؤك؟ وقال: سأوقفك عن الخطابة. وهو يعلم سابقًا أنه قبل ذلك أوقفني ورجعت. في مرة سابقة، أعتقد أنه في حرب 2006 ،عندما أوقفوني عن الخطابة للمرة الثانية أوقفني الأمن السياسي، فوالدي كانت له علاقات مع بعض التجار، وأوصلوه لمحمد السيد، وكانت علاقته مع ناصر ديب ليست جيدة، فأخذ لي موعداً معه في يوم الثلاثاء مساء، في وزارة الأوقاف، في دمشق، ودخلت إلى محمد السيد، وهو يعرفني، وأنا زرته أكثر من مرة في طرطوس، ومحمد السيد إنسان لسانه بذيء جدًا، وأنا أستحي أن أتكلم بالذي تكلمه في هذا اللقاء، ولكنه بدأ يسبّ رئيس [فرع] الأمن السياسي؛ لأنني قلت له: إن هناك عداء شخصيًا بينه وبين والدي، وأنا في الحقيقة بدأت أهول الأمور [وأقول]: إنه يطلب منا الهدايا. وحاسبني فقط لأنني مرة واحدة فقط نسيت أن أدعو للسيد الرئيس، ومع أنني أحضرت له كل خطبي، و[قلت له]: أنا عادة أدعو للسيد الرئيس. فسبه مسبات كبيرة جدًا، وأمسك الهاتف، واتصل مع مدير أوقاف اللاذقية، كان في وقتها المهندس محمود حكيم، ولم يقل له: يا شيخ. وهو شيخ ومهندس، وقال له: يا محمود، اليوم هو يوم الثلاثاء، ويوم الجمعة سيخطب الشيخ خالد في جامع الرحمن. فقال: يا سيدي، هناك الأمن السياسي. فقال له: قل لكذا وكذا رئيس الأمن السياسي -إذا تكلم- إن محمد السيد هو الذي بعثه. صدقني، بقيت أخطب شهرين ونصف بدون موافقة أمنية، عندي منع من الأمن السياسي، وعندي موافقة شفهية من محمد السيد، سُحبت مني الموافقة الأمنية، نحن نعلم أن الشيخ يجب أن تكون لديه موافقة أمنية، وحتى إنهم بعد شهرين ونصف اضطروا أن يعيدوا إليّ الموافقة الأمنية، وناصر ديب يعرفني تمامًا، ويعلم أن لي علاقة مع محمد السيد، وبما أن محمد السيد دعمني فإن علاقتي أكبر من محمد السيد، فكانوا يخافون مني، ويحسبون لي الحساب، وأنا في الحقيقة لم أكن شيئًا.

هذه العلاقة مع الفروع الأمنية تطورت في الثورة كثيرًا لغاية أن طُلبت لكل الفروع، وطلبني العميد خضر في أمن الدولة بعد خطبة: "أغيثوا درعا". وقال: أنت كيف تقول لأهل اللاذقية إنه سوف يأتيكم الدور [بعد] درعا؟ فقلت له: طبعًا، وهل أهل درعا سوريون أم لا؟ فقال: سوريون. فقلت له: وما الذي يفرق بين ابن اللاذقية وبين ابن حلب وحمص والشام عن ابن درعا، والذي قتلهم في درعا هو نفسه ربما يقتلنا، والذي ضرب على (استهدف) خزانات الماء حتى يموتوا من العطش قد يأتي ويضرب على (يستهدف) خزانات الماء عندنا حتى نموت من العطش، وأنا أتكلم بصراحة، أين هي المشكلة؟ فقال: هذا تحريض، فلن تعود للخطبة مرة ثانية بهذه الطريقة. ما كانوا يستطيعون منعي، وطبعًا لا يستطيعون منعي ليس لأنني مدعوم، ولكنهم لو منعوني من الخطابة في ذلك الوقت فإن المظاهرات ستكون أكبر. فأنا أذكر الخطبة التالية بعد أن دعاني العميد خضر، صعدت إلى المنبر، وخطبت، وكانت الخطبة كلها عبارة عن آية واحدة فقط، آية تتحدث عن الظالمين، والناس فهموا أنه اُستخدم معي أسلوب تكميم الأفواه والقمع، فخرجت مظاهرة لم تخرج مثلها من مسجدي، وفي يومها وقبل أن أقول السلام عليكم ورحمه الله، خرج الناس من المسجد في مظاهرة، وأنا أوصلت رسالة إلى الأمن: اتركوني هذا أفضل لكم، اتركوني أتكلم هذا أفضل لكم بكثير.

