الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أسماء الجمع والتوظيف السياسي للشارع

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:53:12

أسماء الجُمَع بشكل أساسي كانت من صفحة الثورة السورية، كانت تخرج التسميات من هناك، وكان هناك أكثر من محاولة لحوكمة هذه القصة، مرة من خلال التصويت ومرة من خلال المقترحات، وأظن مرة من المرات كانت "النقلة الديمقراطية" فأصبحوا يضعون 3-4 خيارات ويطلبون التصويت عليها، وكنا نقول لهم: أنتم تضعون الخيارات في النهاية، وأي خيار أنتم الذين تضعونه. ثم أصبح هناك لجنة ثلاثية: صفحة الثورة ولجان التنسيق المحلية وأظن اتحاد التنسيقيات، وأصبحت الخيارات توضع بشكل مشترك، وأظن أن هذه واحدة من مشاكل "ديمقراطية وسائط التواصل الاجتماعي" التي لا تُحكم. وأعتقد أن هناك تسميات للجمع ساهم بها الجيش الإلكتروني للنظام أو مؤيدو النظام، ودخلوا وصوّتوا لتسميات لها دلالات كانت تخدم خطتهم وتوجههم بهذا الخصوص، وكنا نرى هذه النتائج في آخر نصف ساعة، وفجأة يكون هناك 20 أو 30 ألف صوت، وفي آخر ساعة يقلب اسم الجمعة. وواحدة من الإشكاليات التي حصلت في "جمعة الوحدة الوطنية"، ولا أذكر التسمية الأخرى التي طرحوها، وأصبح هناك خلاف ونزلت المظاهرات بتسميتين للجمعة، واحدة من اقتراح لجان التنسيق المحلية، وكان هناك قفزة في العدد وفرق 42 ألف صوت، وعادة كان يتمّ حسم اسم يوم الجمعة في يوم الأربعاء ويُغلق التصويت، فتمّ تمديده إلى يوم الخميس ولا نعرف [كيف اتُّخذ] القرار، وفي اليوم التالي أصبح هناك فرق 18 ألف صوت لصالح التسمية الأخرى.

وواحدة من المشاكل الأساسية التي وقع بها السياسيون والنخب هي "الشارع"، وهذه كانت واحدة من الكوارث، وهو "كلام حق يُراد به باطل"، بمعنى أنه في النهاية أي حراك سياسي وتغيير هو المفروض أن يكون لخدمة المواطن، ولكن أيضًا أصبح يُستخدم هذا الكرت أنَّ "هكذا يريد الشارع"، وحقيقة استُخدِم بأسوأ ما يمكن إلى درجة أنَّه حتى الشارع ظُلِم بهذا الخصوص، وأصبح أيضًا سيفًا، بحيث أنه في مواجهة أي طرح سياسي فورًا يتمّ رفع هذا السيف في وجهه والقول: "الشارع لا يريد ذلك".

لم يكن الموضوع سهلًا، وبرأيي استُخدِم هذا الموضوع ووظِّف سياسيًا. فهدف كل تغيير ديمقراطي هو خدمة المواطن الذي هو المجموع والكل والشارع، ولكن تمّ توظيف الشارع بمنطق القطيع، وتمّ توظيفه سياسيًا بشكل واعٍ، بمعنى [وعلى سبيل المثال] نحن نعرف -وهذا كان واضحًا- أنَّه لن يكون هناك حظر جوي والناتو لن يتدخّل مثل ما حصل في ليبيا، ولكن تمّ إيهام الشارع بذلك من خلال الضخ الإعلامي. ولم تعد لا اللجان [لجان التنسيق المحلية] ولا منطق التنسيقيات هو اللاعب الوحيد على الأرض في سورية، بل وعلى العكس: ابتداءً من شهر تموز بدأ ينحسر الوزن السياسي للتنسيقيات وبما فيها لجان التنسيق المحلية على الأرض. وبدأت القصص تذهب باتجاه المزاودات، وحقيقةً ذلك لم يكن بالضرورة بدون نضج سياسي، على العكس قد يكون بخبث سياسي. فليست المسألة أن تلك الكيانات أو الشخصيات أو هذه الكتل لم تكن ناضجة، أو أنها لم تكن تعلم أنَّها تلعب هذه اللعبة المؤذية باستخدام سيف الشارع وتوظيف الشارع، بل أظن أنَّه كان هناك استخدامًا واعيًا وناضجًا، وليس أبدًا بعيد النظر، بل على العكس كان بمنطق [براغماتي يعتبر أنه] الآن أنا أكسب، أو [كان الاستخدام] في حال [طرح] قضية لا يوجد توافق عليها أو هناك جهات ضدها، عندها يتمّ استخدام سيف الشارع والقول "هذا ما يريده الشارع".

حقيقة كلهم ظلموا هذا الشارع، وخصوصًا ابتداءً من الشهور التي تلت الشهور الأوائل، الكل ظلم هذا الشارع؛ لأنه كان حقّ الناس علينا كلنا وعلى السياسيين وعلى الكتل السياسية أن تجد قيادة سياسية لهم، بينما الذي حدث بشكل عام، ومرة أخرى هذه وجهة نظري، أن السياسيين لم يكونوا الصف الأول الذي يقود الشارع، بل وقفوا وراء الناس من الخلف وكانوا يدفعون الناس في الاتجاهات التي يريدونها؛ فالذي يريد أسلمة كان يدفع الشارع في هذا الاتجاه ويقول "شارعنا إسلامي، ونحن بلد ثقافتنا إسلامية، ونحن الغالبية العظمى مسلمون"، والذي كان يريد تدخلًا خارجيًا كان يقول "هو الشارع، وأنا لا أريد ذلك وأنا ضد التدخل الخارجي، ولكن الشارع يطالب بحماية دولية". فتمّ توظيف الشارع بهذه الطريقة، وتمّ دفع الناس على اتجاهات سياسية ومقولات سياسية، وحقيقةً لم يكن الشارع [هو المعني] خصوصًا كونه شارعًا مفرغًا من العمل السياسي لمدة 50 سنة تقريباً، ولا يتحمّل هو المسؤولية، إنما تتحمّلها النخب السياسية والأحزاب والتنظيمات والناس التي تلعب كرت الشارع بشكل واعٍ وناضج، بما فيها مسألة العسكرة والتسلح، وبما فيها حتى المسألة الطائفية. صحيح أن النظام طائفي، ويستند ببنيته وتركيبته منذ اليوم الأول على المسألة الطائفية، والطوائف موجودة وحاضرة، والثورة أو النظام لم يخترعا الطوائف في سورية فهي موجودة، ولكن هل كان هناك استعداد لدى الشارع السوري بشكل تلقائي وطبيعي للدخول بصراع طائفي؟ كي لا نضحك على أنفسنا، جزء مما يحدث اليوم في سورية هو حرب أهلية سواءً ببعدها الديني الطائفي أو ببعدها القومي والإثني، والثورة في العام 2011 شيء وما يحصل اليوم وواقعنا شيء مختلف، ولا نريد أن نعيش في حالة فقاعة رومانسية بمعنى من المعاني. وفي كثير من المجريات ظُلِم الشارع واستُخدِم ووُظِّف ليحمل أجندات هي ليست بالضرورة أجنداته ولا هي قناعاته، وتمّ دفعه باتجاهها على أساس أنَّه هذا هو الحل وهذا هو الخلاص. والنظام كي يستمر بالحكم يومًا إضافيًا لو كان على حساب دماء السوريين ومصالح الدولة السورية والمصلحة الوطنية لا يتردد، فبالنسبة له أن يحكم يومًا إضافيًا أهم من الدم السوري ومن سورية كدولة ومن كل شيء، والنظام أجندته هي الاستمرار في السلطة فقط وهذا هو المهم والمقدس الوحيد لديه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/15

الموضوع الرئیس

تنظيم الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/90-65/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

الجيش السوري الالكتروني - النظام

الجيش السوري الالكتروني - النظام

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية

حلف شمال الأطلسي - الناتو

حلف شمال الأطلسي - الناتو

الشهادات المرتبطة