تطور الحراك السلمي في مدينة الرقة وبدء الحراك المسلح
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:19:17
استمر هذا النشاط تقريبًا إلى نهاية 2012 وبداية 2013 ، وكانت هناك هجمات لعناصر الجيش الحر خلال هذه الفترة، ولم تكن الفصائل التي كانت تهجم معروفة، وكانت الهجمات تتمركز على مبنى قيادة الشرطة وفرع الأمن الجنائي، و بنفس الوقت كانت هناك حواجز للجيش داخل المدينة، ووُضعت الحواجز بعد تشييع علي البابنسي، وانتشر الجيش وحواجزه، وكان هناك حاجز عند التمثال، وحاجز عند دوار الدلة، وحاجز عند دوار النعيم، وحاجزعند فرع الأمن العسكري في منطقة التوسعية، وحاجز عند دوار الباسل وعلى مداخل المدينة، ولكن كان الجيش الحر يستطيع عن طريق بعض الحارات الفرعية أن يدخل منها، كانت سيارة أو سيارتان تدخلان، وتطلقان الرصاص على الأفرع الأمنية، وكانوا يصيبون عناصر الأمن، و كانوا يهجمون على سيارات الأفرع الأمنية، مثل الأمن الجنائي، في إحدى المرات رأيت سيارة "جيب" لونها رمادي، كان الرصاص عليها، ولا يوجد مكان في السيارة ليس فيه رصاص، والدم واضح في السيارة، وبحسب ما عرفنا في وقتها أنه قُتل جميع عناصر الأمن الموجودين فيها، وكانت هذه الهجمة عند مديرية الكهرباء تقريبًا.
كان في المدينة عدد كبير من النازحين، لدرجة أن عدد سكان محافظة الرقة كان يصل إلى مليون في الفترة الأخيرة، ولكن مع النازحين والضيوف الذين كانوا من المدن السورية الأخرى تجاوز العدد المليونين وأكثر، وكان [النازحون] من دير الزور بشكل رئيسي، و ريف دير الزور، و من ريف حلب، ومن ريف حماة، ومن ريف حمص، ومن ريف دمشق أيضًا، كانت أعدادًا قليلة، وكان الأغلبية يسكنون في المدارس، أو من لديه قدرة يمكنه أن يستأجر منزلًا، أو من فتح منزله للناس الذين خرجوا من منازلهم، وكانت المدينة تشهد حالة.. والأمن لم يعد يتدخل في المظاهرات في الفترة الأخيرة، يعني حتى نهاية 2012 ، لم يتدخل الأمن في المتظاهرين، وأذكر أنني شاركت في مظاهرة خرجت بعد صلاة الظهر من مسجد الفواز في شارع تل أبيض، وبقينا نهتف لمدة ساعة تقريبًا وسط الازدحام، ولم يتدخل أحد بنا، و كان تجنبًا لأي احتكاك مع المتظاهرين، و أحسسنا أن الأمن كان يعرف أننا حتى لو خرجنا في مظاهرة لن نصنع أي فارق.
خلال هذه الفترة، كان الجيش الحر يحرر الريف، يعني من شمال وشرق مدينة الرقة ومن الغرب من ناحية مدينة الطبقة.
كنت أعمل مدرسًا في قرية الرحيات في شمال مدينة الرقة، وهي تبعد 20 أو 15 كيلو مترًا، وبشكل يومي أثناء الذهاب إلى المدرسة في باص المدرسين، يتم إيقافنا عند حاجز "الفرقة 17 "، وأنا لم أخدم في الجيش، وكانت معي تأجيل ساري حتى نهاية عام 2012 ، وكنت أمشي على أساسها، وكنا نتعرض إلى المضايقات بشتى أنواعها من الحاجز، وكانت المنطقة الشمالية شمال قرية الرحيات محررة (الريف وتل أبيض) كان محررًا، وكنا نرى عناصر الجيش الحر موجودين وسياراتهم، وبنفس الوقت كنت أثناء إعطائي دروسًا للطلاب في باحة المدرسة كنت أرى الطائرة فوقنا، وهي متوجهة باتجاه الشمال لتنفيذ الغارات.
