اجتماعات "اللقاء الوطني" مع ممثلين عسكريين من المحافظات
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:32:04
كنا دائمًا في اللقاء الوطني نحاول أن نصل إلى معظم الشخصيات الناشطة الحقيقية على الأرض، وهم كانوا في النهاية أيضًا شركاءنا في مناطقنا وفي المدن التي نتحرك فيها، وكنا دائمًا نواجه مشكلة عندما نتكلّم عن وجهة نظرنا بالذي يحدث، وعن وجهة نظرنا إلى أين نحن ذاهبون، وماذا يجب أن نفعل في هذا السياق؟ فكنا دائمًا نواجه أن الدول تقول إن بشار الأسد أيامه معدودة.. وكان خطاب العرعور ضد خطابنا، [وكان يقول] أننا سننتصر خلال 6 شهور، وأحياناً خلال شهرين أو 9 شهور، فكانت الناس تعتبر أن النظام سقط أو سيسقط خلال فترة وجيزة، وأننا جميعًا يجب أن نكون ضمن مشروع معين.
نحن كنا نوضح أن هذا النظام قد ابتلع الدولة، وليس بالسهل أن نفصله عن الدولة، وبالتالي لا يوجد أي دولة أخرى ستقرر أن الدولة السورية مع النظام والجيش والحالة الأمنية جميعها تسقط ويصبح هذا الفراغ، وبالتالي هذا يستلزم أن تطول فترة بقاء هذا النظام في السلطة. وبقدر ما نحن نكون أكثر قدرة على العمل المؤسساتي والعمل المدني والتنظيمي والتأطير الأفقي والعمودي نكون قد قصّرنا من عمر هذا النظام، وكانت المجموعات الأخرى دائمًا تواجهنا وتقول: لا، نحن لدينا القدرة أن نعمل بالعسكرة، والنظام لديه جيش هشّ، ونحن نستطيع إذا توحّدنا في عمل عسكري حول دمشق يمكننا أن نسقط هذا النظام عسكريًا. هذه [المقولات] ظهرت وبدأت تظهر في بدايات عام 2012.
اللقاء الوطني كانت دائمًا مجموعاته تصرّ أن تواجه وتصرّ أن تجلس وتجتمع وتناقش هذه المجموعات الأخرى حتى منها الإسلامية، يعني أنا أذكر في أحد اللقاءات حضر إلينا شخص من إدلب وكان متشددًا جدًا، وأصرّينا أن نجلس معه ونتكلّم معه بتفاصيل كثيرة حتى نتواجه.. لدرجة أنه وصل إلى مرحلة مثلًا في النقاش وقال: أنا لا أريد الاستمرار بالحديث معكم لأنكم جميعًا تشربون السجائر، والذي يشرب السجائر في حال اعتُقل يمكن أن يشتريه النظام بسيجارة. فهو وصل إلى هذه الفكرة حتى ينسحب [من النقاش].
هو لم يصرّح عن نفسه وعن المجموعة التي يعمل معها، ولكنهم في وقتها طرحوا أنه يوجد معسكرات لهم تتشكّل في إدلب، وأن العمل العسكري سيصبح هو الأساس، وهو الذي سيعتمدون عليه في إسقاط هذا النظام، وأنه يوجد لديهم تواصلات خارجية أعطتهم الطمأنة بخصوص وجود دعم كبير، وهم كانوا يحاولون أن يصبح هذا الأمر ضمن دمشق، ولم يقل مع من كانت التواصلات الخارجية، فهو كان يتحدث عن حالة عامة، ويصف لنا أن الحالة كبيرة ومنظّمة. أنا لا أذكر اسمه، ولكن شكله لا أنساه، وهو جاء مع شخص آخر لقبه نسيم، ونسيم كان قد أتى إلينا عن طريق شخص اسمه عبد الكافي سويد، تُوفي وتمّ إعدامه ميدانيًا واستُشهد، حيث قام النظام بإعدامه ميدانيًا في حسياء، وفيما بعد تبيّن أنهم لهم علاقة مع هيئة حماية المدنيين التي شكّلها وكان صلة التواصل في وقتها أبو حسن السوري [الذي] كان متواجدًا في لبنان في ذلك الوقت.
