تهميش لجان التنسيق المحلية وظاهرة العرعور
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:40:00
العرعور [عدنان العرعور] في الأيام الأولى كان ضد الثورة السورية، [وذلك] ليس معروفاً [بشكل واسع]، وكان له على قناة "وصال" ساعات من شتم الحراك، ودعوة الناس لعدم النزول إلى الشارع، وفجأة العرعوروبكبسة زر أصبح "غيفارا" الثورة السورية، وهذه واحدة من الأشياء التي قد لا تكون أشياء أصيلة ضمن المجتمع، بل هناك ما يكفي من الأسباب الذاتية والموضوعية لظهورها، وهناك حالات ظهرت جزء منها إعلام، وجزء منها المشاعر غير الطبيعية، ولم يكن أحد منا، والناس تحديدًا، يستطيع التفكير بعقل بارد؛ فهناك موجة الربيع العربي وحلم التغيير الذي حدث في تونس وفي كل الدول الأخرى، وفي نفس الوقت هناك عنف النظام وإرهابه ودمويته، كل ذلك ولَّد هذا النوع. وفجأة اكتشفنا أنّ هناك لاعبًا وليس فرداً، لاعباً سياسيًّا مهمًّا اسمه العرعور، والشيخ عدنان العرعور عنده منبر، وهذه واحدة من المسائل التي فعلًا لم تكن موجودة عندنا، وبعد فترة وحتى مع [قناة] الجزيرة وقنوات أخرى، كان هناك على ما نعتقد قرار بتهميش اللجان [لجان التنسيق المحلية في سورية]، وتهميش نمط معين من الحراك، وكان هناك حراك في مناطق معينة، وله صبغة طائفية معينة وكان يُتَعَمَّد ألا يظهر هذا الحراك.
والشيخ عدنان العرعور لديه منبر، ولديه كاريزما، ولديه هذا الاستناد الديني، ولديه أموال ودعم، وحقيقة المناطق التي نحن خرجنا منها كلجان تنسيق محلية خرجنا منها بالأموال، حيث بدأ ضخّ الأموال، وفي أماكن معينة كانت من خلال رجال الدين، وبدأ شيئًا فشيئًا توزيع الأموال على العائلات تحت بند معتقل أو مصاب. في الوقت الذي كنا نعتمد فيه حالة الطهرانية التي أُديرت بها الأمور، ولذلك قلت: إنها واحدة من الأخطاء، وأنا أتحمَّل جزءًا من [المسؤولية] بخصوص هذا الموضوع، ولم يكن لدينا إمكانية أن نلبي احتياجات الناس، وكان هناك مناطق قد بدأت تُحاصر، وهناك شباب مطلوبون غير قادرين على الذهاب إلى العمل، واعتقالات وعائلات فعلًا بحاجة، وليست مسألة ترف، فكان هناك احتياجات، ولم نكن قادرين على تلبية هذه الاحتياجات، بينما الآخرون كانوا قادرين.
ولم يعد لدينا هذا التأثير الأكبر، والتأثير ذهب نحو جهات أخرى، واحتياج الناس ليس عيبًا، ونحن بشر في النهاية، وكلنا لدينا احتياجات وهي احتياجات حياتية، ونتيجة عنف النظام والاعتقالات والمئات والآلاف في المنطقة يكونوا مطلوبين أمنيًا ومناطق تُحاصر بمعنى من المعاني. وهذا أمر طبيعي، والناس لديها احتياج، وأيضًا لا نريد أن ننسى أنَّ هناك طابعًا اقتصاديًّا للثورة بمعنى أنَّ المناطق المحرومة والمهمّشة والمناطق التي كان بها احتياجات حقيقية للتنمية، وهذا طبيعي وليس عيبًا، وهذه المناطق هي التي كانت الأكثر ثوريةً وتصديًا والأكثر انخراطًا ضد النظام، أكثر من المدن والطبقة الوسطى العليا والناس الميسورة، وهكذا هي الثورات وحركات التغيير المجتمعية. ونحن نتحدث عن شريحة القسم الأكبر منها هو بالأساس ضعيف اقتصاديًا وصار لديه احتياجات، ونحن غير قادرين على تلبيتها، ووجد عند الآخرين تلبية هذه الاحتياجات، وليس معنى ذلك أنَّ الثورة تحوّلت إلى احتياجات، ولكن هذا أيضًا عامل [مؤثر] وتمّ صرفه في السياسة، وكثير من الحركات عبر التاريخ ليس في سورية فقط، بل في كثير من البلدان، دخلت من الاحتياجات وجيَّرت (وظَّفت) تلبية الاحتياجات سياسيًا، فهذا كله يُصرف في السياسة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/15
الموضوع الرئیس
أسلمة الثورةكود الشهادة
SMI/OH/90-66/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
قناة وصال
لجان التنسيق المحلية في سوريا
قناة الجزيرة