أتت كلمة "التنسيقية" حقيقة من تونس، هم من استخدموها، ورأينا أنها حالة تعبِّر عن حراك مجتمعي غير مؤطَّر سياسيًا، وليس خلف قيادة حزبية أو شخصية، وقد تكون حالة مرنة لما يحصل في سورية في ذلك الوقت، وصحيح أننا كنا دائمًا نحلم بالثورة والربيع العربي ونتخيلها في سورية، ولكننا أيضًا ليس لدينا تجربة؛ فكلمة تنسيقية كانت جيدة وتعبّر عن [الحالة] بشكل لطيف، وأتى الشباب وكانت رزان [زيتونة] تقول: نسميها "لجان"، وهذه الكلمة التي كنا متعودين عليها: لجان إحياء المجتمع المدني ولجان الدفاع عن الديمقراطية، وكونه أنَّ هناك حالة لا مركزية.

كانت الفكرة تنظيم الحراك، بل تحديدًا تنسيق الحراك، وهنا أنا أضفت كلمة "المحلية"، وتناقشنا فيها طويلًا وأصرّيت على "المحلية"، وأصبح الاسم "لجان التنسيق المحلية في سورية "، والفكرة الأساسية [منها] أنَّ هناك حراكًا يخرج في مناطق متعددة ونحن على صلة به، فكيف يمكن أن ننسق بين هذه المجموعات التي تتظاهر والحركات والمبادرات التي تحصل هنا وهناك؟ فهي بالنسبة لنا عملية تنسيق، وكيف يتمّ التنسيق بين هذا الحراك، وكنا قد بدأنا نقول: كيف يمكن أن نخفف الضغط على درعا، وبالتالي يجب أن تخرج أماكن أخرى [للتظاهر]، وهذه من الأشياء التي كانت تُطرح. وأتت الفكرة من هنا وصار الاسم "لجان التنسيق المحلية"، وطلبنا من ريم بوقتها أن تصمّم لوغو (شعارًا)، وهي ريم غزي، وبدأنا [بذلك] منذ شهر نيسان، وكنا أيضًا لدينا هذه الأفضلية أنَّنا نعرف بعضنا من سنوات طويلة ومنتشرون في كل المحافظات ومعروفون بالنسبة للآخرين وموثوقين أنَّنا معارضة، وكان هذا في المرحلة الأولى، وهذا التأثير ما استمر طويلًا، وبعد عدة أشهر بدأ ينحسر لصالح قوى أخرى ولصالح أشكال أخرى، ولكن شهور نيسان وأيار وحزيران وتموز كانوا أوج تأثير لجان التنسيق المحلية.

اتفقنا على الاسم وأصبح الاسم "لجان التنسيق المحلية"، وكنا نريد لوغو (شعارًا)، وريم صمّمت اللوغو وكان عبارة عن شعار القبضة، والذي هو اللوغو (الشِّعار) الكلاسيكي للحركات المجتمعية، واستُخدم في كثير من الأماكن، وأتت ريم بالصورة وهي تشرح، وأذكر قلت لها: افتحي يدك، و[لا تجعليها قبضة]. وكنا ننظر كلنا في الموضوع، وقالت رزان: لماذا؟ أنت "هرموش" المخالف، وقبل يومين كانت مسألة إضافة "المحلية" إلى اسم اللجان. وقلت لها: أولًا هذه القبضة استُخدمت كثيرًا، وثانيًا: لها طابع عنفي بمعنى من المعاني، فلذلك يجب أن نجعل اليد مفتوحة وهي تعبر عنَّا أكثر، وأحبوا الفكرة، وذهبت ريم وصمّمت إطارًا حول القبضة علم قوس قزح وهو علم التغيير، ولكن في الذهنية العامة له دلالات لها علاقة بالمتحولين جنسيًا، وأنا كنت خائفًا من [ردة الفعل بخصوصه]، ولكن كان القرار النهائي أنَّ هذا له علاقة بالتنوّع والتغيير، فلنعتمده، وصار هذا اللوغو لوغو اللجان.

لم يأخذ وقتًا تشكيل لجان التنسيق المحلية، ولم يأخذ الكثير من الجهد؛ فالنواة الأساسية كانت موجودة ونحن كنا موجودين وهؤلاء الأشخاص يعملون مع بعض تاريخيًا، وهناك ثقة وكل تلك التفاصيل، فهو كان تحصيل حاصل هذا الاسم واللوغو. وكان هنالك أيضًا أشخاص موجودون في الخارج وهم كانوا قد خرجوا من سورية قبل 2011 وهم أصدقاء وجزء من النشاط، وكان أيضًا هناك تواصل معهم وهذا الذي أتى بذاك وهذا الذي عرّفنا على ذاك، فكل الأدوات موجودة وكذلك الرؤية ومن نحن، كل ذلك كان موجودًا. فتشكيل اللجان لم يستغرق وقتًا وجهدًا في المرحلة الأولى؛ لأنَّنا عمليًا كنا فقط بحاجة لواجهة بالمعنى الإعلامي: الاسم واللوغو، وما تبقى كل الأشياء الأخرى كانت موجودة، والاحتياج للتنسيق بين هذه الحركات التي تحصل على الأرض في مناطق مختلفة كان واضحًا وفاقعًا ولا يحتاج إلى كثير من الاجتهاد.

أظن أنَّ الذين كنا نتحرك من الشهر الأول من العام 2011 وبشكل مباشر وتحت بند التظاهرات والشرارة كنا قرابة 16 أو 17 شخصًا.