تفاصيل مجزرة مساكن صيدا ورواية النظام
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:47:10
أما أبرز ما ميّز محافظة درعا أول خروج، وكان من تجمّع مفرق الجيزة- المسيفرة، حيث هبّ الأهالي بعد صلاة الجمعة بعد الخروج من المساجد، وقد جمع بعض الناس الحليب والأدوية والأغذية عبر قرى بصرى الشام ومعربة والسهوة والكرك والكحيل والجيزة والمسيفرة وأم ولد، وأبرز هذه القرى كانت تتجمّع على مفرق المسيفرة- الجيزة، والتقت أغلب هذه القرى في هذه النقاط، وقد تجمّع آلاف الناس من الكبار في السن والأطفال، وكانوا يجمعون الحليب والأدوية والغذاء، ومنهم من كان آتياً من سفره لزيارة أهله، وقد خرج لمناصرة أهالي مدينة درعا لفكّ الحصار. طبعاً، هذه المجزرة تُعتبر المجزرة الأعنف التي مارسها النظام والقطع العسكرية الموجودة عند مساكن كحيل- صيدا. وطبعاً، عند دخول تجمّع الأهالي، بعد أن تجمّع الآلاف من الأهالي في نقطة الجيزة المسيفرة، وذهبوا من أجل فكّ الحصار عن مدينة درعا سيراً على الأقدام عبر طريق كحيل- صيدا، طبعاً، عند دخولهم نقطة المساكن، وتمّ السماح لهم بالدخول، هنا قامت قوات الأمن والجيش بمحاصرة الشباب وإطلاق النار عليهم من قِبل عربات "البي أم بي" أو "البي..." أو القناصة الموجودين، وكان هذا العمل مخططاً له لقتل هؤلاء المتظاهرين. وذهب ضحية هذه المجزرة حوالي 80 شهيداً، وتمّ توثيق...، سنذكر بعض الشهداء الذين تمّ قتلهم وتصفيتهم فيما بعد، وكان المسؤول عن هذه المجزرة العميد جابر محرز، وهو ضابط متقاعد، وكان قد استُدعي من قبل فرع المخابرات الجوية إلى محافظة درعا، وبالتحديد إلى مجزرة صيدا، وهو ضابط متقاعد استُعين به فيما بعد.
عند وصول المتظاهرين إلى المساكن وإطلاق النار عليهم ومحاصرتهم عبر نصب كمين مُحكم عند المساكن ارتُكبت هذه المجزرة، وكانت رواية النظام والمبررات الرئيسية لارتكاب هذه المجزرة أن هذه الجموع التي أتت من القرى لفكّ الحصار عن مدينة درعا جاءت إلى المساكن من أجل قتل الضباط وأخذ النساء العلويات والأطفال العلوية كسبايا، [الغاية من ذلك] إقحام الجيش واعتباره مُستهدفاً كما أن الأمن مُستهدف. وثانياً - النظام أو التلفزيون السوري أو الرواية الثانية، وكانت الغاية من هذه المجزرة هو جرّ الطائفة العلوية إلى هذا النزاع، بالقول: إن هناك جماعات سلفية طائفية تريد الاعتداء على العلويين وأخذ النساء والأطفال سبايا. ولكن هنا لابدّ أن نستذكر، أو نستشهد بما سمعته من الأخ المساعد آفاق الأحمد، وهو أحد الشاهدين على هذه المجزرة، وقد التقيت به في الأردن، في مدينة الرمثا، في مخيم البشابشة أنا والأخ أيمن الأسود، فكما يقول أفاق الأحمد حرفياً، وهو مساعد في التحقيق: اتصل مع العقيد سهيل الحسن أو جاءت إخبارية إلى فرع المخابرات الجوية عبر شخص من درعا أن هناك جموعاً ستخرج لفكّ الحصار عن مدينة درعا عبر طريق كحيل- صيدا، وقال العقيد سهيل الحسن بالضبط، ويبدو أنه كانت هناك صلة قرابة بالنسب أو أنه قد خطب امرأة علوية، وهنا حصلت حادثة الانشقاق على إثر هذه المجزرة (مجزرة مساكن صيدا)، اتصل، وأخبر بعد أن جاءته الإخبارية من درعا أن هناك مجموعات تريد الخروج وفكّ الحصار عبر طريق صيدا الكحيل. فاستدعى هذا المساعد أول من مدينة درعا، وقال له: ما هو الحل؟ فقال: ننصب كميناً عند مساكن صيدا، ونقول: إن هؤلاء المتظاهرين هجموا على القطعة العسكرية وعلى مساكن الضباط من أجل سبي النساء وقتل الأطفال العلويين، وهكذا يستعطفون الجيش، ويجرّون الطائفة العلوية إلى النزاع الطائفي. فقال له: وماذا نفعل؟ فقال العقيد سهيل الحسن للمساعد الأول: سننصب كميناً، ونقتلهم، ونقتل العدد الأكبر، والرواية نتبناها. وطبعاً، اتصلوا، وكان المسؤول هو اللواء جميل الحسن عن المخابرات الجوية، ووافق على فكرة العقيد سهيل الحسن التي أخذها من المساعد أول في درعا. وطبعاً، كان آفاق أحمد يسمع الكلام، وطلب العقيد سهيل الحسن أن يجهّزوا قوة نخبة من قسم العمليات الخاصة، وتتوجه إلى محافظة درعا. وعند عودة القوة - وكما قال آفاق أحمد في هذه الرواية- في آخر الليل كان معهم عشرة باصات محمّلة بالموقوفين وبعض عوائل الضباط، بالإضافة إلى جثث كانوا يضعونها في أماكن تخزين أو أماكن في الباصات، وعندما كانوا يقومون بإنزال الجثث كما يروي آفاق كانوا يضربونها، ويدعسون عليها، وطلب آفاق من العقيد سهيل الحسن [قائلاً]: يا سيدي، يوجد تعامل مع الجثث والموقوفين ويتمّ إهانتهم بشكل لم أره من قبل. وقال له: هذه ليست مهمتك، وعليك الذهاب إلى أماكن تفقّد عدد الموقوفين الموجودين في فرع التحقيق. هكذا روى حرفياً، يُقال: إنه وجد 160 معتقلاً من أبناء محافظة درعا من الذين اعتُقلوا عند مساكن صيدا -كحيل، وشاهد من بينهم حمزة الخطيب وثامر الشرعي، ورآهم أحياء، و[بالنسبة] لإحصاء الجثث، أحصى بحسب كلامه 120 جثة، وتمّ نقل هذه الجثث إلى مستشفى تشرين العسكري، وطلب تسليمها إلى مستشفى درعا على دفعات؛ حتى لا تثير ضجة إعلامية لاحقاً ويتأخر تسليم الجثث، أو أن هناك جثثاً دُفنت حتى لا يُعرف مصيرها على أساس أنهم موقوفون؛ لأن المجزرة كانت كبيرة في هذا الوقت.
قال لي آفاق: أنا لأول مرة أرى أنهم يستعملون مناشير كهربائية -أنا في فرع المخابرات الجوية ولكن لم أكن... - أو البلطات أو وسائل تعذيب بالشبح أو ربط العضو الذكري -كما قال- حتى لا يتبول المعتقل مع شربه للماء. وهذا ما رواه لي آفاق أحمد عندما التقيت به في الأردن، وقال: إن العقيد سهيل الحسن بالاتفاق مع اللواء جميل حسن هما اللذان كانا مسؤولين عن هذه المجزرة، وأغلب الذين أتوا من مساكن صيدا كانوا أحياء، وتمّت تصفيتهم فيما بعد، حتى إنه كانت تحدث خلافات في مستشفى تشرين العسكري بين الضباط بأن هناك أشخاصاً في البرادات يستغيثون، ويصرخون، وتدخّل بعض الضباط، وقالوا: من يتحدث سنقطع لسانه، وهذا الشغل ليس شغلكم. أنت تعرف شدة الإجرام والقتل في هذا الموضوع. وهذه الرواية رواية آفاق أحمد، ونحن شاهدنا الكثير من الشباب -أثناء تصوير بعض الشباب للمقاطع- أحياء، مثلاً: شاهدنا أبا حاتم، وهو رجل كبير من بلدة المسيفرة، يجلس على حجر، ويقرأ القرآن، وظهر هذا المقطع عند اقتحام الجيش والعربات للمتظاهرين، حيث استمرّ إطلاق النار من قبل صلاة العصر حتى العشاء، وهنا تمّت ملاحقة الفارين من المتظاهرين في السهول، وأُحضروا، ومنهم من دخل إلى الأقبية وتمّ رشهم، وفيما بعد اعتُقلوا، وهذه المجزرة كانت من أفظع وأبشع المجازر التي ارتكبها النظام في محافظة درعا على الإطلاق.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/29
الموضوع الرئیس
مجازر النظامكود الشهادة
SMI/OH/96-39/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
29 نيسان 2011
updatedAt
2023/11/03
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-صيدامحافظة درعا-مدينة درعاشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
إدارة المخابرات الجوية
القناة الفضائية السورية - التلفزيون الرسمي
مشفى تشرين العسكري
فرع العمليات الخاصة في المخابرات الجوية