بعدها أيضا في مرة ثانية، قال: يجب أن تلتزم حرفيًا، وهم لم يرسلوا لنا مثل العادة عنوانًا وآية وحديثًا، وهذه المرة أرسلوا لنا خطبة كاملة، وأنا صعدت إلى المنبر، وأمسكت الورقة، وأنا عادة أخطب بدون ورقة، وقلت لهم: جاءنا تعميم من مديرية الأوقاف كذا وكذا بالحرف، وكل هذا الكلام من مديرية الأوقاف، أقول قولي هذا واستغفر الله. وفهم الناس أيضًا، وخرجت مظاهرة أكثر من العادة من جامع الرحمن من "الطابيات". والحقيقة كانت المعركة بيننا وبينهم، وحتى إنني أذكر عندما ظهر موضوع "البلوتوث" صرت أسجل الخطبة على هاتفي، وأجد عنصر الأمن في الخارج، وأقول له: افتح البلوتوث، وأرسلها له. وأقول له: لأنكم بالتأكيد ستسمعون غلط (بشكل خاطئ)، وستفهمون غلط (بشكل خاطئ) مني، وهذه كانت علاقتي مع الفروع الأمنية، والحمد لله أنني لم أعتقل، ولكن حُقّق معي كثيرًا، وبفضل الله استطعت الهروب قبل قرار الاعتقال الذي صدر بحقي.

في النهاية، جاء قرار نهائي بإيقافي عن الخطابة، أعتقد في بداية شهر تموز/ يوليو- وصدر بحقي قرار التوقف عن الخطابة والإمامة وإعطاء محاضرات في أي مسجد من المساجد وإعطاء محاضرات خاصة في المنازل، يعني لم يبقَ إلا أن يمنعوني من الصلاة في المسجد، وعادة قرار المنع يأتي لمنع الخطابة في المسجد، وتُنزع مني الموافقة الأمنية، ولكن القرار الذي جاءني في الحقيقة كان غريبًا، مُنعت من كل شيء، حتى أن أعطي محاضرة في المسجد ولو لشخصين. وطبعًا، انقلب الأمر سلبًا عليهم، بعثوا شخصًا يخطب مكاني وهو مؤيد، والناس بدؤوا يخرجون بالمظاهرات أكثر، وعرف الناس أنني مُنعت فأصبحت تخرج مظاهرات أكثر، أصبحت أصلي في مساجد أخرى، والناس عندما يرونني بالجبة والعمامة أصلي في مسجد مثلي مثل باقي المصلين، أصبحت باقي المساجد تخرج في مظاهرات، و حاولت أن أستغلّ أي فرصة أو أي قرار يتخذه النظام لاستخدامه ضده، والحمد لله في كل الأمور كان هناك خير حتى في منعي عن الخطابة، وعندما منعت عن الخطابة بدأ شهر رمضان، وفي شهر رمضان، كان النظام في يوم الجمعة يصيبه حالة من الأرق والاستنفار فلا ينامون.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/08

الموضوع الرئیس

النشاط قبل الثورةالحراك المشيخي في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/60-17/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع أمن الدولة في اللاذقية 325

فرع أمن الدولة في اللاذقية 325

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

فرع الأمن السياسي في اللاذقية

الشهادات المرتبطة