الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قصة مقتل حمزة الخطيب ولقاء ذويه ببشار الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:12:20

طبعاً، حمزة الخطيب هو رمز من رموز الثورة السورية -رحمه الله- كما أن أي شهيد هو رمز لمن فقد ابنه أو أخاه أو أخته، ولكن رمزية حمزة الخطيب هي طفولته وبراءته، وهو من مواليد 24 تشرين الأول 1997، يعني كان عمره 13 عاماً. طبعاً، رواية النظام عندما ذُكر حمزة الخطيب أنه أحد الأشخاص الذين هاجموا المساكن العسكرية، وكان يريد أن يغتصب أو يسبي النساء، علماً بأنه طفل غير بالغ، وليس في مرحلة النضوج، ولكنه كان في مرحلة نضوج فكري وكان لديه حب واندفاع، وهو من أسرة متواضعة مثل باقي الناس الذين هبّوا وفزعوا لفكّ الحصار عن مدينة درعا بعد اجتياحها من قبل قوات الأمن والجيش، فكأن اليوم الذي اتفقوا فيه [على الفزعة لدرعا] كان عيداً عنده، وهناك فرحة [تشبه] العيد غداً، و سيذهب إلى درعا، ويأخذ معه حليباً وأدوية وطعاماً، على أساس أن لديه حلم الوصول ليقدّم شيئاً لأهله في مدينة درعا.

الرواية كما ذكرها النظام: أنه [أي حمزة الخطيب] هجم على المساكن العسكرية بشكل مسلح وحاول أن يغتصب إحدى النساء، ويقتل عوائل الضباط العلويين؛ حتى يثيروا النزعة الطائفية لدى الطائفة العلوية، ويزجّون الجيش كما زجّوا الأمن، أو يزجّون الجيش على أساس أن الجيش مستهدف من قبل هؤلاء الناس، والغاية لم تكن مظاهرة، وإنما الغاية كانت هي محاولة اقتحام المساكن العسكرية. وعلى العكس تماماً، هؤلاء الأطفال لا يعرفون، وفكّروا (ظنّوا) أن الجيش سوف يسهّل لهم الطريق، ولا يطلق النار عليهم، ولم يكن لديهم أي شك بأن الجيش سيطلق النار عليهم، ولكن حدثت المجزرة (مجزرة مساكن صيدا)، والإعلام أو التلفزيون السوري [أخبر] مشاهديه أو متابعيه بهذه الرواية، وأما الرواية الحقيقية أن هذا الطفل هو غير بالغ، وعمره 13 سنة، وخرج مثل باقي الناس والأطفال، ويحمل الحليب والدواء لتقديم المساعدة للناس، وكما قيل: إنه كان لديه في منزله حَمام، ويربي الحَمام، ويطعم الحَمام كنوع من الإنسانية، ولا يعرف تبعات موضوع الجيش والأمن. ولكن من رأى وشاهد حمزة الخطيب في المعتقل ومن بين المعتقلين كان يرى فيه الطفولة والشجاعة والبراءة والابتسامة اللطيفة، كما روى المساعد آفاق أحمد في فرع التحقيق الموجود في المخابرات الجوية، وقد روى أيضاً أحد الشهود الذي سمّى نفسه أبا حمزة، وهو كان أحد المعتقلين السابقين، وقد التقى بحمزة الخطيب في فرع المخابرات الجوية، وكان يتمّ شبحهما سوية لعدة ساعات، وكان يرى في حمزة الخطيب الشجاعة والرجولة، وكان يروي له القصة، عندما سأله: لماذا أتيت إلى هنا؟ ولماذا جاؤوا بك إلى هنا؟ كان حمزة الخطيب يروي له حادثة اعتقاله، والسبب الذي أدى به إلى هذا الموقف، وكان هذا الشخص - أبو حمزة الذي كان معتقلاً مع حمزة الخطيب- يروي قصص التعذيب التي تعرّض لها حمزه الخطيب، سواء كان بالدولاب أو بالشبح لعدة ساعات، وذكر أن حمزة الخطيب كان يتعرض في الفرع 248 في غرفة النقيب شيزر خلف، وهو الذي كان مسؤولاً عن التحقيق مع حمزة الخطيب، وأغلب أهالي المجزرة أو بلدة صيدا، وكان يطلب منه الاعتراف بأنه قام بتفجير أحد محولات الكهرباء والاستيلاء على الأسلحة من بعض القطع العسكرية وإطلاق النار على المتظاهرين، ولكن حمزة الخطيب في تلك الأثناء كان يرفض، ويقول له: أنا لم أفعل هذا. وكان يقول له: إذا وافقت على هذه الاعترافات سيتمّ إطلاق سراحك، وتذهب إلى أهلك، وكان في وضع صحي...، وكانت هناك بعض علامات الخدوش والكدمات على وجهه وجسمه، والتي كانت متوسطة، وكان حمزة الخطيب في غرفة هذا الضابط يرفض كل الطلبات، كما قال أبو حمزة الذي سمى نفسه بعد نبأ استشهاد حمزة بهذا الاسم الحركي كناية عن شجاعة وطفولة حمزة وما شاهده من حمزة الخطيب داخل المعتقل والإصرار، ويقول: [كان يبدو] كأنه رجل في العشرينات أو الثلاثينات.