استمر الوضع بهذا الشكل حتى اقترب انتهاء تأجيلي الدراسي، وتوقفت، وعشت حالة أشبه بالسجن داخل المدينة، بقيت 6 شهور تقريبًا، وفي بداية عام 2013 ، بدأ عناصر الجيش الحر، وبدأنا نسمع أحاديث وأخبارًا على "الفيسبوك" بأن الجيش الحر سوف يدخل مدينة الرقة، و كنا خلال هذه الفترة كمتظاهرين و حراك مدني وتنسيقيات (تنسيقية أبناء الرقة) ندعو إلى عدم دخول الجيش الحر إلى المدينة؛ حتى تكون المدينة حاضنة للنازحين من المدن السورية الأخرى، وكنت مشاركًا في التنسيقيات ولكن ليس بشكل مباشر، كنت ضمن تنسيقية شباب الرقة مع الصديق أحمد شعبان، وشاركت فيها في البداية عن طريق مشاركة مقطع فيديو لأحمد شعبان في نهاية 2012 تقريبًا، كان هناك هجوم من المتظاهرين، واستطاعوا نتيجة عددهم الكبير إعادة عناصر فرع المخابرات الجوية إلى مقرهم في المجمع الحكومي، وكنت أصور المقطع من زاوية بيتي، من مدخل البناء مقابل فرع المخابرات الجوية، و كيف هجم المتظاهرون على المقر، و كانوا يضربون الحجارة، ويمزقون صورة بشار الأسد المقابلة للفرع، وكنت قد صورت هذه العملية كلها، وجاء إليّ صديقي أحمد شعبان، وسألني: هل قمت بالتصوير؟ قلت له صورت، وأعطيته الفيديو، وبعد ساعات انتشر مقطع الفيديو، وفي اليوم الثاني الأمن العسكري- انتشر على تنسيقية شباب الرقة- طلب والدي، واعتُقل والدي على أثر مقطع الفيديو [قائلين له]: إن أحد أبنائك قام بتصوير مقطع الفيديو، وكانت النساء اللواتي في البناية يزغردن، احتجز والدي ليومين تقريبًا، وفي وقتها تكلم مع والدي رئيس الفرع بأن أحد أبنائك.. وقال له والدي: في وقتها، كان الجو متوترًا، وأحد المتظاهرين دخل إلى مدخل البناء، وقام بتصوير مقطع الفيديو، فكانت هذه هي الحجة.
بعد أيام تقريبًا، سُجّل اسمنا ضمن القائمة السوداء لدى لنظام (اسم عائلتنا) واسمي بشكل خاص مع والدي، واعتُقل والدي على حاجز بعد أيام، على حاجز الأمن العسكري، عند دوار الدلة، من قبل فرع الأمن العسكري، واحتُجز لعدة أيام، ووُجهت له إهانة جسدية ولفظية لا يتمناها الشخص لعدوه، وكان والدي له موقف، ولكنه صامت، فكان يخاف علينا، وكان يريد الخروج من المدينة، ولا يستطيع أن يعيش ضمن الجو الموجود في المدينة نتيجة الذي يحصل في سورية بشكل عام، فالوضع لم يعد يُحتمل، وكان يريد الخروج خارج البلد، و لكن خروجه يعرّض بقية أفراد العائلة إلى الاعتقال وما لا يخطر على البال، والحقيقة أن القرار كان يحتاج إلى شجاعة كبيرة ومغامرة، كان نشاطي مجرد المشاركة في المظاهرات.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/12/18
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في الرقةكود الشهادة
SMI/OH/16-04/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012/01/01
updatedAt
2024/03/26
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة الرقةمحافظة الرقة-الرحياتشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
فرع الأمن الجنائي في مدينة الرقة