الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة سوق وادي بردى عام 2013

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:07:04

من الأحداث المفصلية التي شهدتها المنطقة تفجير عين الفيجة، كان في شهر تموز/ يوليو، أظن، فُجرت عبوة بسيارة مفخخة في ساحة عين الفيجة على باب النبع، وأدت إلى أضرار مادية، الحمد لله لم يكن هناك ضحايا، ولكن هي رسالة تمهيدية للمجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في جامع أسامة بن زيد في سوق وادي بردى بتاريخ 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2013. هذا التاريخ مستحيل أن يسناه أحد من أبناء وادي بردى، وسأحكي لك في سياقٍ عامٍّ عن ذلك اليوم، ونرجع(نعود) نخصص كلامنا عن مجزرة سوق وادي بردى.

في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2013 ، كان يوم جمعة، وقوات النظام أرسلت 4 سيارات مفخخة: سيارة على بلدة الهامة تم اكتشافها وتفكيكها من قبل الثوار، وسيارة كانت مرسلة إلى قريتِي، قرية بسيمة، ولكن وصلتنا معلومات وفي التحقيقات يعني والمعلومات التي استطعنا أن نقاطعها بين التحقيقات بين المجرمين الذين ارتكبوا جريمة مجزرة السوق وبين المعلومات التي وصلتنا عن طريق عدة أشخاص؛ أنَّ السيارة التي كانت معدة للتفجير في قرية بسيمة وصلت إلى مداخل القرية، فوجدت جسر بسيمة مغلق بحاجز للشباب (الجيش الحر)-ممنوع دخول أي سيارة أثناء صلاة الجمعة- وحاولت الدخول من عين الخضرا، وأيضًا نفس الشيء وجدت الشباب على جسر عين الخضرا أيضًا يغلقون المدخل بحاجز، وطبعًا هذا التخوف وهذه الحيطة الأمنية؛ لأنَّه قبل فترة قليلة كانت قوات النظام مرتبكة مجزرة بذات الطريقة بسيارة مفخخة في مسجد في سهل رنكوس، قُتل عشرات الضحايا فيها، ونحن شباب الضيعة كانوا قد آخذوا احتياطاتهم نوعًا ما، وبنفس الوقت أيضًا كانوا قد أرسلوا سيارة، وكانت هي الأكبر بين الثلاث سيارات الذين كانوا قد أُرسِلوا إلى المنطقة كانت في قرية كفير الزيت فكانت واقفة أمام الجامع، وجامع كفير الزيت يكون في منتصف الضيعة، والبيوت تحاوطه من كل الجهات، وأيضًا الحمد لله لم تنفجر، وانفجر الصاعق الأولي، ولكن الشباب انتبهوا لها وخرج شاب من الشباب في السيارة وأزاحها إلى منطقة لايوجد فيها أحد، ولكن الكارثة الكبرى هي السيارة التي انفجرت في سوق وادي بردى أمام مسجد أسامة ابن زيد. والتفاصيل التي أذكرها لك، قلت لك: كان يوم جمعة، ونحن خرجنا من المسجد كان يوجد جنازة لأحد النازحين أو الضيوف الذي كانوا عندنا في القرية، وندفنها في مقبرة الضيعة، فاتصل بي أحد الشباب في الهيئة الطبية طالبًا تجهيز المركز الطبي سريعًا، فهناك قصف على السوق يوجد إصابات، طبعًا المسافة بيننا وبين السوق ليست مسافة كبيرة، ولكن جغرافية الوادي المتعرجة، وضمن الجبال لم يصل الصوت إلينا، وفي نفس الأثناء كان يوجد أحد الأشخاص قريب لنا