فكان اللقاء الوطني دائمًا يركّز على توجيه البوصلة لدى الناس بعدم الانجرار إلى الأيديولوجيا والعمل المسلح بشكل فوضوي وكبير، وكان دائمًا يتحدث ويذكّر بالحالة التي حصلت في الثمانينيات، والتي استطاع أن يقضي عليها حافظ الأسد لأنها انتقلت إلى حالة مسلحة، من حراك نقابات إلى حالة مسلحة. وكان هناك الكثير من الناس تسمع فعلًا وتقتنع وتقف معنا وتنضمّ لتضغط على الآخرين معنا، وهذا كان حالة إيجابية، ولكن الطرف الآخر كان عداؤه قاسيًا ويحمل شيئًا من التخوين بشكل دائم أو من التكفير، وهذه [الظاهرة] انتشرت في نهايات عام 2011 وبداية عام 2012، وبدأت تظهر عمليات التخوين والتكفير، وبدأ ينتشر مصطلح العلماني واليساري والإسلامي وصاحب مشروع ديني وصاحب مشروع تكفيري وهذه المصطلحات التي انتشرت للأسف.
في الفترة التي كان بها إعداد اللقاء [الوطني]، وكان اللقاء هو عملية تواصل أكثر من عملية إعلان وتواصل خارجي، كان التواصل الداخلي أكثر وبناء من الداخل، في وقتها كان يوجد انسجام كبير، والمشاكل في اللقاء بدأت بعد أن تمّ الإعلان [عنه] وبعد أن أصبح يوجد شخصيات خارج سورية، هنا بدأت المشاكل، والشخصيات التي في الداخل لا يوجد لديهم تواصل خارجي.. كانت فقط موجودة على الأرض وظهرت في حالة ضعيفة، أكثر من الشخصيات التي أصبحت موجودة في الخارج والذين ذهب كل منهم إلى حالة معينة واشتغلوا على أنفسهم أكثر من أن يعملوا على حالة اللقاء للأسف، ولكن الشخصيات التي كانت في الداخل كان لديها انسجام ونشاط أكبر، وكانت القدرة على التواصل الداخلي كبيرة.
أكثر نجاح حققناه مع الفصائل هو في داخل حمص، بألا يكون هناك عمل عسكري داخل حمص يَظهر على أنه تحرير مدينة من النظام، وأن يكون التحول أكثر لضرب قِطَع النظام العسكرية خارج الأحياء، ونجحت هذه [الفكرة] في فترة من الفترات.
ونجحنا أيضًا في موضوع الرقة، ألا يكون في البداية -لتحريك العمل الثوري- لا يظهر السلاح بشكل علني في الشارع أو تظهر أي حالة مسلحة في ذلك الوقت، وأن يكون هناك تركيز على النشاط المدني بشكل كبير في هذه المدينة، وبالفعل في البداية بالرقة أتصور نجح جدًا العمل المدني لدرجة أنه وصل عدد التشكيلات المدنية إلى 35 تشكيل مدني وإعلامي ضمن الرقة.
قدّم اللقاء مبادرة جدًا جيدة في ذلك الوقت، وقدمنا مبادرة للدول العربية والإسلامية، وتقدّمت للجامعة العربية في ذلك الوقت، وكانت المبادرة تتكلم على أبعاد معينة بتدخّل الدول في سورية، ليس تدخلًا عسكريًا، وإنما تعاون مع الثورة السورية لتحقيق التغيير السلمي في سورية ضمن أبعاد: البعد السياسي والاقتصادي، وبُعد السلم الأهلي وتحقيق السلم الأهلي وسميناه في وقتها: تحقيق لجان المصالحة في سورية، وأيضًا البعد العسكري لإعادة بناء الجيش السوري وإعادة بناءه كجيش وطني.
قدّمنا المبادرة وكانت فعلًا مبادرة إيجابية، ولكن لم تؤخذ بعين الاعتبار عندما قُدمت للجامعة العربية، ولم تتمّ متابعتها، وموجود لدي نصها، ولم يأتِ أي رد، واستقبلوها في الجامعة العربية ولكن لم يكن يوجد رد عليها أبدًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/02
الموضوع الرئیس
تسلح الثورةكود الشهادة
SMI/OH/47-24/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/05/04
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة الرقةمحافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
هيئة حماية المدنيين
الجيش العربي السوري - نظام
جامعة الدول العربية / الجامعة العربية
اللقاء الوطني