طبعاً، كان يُطلب من حمزه الخطيب كما رُوي أن يسجد لصورة بشار الأسد داخل المعتقل، وكان حمزة الخطيب يرفض هذا الفعل، ويُعاقَب في غرفة هذا الضابط بإطفاء السجائر على جسده وتعذيبه في جسده وفي وجهه وأسنانه بأشدّ أنواع التعذيب، وذُكر ذلك على لسان آفاق أحمد من الذين كانوا موجودين في فرع التحقيق، أنه كان يشاهد حمزة الخطيب، وفيما بعد شاهد صور التعذيب التي يتعرض لها هؤلاء المعتقلون وخاصة الأطفال أمثال حمزة الخطيب والشهيد ثامر الشرعي أيضاً، وهو طفل وصديق حمزة الخطيب، ولا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، ونحن رأينا وشاهدنا كيف تمّ تقليع أسنانه بأدوات حادة، مثل: "البانسة" وما شابه ذلك، يعني كانت تُمارس جميع أنواع التعذيب بحق هؤلاء الأطفال، وعندما جرى تشييع جنازة حمزة الخطيب طُلب من أهله عدم الكشف عن الجثمان أو التابوت إلا أنه في المقبرة قامت مجموعة من الشباب فيما بعد بالكشف عن الجنازة، وكان هناك نوع من الفضول حتى يعرفوا في اللحظات الأخيرة ماذا حصل لهذا الطفل، فكانت الفاجعة الكبرى عندما تمّ الكشف عن الشهيد حمزة الخطيب ومشاهدة ما تعرّض له من آثار تعذيب في الجسد وقطع عضوه الذكري، وهذا كان له ضجة كبيرة في حوران خاصة وسورية عامة، وقد أصبح هذا الطفل رمزاً من رموز الثورة السورية، وهبّ أهالي مدينة درعا أو حوران لتشييعه، وقد أصبح رمزاً، وأصبح من تلد زوجته [ولداً] يسميه حمزة كنايةً عن رجولة هذا الطفل حمزة الخطيب الذي أصبح فيما بعد رمزاً من رموز الثورة السورية.

طبعاً، عندما تمّ الكشف عن جسده ومشاهدة التعذيب فإن الطب الشرعي روى رواية أن هذا الطفل كان قد تعرض لطلق ناري من قبل المتظاهرين الذين تسللوا من خارج المظاهرة، وقد روى النظام عدة روايات، وروى آفاق الأحمد ومن كانوا مع حمزة الخطيب الرواية الصحيحة بأنه كان حياً وسُلّم جثة هامدة فيما بعد كباقي المعتقلين، وكان أحد ضحايا هذه المجزرة. هذا بالنسبة للطفل حمزة الخطيب، وفيما بعد استُدعي والده وعمه إلى قصر بشار الأسد في دمشق، وعندها بسبب تناقل وسائل الإعلام والمحطات الفضائية والعالمية، ندّدت أغلب المحطات وخاصة العالمية بهذه المجزرة وفظاعة الفروع الأمنية، وصدرت بيانات من الأمم المتحدة بمعاقبة المسؤولين والقتلة، ولكن هذا لم يحدث، وعلى العكس تماماً، وبقيت الفروع الأمنية تمارس أشدّ أنواع التعذيب والاعتقال بحق الناس الذين يخرجون في المظاهرات، وتنقل الصورة من قبل وسائل إعلام النظام أن هؤلاء هم من حملة السلاح، وأن هؤلاء الأطفال يريدون الاستيلاء على الأسلحة والذخائر، ويقومون فيما بعد بقتل الضباط والمتظاهرين.

الرواية كما سمعنا أن أهله يعني أبوه وعم الشهيد حمزة الخطيب عندما تمّ استدعاؤهم من قبل بشار الأسد قال لهم حرفياً: أنا سأقوم بعملية الإصلاح في محافظة درعا، وسأقوم بفكّ الحصار عنها وإزالة الحواجز العسكرية ومحاسبة القتلة، وسأعتبر حمزة هو أحد أبنائي، ولكن على العكس تماماً، لم تحصل أي محاسبة، ولم تُرفع الحواجز العسكرية والأمنية والقبضة الأمنية، ولم يُحاسَب المسؤولون الأمنيون على الجرائم التي حصلت في سورية، وعلى العكس تمّ ترفيعهم وترقيتهم إلى مناصب عليا. وكان هذا الرئيس دائماً يكذب، ويراوغ كما كانت تفعل المحطات الإعلامية السورية، مثل: تلفزيون الدنيا، والإخبارية السورية، والقنوات التي تتبع للنظام، و يروي هذه القصص للمشاهدين، وأن حمزة الخطيب لم يكن معتقلاً، و قُتل خارج السجن، ولم يحصل هذا الكلام، ولا يوجد شيء اسمه مجزرة، وهذه كانت أغلب روايات النظام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/29

الموضوع الرئیس

مجزرة مساكن صيدا

كود الشهادة

SMI/OH/96-42/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان- أيار 2011

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

فرع التحقيق في المخابرات العسكرية 248

فرع التحقيق في المخابرات العسكرية 248

قناة الدنيا الفضائية

قناة الدنيا الفضائية

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

فرع التحقيق في المخابرات الجوية

فرع التحقيق في المخابرات الجوية

قناة الإخبارية السورية

قناة الإخبارية السورية

الشهادات المرتبطة