وعنده يعني أصدقاء في السوق يأتي ركضًا إلينا ويقول: حصلت في مجزرة في وادي بردى، اركضوا إلى النقطة الطبية. وذهبنا إلى النقطة الطبية، ونستطيع أن نسميها "مركز عين الخضرا الصحي"، هكذا كانوا يسمونها وقتها في حارة عين الخضرا في بسيمة، فدخلنا إلى المركز أنا وشاب صديقي، ولحقنا أيضًا شابان من ضمن الكادر الطبي في قرية بسيمة، وفي تلك الأثناء تقريبًا خلال 7أو 8 دقائق وصلتنا أول إصابة إلى المركز، أول إصابة كانت جروحًا وكسورًا، ووضعناها في غرفة الإسعاف، وبدأت أشتغل فيها أنا وصديقي وسام، بدأنا نخيط الجروح، ونحاول تثبيت الكسور الواضحة علينا، طبعًا ولن أتكلم أنَّ -طبعًا- المصاب كان محروقًا بدرجات عالية، والشيء الذي أذكره أنه ونحن قد سكّرنا الجلالة (الستارة) في قسم الإسعاف، وأصبحت أسمع أنَّ هناك ضجة كبيرة حصلت في استقبال المركز، وفي الكوريدور (الممر)، فكان هناك ضجة كبيرة فأردت أن أفتح البرداية (الستارة) وأقول لهم: يا شباب اهدؤوا نوعاً ما كلهم مصابون، ماذا تريدون أن تقولوا؟ فأصابتني الدهشة سكتت، يعني خلال تقريبًا 7 دقائق من خلال الشغل بهذا المصاب. استقبال مركز عين الخضرا الطبي وكوريدور (ممر) البناية ممتلئان بالجثث والمصابين، وأصابتنا هنا حالة من الذهول إصابات أول مرة نراها: بتور، كسور، حروق من الدرجة الثالثة، والعالم متفحمة (محروقة بشكل كامل) يعني، والوضع كان مأساويًّا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. حاولنا أن نتصل يعني بالأطباء التابعين للهيئة الطبية، وحكينا (تكلمنا) مع الدكتور حسام وقال لنا: أنا في المستشفى الميداني في عين الفيجة لا أستطيع الوصول دبروا أنفسكم. والجرحى عندنا بالعشرات. وتكلمنا مع طبيب ثانٍ وقال لنا: أنا في نقطة طبية والوضع عندي لا أستطيع أن أترك وآتي، ونحن هنا كلنا في النقطة الطبية في بسيمة كان أغلبنا ممرضين ومسعفين، لا يوجد أي طبيب أو دارسُ طب أو شيء، وفي هذه اللحظة اكتشفنا أننا نحن أمام حالة واقعية سنتعامل معها، وفي هذه الأثناء كثير من أطباء أولاد المنطقة -الله يجزيهم الخير- لم يكونوا ضمن الهيئة الطبية، وحتى منهم كثير لم يكن منضمًّا للثورة أو شارك فيها نهائياً، ولكن الحالة الإنسانية التي كانت مفروضة على المنطقة كانت تستدعي أي رجل فيه ضمير أن يشارك فيها، والذي أذكره أننا نحن في "مركز عين الخضرا" استقبلنا ما يُقارب 90 جريحًا، وهذا العدد كما يقولون نستطيع أن نسميه الأولي غير الإصابات الطفيفة التي لم نحسبها، وغير الشهداء التي وصلت وأعدناها وهي على الباب. وصرنا نفاضل في تلك المرحلة بين الحالة الأخطر فالأخطر فالأخطر، وصرنا نضع الجثث فوق بعضها في الشارع؛ لأنَّ الوضع كان مأساويًّا، فالحصيلة غير النهائية بسبب وجود مفقودين كُثُر، الحصيلة غير النهائية للمجزرة كانت 225 شهيدًا و225 أو 250 إصابةً مباشرةً وكان أكثر من 200 إصابة طفيفة ومتوسطة. ومن المواقف التي مستحيل أن أنساها أنا خارج وثيابي كلها دماء وأشلاء، والوضع مأساوي، وكانوا ينقلون لنا المصابين في سيارات بيك آب (شاحنة صغيرة)، أو مكاري (حافلات صغيرة) أو سيارات مدنية لأنه صراحة كانت الكارثة أكبر من استيعاب الوادي بشكل عام. ونزّلنا مصابًا، وأنا أفحصه هل هو عايش(حي) أو هو ميت أو كان شهيدًا، أفحصه، ويأتي الشاب الذي كان يسوق السيارة وأعطاني رِجلًا ، وقال لي: "كرار ..خذ هذه الرجل وشوف لمن، وأعطه إياها". وفي لحظتها أنا لم أستوعب الموقف، ولكن بعد يومين.. 3، أقول: ما الذي يحصل معقول الناس فقدت وعيها إلى هذه الدرجة! رِجل.. الله أعلم لمن ووجدها وضعها في السيارة، ونزل بها إلى المركز الطبي، شوف هذه لمن وأعطه إياها! وأحد أيضًا المواقف التي أيضًا لا أنساها، تعرف قلت لك: المنطقة شهدت حالات نزوح جدًّا كبيرة من حمص ومن الغوطة ومن جنوب دمشق ومن مناطق كثيرة شهدت تصعيدًا عسكريًا في تلك الفترة. وفي فئة من الناس نحن نطلق عليهم لفظ (النَّوَر) يعني، ولا أعرف اللفظ صحيح أولا، ولكن نحن في اللغة (اللهجة) العامية أو في المصطلح الشعبي الدارج عندنا (المتداول) عندنا في المنطقة نسميهم (النوَر) وهؤلاء سكنوا في منطقة عندنا في الضيعة قريبة من النهر، وواضح من لباسهم وكذا أن حالتهم متعبة. وأثناء المعالجة والصدمة التي نحن نعيش بها، يأتي شخصان من هؤلاء وأنا أعرفهم بما أنهم عندنا في الضيعة، وفي الخارج هناك تقريبًا 4 نساء و4 أو 5 أولاد يبكون ويولولون (يصيحون)، ويأتي شخص من الذين كانوا يقفون على الباب وهو شخص ليس له علاقة بالهيئة الطبية من الجيران، ولكن كان -الله يجزيه الخير- يحاول أن يُبعد كل مدني ليس مصابًا يحاول أن يخرجه إلى الخارج من أجل أن لا نرتبك به في الداخل، ونحن صرنا نعالج الجرحى في الكوريدور (الممر)، وفي غرفة الإسعاف، وفي غرفة الاستقبال، وفي غرفة الحضانة، كل غرف المركز امتلأت، وحتى آخر شيء أصبحنا نستخدم الممر ونقدم العلاج على الأرض، والشهداء أصبحنا نصفهم على الرصيف في الخارج على الطريق، ويصرخون ويقاتلون ويقول: "كرار تعال انظر هؤلاء ماذا يريدون؟" وقلت: خيرًا تفضل أخي ماذا هنالك؟ ويقول نحن نريد أختنا وابننا، وواحد يقول: أنا أريد امرأتي. قلت لهم: من امرأتك يا أخي؟ وأنتم هنا تسكنون؟ ونحن لم نستقبل مدنيين نهائيًا، ولم نستقبل حالات، ويمشي وهو يقول : لا لا هي هنا، أكيد موجودة هنا، وطبعاً لست مستوعباً بسبب الصدمة، وأعود إلى المهمة التي كانت موكلة لي ضمن حالة الإسعاف، وتدور الأيام 4 أو 5 أيام نعلم أنَّهم فتحوا عزاء، وتبين أن هاتين الصبيتين الذين أتوا يبحثون عنهما مع الطفل الرضيع كانتا تتسولان على باب الجامع حين حصل التفجير طبعًا، ولم يتم إيجاد جثثهما ولا أي شيء منهن، وبما أن المعلومات التي وصلتنا أكيد وهن يتسوَّلن على باب الجامع، والسيارة فُجرت على باب الجامع، فأكيد هنّ من الناس الذين اختفت جثثهم.

