يوم 15 آذار 2011 كانت الدعوة من صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد، وتناقشنا طويلًا في أن يكون موضوع اعتصام الداخلية قبل أو بعد، واتفقنا أن نراقب يوم 15 آذار الاعتصام، ولا ننزل نحن بشكل مباشر، وكان هناك أكثر من سبب ورأي بهذا الخصوص؛ واحد منها أنَّنا فعلًا لا نعرف الصفحة (الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011)، ومَن ممكن أن ينزل ويتجاوب، والقصص ليست واضحة تمامًا بهذا المعنى، والأمر الآخر أن المكان بالنسبة لنا سيِّئ للغاية، فنحن بحاجة لأماكن مفتوحة والتي يمكن أن يراها الناس، ولم يكن مفهومًا لماذا هذا المكان، وكان عندنا يوم 16 آذار الذي كنا نحضّر له منذ فترة طويلة ونحشد له، وكان القرار أن يأتي الشباب من مدن أخرى ومحافظات أخرى، وكان هناك ناس جاؤوا قبل ذلك يأيام وناموا في دمشق، وكان هناك لافتات ولوحات. لذلك كان قرارنا أن نراقب ونجعل اهتمامنا الأساسي في يوم 16 آذار، وكان هناك أيضًا خلفية 5 شباط، وتلك الدعوات التي قد لا تكون حقيقية، وأتذكَّر مع ذلك نزلنا أنا ونارت [عبد الكريم] ولم نعرف إلى أين نذهب حقيقة. نزلنا إلى الحميدية ودخلنا من شارع الحميدية، ودخلنا من أوله، والتقيت أنا ونارت عند مدخل الحميدية، وأكملنا باتجاه الجامع الأموي، وكانت ربما [قد] انتهت [المظاهرة] أو [على وشك أن تنتهي]، ولكن لم نستطع أن نصل إلى الحدث كحدث في وقته.

كان هناك شباب من داخل سورية، وكان هناك أذكر شخصًا اعتُقِل أكثر من مرَّة وتحدثت مع والداته وكانت في السعودية ... صبر درويش [كان] من الشباب الذين نزلوا [إلى المظاهرة]، ومرت عدة ساعات حتى عرفنا أنَّه اعتُقل في وقتها، وكان شاب من بيت دريد [سامي دريد]، وكان أحد الأشخاص المنظمين وكانت والدته مع أخته أو أخيه في السعودية، وتحدثت مع والدته مطولًا وكان قد اعتُقل، وفي نفس الوقت لم يكن لها [لتلك المظاهرة] صدى، ولم يتمّ الحديث عنها في وقتها، ولم تخرج الفيديوهات في نفس اليوم ولم تُعرف الأسماء، ومرت في وقتها مرور بشكل أو بآخر، ولم يكن هناك أثراً واضحاً تماماً بالنسبة لنا. لكن كان هناك حراكًا وهناك دعوة وأشخاص نزلوا [إلى الشارع]، وهذا كان بحدّ ذاته تطورًا عن 5 شباط (يوم الغضب) مهمًّا للغاية، وبعد حادثة الحريقة صار هذا "الممكن" أن يحصل، ولكن لم يكن هذا الشكل المتخيَّل.

وكانت الكتابات في كل الأماكن، وكان قد كُتب على جدران مدرسة "اجاك الدور يا دكتور"، وغير معروف إذا كان الأولاد هم من كتبوها، أو كانت أسماؤهم موجودة على الحيط بشكل اعتباطي منفصل، تقارير أمن، وحقيقة إلى الآن الرواية ليست دقيقة أو واضحة على الأقل بالنسبة لي. بالتأكيد هناك كتابات على الحيط وأطفال اعتُقلوا، وكل هذا حقيقي، ولكن السياقات العامة لها قد تكون متضاربة بين الذي كنا نسمعه في وقتها وبين الذي شاع لاحقًا. وكنا نتواصل مع أشخاص كثيرين في درعا، وكان حسن كامل يتواصل بشكل جيد للغاية، وكان هناك مجموعة كبيرة من الذين نعرفهم، وبمن فيهم هيثم مناع وأخوه [معن العودات] رحمه الله، وكان أيضًا شاب يعمل معهم وهو مقيم في السويد، ويأتي دومًا إلى سورية، وكان أيضًا هناك تواصل معه، وكان أيضًا أيمن الأسود، وكثيرون كان هناك تواصل معهم، وفي تلك الفترة كان التواصل مع الكل، ولا أظن هناك منطقة في سورية لم يكن هناك تواصل معها بشكل أو بآخر، وبنفس الوقت الناس الذين نعرفهم، وبشكل أساسي المعتقلون والمعارضة والمحامون وأصدقاؤنا، والذي يعرِّفك على هذا وذاك، وهكذا كانت القصص بوقتها.