أحداث اليوم الأول لمجزرة البيضا في أيار 2013
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:36:16
كان هناك عطلة عطلة رسمية حكومية مدة 4 أيام. كان هناك عيد العمال وبعدها عدة عطل فالناس كلها مجمعة احتفالاتها في تلك العطلة، وبشكل عام لم يكن هناك دلائل على مجزرة الجو نوعاً ما هادئ ولكن الظروف الاقتصادية بشكل عام صعبة وأذكر أن سلفي كان يعمل في بيع الغاز وبيته لا يفضى من الناس وهي تترجاه أن يدبِّر لهم جرة غاز.
وفيما بعد علمنا أنَّ هناك أشخاص لديهم علم أو تلميحات أنَّه سيحصل شيء في البيضا ولكن لا يعلمون ما هو ومتى بالضبط وما هو أيضاً. الذي حصل أن الناس أجلوا الأفراح لهذه العطلة، بما أنَّها 4 أيام.
فكل الأشياء (المناسبات) سواء في البيضا أو بانياس والبيضا كان أكثر ، بما أنَّه يوجد فيها نسبة مسافرين كبيرة وطلاب يدرسون في الجامعات والأمهات أصروا على أولادهم في الجامعة أن يأتوا في العطل للزيارة. والخاطب قرر أن يتزوج في تلك العطلة وبشكل عام أكثر الأيام التي يجتمعوا بها أهل القرية مع بعضهم. و أحد الدلائل التي عرفناها فيما بعد:
أولاً- خالتي حين اعتقلوا النسر قبل يومين من المجزرة أحد عناصر الأمن أخبرها :" يا خالتي اطلعوا برا الضيعة لأنَّ القادم خطير جدًا"، فعلمت أنَّه سيحصل شيء ولكن لم تعلم ما هو بالضبط، بشكل عام الناس تخوَّفت والشباب الذين كانوا يتدربون أو ناشطين مع حسان بالخفاء كانوا حذرين أكثر أيضاً.
كذلك تمَّ سن عدد كبير من سواطير وسكاكين أهالي القرى المجاورة لدى أحد الحدادين -لا أعرف إذا تحدَّثت به في الجلسة السابقة- وهو لم يكن يعلم ما هي القصة.
أيضاً يوجد أشخاص كثيرين من حزب البعث في القرية علاقتهم جيدة مع الأمن، خرجوا في ذلك اليوم ولم يخبروا أحد علموا أنَّه سيحصل شيء في القرية .. هذه بعض الدلائل.
أيضاً النظام أخرج أخبار من قبيل أنَّه بسبب التحقيق مع حسان صار هناك اعترافات وعلى هذا الأساس [بسبب ذلك] هو عمل المجزرة، وبعض الأخبار أنَّ الشباب عملوا كمين لإحدى الدوريات التي كانت متجهة إلى القرية. طبعاً الشباب كانوا حذرين جداً بعد أخذ (اعتقال) حسان لأنَّه يعرف -تقريباً- كل المعلومات عن كل الشباب. من الممكن أن يكون حصل نوع من الاشتباكات الخفيفة ولكن هذا ليس مبرر لأنَّهم قتلوا أطفال ونساء في المجزرة.
في 2 أيار 2013، أنا كنت في المدينة في بانياس والبيضا هي قرية تابعة لمدينة بانياس، أنا كنت في حي ابن خلدون ومتنقلة بين ابن خلدون وحي الميدان، وكان هناك حي يعتبر مركز ًا للسنة في مدينة بانياس وهو رأس النبع.
وفي 2 ايار 2013 صحينا الساعة 7 صباحاً -وقبلها بيوم طبعاً لم يكن هناك شيء صوت رصاص ولا شيء- استيقظنا على صوت رصاص كثيف للغاية وأصوات أخرى قوية عرفنا أنَّها مدفعية، وبعض الناس قالوا أنَّها قنابل صوتية من باب التخويف أكثر .. أنا كنت في بيت أهلي ولكن بما أنَّ بيت أهلي تعرَّض لكثير من المداهمات خفت وانتقلنا إلى بيت عمي (أهل زوجي) الذين كانوا في حي الميدان، وفي نفس الحي كان بيت خالي الذي اجتمع عنده خالتي التي نزلت الى بانياس بعد ما أخبرها هذا العنصر [بضرورة الخروج]، فكان في بيت خالي تجمع لعدة عوائل من البيضا.
وكان أيضاً زوج خالتي وشخص من القرية -استشهد أحد أبنائه- أما هو هو وزوج خالتي فكانوا يعملون في شركة خاصة ولا تنطبق عليهم العطلة الحكومية ولذلك يعتبرون أنَّهم ناجين من المجزرة بسبب أنهم مداومين في العمل.
في ذلك اليوم، بعد ما سمعنا صوت قوي أخذت أبني وخرجت وركبنا السيارة, خفنا أن يكون مداهمة ولم يحصل مثل عادة أي اقتحام قطع للكهرباء أو الاتصالات كان كل شيء عادي جداً، فقط كانت الأصوات جداً كثيفة وقالوا في قناصات وطلعنا في السيارة وانطلقنا إلى بيت عمي, وكان أي أحد يرانا في الطريق يقول لنا:" ارجعوا إلى مكانكم ويستهدفوا السيارات ويوجد قناصة".
ولكن موضوع البقاء في بيت أهلي كان خطير جداً بالنسبة لنا، حتى وصلنا إلى بيت عمي ولا أحد يعرف بالضبط ماذا يحصل ولكن قالوا يوجد دبابة في برج الصبي تستهدف أحياء في بانياس. وتواصلنا مع أهالينا في البيضا وصرت أتردد على بيت خالي وهو قريب علينا (جارنا) من أجل أن أعرف الأخبار.
جميع الموجودين في بيت خالي (خالتي وأولادها وخالي وأولاده وخالي الآخر وأولاده وبشكل عام كان في أربع خمس عوائل في المنزل) على تواصل مع أشخاص في البيضا. وكانت زوجة النسر الذي اعتقل قبل يومين في نفس المنزل.
كانوا على تواصل مع خالتي هالة وأولادها التي هي في قلب البيضا، من بينهم محمد الذي استشهد فيما بعد، وقالوا هناك دبابات تأتي من الجبال .. من الأربعين وتدخل إلى البيضا ويوجد الكثير من العناصر محملين[بالآليات] ولكن الناس لايعرفوا ما يفعلوا بالضبط.
بعد قليل أتت أخبار أنَّ هناك اعتقالات تعسفية للكل، وفي حارة خالتي التي هي قريبة على بستان السياح أخذوا الرجال وجمعوا النساء في غرفة واحدة، إلا خالتي تركوها في الخارج أخذوا ابنها وقوصوا زوجها بعد ذلك أخذوه مثل من البيت مع أولاده وطول الطريق وهم ماشين بهم يضربوهم ويعذبوهم وصار تكسير أضلاع وأخذوا أولادها وزوجها أمامها وهي تركوها في الطريق وهي أكثر شخص رأى لأنَّ كل النساء حبسوهن في غرفة ولم يسمحوا لهن أن يرين شيء، وأعطوها كيس فيها مادة لونها أصفر وهي توقعت أنَّ فيها مادة ليحرقوا البيوت وهذا الكيس أخافها كثيراً وبقيت تمسكه واقفه به وبقيت تترقب وكان يأتيها كثير من التهديدات وكلام مؤذي ورأت أولادها وهم ماشين وصاروا ينادون لها وقالت لهم : " الحمدلله أنتم رايحين لرحمة الله أنا الخوف عليي".
بعد قليل تمكنت من الهروب إلى المكان الذي تتجمع فيه النساء، دخلت إليهن ورمت الكيس في الحمام وبقي تجمع النساء بحيث لا يعرفوا حتى أتى بعد فترة طويلة من الاعتقالات كل الناس أحد العناصر بالسر قال لهم إذا تريدون أن تذهبوا إلى مكان آمن اذهبوا من هذا الطريق، يوجد نساء أخريات بقوا في بيوتهم ولكن بقوا محاصرين، ابنة خالتي كانت مع بيت حماها في قبو (حين كنا نسمع أصوات تدل على القصف ننتقل إلى الأقبية) وخالتي كانت مع زوجهاو أولادها، ولكن النساء الأخريات كانوا في القبو تحت والذي حصل أنَّه بعد ما أخذ الكثير من الرجال، واحد من العناصر صف كل النساء وكانوا النساء خمس عوائل.. صفهم على الجدار وكان سيرشهم (يقتلهم) لكن أتى عنصر ثاني وقال له: "تعال.. تعال وجدنا 5 دراجات نارية". فتركهم وذهب ليسرق معهم الدراجات.. نجوا فداءً للدراجة النارية .
طبعًا، كان أكثر التواصل مع محمد، وبعد ذلك قُطِعَت أخبار محمد ولم نعرف عنه شيء، وفيما بعد عرفنا من خالتي أنَّه استشهد. وفي مناطق ثانية في القرية أنواع ثانية من القتل وهؤلاء أغلبهم قتلوا بالرصاص وتكسير الأضلاع. حكت لنا إحدى النساء عن عثمان ابن خالتي وعثمان وهو أخ النسر، وهو الوحيد من أولاد خالتي الذين بقي في القرية ولم ينزل معهم لأنَّه كان يريد أن يهتم بالحيوانات التي يربوها؛ الدجاجات والماعز .
رأته أضلاعه مكسرة تماماً وغير قادر على المشي، وجهه مغطى بالدماء، ترجت خالتي العنصر كي تغسل وجهه ليرتاح قليلاً، وأحد العناصر سمح لها بعد كثير من الترجي بعد ما غسلت له وجهه رآها عنصر ثاني بهدلها (أنبها) وبهدل (أنب) العنصر وعاد وأخذه|، وبعد ذلك استشهد .. ورأت الحيوانات التي بقي من أجلها (عثمان) مقتولة جميعها.
جاءتنا أخبار عن أماكن ثانية في الضيعة، تم قتل[الأشخاص] فيها عن طريق الهرس بالبلوك (الحجارة الكبيرة)، كان هناك أشخاص كثيرون في الساحة، وهناك عائلة البياسي وهي عائلة كبيرة، تم اعتقالهم وقتلهم على أساس أنَّهم من بيت الشغري، وهذا يدل أنَّ الموضوع ثارات وليس موضوعاً سياسياً فقط؛ لأنَّهم بعد أن قتلوهم، أحد الأشخاص كان مختفياً خلف برداية أو الأصح ستارة، ورآهم يحتفلون بعد أن قتلوا كل العائلة، ويقولون: "آخر معاقل بيت الشغري". لو رأوا هوية واحد منهم كانوا عرفوا أنَّهم ليسوا من بيت الشغري، الذي حصل بالضبط بحسب ما قالت لي واحدة(سيدة) خطيبها هو أحد أفراد هذه الأسرة، وكان في ذلك الوقت معتقلاً، وكانت على تواصل معهم لآخر لحظة حتى اختفى منهم آخر صوت، قالت لي: صفوا الرجال من الوراء وأمامهم النساء وأمامهم الأطفال من أصغرهم، وبدؤوا بالقتل من الأصغر سناً إلى الأكبر سناً ومن النساء للرجال حتى يحرقوا (قلب) الكبير على الصغير.
وكانوا أيضاً يدخلون على البيوت، ويأخذون الرجال، وأحياناً بعض النساء تصرّ، وكانت هناك واحدة اسمها منار متزوجة حديثاً، وكنت أراها في الجامعة، كانت عروساً، فحاولت أن تأخذ زوجها، وهم أصروا أن يأخذوه، فلحقته، وقالت لهم: إما أن نموت سوية أو يظل معي. فقتلوهما معًا في ساحة "البيضا".
رأينا أيضاً جثثاً محترقة، وإحدى وسائل الذبح -كانت هناك دكان، نسيت اسمها، وهي بجانب الجامع القديم في الساحة- يجمعون عدداً كبيراً من الشباب وهم أحياء، ولكنهم مكبلون بتلك الطريقة (أيديهم للخلف حسب ماتشير بتول)، وبعد ذلك حرقوهم كلهم، ورأوهم جثثاً محروقة تماماً.
كانت خالتي هالة تبحث بين الجثث بعد ما قتلوا الأغلبية، وتبحث بين الجثث على أولادها، وعرفتهم من إصبع إبهام محمد، وكانت هناك علامة على إصبعه، وعرفت أنَّ هذين الاثنين الذين كانا جثتين ملتصقتين ببعضهما، عرفت أنَّ هؤلاء أولادها، و رأت زوجها بمكان ثان بجانب الجامع، رأته مقتولاً، وحاولت أن تستره بسجادة جامع كي لا تبقى جثته هكذا.
الغريب أنَّه في اليوم التالي حين عادوا إلى الضيعة كي يحاولوا أن يأخذوا أي شيء منها رأوا نفس الجثث التي رأوها أول يوم، ولكن بزيادة التشوهات، مثلاً: كانوا قد مثّلوا بالجثث، كأنَّ أحداً قد عاد، وذبح أكثر، ومثّل أكثر. هناك بيوت كثيرة احترقت من بينها نصف جزء من بيت خالتي، والبيت الذي كان فوق بيت خالتي بيت سلفها تهدَّم أثناء المجزرة، وصاروا يكسرون منه البلاط بحيث ينزل على المنازل الذي تحته، ويرمون منه أشياء، وهناك منازل تهدمت بالقصف، وكان هناك الكثير من أنواع القتل، وهناك كثير من الشباب لم نعرف عنهم أي شيء، لم يروا جثثهم، ولكن فيما بعد رأينا أنَّه في صفحات "الفيسبوك"، وفي نفس اليوم كان هناك في صفحات "الفيسبوك" [المؤيدة للنظام تنشر]: "البيضا تسلق.. والإرهاب يمحق".
بعض النساء العلويات صرن يتفاخرن أنهن قتلن شباب "البيضا" الذين أتوا إلى قراهم بزجاجات المشروب المكسرة، كسروها على رؤوسهم، وصارت مزايدات: بكم تعطيني هذا الرأس لأقتله أنا وهكذا.
هذا كلّه كان في أول يوم، ونحن كنا نسمع الأخبار من بيت خالي، وكان أحد الرجال الذي هو أب الطفل الذي كان مرتدياً ملابس برشلونة، وكان في نفس اليوم، رأينا صور ابنه، طبعاً، الشباب الذين كانوا مع النسر في الليل عادوا، وحاولوا ليروا ما يمكن إنقاذه في البيضا، هل هناك من يريد أن يهرب، فيأخذونهم بالسيارات، تقريباً عند المغرب، ذهب الشبيحة والأمن من الضيعة، وحاولوا أن ينقذوا، ونقلوا عدة صور صوروها، وأرسلوها لنا، وحاولوا أن يأخذوا الأشخاص الذين مازالوا على قيد الحياة، وسمعنا أن خالتي لبنى طلعت(خرجت) إلى الأحراش هي وأولادها، إلى البراري، إلى مكان لا أحد يعرفه، وانقطعت أخبارها تماماً، وخالتي هالة نفس الشيء، خرجت هي وبناتها، وبعد ذلك لم نعد نسمع عنها أي شيء حتى اليوم التالي، وفي هذا اليوم الأول، وصلتنا أخبار الذين قتلوا بالإضافة إلى أشخاص منهم سمعنا أنَّهم قُتِلوا وتبين أنهم على قيد الحياة، وهناك أشخاص ظننا أنهم عايشين (أحياء) فاتضح أنهم شهداء. وصل تقريباً عدد الذين نعرف أنَّهم غير موجودين لـ 700 إنسان استشهدوا يومها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/01/13
الموضوع الرئیس
مجزرة بانياسانتهاكات النظام في بانياسكود الشهادة
SMI/OH/57-14/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2 أيار 2013
updatedAt
2024/10/26
المنطقة الجغرافية
محافظة طرطوس-مدينة بانياسشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية