الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

وضع مدينة الرقة بعد سيطرة فصائل المعارضة عليها

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:05:16

دخلت المدينة في حالة التحرير، وبدأ الناس يعودون لأنهم لم يجدوا فرصة للنزوح، فالقسم الأكبر عاد إلى المدينة، وأخذ يعود، ويمارس حياته الطبيعية، كان السوق متوفرًا والموظفون في مديرية الكهرباء عادوا إليها، وموظفو مديرية المياه عادوا إليها، والتي استلمت إدارة المدينة المدنية كخدمات هي "أحرار الشام" وحتى التعليم، وكانت تعطي رواتب للموظفين وحتى للمعلمين، وكانت المدينة في أوج الثورة فيها، وبدأ من الأيام الأولى الشباب بتشكيل تجمعات مدنية وتجمعات ثورية يعني شبيهة بالأحزاب كتجربة أولى يعيشها الشعب السوري في مدينة الرقة في مدينة محررة، فأحد التجمعات الذي هو ائتلاف أبناء الرقة الذي عملت فيه في المجال الإعلامي، وكانت التجمعات كلها تشارك في أنشطة الثورة، و كانت الأنشطة أغلبها تحصل وقت صلاة المغرب (بعد صلاة المغرب)، و يتوجه الناس إلى شارع 23 شباط حتى حديقة الرشيد، فالمنطقة هذه كانت تشهد دائما تظاهرات واعتصامات ومناشدات ومناصرات للمدن السورية التي تتعرض للقصف، و كانت تجربة رائعة في الحقيقة، و فيها الكثير من الأنشطة، وكان هناك صحفيون غربيون يأتون إلى المدينة و صحفيون فرنسيون وصحفيون أمريكيون يغطون الأحداث الدائرة في المدينة، وكانت هناك صحفية من قناة "بي بي سي"، حتى إنها أقامت دورة إعلامية في تنسيقية الرقة في فصل الصيف في عام 2013 ، وأنا حضرتها، كانت أول تجربة لي في حضور دورة إعلامية مع صحفية و معي مجموعة شباب وناشطين.

في الشهر الخامس (أيار/ مايو) تقريبًا، شكلت صحيفة اسمها شمس الحرية، أنا كنت رئيس تحريرها مع مجموعة ناشطين، كانوا شبابًا من مدينة الرقة، و كنا نتكلم عن الواقع في مدينة الرقة، ونغطي أخبار المعارك، ونغطي أخبار بقية المدن السورية، فهي مجرد تجربة، وهي صحيفة مطبوعة أسبوعية، أصدرت منها عددان، واستمرّ عملنا فيها، و كانت مجانية بدون تمويل، فنحن قمنا بالتجربة كجهد شخصي من مجموعة شباب، وكان معي شاب اسمه ثائر حمدان، وهناك شاب اسمه محمود النهار، وهناك شاب اسمه سنان، كانوا مجموعة من الشباب الناشطين في الثورة، وأُوقفت الصحيفة من قبل "جبهة النصرة". كنا نطبع العدد، والعدد الأول لم يكن فيه شيء مهدد "لجبهة النصرة"، والعدد الثاني كان قويًا، وأذكر أنه كانت هناك مادة كتبتها عن "جبهة النصرة" وما تقوم به في المدينة، وكنا نطبع العدد، و نعطي العدد للمقر، ونوزعه على مقرات "جبهة النصرة"، كان مقر "جبهة النصرة" في الأماسي، وهو كان مكتبًا دعويًا، وكنا نعطيهم الجريدة، ونمرّ على أحرار الشام في المجمع الحكومي، ونعطيهم أيضًا، و لكننا تلقينا تهديدات حقيقية من أحد عناصر "جبهة النصرة" (أحد أمرائها)، [وقالوا]: إما أن توقفوا الصحيفة أو سنتصرف معكم. والحقيقة لم نستطع الاستمرار في الصحيفة، وأوقفناها.

كانت في البداية عن الخطف والاعتقال، عدا عن موضوع الشبيحة الذين كانوا أو من كان يشتبه بأنه شبيح فيعتقل، وكان هناك أشخاص معروفون لديهم أموال، ولكن توجههم السياسي غير معروف، وكانوا يُختطفون أيضًا، أو الأشخاص من غير السنة، مثل: الشيعي أو المسيحي، كان يُعتقل بغرض التخويف؛ لأنهم لا يريدونه في المدينة.

المقام بقي على حاله، لم يقترب منه أحد حتى عام 2014، مبنى مقام عمار بن ياسر هو مقام صحابي، وكان مبنى كبيرًا، ولا يخطر في بالك تدمير المكان، وهذا المبنى عدا أن من قام ببنائه هي إيران فهو بناء كبير وجامع، وكان متوقفًا عن جميع الأنشطة، وكانت أبوابه مقفلة.

كانت هناك فصائل صغيرة تقوم بالسرقات، مثل سرقات منازل الشبيحة والمنازل الفارغة، وأنا شهدت أكثر من حالة سرقة بأمّ عيني، ولكنني لم أستطع فعل شيء، ولا يمكنك التدخل؛ فإذا تدخلت فإنهم قد يعتقلونك بكل بساطة، ويجعلونك شبيحًا. لم يكن هناك أحد يستطيع أن يعترض، والسرقات كانت تحصل سرقة السيارات والخطف والمطالبة بالأموال، كان هناك فلتان أمني كبير، كان هذا من قبل بعض الفصائل، وبنفس الوقت كانت الفصائل المتمركزة في شمال المدينة في جبهة "الفرقة 17"، والتي كانت لواء ثوار الرقة وأحرار الشام، وجبهة النصرة، وألوية الناصر صلاح الدين، كان تمركزهم تقريبًا في "الفرقة 17" والاشتباكات، ويغتنمون من النظام أسلحة، ولهم مقراتهم داخل المدينة.

الفرقة (17) كانت تقصف بشكل مدفعي وبالهاون على المدينة، وكان يسقط الكثير من الضحايا بسبب هذا الموضوع بشكل شبه يومي، في الليل، هناك أربع قذائف هاون على المدينة، وكانت على الأغلب إذا لم تقتل كانت تصيب أحدًا، وتجرحه.

في بداية التحرير، كان الوضع الصحي يفتقر إلى كافة الكوادر الطبية من دواء وكادر، لدرجة أنني كشخص مدني في بداية التحرير لا يوجد أحد...، وكان صديقي يدرس الطب، وكان يداوم في المستشفى، وقال لي: إياس، نحن بحاحة إلى أي شخص لتقديم المساعدة الطبية. وأنا ذهبت إلى المستشفى، وداومت في المستشفى الوطني ثلاثة أيام تقريبًا، وكنت أساعد بأي شكل من الأشكال، وفي المستشفى، علمني على خياطة الجروح بشكل سريع، ولكنني في الحقيقة لم أستطع الاستمرار نتيجة الإصابات التي كانت تأتي بشكل يومي، فهناك من فقد جزءًا كبيرًا من جسده والجروح الكبيرة، وإذا استمررت في رؤية هذه المناظر فأنت ستفقد إنسانيتك، وهذه كلها كانت نتيجة القصف.

القصف لم يكن يُحدث نسبة دمار كبيرة مقارنة بقصف التحالف والقصف الروسي في النهايات، لم تكن كمية الانفجار تسبب شيئًا إلا البراميل المتفجرة، وأول البراميل التي سقطت على مدينة الرقة كانت مقابل بيتنا (مقابل المجمع الحكومي)، طائرة هيلوكوبتر (مروحية) في الساعة 08:00 صباحًا ألقت برميلين، وأكملت طريقها، وأبناء دير الزور كانوا يتحدثون، ويعرفون؛ لأنهم شهود على تجربة البراميل المتفجرة، فعرفوها عندما كانت في الجو، قالوا إنها براميل. ولكن أبناء الرقة لا يعرفونها، وحتى إن بعض الناس كانوا يظنون أنها مساعدات للفرقة 17، وسقطت في المدينة، وأصيب بعض الأشخاص، أحدهم مات، والثاني أصيب؛ لأنهم كانوا يركضون باتجاهها، ويظنون أنها مساعدات "للفرقة 17"، وسقطت بالخطأ.

سقط برميلان، وأحدثا دمارًا كبيرًا في منطقة سكنية كاملة، وانفجر برميلان في نفس الوقت، أحدهما على الطريق العام، والثاني مقابل الأبنية السكنية، وخرجنا في وقتها حتى نرى المصابين، وكان هناك شخص عرسه بعد يومين، مرّ بالصدفة على الدارجة النارية، ويوجد شخص أصيب أيضًا، وبعد أن تأكد أنه برميل قام بالهرب، ولكن أصابته الشظايا في قدمه، والشخص الآخر قُتل في نفس المكان.

استمرت هذه التجربة حتى تشكيل هيئة شرعية في المدينة كجسم قضائي. المبادرات كانت مبادرات إعلامية وتوعية الشباب إعلاميًا ومبادرات في الزراعة، كان بعض التجمعات يقومون بها لتوعية الناس حول موضوع الزراعة ومبادرات حول النظافة، يعني زراعة الشجر والشتلات الزراعية بشتى الأنواع، ومبادرات النظافة التي كانت مشكلة حقيقية واجهتها المدينة بعد التحرير، فكان هناك تجمّع للنفايات وحرقها داخل المدينة. وفي النهاية، صارت هناك حملات كبيرة نقوم بها نحن سواء المدنيون أو التجمعات، وتجمع القمامة في السيارات وترحيلها خارج المدينة، وكانت هناك حملات لطلاء الشوارع بعلم الثورة، وتزيين الحدائق برسومات للأطفال، وموضوع إنارة الشوارع والخدمات، وإعادة إحياء الخدمات للناس.

كنا نتساءل في فترة التحرير، فالائتلاف موجود، لماذا لم يدخل أحد إلى المدينة؟! فهذه مدينة محررة، وهي أول مدينة محررة من النظام، لماذا لم يدخل أحد أو افتتح مكتبًا في المدينة؟! يعني أول مدينة محررة، وأظن لأن المدينة كانت لا تزال تتعرض للقصف، وهم كانوا خائفين مع الأسف.

كان معبر تل أبيض مفتوحًا بحيث أنك تستطيع من خلال جواز السفر الدخول والخروج بشكل عادي، وأنا خرجت في عام 2013 إلى تركيا، كانت مجرد زيارة مع بعض الأصدقاء، وبقيت فيها 4 أيام تقريبًا، ثم عدت إلى أورفا، وكانت عملية السفر إلى أورفا من الرقة أمرًا بسيطًا جدًا، ولا يستغرق [الطريق] سوى 4 ساعات، وكان هناك ازدحام، وتوجد حركة تجارية كبيرة، وكانت الشاحنات تدخل، وكأنه لا يوجد شيء، وكان المسؤول عن البوابة في وقتها "أحرار الشام".

مع النازحين يصل [العدد في مدينة الرقة] إلى مليون تقريبًا؛ لأنه في عام 2013 في الصيف، عاد الناس، وحتى المدارس كان فيها نازحون، وأذكر في شهر رمضان كنا نوزع وجبات رمضانية على النازحين والمدن الأخرى والذين كانوا يسكنون في المدارس أو في الريف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/12/18

الموضوع الرئیس

تحرير مدينة الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/16-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

مارس 2013

updatedAt

2024/03/26

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة الرقةمحافظة الرقة-معبر تل أبيض / معبر أقجه قلعة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

لواء ثوار الرقة

لواء ثوار الرقة

الفرقة 17 ميكا - نظام

الفرقة 17 ميكا - نظام

جبهة النصرة - الرقة

جبهة النصرة - الرقة

الهيئة الشرعية في الرقة

الهيئة الشرعية في الرقة

لواء الناصر صلاح الدين في الرقة

لواء الناصر صلاح الدين في الرقة

الشهادات المرتبطة