طبعًا، ليس هناك إحصائية دقيقة لعدد المفقودين، ولكن يُقال إنهم تجاوزوا ال 40 مفقودًا حسب الناس التي سألت عن ذويها وعن أحبابها، وبعد ثلاثة أيام هنا تقريبًا حالات الجرحى أو بالأحرى أول يوم أذكر لك مركز دير قانون الصحي أو نحن نسميه مشفى دير قانون، امتلأ بالمصابين، والمستشفى الميداني في وادي بردى الذي كان في قرية عين الفيجة امتلأ بالمصابين، والمركز الطبي في عين الخضرا امتلأ مصابين وجرحى، والنقاط الطبية في المنطقة و عيادات الأطباء امتلأت. وهنا أصبحنا أمام خيارين وخاصة العمليات الخطيرة؛ لأنَّ المستشفى الميداني لم يعد يستوعب أي عملية من خلال الضغط الذي حصل عليه، وهنا قوات النظام التي هي مرتكبة المجزرة عملت عملًا إنسانيًّا كبيرًا: فتحت الحواجز باتجاه مستشفيات دمشق، صرنا [نسأل المصابين ذوي] الحالات الخطيرة المحتاجة إلى عمليات: أنت مطلوب للأمن؟ عليك شيء؟ إذا كان مطلوبًا نخرجه في السيارات التي كانت تابعة للهيئة الطبية، أو سيارات أولاد المنطقة، أو حتى سيارات الفصائل التي كانت موجودة، نحملهم وننقلهم من خلال طريق الجردي إلى القلمون ليتلقوا العلاج المناسب. وبعض الحالات وصلت إلى لبنان وتعالجت بمستشفيات لبنان لمدة طويلة، والذي ليس عليه شيء كان ينزل إلى الشام (دمشق) عن طريق الهلال الأحمر، كان قد عمل نقطة استقبال عند حاجز الرمال، وكنا نرسل بالسيارات المدنية المصابين إلى هذه النقطة، والنظام يرسلهم إلى الشام، وبعد 3 أيام طلعنا إلى السوق كهيئة طبية، ويوجد إصابات كثيرة. قلت لك: نحن الإصابات المباشرة قدرناها ب250 ويوجد فوق ال 200 إصابة، هؤلاء كانوا إصاباتهم متوسطة وخفيفة، وهؤلاء من عِظَم الضربة، وهول المنظر الذي رأوه لم ينزلوا إلى النقاط الطبية، ولم يسعفوا أنفسهم، هم ذهبوا إلى بيوتهم، ونحن ذهبنا في 3 يوم وأصبحنا نذهب إلى بيت فلان مجروح نقطبه، وفلان مضمد يده لوحده، وظهر أنها مكسورة. ومن المواقف التي لا أنساها كان هناك شاب يتكلم والصدمة كانت ظاهرة عليه، وسألناه: خيرًا! ما بك؟ وقال: ولله جاءتني حُرمة (امرأة) كان لها يومان تبحث عن ابنها، ولم تجده لا في مركز بسيمة ولا في الفيجة، وحتى الشباب الذين أُسعفوا إلى القلمون مسجلة أسماؤهم و اسمه غير موجود، والنظام عمل قوائم للناس التي نزلت بالمستشفيات واسمه أيضًا غير موجود، ففي هذه الأثناء في قرية مقابل سوق وادي بردى اسمها كفر العواميد، بمبادرة من أهل القرية أصبحوا يلمون الأشلاء الواصلة تلك المسافة، وتقدر تقريبًا 3 كم تقريبًا، طارت الأشلاء مسافة 3 كم من سوق وادي بردى، من أمام مسجد سوق وادي بردى إلى أراضي كفر العواميد.

أصبحوا يلمون الأشلاء ويأتون بها، فقال لي: تعرفَّت على ابنها أنَّه ميت من خلال الخاتم الذي ظهر بيده. طبعاً "مجزرة سوق وادي بردى" كانت ضربة قاسمة لوادي بردى وهذه سيارة واحدة من أربع سيارات كان قد هيأها النظام ليفجرها في الهامة وبسيمة وكفير الزيت وسوق وادي بردى.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/02

الموضوع الرئیس

مجازر النظام

كود الشهادة

SMI/OH/147-06/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

تشرين الأول 2013

updatedAt

2024/10/29

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-كفر العواميدمحافظة ريف دمشق-دير قانونمحافظة ريف دمشق-عين الخضراءمحافظة ريف دمشق-كفير الزيتمحافظة ريف دمشق-ناحية عين الفيجةمحافظة ريف دمشق-وادي بردىمحافظة ريف دمشق-سوق وادي بردىمحافظة ريف دمشق-بسيمة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الهيئة الطبية في وادي بردى

الهيئة الطبية في وادي بردى

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة